صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران      
    تقارير /
"حمى الضنك" تجتاح اليمن والصحة تعلن بيحان مدينة منكوبة بعد وفاة العشرات

2016-06-01 08:25:25


 
الوسط - خاص

بينما الحرب تقتل الكثير من الأبرياء وتحصد الأرواح دون أي ضمير أو إحساس بقيمة الدم اليمني الذي يزهق كل يوم، يواجه اليمنيين موت من نوع آخر اجتاح الكثير من المحافظات فاتكاً بالناس لعدم توفر الإمكانيات المناسبة لمكافحته، إنه وباء" حمى الضنك " المرض الخطير الذي أودى بحياة العشرات من اليمنيين فيما المئات أو الآلاف في عداد المصابين بهذا الوباء دون أي تحرك ملموس لمواجهة هذا الوباء.

حيث أعلن مكتب الصحة والسكان بمحافظة شبوة، شرقي اليمن، يوم السبت أن مديرية "بيحان" مدينة منكوبة جراء "تفشي وباء حمى الضنك فيها بصورة غير مسبوقة، وسبق أن توفيت، الجمعة، طفلة مصابة بالوباء في بيحان، ليرتفع عدد حالات الوفاة من جراء الوباء، خلال الأسبوعين الماضيين، إلى 12 شخصاً، بحسب الطبيب علي زهير، مسؤول مكافحة وباء "حمى الضنك" بمستشفى "الدفيعة" العام في بيحان.

وقال مصدر طبي في محافظة مأرب، شرقي اليمن، لـ " الوسط " إن وباء حمى الضنك، انتشر بشكل كبير في المحافظة، وتم تسجيل إصابة 110 أشخاص به حتى الآن، مشيراً إلى أنه لم يتم تسجيل أي وفيات من جراء الوباء ذاته بمأرب. وأوضح أمين مبروك، مدير مستشفى 26 سبتمبر (حكومي) بمديرية الجوبة في محافظة مأرب، أن "عدداً كبيراً من الحالات المصابة بحمى الضنك وصلت إلى المستشفى خلال الأيام الماضية، تم فحص بعضها مخبرياً والتأكد من إصابتها". وأضاف أن المستشفى فحص حتى اليوم أكثر من 300 شخص ظهرت عليهم أعراض مشابهة لأعراض حمى الضنك، وتم التأكد من إصابة 110 أشخاص بالوباء، هم إجمالي المصابين في المحافظة.

وأشار مبروك إلى أن "المستشفى لم يسجل أي حالات وفاة بالمرض، وساعد على ذلك كون المنطقة صحراوية وغير ساحلية". ولم تسجل مستشفيات أخرى في المحافظة أي إصابات أو وفيات بالمرض حتى اليوم.

 ودعا مبروك، السلطات المحلية والمنظمات المعنية إلى المساهمة في مكافحة حمى الضنك، بمكافحة البعوض، وتوفير الأدوية واللقاحات المضادة. - "

وكان قد تفشي وباء " حمى الضنك " في محافظات عدن ولحج والحديدة وتعز خلال الشهور الماضية مخلفاً الكثير من القتلى والمصابين خلال الحرب الدائرة وغياب الخدمات الصحية قبل أن تحدث بعض المكافحة لهذا الوباء الخطير.

وقد دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برنامجاً وقائياً لمكافحة وباء «حمى الضنك» في محافظة عدن، ضمن جهودها المستمرة للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية في اليمن.
ويتضمن البرنامج الذي يقام في مستشفى الجمهورية في خور مكسر خمس دورات تدريبية للكوادر الطبية والفنية والإدارية في المؤسسات الصحية في عدن.
ويهدف البرنامج الذي يستمر شهر ونصف إلى إعداد مدربين في مجال مكافحة الوبائيات وحمى الضنك على وجه التحديد، توكل إليهم عملية تدريب الكوادر الطبية الأخرى في مديرياتهم.

وكانت هيئة الهلال الأحمر قد أطلقت حملة صحية مماثلة الأسبوع الماضي في محافظة حضرموت بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في المحافظة، حيث مولت الهيئة حملات لرش المبيدات لمكافحة البعوض تشمل مناطق ومدن الساحل في حضرموت، وذلك للمساهمة في القضاء على حمى الضنك والحد من انتشار الحميات الفيروسية الأخرى التي أصابت وحصدت أرواح الكثيرين في المحافظة.
وأعلنت الجهات الصحية في بعض محافظات الجنوب مؤخرا تفشي وباء حمى الضنك فيها بصورة غير مسبوقة، ما حدا بالهلال الأحمر إلى التدخل على وجه السرعة والتنسيق مع السلطات الصحية للبدء الفوري في عمليات المكافحة، لدرء مخاطرها على حياة السكان المحليين هناك.

وظهر وباء "حمى الضنك" باليمن، في يونيو/حزيران 2015، ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد المصابين بالمرض في مختلف أرجاء البلاد، إلا أن المصادر تقول إن هناك ما يقترب من 20 ألف مصاب بحمى الضنك في اليمن في الأشهر القليلة الماضية. وتنتقل فيروسات حمى "الضنك" إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة "الزاعجة" (Aedes)، ويكتسب البعوض الفيروس عادة عندما يمتصّ دم أحد المصابين بالعدوى، وبعد مرور فترة الحضانة التي تدوم من 8 أيام إلى 10 يصبح البعوض قادراً، أثناء لدغ الناس وامتصاص دمائهم، على نقل الفيروس طيلة حياته. ومع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود، بات سكان اليمن غير قادرين على استخدام أجهزة التكييف أو المراوح، مما جعلهم أكثر عرضة للتعرض إلى البعوض، الناقل الرئيسي للمرض الفيروسي. ومن أبرز أعراض المرض، الحمى، والصداع الشديد، وآلام المفاصل والعضلات، وآلام العظام، والألم الشديد وراء العينين وحدوث نزيف خفيف، مثل نزيف الأنف. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن "حمى الضنك" يصيب نحو 390 مليون شخص سنوياً، ويقتل أكثر من 22 ألف شخص حول العالم سنوياً، غالبيتهم من الأطفال، ويظهر المرض في المناطق المدارية وتحت المدارية في قارات أمريكا الجنوبية، وأفريقيا، وآسيا، ومن الممكن أن يهدد المرض 2.5 مليار نسمة.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign