الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    راي الوسط /
النجاحات الآنية حين تصبح فشلا في المستقبل وغياب البديل عن اجراء الانتخابات

2010-09-29 14:38:13


 
*المحرر السياسي الشباب المؤمن قبل سنوات مضت كانوا مجرد أفراد يملكون فكرة ساندتها حينئذ الدولة ماديا ومعنويا وأصبحت اليوم جماعة مسلحة تسيطر على غالب محافظة صعدة وتعدتها الى مديريات في محافظات أخرى.. الحراك بدأ بتجمعات لها مطالب حقوقية وانتفلت الى الاحتجاجات إلى أن صارت اليوم جماعات انفصالية، بعضها اختارت المواجهة المسلحة والأخرى في الطريق الى ذات الاختيار، مع ذلك فإن مراجعة النظام لسياساته لاتبدو أنها إحدى الخيارات المطروحة.. السلفية كقوى بشرية يتم تنميتها وتبنيها كمعادل بديل للأحزاب وكفكرة تستمد شرعيتها من الدين لمواجهة الأفكار السياسية.. الكيانات التي تنشأ كل يوم تحت مسميات مختلفة وتستند إلى متكأ سلالي ـ عرقي ـ قبلي ـ مناطقي ـ تنظر السلطة اليهم باعتبارهم أدوات يمكن أن تخلق بينهم أو تدير بهم صراعات تنتهي بهم ضعفاء .. متغافلة حقيقة أن مجتمعات متناحرة لايمكن أن تصنع دولة قوية وإن بدى لها أنها مسيطرة ظاهريا، وليس أدل على ذلك  الاهتراء في هيبة الدولة التي تعد الجوف ـ صعدة ـ عمران ـ مارب ومديريات عدة في محافظات في الجنوب نماذج ليس إلا لأوضاع يمكن أن تتفجر.. قضايا مثل هذه لن يحلها الحوار القائم ولو استمر سنوات لأسباب موضوعية أهمها أولا أن الحل هو رهن إرادة السلطة الحاكمة.  وثانيا أن المعادل القائم للسلطة في الحوار يمكن أن يؤثر في زيادة حدة الفوضى أكثر من قدرته على التأثير في الحل ولذا فقد فشل تماما في أن يقدم نفسه كبديل مقنع للسلطة، لذلك فقد ظلت خلافات الحوار محصورة منذ عامين  بما قبل قضاياه الرئيسية وفي ماله علاقة بتأمين مخاوف عدم تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، سواء في السر أو في العلن بفعل تجذر عدم الثقة بين الأطراف.  المؤكد أن النظام يحقق  نجاحات آنية على حساب المعارضة إذا ماتم أخذها بمعزل عن تأثيرها السلبي في المستقبل .  النظام يحظى بدعم سياسي دولي غير مسبوق إلا أنه دعم أوجبته الضرورات وليس القناعات. المعارضة صارت أكثر ضعفا وأقل تمثيلا وإقناعا للشارع ولكن البديل كان تجمعات وجماعات غير سياسية متعددة الرؤئ يصعب التحاور معها كلاً على حدة. الرئيس مازال أكثر حضورا وفاعلية من معارضة مازالت غير قادرة على تحديد أولوياتها ولكن في المقابل الشعور الطاغي بأن التهديد مازال بعيدا عن كرسي الحكم هو اتكال متفائل يجعل المضي فيه أقرب للمجازفة حتى وإن تبدى المناوؤون مشتتي الأفكار مرتهنين لمصالحهم ولا يمثلون في الوقت الحاضر الرقم الذي يخشى أن يدخل تهديده دائرة الفعل.  أمام كل ماجرى ويجري من غياب لجوهر مشاكل البلد الحقيقية التي ظلت في الهامش يتجلى الحل في من هو قادر على خلق المشروع الوطني الذي يمكن أن يتخلى أمامه أصحاب الثقافات والعصبيات المختلفة عن تمترسهم والالتفاف حوله. أما مسألة الحوارات العقيمة التي تجري من خلال تقاسم المنظمات والشخصيات ماهي إلا تكريس للخلاف والفرقة ومن خلال مسار الحوار الأخير الذي حمل مؤشرات فشله بسبب ماتبدى أن مشاركة الكثير وبالذات قيادت في المعارضة كان بدواعي الإحراج وحرصا على عدم انفراط عقدها .. وكان واضحا حين أعلن البعض رفضه المشاركة وآخرون اكتفوا بعدم المشاركة رغم تمثيلهم في لجان الحوار. الأزمة تبدو مركبة وكل مايمكن اعتبارها حلولا لاتخلو من مخاطر أو على الأقل محاذير، إذ لو دخل المؤتمر الانتخابات وحيدا أو حتى بصحبة الاصلاح والناصريين دون أن تشاركه فروعه في الجنوب فإن الفرز الجغرافي سيحصل بالفعل وماسيخفف منه هو مشاركة فروع الإصلاح الذي سيجعل من مقاطعة الانتخابات فعلاً سياسياً إذا ماحصل على غرار ماحدث في انتخابات 94 وهذا سيعتمد على الثمن الذي سيدفع، إذ لا رؤى مطروحة عن ماهو البديل الممكن في حال عدم إجراء انتخابات برلمانية والمتاح يقضي بإيجاد ضمانات من السلطة للبدأ بإصلاحات حقيقية تسير بالتوازي مع لانتخابات. ومازال هناك متسع  لإصلاح ما أنتجته حرب 94 إذا وجدت الإرادة، ومثل ذلك إغلاق الملفات المفتوحة في صعدة المهيأة للانفجار وفتح ملفات الفساد ونهب المال العام المسكوت عنها.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign