الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تحقيقات. /
فقراء اليمن يستقبلون شهر رمضان بالحراف.. وتجار الموت يضخون سمومهم في السوق

25/06/2014 15:26:42


 
تحقـيق: رشيد الحداد
لم يكن بسطاء هذا البلد أفضل حالاً من رمضان الماضي، فها هو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن يداهم المواطن اليمني الذي يعيش بين سعيري الأسواق المحلية والمواجهات المسلحة التي اقتربت من العاصمة صنعاء، وباتت تتهدد ثلاثة مليون نسمة من سكان العاصمة، وهو ما يضع سكان العاصمة، ومعظمهم من البسطاء والكادحين، أمام خيارات صعبة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع القدرات الشرائية الى أدنى المستويات في ظل ارتفاع فاتورة الإنفاق. عاد رمضان - شهر التوبة والغفران - واليمن واليمنيون يعيشون وضعاً استثنائيا،ً ويعايشون حرباً وقحطاً وفقرا وبطالة، وعلى الرغم من بؤس الحال، إلا أن أسواق العاصمة بدأت تستقبل الآلاف من المستهلكين لشراء احتياجات الشهر الكريم.يعيش البسطاء والفقراء والكادحون اليوم أسوأ حال بعد أن تضاعفت أعدادهم، وتصاعدت هموم عيشهم، وباتوا أسرى تناقضات الماضي المليء بالحسرات والحاضر الذي احتضرت فيه الآمال التي علّقها المواطن اليمني على حكومة الوفاق الوطني.تهالك القدرات الشرائية فالأسواق المحلية استعدت بكميات تجارية من السلع والمنتجات التي يرتبط استهلاكها بالشهر الكريم والأسواق المحلية دشنت مهرجاناتها السنوية لاستقطاب المستهلكين، والأسواق القديمة عرضت كل ما لديها من منتجاتها، محلية الإنتاج، ورغم ارتفاع العرض إلا أن الأوضاع الاقتصادية، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن اليمني لم تدعم الطلب الذي لا يزال بانتظار آخر أيام شعبان، فالأوضاع الاقتصادية دفعت بمعظم المواطنين الذين يعيشون في خطوط الفقر الى التخلي عن العديد من المنتجات التي كانت تستهلك خلال الشهر الكريم وتلبية أهم الاحتياجات الأساسية للعيش والمرتبطة بالبقاء، وهو ما يعكس توقعات الحكومة التي ادعت الأسبوع الماضي أن ارتفاع القدرات الشرائية للمواطن في عهدها ويفند تصريحاتها بوجود استقرار معيشي في البلد فالفقر والبطالة وغياب فرص العمل وفشل الحكومة في تهيئة بيئة آمنة للاستثمارات كان سبباً لما يعيشه المواطن اليمني من أوضاع اقتصادية متردية، إلا أن حكومة الوفاق كشفت أواخر الأسبوع الماضي غيابها عنما يعيشه اليمنيون من أوضاع متردية. فالحكومة التي اعترفت ان هناك ازمة مشتقات نفطية بعد أن ابتلعت طوابير السيارات شوارع بأكملها تتجاهل أزمات أكثر ضرراً وفداحة من ازمة المشتقات فالمواطن اليمني الذي يعاني من أزمات متعددة، فمع اقتراب شهر رمضان الكريم يتحدث المواطن اليمني عن ازمة مياه وكهرباء وأزمة غاز منزلي وأزمة مالية وأزمة ضمير في الأسواق المحلية. سعير الأسعار ارتفعت الأسعار نسبياً قبالة شهر رمضان المبارك فأسعار القمح ارتفعت بنسبة 4%، بينما ارتفعت أسعار الحليب والاجبان والزبادي واللحوم وبعض الخضروات، وفي نفس الوقت عرضت كميات كبيرة من السلع والمنتجات المقربة على الانتهاء او الفاسدة بسبب سوء التخزين او المخزنة في مخازن التجار، وبأسعار تتناسب مع مستويات دخول الفقراء الا ان تلك السلع والمنتجات، خصوصًا السلع التي تستهلك في الشارع اليمني موسمياً خلال رمضان في ظل غياب الرقابة.تنافس محمومانتعشت أسواق المواد الغذائية في السوق المحلي الى أعلى المستويات إلا أن مستوى الإقبال لم يتحسن هذا العام عن العامين الماضيين، بل إن الحركة لم تتجاوز في شراء الاحتياجات الأساسية من قبل الفقراء الذين لا يستطيعون شراء كل احتياجات الشهر الكريم، وشهدت الأسواق التجارية الحديثة المعروفة بالمولات والسوبر ماركات إقبالا كثيفا، وهي التي يقصدها غالباً متوسطو الدخل والأغنياء والاثرياء لشراء احتياجات الشهر الكريم، في حين تراجع مستوى الإقبال على البقالات والمحلات المتوسطة لبيع المواد الغذائية التي يقصدها الفقراء والميسورون..وأكد تقرير رسمي صادر عن وزارة الصناعة والتجارة أواخر الأسبوع الماضي إلى أن كميات القمح الواصلة عبر موانئ عدن والحديدة والصليف خلال الربع الأول من العام الجاري 2014م، بلغت 939 ألف و645 طنًا، بالإضافة إلى سبعة آلاف و903 أطنان من الدقيق.وبحسب التقرير بلغت كميات السكر الواصلة خلال نفس الفترة 152 ألفًا و750 طنًا، وكذا 112 ألفًا و721 طنا من الأرز، و34 ألفا و435 طنا من الزيوت، فيما بلغت كميات الحليب الواصلة 16 ألفا و741 طنا. تجار الموت على الرغم من استقرار أسعار المواد الغذائية هذا العام، إلا ان السلع والمنتجات الموسمية الاستهلاك، والتي يرتفع الطلب عليها في شهر رمضان الكريم، وهي مكونات العصائر والنشويات والكريمات والحليب وغيرها معظمها مفخخة في الأسواق ومقاربة على الانتهاء، ورغم التحذيرات من حماية المستهلك من استهلاك منتجات منتهية او مقاربة على الانتهاء إلا ان ضعف الوعي الاستهلاكي للمواطن البسيط وضعف القوة الشرائية تدفع المواطن البسيط الى شراء كل معروض رخيص الثمن.قبيل الشهر الكريم في كل عام يفرغ تجار الموت مخازنهم الممتلئة بالمنتجات التي فقدت جودتها نتيجة سوء التخزين من جانب وانتهاء فترة صلاحية استهلاكها، ورغم ذلك ضخ تجار الموت كميات كبيرة الى السوق بأسعار تقل عن الاتجاه العام لأسعار بـ 30%، حيث تباع تحت التصريف دون مبالغ مالية مقدما (آجلا) لأصحاب بقالات صغيرة ومتوسطة كما شوهد عشرات البسطات التي أنشئت في الأسواق العامة في مذبح والسنينة وباب اليمن وشميلة وشملان والحصبة، وخصوصًا بالقرب من أسواق القات، تباع كميات كبيرة من سلع ومنتجات غذائية بأسعار رخيصة في ظل غياب للرقابة، وتؤكد جمعية المستهلك بأن السلع المغشوشة والمقلدة والمهربة والمنتهية الصلاحية تصل إلى 60% من حجم التجارة في السوق اليمني، ويعيد المسؤولون عن الرقابة على الأسواق الأسباب الى الوضع الأمني المتردي وضعف الرقابة على المنافذ البحرية والبرية وسوء التخزين في مخازن بعض التجار.الى ذلك اكد مكتب الصناعة والتجارة بالأمانة ضبط 1265 مخالفة خلال العام الماضي منها 72 ضبط مواد غذائية منتهية ومهربة و51 مخالفة سوء تخزين وعدم توفر شروط الخزن والمخازن وعدم الحصول على تراخيص, و83 مخالفة تداول سلع استهلاكية وغذائية مغشوشة ومخالفة للمواصفات, و29 مخالفة تداول مواد غذائية مشكوك في صلاحيتها والتلاعب في تاريخ الصلاحية.حملة مشتركة وفي الوقت الذي ارتفع عرض المنتجات المنتهية الصلاحية او المقربة على الانتهاء في الأسواق، أعلنت الوزارة تنفيذ حملة ميدانية للرقابة علي الأسواق والمراكز والمحلات التجارية الخاصة ببيع وتداول المنتجات الاستهلاكية والغذائية الأكثر رواجاً واستهلاكها، خاصة في شهر رمضان الكريم، وستنفذ الحملة في أمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية بالتنسيق مع الجهات الرقابية ممثلة بصحة البيئة والمواصفات والمقاييس والمجالس المحلية واتحاد الغرف التجارية والنيابة، بهدف تأمين احتياجات المواطنين من المواد الغذائية الأساسية والحد من الممارسات غير المشروعة والغش التجاري التي تظهر خلال الشهر الفضيل، بالإضافة إلى رصد المنتجات المخالفة وإحالة المخالفين للجهات المعنية. كما كشف تقرير صادر عن غرفة عمليات وزارة الصناعة والتجارة استقرارالاسعار وارتفاع المخزون من المواد الغذائية الأساسية متوفر وكافي خاصة القمح الى 560 ألف طن من القمح، بالإضافة إلى كميات مناسبة من الزيوت والسكر وغيرها تلبي احتياج المستهلك.التمور عروض كبيرة.على الرغم من ارتفاع أسعار التمور كل عام التي تستهلك خلال رمضان في اليمن بكميات تجارية إلا أن أسعار التمور هذا العام أرخص من العام الماضي، وفارق في الانخفاض يصل الف الى الفين ريال عن العام الماضي كما تتواجد التمور بكميات كبيرة ووفق مصدر رسمي فإن استهلاك التمور خلال رمضان يصل 60% من اجمالي التمور المستوردة التي يتوقع مدير عام العمليات بوزارة الصناعة والتجارة محمد الهلاني أن تصل العام الجاري مليونا وخمسمائة ألف طن, كما توقع أن يستهلك اليمنيون خلال شهر رمضان المبارك, 900 ألف طن, وأكد أن واردات التمور الموسم الحالي ارتفعت بنسبة 10 %، أي ما يعادل 150 ألف طن.. ويتم استيراد التمور من السعودية بدرجة أساسية تليها الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى، إضافة الى ما ينتج محليا من التمور والمقدر بـ 75 ألف طن سنويا.ويبلغ عدد تجار التمور المعتمدين في اليمن 50 تاجرا، إلا أن هناك تجارا موسميين يظهرون خلال شهر رمضان المبارك".استعدادات كبيرة أوضح رجل الأعمال محمد محمد صلاح - نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة - بأن كمية العرض من السلع الرمضانية والسلع الاساسية كبيرة جداً، وتكاد تكون كافية، وتزيد عن احتياجات المستهلكين خلال الموسم الحالي استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك.. وأضاف صلاح: أن القطاع الخاص التجاري حريص على توفير المتطلبات الاساسية التي يزداد الاقبال عليها خلال الشهر الكريم، لذلك فقد اتجه العديد من التجار إلى استيراد الكميات الكافية من تلك المواد، التي صارت تمتلئ بها السوق المحلية، وبعروضات وتسهيلات خاصة، عن طريق المولات والمراكز التجارية والاسواق الشعبية التي فتحت باب التنافس في توفير افضل المعروضات وبأسعار معقولة.. ونفى نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة وجود أي أنواع من الاحتكار للسلع لدى القطاع الخاص، معللاً ذلك بأن جميع التجار والموردين مرتبطين أساساً بتاريخ محدد لانتهاء البضائع الموجودة لديهم، وأنه من الصعب أن يحتكر أي تاجر سلعة ما، خصوصاً من الاحتياجات الخاصة بشهر رمضان الكريم أو غيره، فمن الصعب عليه بيع تلك الأصناف في غير رمضان. وطمأن نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة عموم المستهلكين بأن الاسواق المحلية تعج بالسلع والبضائع الرمضانية، خصوصاً التمور التي تم إلزام مستوردوها بضرورة أن تكون من التمور الجيدة والمخزنة بشكل جيد، على أن تخضع الكميات المستوردة للمطابقة والفحوصات اللازمة، بما يضمن سلامة المستهلك وجودة ما يقدم له.المستهلك تُحذر من الاستغلال وبمناسبة قدوم الشهر الكريم، الذي غالباً ما يرتفع فيه الانفاق على الغذاء إلى أعلى المستويات طالبت الجمعية اليمنية لحماية المستهلك جميع السلطات التنفيذية الحكومية بمضاعفة جهودها والارتقاء بأدائها إلى مستوى يشعر معه المستهلكون بأن أوضاعهم المعيشية صارت أولوية قصوى لدى الحكومة، وقالت الجمعية - في بلاغ صحفي لها - إن التضييق المعيشي قد وصل إلى مستوى يفوق تحمّل المستهلكين، وفي مقدمتها أزمة المشتقات النفطية، وعدم توفر الغاز المنزلي، إضافة إلى مشكلة الكهرباء التي شكلت عبئاً ثقيلاً على محدودي الدخل والفقراء من المواطنين.ووجهت الجمعية دعوة الى الجهات الحكومية ممثلة بالصناعة والتجارة طالبتها خلالها باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتهيئة السوق لاستقبال هذا الموسم ومراقبة الأسعار وحركة السوق، وبالتنسيق والتعاون مع السلطة المحلية، وكذلك صحة البيئة بالرقابة على أساليب تحضير الأغذية الرمضانية بما يتفق مع المعايير الصحية والآمنة لتحضير الأغذية وتداولها.كورونا ومخاوف الانتقال وفي ظل المخاوف من إمكانية انتشار فيروس كورونا فقد طالبت الجمعية -في بيان صادر عنها - الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة العامة والسكان إلى مضاعفة إجراءات الرقابة على هذا الفيروس سواء على مستوى انتقاله عبر سلع أساسية مثل التمور، أو عبر حركة المعتمرين، من خلال تفعيل إجراءات الرقابة على المنافذ المختلفة. الكهرباء رغم تعدد مطالب المواطن اليمني واحتياجاته، إلا أن الكهرباء والامن بات أولويات المطالب المجتمعية خلال شهر رمضان فالانطفاءات الكهربائية لا تزال تتجاوز الـ 15 ساعة في اليوم وأصوات المواطير لا تزال تلوث البيئة السمعية في الشوارع والأحياء السكنية وطوابير السيارات لا تزال تلازم محطات البترول في العاصمة والحصول على أنبوبة غاز منزلي لا يزال مهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر ايضاً، يضاف الى تلك المطالب ارتفعت المخاوف في العاصمة صنعاء في الآونة الأخيرة من تجدد المواجهات التي وصلت الى مشارف العاصمة بين الحوثيين ومسلحي القبائل وعلى الرغم من إيقاف إطلاق النار باتفاق بين الطرفين، إلا أن مواطنين لا يستبعدون انتقال الصراع الى العاصمة خلال شهر رمضان، ولذا سعى بعض المواطنين الى مطالبة وزارة الأوقاف بإيقاف ميكرفونات المساجد الخارجية خلال شهر رمضان والعمل على إيقاف أي صراع في العاصمة. ارتفاع الانفاق في رمضان ويحتل الإنفاق على الغذاء أولوية المجتمع اليمني كما يستحوذ على 70% من نفقات الأسر اليمنية خلال الأيام العادية، لكن خلال شهر رمضان يتجاوز 200% فتحوا 3 ملايين أسرة تنفق 300 مليار ريال على الغذاء في العام، فمؤشرات الهيكل السلعي الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء يكشف عن ارتفاع فاتورة واردات اليمن من الحبوب من 275 ملياراً في 2008م إلى نحو 366 مليار ريال خلال العام 2013م و60 مليار ريال على الفواكه مقارنة مع 29 مليار في 2008م, ورغم أن الأسرة اليمنية في غير رمضان تتناول 3 وجبات، وربما أكثر في بعض الأحيان بينما يقتصر الأمر في رمضان على وجبتي الإفطار والسحور، إلا أن التسوق في رمضان يزداد بصورة كبيرة.كما أن أكثر المناسبات احتفالاً وإنفاقًا من قبل الأسرة اليمنية تكون في شهر رمضان المبارك، كما أن الغذاء هو المجال الأكبر الذي تنفق فيه الأسرة ميزانيتها عن أي شيء آخر، حيث ينفق اليمنيون 200% من ميزانياتهم على الطعام في رمضان.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign