الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    كتابات /
لحمايتها من أخطار روسيا و مصر
القوات البحرية الإيرانية في خدمة قطر و اسرائيل

2015-10-19 19:48:14


 
عابد المهذري
لا فرق بين استئجار تحالف العدوان السعودي و عملائه لقوات و مرتزقة سودانيين و جنسيات أخرى لخوض الحرب في اليمن من أجل الرئيس الهارب عبربه منصور ؛ و بين استئجار دويلة قطر بأموال الشيخة موزة لقوات بحرية إيرانية لحماية سواحلها من أي مخاطر وهمية . الغالبية من المتابعين و المراقبين يعتقدون ان اتفاقية التعاون الامني الإيراني القطري الموقعة اليوم تعتبر انتصار للحكومة الإيرانية من واقع اسقاط الموقف على نقيضه في اليمن حيث تشن دول الخليج و منها قطر حربا على اليمنيين بذريعة منع التمدد و النفوذ الايراني باليمن .. بينما رأينا اليوم تقاربا عسكريا قطريا مع ايران و مثله دبلوماسيا قبل ايام من الامارات و ايران تتهافت لكسب رضى السعودية على نحو مذل عقب حادثة الحجاج و قبلها . قطر هي الرابح من توقيع اتفاقية الحماية البحرية مع ايران .. اذ ستكون قوات طهران بمثابة حارس أمين بالإيجار السري للمصالح الحيوية الاسرائيلية و الامريكية في قطر التي تعتبرهما إيران عدويها اللدودين .. و من يعتقد ان ايران حققت انتصارا فهو واهم لان قطر مستباحة السيادة برا و جوا و بحرا بوجود اكبر قاعدة حربية امريكية على اراضيها تتولى حماية الدويلة القطرية مقابل نصيب وافر من ثرواتها النفطية تصل سنويا لعشرات و مئات المليارات من الدولارات فيما لن تحصل ايران إلا على فتات ما يقذفه أميرها تميم ووالدته المصون و ستكتفي ايران بإظهار ما حدث و كأنه نصر عظيم لطهران و هي تدرك انه لا يعد أكثر من عبئ إضافي لخزينتها العسكرية ستحاول تعويضه و التغطية عليه بالبروبجندا الاعلامية و هدفها من ذلك الايحاء للعالم بتواجدها القوي في منطقة الخليج العربي الذي سنرى إيران قادما تتخلى عن نسبه إليها بتسميته الخليج الفارسي . أما الخفايا فتتعلق بصراعات المصالح بين الدول الاقليمية .. و ذكاء قطر هو الكاسب من اللعبة و الايرانيين هم الخاسرين بعد حين .. لان قطر تنظر للبعيد من خلال هذه الاتفاقية التي ستتيح لها تأمين عملية التسويق البحري لانتاجها من الغاز الذي تتصارع في الاستحواذ على السوق العالمي مع روسيا التي تسيطر على السوق الاوربي و قطر على اسواق شرق آسيا و افريقيا و قبل أقل من أسبوع برزت ازمة بين الحليفين الاستراتيجيين ايران و روسيا على خلفية تراجع روسيا عن تزويد ايران بمنظومة الدرع الصاروخية و استبدالها بمنظومة أخرى رفضت ايران قبولها بالتزامن مع تركيز روسيا هذه الايام على استعراض قوتها و نفوذ سيطرتها على بحر قزوين كمجال حيوي اقتصادي و عسكري هام ؛ يبدو ان ايران عبر قطر لجأت للرد الناعم و غير المباشر بالتقارب مع قطر بتوقيع الاتفاقية العسكرية البحرية .. في نفس الوقت الذي تنسحب فيه ايران تدريجيا من الملف السوري و دخول روسيا بقوة في الأزمة السورية التي اصابع قطر متواجدة بفاعلية في الملف السوري و بالتأكيد فإن قطر ستستفيد من اتفاقيتها البحرية مع ايران في استعادة دورها في سوريا بالإتكاء على الموقف الايراني هناك .. كما ان قطر بالورقة البحرية الايرانية ترد على غريمتها مصر التي تسلمت الاسبوع الماضي بارجتين فرنسيتين تكفلت روسيا بتزويدها بالمعدات الحربية اللازمة و هي القوات التي تتعمد قطر ان تجعل قوات ايران البحرية موازيا مقابلا و معادلا لها ببعث رسائل للقوى المنافسة سياسيا و عسكريا و اقتصاديا مفادها ان يد قطر متواجدة في مضيق هرمز اذا ما كان هنالك تهديدات للمصالح القطرية في باب المندب من السعودية مثلا او قناة السويس من مصر خدمة للدب الروسي وردا لجمائله اذا ما تطورت الامور الى صراع بين كبار منتجي النفط و الغاز و اللعب بالنار برفع الاسعار و خطوط الامداد و النقل التي يدخل في معمعتها اصدقاء الدوحة اسرائيل و تركيا و الآن سيكون اصدقاء ايران و على رأسهم العراق و سوريا و لبنان في خدمة قطر بالمجان و لن تجد ايران ما يمكن ان تستفيده من قطر أكثر من القيام بدور لتحسين علاقتها و تهدئة خلافها مع واشنطن و تل أبيب .. أما بالنسبة للموقف من السعودية فإن قطر ستستقوي بإيران ضد الرياض و ليس العكس قياسا بالخبرة القطرية المتراكمة في استخدام هكذا أوراق . عموما .. على الجميع من اللحظة ادراك ان مناورات الرسول الاعظم الايرانية التي نفذتها قواتها البحرية مطلع العام في مياه المحيط الهندي و البحر العربي أصبحت في خدمة دويلة قطر ربيبة اسرائيل و امريكا التي زعمت طهران بأن تلك المناورات الاستعراضية موجهة إليهما و مع مرور الوقت و دوران الأيام ستتداعى ضحكات حكام قطر مدوية خلال حفلات صاخبة بالقنصلية الاسرائيلية في الدوحة و هم يحتسون الأنخاب : في صحة إيران .




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign