الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    راي الوسط /
في مغايرة كلية لدورها في الماضي .. السعودية من جديد على مسرح الصراع اليمني

2009-11-11 14:33:19


 
 كتب / المحرر السياسي قبل عقود أربعة كانت السعودية حاضرة في منطقة الصراع (صعدة) ولكن على خلاف لما هو عليه موقفها اليوم، فبدلا من مساندة الملكيين كما حدث في الستينات هي في الصف الجمهوري رغم عدم دقة التوصيف، إذ هي تدافع عن نظامها بدرجة أساسية من الخطر الذي كانت معه يوما في نفس الخندق. اشتغل الحوثيون على استفزاز قادة المملكة و عدوهم  في قائمة الأعداء وتمكنوا أخيرا من جرهم إلى ساحة صراع ليس من السهل تبرير وجودهم فيه على الأقل من منطلقات وطنية يمنية، إذ أن الطائرات والمدافع تضرب يمنيين أيا كان توصيفهم -متمردين أو انقلابيين- هم في أراض يمنية لها سيادتها والنظام اليمني هو المعني الوحيد بالقضاء على هكذا تمرد.   السلطات السعودية استنفرت كل إمكانياتها الإعلامية والسياسية والعسكرية وحتى الدينية في مواجهة الحوثيين على مساحة صراع لا تزيد عن عدد من الكيلومترات في جبل الدخان المقسوم بين البلدين حتى أن المتابع بدأ يشك أن المواجهة قائمة مع دولة وليس جماعة متناثرة بين شعاب وأودية وجبال يكفي حصارها لتستسلم بالضرورة مهما طالت بها المقاومة. طابع المبالغة الذي تم أخرج المواجهة به لا يمكن نزعه عن مشاكل داخلية تعاني منها الأسرة الحاكمة وأن  إيجاد هذا الخطر الداهم مدعاة للتوحد لمواجهة العدو الخارجي المتابع للتصريحات غير المسبوقة لمسؤولين في وزارة الدفاع والتغطيات الإعلامية لوزير الداخلية أثناء زيارته للجرحى وكذا منح نوط الشرف لمن قتل أو جرح يدعم من يقول بهذا الرأي ويعزز كل ذلك ما تنشره صحف سعودية من أن طبيعة المواجهة قد تأخذ وقتا أطول قد يكون إنهاؤه رهناً باتفاق الأسرة  وقالت صحيفة الجزيرة السعودية ممهدة لمواجهات قد تطول (إن عملية التطهير ستأخذ وقتاً أطول للتأكد تماماً من أن المواقع أصبحت آمنة من أجل عودة النازحين إلى منازلهم.. فالمنطقة شديدة الوعورة وعملية تعقب المتسللين (الحوثيين) داخل المنطقة لن تكون يسيرة) وبطبيعة الحال ليس هذا العامل وحده فالحوثيون أصبحوا خطرا على قبيلة حاشد الحليفة لها التي دخلت المواجهة مبكرا بغض النظر عن مدى فاعليتها.  أيضا لا يمكن القفز على مطامع إيران الباحثة  كيما تكون القوة المهيمنة وصاحبة اليد الطولى والكلمة الفصل في الشرق الأوسط وقد نجحت إلى حد كبير في إحداث فرز خطير بين الدول وداخل مجتمعاتها بما فيها القوى السياسية المعارضة للأنظمة السياسية.   الشرق الأوسط وبالذات منطقة الجزيرة العربية يبدو أنها مقدمة على تغيرات معقدة قد تطال بنية أنظمتها السياسية والجغرافية وهو ما سيأذن بمرحلة جديدة قد تكون أشبه بحقبة استعمار سياسي وعسكري حمائي والذي بدأت مؤشراته بالأساطيل العسكرية على البحر الأحمر وباب المندب وإنشاء قوات تدخل سريع لمنع أي انهيارات محتملة لدول تم وصفها بالهشة، خاصة بعد أن بدأت إيران مبكرا  بالبحث عن موطئ قدم من خلا التسلل إلى دول المنطقة الأفريقية وعلى وجه الخصوص بلد الفوضى الصومال  عبر المساعدات الإنسانية وجس النبض من خلال التلويح  بالتواجد العسكري في البحر الأحمر وهو أمر لن يكون حصرا عليه بل سيمتد تأثيره إلى قناة السويس وهو ما لن يقف معه  الغرب وأمريكا والمنطقة العربية مكتوفي الأيدي، لأن هؤلاء مجتمعين مازالت معاناتهم قائمة من أذرع الآيات في لبنان من خلال حزب الله وحماس في غزة حيث فرضت وجودها كلاعب أساسي لا يمكن تجاهله. ماذا عن اليمن الذي لا تنقصه الأزمات مع أن سلطته السياسية أجادت الاستفادة منها حتى الآن بتحويلها إلى خطر داهم يتجاوزها إلى المنطقة العربية والدولية مع كون سياسة كهذه يمكن أن تؤدي إلى عكس ما يراد لها من أهداف وغايات على المستوى القريب أو البعيد إذا تمت المراهنة على هذا الجانب فقط.  الأكيد أن اليمن تمر في أسوأ أوضاعها فيما له علاقة بالخلط الجاري للأوراق وتعدد الولاءات غير الوطنية وهو ما يضع على عاتق الجميع وفي مقدمتهم القوى السياسية تقديم رؤى بعيدة عن المناكفات ومسك العصا من الوسط وهو ما تبدى عليه موقفها الذي عبر عنه بيانها الأخير حول دخول السعودية الحرب وهو موقف أقل من موقف الإخوان المسلمين في مصر. السعودية ستتعب فيما لو دخلت في مواجهات على الأرض مع الحوثيين وستضطر للجوء إلى الضرب بواسطة ا لطيران وهذا سيدفع ثمنه أبرياء لتتكرر نفس مأساة الضحايا وسيتحول جبل الدخان إلى ساحة كر وفر سيمنح الحوثيين سمعة أوسع ويجعل من الصراع المذهبي أمرا واقعا يحشد أطرافه -قبل الأنصار- الأدلة الشرعية لممارسة القتل وإراقة الدماء. يجب أن تظل قضية صعدة يمنية خالصة وأن تحصر المساعدات على مادون المشاركة بالقتال وسيدرك الحوثي أن قراره بتوسيع الحرب كان خطا استراتيجيا رغم ما أعطاه لهم من أبعاد سياسية، ذلك أنهم يقاتلون بلا مشروع وطني يمكن أن يمثل لهم حماية ويصنع لهم التعاطف الذي فقدوه مع استمرار الحرب السادسة التي أكلت الأخضر واليابس.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign