صنعاء تنقذ اربع هجمات بحرية ضد بوارج امريكية وسفناً اسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي        إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع      
    كتابات /
ما الهدف الاستراتيجي للعدوان على اليمن؟

01/04/2015 23:10:50


 
وضاح حسين المودَّع
ما فتئ اليمن يخرج من نكبة حتى يدخله عبدربه في نكبة أكبر، وآخر نكبات الرجل أنه طلب من السعودية أن تدمره لأجل ما يسميه شرعيته..!!
شرعيته التي هتكها حين مدد لنفسه، ثم هل بعد طلبه قتل اليمنيين تبقى له أية شرعية..!!
يتحمس بعض اليمنيين لتدمير بلدهم، ويتناسون التأريخ القريب جدًّا في العراق وسوريا وليبيا حين تدخّل الخارج.. يتكرر سيناريو الفرح بالتدخل الأميركي الممول بأموال السعودية في العراق عام 2003 بمبرر إسقاط رئيس، والذى دمر بسببه.. ترك العالم، وبالذات السعودية، العراق يتدمر، لم يقبل السعوديون حتى باستضافة حارث الضاري السنّي.. في الأخير لا يهم هذه الدول سوى مصالحها، ولا يعنيها مصلحة الدولة التي تدخلت فيها، وبعد كل تدمير لدولة يبرر النفط الخليجي فشله بلوم إيران، لتصبح إيران المستفيد الوحيد في كل دوله تتدخل فيها السعودية، حتى لبنان الذي قيل إن السعودية أنقذته باتفاقية الطائف من أتون الحرب الأهلية، لم يكبر فيه سوى نفوذ إيران.. وإلى اليوم وهو غير مستقر..!!
نسي اليمنيون - أيضًا - تدخّل السعودية لفرض البدر إمامًا في الستينيات، وإدخالهم اليمن بحرب أهلية لسنين، فشل السعوديون يومها في خيار فرض حاكم على اليمنيين بالقوة.. يختلف اليمنيون كثيرًا، لكنهم في بغض اعتداء الأجنبي على بلدهم يتفقون.. هذه المرة، وبسبب الإعلام المضلل، يحاول المعتدون إظهار أن مؤيديهم من اليمنيين هم الغالبية، أو هم فئة كبيرة.
يختلف مؤيدو الاعتداء في أسباب تأييدهم، فمن عمالة واضحة وبيع ذمة للمال السعودي إلى فرحة وشماتة وبغض لجماعة الحوثي، إلى تصديق أن الضربات ستخدم اليمن في الختام عبر إضعاف الطرف الأقوى، أي الحوثيين، وتجعله متساويًا مع الأطراف الأخرى، وبالتالي سيسهل الحل السياسي، وهنا - في هذه النقطة بالذات - سأحاول مناقشة أصحاب هذا التبرير.
المسلّم به أن العمل العسكري الذي لا يحدَّد فيه الهدف الاستراتيجي فاشل، فهل بالفعل يوجد هدف استراتيجي لضربات العدوان السعودي.. ونفس الشيء يفهم أي سياسي أن عدم تحديد هدف لما يتخذه من موقف هو قمة الغباء، فهل هناك هدف سياسي يمكن بالفعل تحقيقه بعد هذا العدوان؟؟!!
لم أجد من مؤيدي الاعتداء سوى ردود فضفاضة كإجابة لما طرحته من سؤال، وأول الإجابات القول إن القصف والعدوان سيعيد عبدربه إلى الحكم، وبمناقشة هذا القول يثبت لكل ذي عقل أنه لم يعد من الممكن عودة شخص صار مشكلة المشاكل لليمن، ثم أين سيحكم أصلاً؛ وهو فرَّ من صنعاء، ثم من عدن، كما وقد فقدت مليشياته السيطرة على أهم معقل لها، وهي مدينة عدن وما جاورها، ثم من سيضمن الحماية للرجل؛ وقد عجز عن حماية نفسه قبل أسابيع، فما بالك وقد صار محملاً بوزر الضربات العدوانية الحالية، والتي صنعت له ثأرات شخصية مع كثير من اليمنيين.
الإجابة الأخرى هي القول: إن القصف سيُضعف الحوثيين، وسيكسر شوكتهم، وبالتالي ستكون المحصلة النهائية هي أن الفصائل السياسية المعارضة للحوثي ستتساوى معه، ولن يكون له عليها أفضلية، وبمناقشة هذا القول يتضح أن مروجيه أعْمتهم الخصومة عن النظر في الواقع؛ فالواقع أن الحوثيين لم يكن لديهم الرغبة بالسيطرة على اليمن بطريقة مباشرة، أي بتولي مسؤولية الدولة إداريًّا، بل كانوا يعمدون إلى عدم تحمل كامل المسؤولية؛ لعلمهم بصعوبة إدارة اليمن في هذه المرحلة، ولذا عجزوا عن تطبيق الإعلان الدستوري الذي أعلنوه؛ لعلمهم أن اليمن لا يُحكم إلا بالشراكة، كما وينسى هؤلاء أن الحوثيين لم يسيطروا على الأسلحة ويبقونها في أماكنها، بل كانوا ينقلونها من المعسكرات؛ ما يؤكد عدم رغبتهم بتولي مسؤولية الدولة وخوفهم من مآلات الأمور، كما أن طبيعة الجماعة وخبرتها السابقة جعلتها توزع مقاتليها وأسلحتها في أماكن كثيرة، فكيف يمكن إذًا أن تضعف الجماعة؛ وهي لا تتسم بأي تشكيلات جمعية يمكن إنهاؤها بسهولة؟؟!!.
إن الملموس - تمامًًا - لكل من يبتعد في تفكيره عن العواطف، ويشاهد ما يحصل على الأرض من ضربات على مدى أيام، هو أن الضربات لا تستهدف سوى البنى التحتية لليمن، وبقايا جيشها الذي أنهاه عبدربه، وجعله هيكلاً عظميًّا.. إن ضرب مبانٍ فارغة للجيش، وصالات ركاب مطارات مدنية، وهناجر صيانة وعنابر جنود.. إلخ، لا يمكن - أبدًا - أن تثبت سوى أن الهدف الاستراتيجي الوحيد الذي سينتج عن هذا العدوان هو تدمير اليمن، وزيادة نفوذ المليشيات، وتكرار السيناريو العراقي والليبي بنسخة ثالثة أكثر قبحًا، وحينها سيتخلى السعوديون عنكم يا من أيّدتم العدوان على بلدكم؛ لأنكم لم تكونوا بالنسبة لهم سوى مرتزقة، لن يسامحكم اليمنيون - أيضًا - ولن يسامحكم التاريخ مهما حاولتم تحسين قبح فعلتكم، وتذكروا أن الجزاء من جنس العمل.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign