الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    راي الوسط /
نشاط السلطة في ملاحقة القاعدة .. هل يبدد المخاوف من نتائج مؤتمر لندن؟

2010-01-13 17:17:03


 
*كتب/ المحرر السياسي أصبحت اليمن بعد محاولة تفجير الطائرة الأمريكية محطة لاستقبال صحفيين يعملون في وسائل إعلامية أمريكية وغربية وكلهم يحملون الأسئلة نفسها ويبحثون عن ذات الأشخاص الذين دونوهم في مذكراتهم باعتبارهم إما مقربين من القاعدة وإما مشائخ كانت مناطقهم نقاط انطلاق وتمركز لأعضائها. الشيخ عبدالمجيد الزنداني المطلوب الأول لكل هؤلاء بدون استثناء كونهم جميعا يحاولون إحراز سبق صحفي من خلال زلة لسان يمكن أن تثبت عليه تعاطفا مع القاعدة أو مباركة لأفعالها وهو ما تنبه إليه، إذ كان حريصا جدا في مؤتمره الصحفي ومع بعض الوسائل الإعلامية الأمريكية كان يرفض الالتقاء المباشر ويطلب أسئلة مكتوبة ليجاب عليها دون مخافة الوقوع في الشرك.  الشيخ الزنداني -الذي طالما ظل محط اتهام أمريكي برعايته للإرهاب بل ومطلوباً لها بسبب علاقته القديمة بالجهاد أو بابن لادن أو مؤخرا لترؤسه جامعة الإيمان المتهمة بتخريج إرهابيين أبدا لم ترهبه كل هذه التهم وتجعله ينساق لإدانة القاعدة بل ولم يحدث أن أدانها ويتجنب الفتوى في مسألة الحديث عنها وأفكار منتسبيها ويذهب بعيدا في الحديث عن تسامح الإسلام وظلم أمريكا وهو ما أدى بإعلاميين للتساؤل عن حقيقة علاقته بالإرهاب في مؤتمر مع وزير الخارجية.  وعلى ذات السياق استغرب صحافيون أن لا تكون لمنطقة بني ضبيان وهي المشتهرة جدا بالاختطافات وجبالها المنيعة ملاذا آمنا للإرهابيين من القاعدة وهو سؤال غير بريء بالتأكيد.  هناك مشائخ آخرين تتبعهم الصحفيون الغربيون في أكثر من مديرية في محافظات عدة: مأرب، شبوة، أبين، الجوف، وفي كل مكان يحتمل تواجد قاعديين فيها.  السلطات الأمنية اليوم تكثف من حملاتها على تحصينات القاعدة في أرحب وشبوة قد يكون بعض هذه الحملات مجرد رسائل للعالم الغربي تؤكد جديتها في الملاحقة ولكن هناك حملات أخرى أيضا حققت نجاحات قد تكون منقوصة بسبب أن قيادات قاعدية مطلوبة ما زالت حرة وطليقة إلا أنه وبالنسبة لأمريكا والغرب فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله. التساؤلات هناك مشروعة عن السبب في عدم ملاحقة الشيخ طارق الفضلي أو ضربه كما حصل في منطقة هي جزء من محافظته (المعجلة) رغم أن السلطات تتهمه رسميا بقيادة القاعدة في أبين وقد لا تكون الإجابة سهلة نظرا لتعقيدات كثيرة لها علاقة بالانتماء القبلي والأسري إلا أنه لا يمكن القفز على أن هذا الرجل يحمي محسوبين على القاعدة إذا كان قد قطع صلته بها كما يردد في كثير من مقابلاته الصحفية. السلطة تمكنت من الاستفادة من وجود القاعدة وظهورها العلني بهذا الشكل المخيف للغرب وأمريكا وتمكنت بذكاء من توظيفها بحيث عاد ذلك نفعا سياسيا واقتصاديا دون أن تتجاوز في السماح بتدخل أمريكي مباشر وإن كانت استعانت بطائراته التي لا يمكن أن يثبت أحد قيامها المباشر بالضرب.  من الآن وحتى قبيل انعقاد مؤتمر لندن سنسمع كثيرا عن رصد لقاعديين هنا وضرب آخرين هناك وبينهما اعتقالات عديدة ولكن دون الإمساك أو قتل مطلوبين خطرين ستظل جدية السلطة اليمنية بحاجة إلى إثبات عملي تتجاوز بها شكوك البعض الذين ما لبثوا يبحثون عن ماض كان فيه للسلطة علاقة بأولئك المجاهدين العائدين من أفغانستان والذين تم استثمارهم في حرب كان الخصوم فيها آنذاك موصومين باعتناق الشيوعية وتغيرت بعد الحرب قناعات بصدقية التحالف وبالذات من قبل المجاهدين الحالمين بقيام دولة إسلامية على غرار أفغانستان وأحدثت الصدمة حينها تبدلات في المواقف البعض منها اتجهت نحو التطرف وبالتالي إكمال مسيرة بن لادن سواء في اليمن أو في العراق وأفغانستان والبعض الآخر تعامل بعقلية المصلحة وقبل أن يركن للحياة الدنيا من خلال مكافآت الدولة السخية ومن هؤلاء خالد عبدالنبي الجهادي السابق وغيره. اليوم هناك قاعديون جدد تربوا خارج سمع السلطة وبصرها في مناطق يد المساعدات السعودية أقرب إليها بكثير من يد الدولة اليمنية التي انشغلت بالتعامل مع أزمات سياسية واقتصادية بعيدا عن ربطها بقاعديين يتنامون ويتكاثرون وكل له أسبابه الخاصة.. دينية.. اقتصادية.. ظلم حل عليه ولم يجد عدل يعيد له حقه.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign