صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    تقارير /
المؤسسة الدينية في السعودية تدخل على خط الصراع.. وأميركا تعترف بانعدام وجودها في ظل تنافس داعش والقاعدة

25/03/2015 21:06:02


 
الوسط .. تقارير خاصة
دخلت المؤسسة الدينية في المملكة السعودية على خط الصراع السياسي الدائر في اليمن، وتوجيهه طائفيًّا؛ من خلال إطلاق توصيفات ذات طابع تكفيري ضد "أنصار الله"، وهو موقف لم يظهر إزاء القاعدة رغم بشاعة ما تقوم به من أعمال القتل والذبح الذي طال الجنود أكثر من مرة، وقام بعدة عمليات انتحارية ضد مواطنين أبرياء.وخاطب رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، في خطبة الجمعة الماضية، من جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، الشعب اليمني، متسائلاً: أيها الشعب اليمني المبارك، من يحكم هذا البلد؟، أين العقول الجيدة؟، أين العلماء؟، وأين القادة؟، وأين المفكرون؟.. أن تضيع البلاد بهذا الشكل تدميرًا وإخلالاً للأمن وسفكًا للدماء ونهبًا للأموال على أيدي المجوس وأعوانهم الذين يبغضون الإسلام وأهله..".
وأضاف: "هذه الفِرق الضالة هدفها القضاء على الإسلام.. ألا يكفي المسلمين ما مر بهم؟، وأن لا يمدوا أيديهم إلى أعدائهم".
وتابع: "إن أعداءكم المجوس لا يريدون لكم خيرًا، وإنما يريدون إفسادكم وفسادكم وسلب خيراتكم وتضليل أفكاركم.. إلى غير ذلك من آرائهم الضالة.. فيا أيها الشعب اليمني، ويا رجال اليمن، اتقوا الله في أنفسكم، عودوا إلى رشدكم، وحكّموا العقل والرأي السديد؛ لتعلموا أن هذه الحملات السيئة المجوسية جاءت لإضلالكم، وإضعاف شوكتكم، والقضاء على دينكم وكرامتكم وأخلاقكم".
واستطرد قائلاً: "ما جاؤوا حباً لكم، ولا رحمة بكم، ولكن جاؤوا لينشروا الفساد كما يريدون، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.. فيا إخواني في اليمن: الله الله في أنفسكم وبحرماتكم، وفي بلادكم أن تضيعوها في هذه الفتنة الضالة المضلة".
أميركا تفقد آخر قدرة لها على التحرك الميداني باليمن
وفيما يبدو أن أميركا قد خسرت مصالحها ونفوذها في اليمن عقب سيطرة الحوثيين على السلطة.. حذر المقدم المتقاعد في الجيش الأميركي، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية، من فقدان الولايات المتحدة كل قدرتها على التحرك الميداني في اليمن، على ضوء سحبها قواتها الخاصة من ذلك البلد، مرجحًا انزلاق البلاد نحو حرب أهلية شاملة مع تصاعد خطير لأدوار القاعدة وداعش، بحسب شبكة CNN.
وقال فرانكونا؛ ردًّا على سؤال حول رأيه بانسحاب آخر الوحدات الأميركية من اليمن: "هذا يعني أننا نفقد آخر قدرة لنا على التحرك الميداني باليمن، بعد أن أغلقنا سفارتنا، وهذا الأمر ضربة قاسية لنا.. تلك القوات كانت تعمل مع وحدات مكافحة الإرهاب اليمنية، وكان وجودها محاطًا بنوع من السرية."
وأضاف: "فقدنا القدرة على التحرك الآن، وبات وجودنا على الأرض منعدمًا، وهذا سيضر كثيرًا بقدرتنا على ملاحقة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، أحد أقوى فروع القاعدة، والذي سبق أن حاول شن هجمات على أميركا.. أتمنى أن نسترد بعض القدرة على التحرك في اليمن، ربما من خلال سفن أو منشآت أخرى في المنطقة؛ لأننا أمام خطر آخر يتصاعد إلى جانب القاعدة، وهو خطر تنظيم داعش."
وحول التناقض بين الوضع الحالي في اليمن والخطابات السابقة للرئيس باراك أوباما، التي كان يعتبر فيها تجربة أميركا في اليمن ناجحة.. قال الضابط السابق: "عندما قال أوباما إن اليمن تجربة ناجحة كان وضع البلاد مستقرًا، ولكن كان هناك الكثير من الاضطرابات الداخلية التي انفجرت الآن، والوضع مرشح للمزيد من التدهور باليمن، إنْ لم يكن يسير نحو حرب أهلية شاملة، وهذا أمر علينا متابعته.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قامت بإجلاء آخر مائة جندي من قواتها الخاصة العاملين في اليمن؛ بسبب تردي الأوضاع الأمنية، وفرار المئات من معتقلي تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، من اثنين من السجون على الأقل في اليمن، خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، الأمر الذي زاد من مستوى التهديدات التي تواجهها القوات الأميركية.
ونقلت شبكة CNN عن المصادر، أن هؤلاء الجنود، والذين يشكّلون آخر دفعة للقوات الأميركية جرى نشرها في اليمن في وقت سابق، غادروا قاعدة "العند" الجوية، في محافظة "لحج"، جنوبي البلاد، إلى جيبوتي.
وأثار الظهور المفاجئ للقاعدة على تخوم عدن، علامات استفهام كبيرة بالتزامن مع إعلان تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش عن نفسه في صنعاء بشكل بالغ الدموية،
وكان تنظيم داعش قد تبنّى، في بيان صوتي له، الهجمات الإرهابية التي طالت مساجد صنعاء، وقام بتنفيذها أربعة انتحاريون، إضافة إلى تمكن اللجان الأمنية التابعة للحوثيين من إلقاء القبض على مهاجم خامس قبيل تنفيذ عملية مشابهة في جامع "الهادي" بمدينة صعدة، والذي يعد أهم مساجد المذهب الزيدي، ويضم ضريح مؤسس الدولة الزيدية في اليمن.
وبرغم تبنّي داعش مسؤوليته عن تفجيرات صنعاء الدامية، إلا أن واشنطن شككت حول مسؤولية "داعش" عن التفجيرات التي تبناها.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست: "ليس هناك ارتباط عملي واضح بين الأشخاص الذين نفذوا هجمات الجمعة بصنعاء، والذي أودى بحياة أكثر من 142 شخصًا، وبين مقاتلي "داعش" في العراق وسوريا".
من جهتها قالت صحيفة "وفال أوبسارفاتور" الفرنسية، نقلاً عن خبراء: إن تنظيم "داعش"، من خلال هذه الهجمات في اليمن، يسعى لفرض سيطرته على هذا البلد أمام تنظيم القاعدة، مستفيدًا من الفوضى ومن عِداء السنّة للشيعة.
وتبنّى تنظيم "داعش" هذه الهجمات، التي تُعتبر الأكثر دموية في صنعاء منذ أي وقت مضى، معلنًا أن هذه الهجمات ليست إلا "غيض من فيض"، وستتبعها هجمات لاحقة.
ونأى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بنفسه، وهو - أيضًا - تنظيم سُنّي، مؤكدًا أنه لا يستهدف "المساجد والأسواق"؛ محافظة منه على أرواح "الأبرياء".
وقد وقعت هذه المذبحة بعد 48 ساعة من الهجوم على متحف باردو في تونس (حيث قُتل 20 أجنبيًّا وتونسيًّا)، والذي تبناه هو الآخر تنظيم "داعش"، ما يعطي الانطباع عن وجود حملة منسقة لهذا التنظيم الإرهابي - بحسب المحللين.
خبراء فرنسيون: اليمن على شفا حرب أهلية
اليمن على شفا حرب أهلية بسبب انقسام البلاد إلى قسمين: حيث يتحكم الحوثيون في شمال البلاد، منذ سبتمبر، مدعومين في ذلك من طرف إيران.. فيما تهيمن القوات المتحالفة مع الرئيس عبدربه منصور هادي على جنوب البلاد، هذه القوات القريبة من المملكة العربية السعودية.
وقد فرّ عبدربه منصور هادي من صنعاء، ولجأ إلى عدن.. والذي كان استنكر هجمات "الإرهابيين الجبناء" في رسالة لأسر الضحايا؛ قائلًا: "مثل هذه الهجمات الشنيعة لا يرتكبها إلا أعداء الحياة الذين يريدون دفع اليمن إلى الفوضى والعنف والاقتتال الداخلي"، مضيفًا: "التطرف الشيعي الذي تمثله الميليشيات الحوثية والتطرف السني الذي يمثله تنظيم القاعدة هما وجهان لعملة واحدة التي لا ترغب في الخير والاستقرار لليمن ولشعبها".
"تنظيم القاعدة فقد مصداقيته"
في هذا الحراك الجهادي، كانت اليمن، حتى الأشهر الأخيرة، حكرًا على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، المتمركز جنوب البلاد.. هذا التنظيم الذي تبنى الهجوم ضد الصحيفة الساخرة الفرنسية "شارلي إبدو" في يناير كانون الثاني.. ولكن، وفقًا للمحللين، فإن هذا التنظيم بصدد خسارة نفوذه في اليمن؛ فتنظيم "داعش"، الذي حل محل تنظيم القاعدة في سوريا والعراق بعد قتال ضروس في العام 2014، لم يكن له في السابق موطئ قدم في اليمن. وعلى الرغم من الصراع بين مقاتلي التنظيمين في سوريا، فقد دعا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في تشرين الأول، المسلمين لدعم تنظيم "داعش" ضد "الصليبيين"، وهو ما تم تفسيره كدليل على وجود انشقاق داخل تنظيم القاعدة.
وبعد ذلك، ظهرت انشقاقات وبأعداد متزايدة.. ففي فبراير، قدّم مقاتلو القاعدة من محافظتي ذمار وصنعاء ولاءهم لزعيم تنظيم "داعش"، "أبو بكر البغدادي"، معربين عن رغبتهم في التحرك ضد الشيعة.
ويرى ماثيو غودير، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة تولوز (فرنسا)، أنه: "منذ سيطرة الميليشيات الحوثية على العاصمة وعلى معظم أنحاء البلاد، فقد تنظيم القاعدة مصداقيته؛ حيث لم يعد قادرًا على الدفاع حتى على المحافظات السنية".
تنظيم "داعش" "يمتص" تنظيم القاعدة
بالنسبة لجان بيير فيليو، أستاذ في كلية باريس للشؤون الدولية، فإنه بعد "ارتكاب مذبحة صنعاء؛ يعتزم تنظيم داعش أن يظهر للقاعدة الجهادية مدى قوته في ضرب العدو بأكثر اقتدار من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
مضيفًا: "أصبحت هناك عناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تميل إلى الانضمام لتنظيم داعش، وهو ما يمثّل بالنسبة لأنصار البغدادي رهانًا يجب كسبه بأي ثمن لاستيعاب المزيد من الجهاديين من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
ووفقًا لغودير: هناك "امتصاص" لقوات تنظيم القاعدة من قبل تنظيم "داعش"، في الوقت الذي يعرف فيه المعسكر السنّي حالة من الانقسام.. مضيفًا: أن "الوضع في اليمن يتجه نحو الأزمة العقائدية على غرار الأزمة التي تعيشها حاليًا سوريا والعراق، هذه الأزمة التي تشهد صراعًا بين السنّة والشيعة (الذين يمثلون ثلث السكان في اليمن)".
"توسيع الخلافة إلى السعودية واليمن"
ووفقًا لهذا الخبير، فإن "تنظيم داعش" يرى أنه: "يدافع عن أهل السنة ضد الشيعة والعدوان الأجنبي في سوريا والعراق، والآن في اليمن.. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التنظيم لم يخفِ أبدًا رغبته في توسيع أراضي الخلافة في المملكة العربية، واليمن التي ينظر إليها على أنها مهد العرب".
مضيفًا: "يواصل تنظيم داعش تطبيق استراتيجيته في تطويق المملكة العربية السعودية بعد المواقع التي اكتسبها شمال شبه الجزيرة (في العراق)، ليحاول بسط نفوذه جنوبًا من خلال السيطرة على اليمن".
ويذهب جان بيير فيليو إلى أبعد من ذلك، فمن خلال هذه الهجمات "أظهر تنظيم داعش في غضون بضعة أسابيع قدرته على تنسيق عملياته التوسعية، في البداية في ليبيا، مرورًا بتونس، وأخيرًا في اليمن، من دون أن ننسى ولاء تنظيم بوكو حرام في نيجيريا".
مضيفًا: "في اعتقادي فإن هذا التنظيم، الذي تميز بامتداده السريع، سيستأنف حملته الإرهابية قريبًا في القارة الأوروبية".
وحول رؤية السعوديين لسيناريوهات الحسم، والذي يبين اتجاه قيادات المملكة للحل، والذي لا يبدو أنها بعيدة عن الحل العسكري، الذي يكشف عضو مجلس شورى سعودي سابق عنه كاحتمال ممكن.
وكشف عضو مجلس الشورى السعودي السابق، محمد عبدالله آل زلفة عن احتمال تدخل عسكري، ولكن بعد استنفاد كافة المحاولات السياسية والدبلوماسية.
ويشدد زلفة، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، على أن الدول الخليجية ستسعى إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية من خلال جمع كافة الأطراف السياسية في مؤتمر الرياض، وفقًا لطلب الرئيس اليمني.

 

وفي موازاة التحضير لهذا المؤتمر، يعمل القادة الخليجيون، حسب زلفة، على "حشد تأييد المجتمع الدولي ضد تدخّل إيران في شؤون دولة تتمتع بالسيادة"، ولحث مجلس الأمن على دعم سلطة هادي الشرعية ضد الحوثيين.
بيد أن عضو مجلس الشورى السعودي السابق لا يبدو متفائلاً إزاء التوصل لحل سياسي أو حتى لجهود المجتمع الدولي؛ وذلك بسبب تشعب الأزمة، وكثرة اللاعبين الذين يسعون إلى تقاسم هذا البلد، خاصة إيران.
وعليه، فإن الحسم العسكري لا يبدو بعيدًا، وفقًا لزلفة، الذي يشدد على أن تدخل قوة خليجية في اليمن لن يأتي على غرار التدخل في البحرين التي كانت "مهددة من قبل دولة خارجية"، ألا وهي إيران التي تهدد - أيضًا - اليمن.
فاليمن ليس عضوًا في مجلس التعاون الخليجي، ولا يرتبط مع الدول الخليجية بمعاهدات دفاع مشترك، كما هو الحال مع البحرين، الأمر الذي يفرض على الخليجين شروطًا قبل التوجه إلى اليمن "للحسم العسكري".
ويشرح زلفة أن وجود تهديد عسكري مباشر من قِبل الحوثيين، وخلفهم طهران، أو حتى القاعدة لأراضي أية دولة خليجية، وهنا يشير إلى السعودية، سيدفع حتمًا الدول الخليجية للدفع بقوة عسكرية لحماية أمنها وأمن اليمن والمنطقة.
كما يضيف أنه في حال طلب هادي نفسه من الدول الخليجية التدخل عسكريًّا بعد فشل الحلول السياسية، فإن ذلك يخول القوات السعودية أو حتى قوة خليجية مشتركة التصدي للميليشيات التي تسعى إلى "إسقاط الدولة" باليمن.
وبعيدًا عن الحسم العسكري، يرى زلفة أن الرئيس اليمني السابق ربما "يكون هو الحل بعد أن كان أصل المشكلة"، وذلك من خلال إعادة إحياء العلاقة القديمة بين الرياض وصالح؛ بغية دفعه "لفك الارتباط مع الحوثيين".





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign