الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    راي الوسط /
مؤتمر لندن .. طوق نجاة أم سبب لوضع اليمن تحت الوصاية؟!

2010-01-06 16:23:09


 
كتب/المحرر السياسي   على غير ما كان يتوقعه كثيرون من أن النظام في اليمن أصبح على وشك الغرق بسبب إخفاقه في حسم حرب صعدة ووضع حل لتنامي الحراك الذي لم يصبح سلميا في الجنوب، بالإضافة إلى الاتهام الدولي المتمثل بكون اليمن المكان الآمن لتنامي دور القاعدة تمكن من استثمار مثل هذا الإخفاق لصالحه وبالذات بعد الظهور القوي والعلني لمسلحيه وأصبح الاتهام حبل إنقاذ وبالذات بعد الهلع  الذي أصاب أمريكا والغرب حين أكدت التحقيقات ضلوع قاعدة اليمن بتجنيد النيجيري عمر الفاروق وتكليفه بتفجير طائرة ديترويت الأمريكية.   بالتأكيد بعد هذه الحادثة حدث نوع من التحول في الاهتمام الدولي باليمن من كونه موجها نحو الإرهاب فقط إلى ربطه بالمشكلات الأخرى الاقتصادية وما يجري في صعدة والجنوب وهي المرة الأولى التي يربط فيها الغرب بين تنامي دور القاعدة وبين انشغال الحكومة بمواجهة الحوثيين في صعدة.   هذا الحبل يمكن أن يصبح طوق نجاة يبحر باليمن إلى بر الآمن إذا ما تم التعاطي مع المواقف الغربية المتغيرة الناتجة عن الهلع بالجدية اللازمة المفضية إلى اقتلاع جذور القاعدة ومثلها  التعامل مع ا لقضايا الوطنية العالقة في شمال البلاد وجنوبه وفي الصدارة منها اجتثاث الفساد والشروع في إعادة الدور للمؤسسات وعلى الحكومة أن لا تبالغ بابتهاجها بتبني رئيس الوزراء البريطاني دعوة الشركاء الدوليين لعقد مؤتمر دولي حول اليمن، إذ لن يكون شبيهاً بمؤتمر المانحين الذي سبقه لاختلاف موضوعه المحدد اليوم وفحسب مكتب رئاسة الوزراء الذي قال إن دعوة براون هي لبحث كيفية مواجهة الإرهاب في اليمن ولتغاير الظروف أيضا المتمثلة بشعور قوي من أن اليمن أصبحت تمثل تهديدا للعالم برمته وهو ما سيجعل أي مساعدة تقدم لليمن هي بمثابة العبء الذي يمكن أن يثقل كاهلها فيما لوتنجح بتنفيذ الشروط التي على ضوئها سيتم منحها المساعدات.   الحكومة ستحضر المؤتمر المزمع عقده في الثامن والعشرين من هذا الشهر وهي لم تستطع استيعاب ما تم تخصيصه في مؤتمر 2006 وهو ما سيجعل من قدرات الحكومة محل تساؤل ولذا فإنه ليس عليها أن تتعامل بخفة مع هذا المؤتمر باعتباره فرصة سانحة لاستجلاب أكبر قدر من المساعدات من خلال ما بدأت وزارة التخطيط تلوح به من حاجة البلاد لمساعدات تنموية واجتماعية وغيرها من الطلبات العامة غير المدروسة أو المحددة.   إن الطرف الدولي يشعر بحاجته إلى يمن معافى غير مهدد بالفوضى ولكن النظام فقط هو من يستطيع أن يقدم إجابة شافية عن كيفية الوصول إلى هذه الغاية.   النظام لم يكن على وشك السقوط بحسب ما كانت تقدر المعارضة مثلما أن رئيسه كان ما زال في كامل قدراته على التعامل مع مختلف الأزمات، صحيح أنه استثمرها بدلا من أن يحلها إلا أنه مع ذلك كان يعرف ما يريد تحديدا وإلى أين ستصل الأمور وكيفية التعامل معها  على عكس قادة المشترك الذين ظلوا يدورون حول الساقية نفسها بحسب ما أُريد لهم لينتهوا من المكان الذي بدأوا منه ولكن منهكين.   اليوم الوطن على مفترق طرق وكبريات المعضلات بدأ التطرف للبحث فيها ولا نستطيع الجزم بأنها مؤشرات للحل ما لم تبدأ الأطراف بمناقشتها بشكل جدي.    عبدالملك الحوثي أعلن موافقته على شروط الرئيس دون غطرسة سابقة كانت في العادة تصحب قبوله لوساطة أو شروط لوقف سعير الحرب.    وفي قبوله الأخير حفظ لهيبة الدولة وبالذات فيما لو بدأ الحوثي بإعلان وقف إطلاق النار وإن من جانب واحد لتبدأ الدولة بوقفه وإن غير معلن من جانبها ليفتح الحوثيون عقب ذلك خط سفيان صعدة وهو نوع من توافر حسن النية للجلوس لمناقشة الأسباب التي أدت إلى قيام الحرب ابتداء ومعالجتها.   وبالتأكيد هناك من الجانبين -كما حصل في سابقات عدة- من سيحول الحلول دون التوصل إلى السلام ليظل النجاح مرهونا بإرادة الرئيس أولا وقدرة الحوثي في السيطرة على أتباعه. الأزمة السياسية هي الأخرى بدأت تأخذ منحى آخر، فبدلا من الانسداد التي كانت وصلت إليه تم فتح ثغرة بدأت بما سمي باللقاءات التمهيدية وتسير الآن قدما من خلال الورقة التي قدمها المشترك حول آلية الحوار وتم تسليمها للرئيس فعلا ليبقى النجاح أيضا معقودا على مدى ما يقدمه من تنازلات كل للآخر وتجاوز التفاصيل باعتبار أن الشيطان يكمن فيها. وفي مسألة حراك الجنوب القضية تحتاج إلى الاعتراف بها أولا ومن ثم الشروع في حلها وهو ما يقتضي تفهم شطط البعض وتحمل مزايدة البعض الآخر، خاصة وأن هؤلاء متيقنون أن الدعوة للانفصال لم تكن سوى تعبير عن يأس في إمكانية حل مشاكلهم مثلما يعلمون أن البديل عن الوحدة هو السلطنات والمشيخات واجترار صراعات بدأت منذ ما بعد ثورة أكتوبر واستمرت ولم تنته بعد . ولكي ينجح مثل هذا الأمر أعتقد أنه على أطراف جنوبية موجودة في السلطة أن تقتنع أولا أن أي تقارب مع الآخرين سواء قيادات معارضة الخارج أو الداخل بما فيهم الحزب الاشتراكي لن يكون على حسابهم وإنما مكملا لهم.   مع التدخل الأمريكي المباشر لضرب القاعدة وبعدها بريطانيا ستتزايد التكهنات حول إن كانت الأيام القادمة -قريبها أو بعيدها- ستشهد تواجداً لقوات أمريكية وبريطانية على أراض يمنية. وأكاد أجزم بعدم حصول ذلك لأسباب يعلم أضرارها وتداعياتها الأمريكيون أنفسهم ،فقد جربوا عقب حصول حادثة المدمرة كول مدى قدرتهم على البقاء ولم يتمكنوا بفعل الرفض القاطع من المجتمع اليمني ولعلمهم أن تواجد قوات بشكل مباشر عنصر يقوي من حجة القاعدة وبدلا من النظر إلى عملياتهم باعتبارها إرهابا سيصبح النظر إليها كمقاومة للمحتل، كما أن هذا التواجد-إن حصل- سيستعدي الجماعة السلفية ضد النظام بدلا من كونها متحالفة معه. لذا فإن التدخل الاجدى سيكون من خلال خبراء ومدربين وهو ليس جديدا مع أنه كان محدودا ليبقى على الحكومة اليمنية أن تعد نفسها لما يمكن أن تحققه من خلال ما يمكن أن تقنع به الآخرين. أما الاعتماد -فقط- على ما أتاحته الظروف فإن مؤتمر لندن القادم سيتحول إلى قرارات أشبه بقيود تكبل الدولة اليمنية وقد يقود إلى تواجد عسكري بقرار دولي على مداخل اليمن ومخارجها البرية والبحرية وسيكون على قادة هذا البلد تحديد أي وجهة سيختارون.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign