صنعاء تنقذ اربع هجمات بحرية ضد بوارج امريكية وسفناً اسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي        إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع      
    كتابات /
الجنوب والتدخل الخارجي... وجهة نظر

01/04/2015 23:30:57


 
صلاح السقلدي
ا
حتى في غمرة حرب 1994م التي استهدفت الجنوب واحتلاله, لم يطالب الجنوبيون حينها من المجتمعين الدولي والإقليمي بتدخل عسكري خارجي لنصرته والتصدي للهجوم العسكري عليه, بل اقتصر الطلب الجنوبي على إرسال قوات حفظ سلام دولية بين الطرفين, ورفض هذا الطلب على بساطته وسهولة تنفيذه وشرعيته أيضا, -لحاسبات ومصالح دولية يعرفها الجميع-, رفض الطب الجنوبي من دول هي اليوم شريكة بحرب تقول انها شريعة وتهدف الى استعادة الشرعية. ولم يخرج مجلس الأمن الدولي حينها إلا بقرارين هزيلين هما ( 924و931 ) دعا الى وقف اطلاق النار والعودة الى طاولة الحوار .!!
وحتى في عام 2011م حين خرج اللواء /علي محسن الاحمر ليعترف في خطاب تاريخي عبر شاشات التلفزة العربية والعالمية ليقول بكل صراحة أمام العالم وعلى رؤوس الأشهادان الجنوب يقبع تحت الاحتلال منذ 94م, بصرف النظر عن الاسباب والاحداث التي دعته الى هذا الاعتراف,أقول انه حتى في ذلك اليوم وبعد ان أعترف اللواء الأحمر وهو بكل جدارة قد ظل عـرّاب النظام اليمني الذي يحتل الجنوب منذ 94م ,وغيره من القوى التي اعترفت بحقيقة أنها قوة احتلال ,لم يطلب الجنوبيون من المجتمع الدولي التدخل العسكري لأنهم -اي الجنوبيين- يعرفون ماذا يعني تدخلا عسكريا في بلدهم حتى وان كان هذا البلد تحت احتلال . فلا يعقل ان يجلب انسان عاقل مجموعة ثعابين الى منزله لتهتلهم له الفئران وهو يعرف كيف ستكون خاتمته معها.
لماذا لم يطلب الجنوب التدخل العسكري الخارجي مع ان كل الظروف تميل لصالخها -على الاقل ظرف المبرر القانوني للتدخل العسكري -؟ لأن الجنوب يعرف أن أي تدخل عسكري يعني بالضرورة احتلالا آخر له وبشكل اكثر بشاعة.وبالتالي فمن غير المنطقي أن يعتبر الجنوب ان الشمال قوة احتلال ويطلب لإخراجها قوة احتلال متعددة الجنسيات أخرى, لأنه -أي الجنوب- ان كان عمل ذلك فكان سيبدو كمن يستجير من الرمضاء بالنار.وهو يطالب بإخراج احتلال واحد واستبداله باحتلالات متعددة.
ضف الى أن فمنطق التاريخ وتجارب الشعوب تحدثنا ان الحروب واستقدام الغزاة لا يمكن لهم تحرير أوطانناهيك عن تعميرها. والنتيجة هي لا تحرير ولا تعمير بل تدمير.
فكم يصغر في عيني ويتقزم في نظري من يطالبني اليوم من الجنوبيين والشماليين على السواء ان أسجل رأياًمؤيدا للحرب التي تشن على صنعاء على فرضية أنها حرب ستفضي الى تحرير الجنوب, واستعادة الشمال.!
لما لا أؤيد هذه الحرب؟ ببساطة: لأنني أولاً من ناحية المبدأ ضد الحروب وضد العنف و(ضد الاستعانة بصديق) خارجي ليحل لي مسألتي. فلو كنت نصيرا للتدخل الخارجي لدعوت بهذا منذ 1994م. ثانياً ان هذه الحرب لن تحرر الجنوب لأنها بالأساس قوة غازية ولأنها تقول صراحة انها أتت لتعيد الشريعة الدستورية الى اليمن الموحد حسب قولها وانها أي تلك الحرب تهدف وفقا لتصريحات جنرالاتها وساستها الى الحفاظ على الوحدة اليمنية بشكلها الحالي,وبالتالي لم يخطر الموضوع الجنوبي على بال صناع هذه الحرب العسكريين والسياسيين, فأنى لمثل هذه التصريحات أن تحرر جنوب وهي تتوعد ولو بطريقة غير مباشرة ان ستحتل اليمن كله أو كما قال احدهم على قناة عربية: اننا بهذه الحرب سنطرد إيران ونحقق أهدافنا شاء من شاء وأبى من أبى). بالمجمل أقول: ان كنتُ شخصيا لا أؤيد التدخل العسكري الخارجي حتى لو أعلن انه سياتي لتحرير الجنوب فكيف لي ان اؤيد تدخلا هو يقول انه أتى ليثبّت الوحدة على شاكلتها هذه,بغض النظر عن أهدافه الأخرى التي يعلنها هذا التدخل والتي هي جميعا تصب لمصلحة بلدانه؟. فان كنتُ سأفكر بالاستعانة بالبندقية من خلف الحدود كنتُ سأحملها أولا فوق كتفي خلال السنوات الماضية ولن اعتمد على السلمية.
خلاصة القول ان الحرب التي تطاول صنعاء اليوم تهدف حسب ما هو معلنا وغير معلن الى القضاء على السلطة المسيطرة على الارض هناك واستبدالها بسلطة آخري تقول هنها انها هي الشرعية, بمعنى أوضح ان هذه الحرب تأخذ بشكلها الظاهر التدخل بالعملية السياسية بين اطراف متصارعة على السلطة ونصرة طرف على طرف ولا علاقة مباشرة للجنوبين بصراعات النخب اليمنية بصنعاء على كراسي الحكم او بصراعات اقليمية كون ان لهم قضية سياسية يعرفها القاصي والداني بصرف النظر عمن يحكم صنعاء أكان حوثيا أو مؤتمرياً, أو إصلاحيا,وأكان شرعيا او غير شرعياً. والتعاطي الجنوبي يجب ان لمصلحة القضية وبالتعاطي مع هذه المتغيرات كونها قد فرضت عليه فرضا, وعدم عزل نفسها عنها أو انغماسه بوحلها. وبالأخير لا بد من الاشارة ان الدفاع عن النفس وحمل السلاح للذود عن الاعراض في حال تعرضت لأي تعدي هو حق أقرته لنا شرائع السماء وقوانين الأرض ولا تحتاج الى وقالة كاتب أو رأي محلل سياسي, نقول هذا حتى لا يلتبس القول على البعض وتتشابه عليهم البقر.
حكمة: لا تبحث عن النكد فهو يعرف عنوانك.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign