صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    الاخبار /
هل اصبح ملف الصراع اليمني بيد امريكا ؟ وما هي اسباب تغيير حكومتها لموقفها من الحرب ؟ وحقيقة تبنيها للسلام

2018-11-06 19:53:39


 
جمال عامر
تسيدت الولايات المتحدة الامريكية مشهد الصراع في اليمن مايرجح امساكها بالملف اليمني عقب فشل التحالف المدعوم منها في احراز نصر ناجز مقابل تدهور الوضع الانساني الى حد حذرت فيه الامم المتحدة من حصول مجاعة شاملة
وخلال الايام الماضية اظهرت سلطة واشنطن عبر وزيري الخارجية والدفاع نشاطا ملحوظا ظاهره الدفع باتجاه لقاء الاطراف لوقف الحرب وتحقيق السلام بينما حمل في بواطنه ضوء اخضر للتحالف لتغيير المعادلة على الارض خلال شهر نوفمبر الحالي في حال لم يتم تمديده بالتوازي مع غياب هادي الذي تتواتر الاخبار على تدهور حالته الصحية
السلطة الامريكية ممثلة بأهم وزارتين فاعلتين هما الدفاع والخارجية اكدتا على حوار يتجاوز ما خطط له المبعوث الأممي من لقاء يهدف الى بناء الثقة من خلال حل مشكلة الاسرى وفتح المطار وتعزيز الوضع الاقتصادي
وفي تناغم عبرت عنه تصريحات الوزيرين التي قفزت على الدعوة لنقاش اسباب الصراع اليمني وتداعياته وبناء الثقة الى الدخول في صلب الموضوع المتمثل بحماية امن المملكة وهو العنوان البارز الذي توافق عليه ماتيس وبمبيو من خلال حدود بلا جيش ويمن بلا صواريخ ولا اسلحة ثقيلة باعتبار انها ستكون في عهدة مراقبين دوليين
ثم مادون ذلك ليس اكثر من تفاصيل له علاقة بكلام ملتبس عن حكم محلي للحوثيين والجنوبيين لايمكن البناء عليه
وقد توجت الخارجية الأمريكية، الجمعة، بتصريح اكدت فيه على إن واشنطن تجري حواراً مع مجموعة واسعة من المحاورين اليمنيين والشركاء الدوليين حول الأزمة في اليمن.
نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في الملخص الصحفي اليومي للوزارة اشار الى أن الجو مناسب الآن لحوار الأطراف اليمنية بما فيه من استخفاف لمجافاته واقع تصعيد التحالف للقتال في كامل الجبهات التي تم تعزيزها بمختلف انواع الاسلحة وعلى الرأس منها محافظة الحديدة
المراوغة الامريكية كانت اكثر وضوحا في تصريح الخارجية
التي دعت الى توافر حسن النية للدفع بالحل السياسي من خلال وقف الأعمال العدائية ثم الدفع بالمشاركة السياسية.
بينما منح ما وصفهم شركاؤنا السعوديون والإماراتيون حق الدفاع عن حدودهم موضحا ما زلنا نؤيد هذا الحق"
وختمت الخارجية تصريحها بربط اي تقدم سياسي بوقف
الحوثيين إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه السعودية والإمارات على الفور،
لم يطل الوقت حتى تم اكتشاف مخاتلة السلطة الأمريكية وكذبها اذ وامام تسعير الحرب كانت وتيرة التصريحات تتسارع عن لقاء مرتقب لأطراف الصراع بل وتم تحديد المكان وسقف زمني لموعد الاجتماع بينما هذه الأطراف ممثلة برئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام وكذا وزير خارجية هادي خالد اليماني نفيا علمهما فضلا ان يكون قد تم ابلاغهما بأي اجتماع او عن مضامين جديدة
وفي هذا السياق لا يمكن تحميل التصريحات الامريكية الا من باب كونها للاستهلاك الاعلامي وبالذات مع الانتخابات النصفية للكونجرس وتنصل عن جرائم التحالف امام المنظمات الدولية الرافضة للحرب ومن ضمنها الصحوة المتأخرة للرئيس ترامب حول استخدام التحالف السعودي الاماراتي السيئ للأسلحة الامريكية ووصفه لجريمة قتل اطفال ضحيان بالمروع
بالتأكيد لا يمكن اسقاط فضيحة النظام السعودي بقتله جمال خاشقجي عن المتغيرات الدولية التي صبت ضده الا ان مثل هذه القضية لايمكن ان تكون سببا للتخلي الكامل عن نظام صار اشبه بمجلس ادارة لصندوق مالي احتياطي لواشنطن
وانما سيكون وجود تهديد من الجارة الأقرب التي تخشاها الأسرة الحاكمة بكل هذا القدر بمثابة عامل اساسي لاستمرار احكام القبضة عليها




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign