صنعاء تنقذ اربع هجمات بحرية ضد بوارج امريكية وسفناً اسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي        إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع      
    كتابات /
الخطر الوجودي الذي يتهدد الحراك الجنوبي

19/03/2015 00:17:35


 
محمد محمد المقالح
مستقبل الحراك الجنوبي في خطر حقيقي، ربما لأول مرة منذ نشأته عام 2007م، وخيارات فصائله المختلفة اليوم صعبة ومحدودة أيضًا، ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى صمته وتردده أمام تشكل واقع جديد في الجنوب منذ هروب هادي إلى عدن، وبقائه فيها باسم الشرعية.
ولتفادي هذا الخطر الوجودي الذي يعاني منه الحراك في ظل غياب القيادة والوعاء السياسي ليس أمامه سوى خيارين لا ثالث لهما:
- الخيار الأول، وهو الأفضل والأسلم، ويتمثل في استمرار الحراك في ممارسة دوره النضالي السلمي بالمظاهرات والاحتجاجات ضد سلطة 7/7، رافضًا منحها أية شرعية للحديث باسمه أو باسم الشرعية المزعومة، خصوصًا وهذه السلطة أو ما تبقى منها تسعى اليوم حثيثًا إلى الهيمنة على القضية الجنوبية باسم الشرعية من ناحية، وعلى خلفية صمت الحراك أو تجاوبه ضمنًا معها من ناحية أخرى.
- الخيار الثاني هو أن يشكّل الحراك الجنوبي لنفسه لجانًا شعبية مقابل أو إلى جانب لجان هادي ولجان الإصلاح ولجان القاعدة، التي تفرض نفسها اليوم على واقع الجنوب، وعلى واقع عدن تحديدًا، ومع أن تشكيل لجان شعبية للحراك إلى جانب مسلحين ومليشيات عدة يحشدها هادي إلى عدن هو خيار سيئ، ويخرج الحراك من سلميته التي انتصر بها حتى اللحظة عدا على كونه خيارًا صعبًا، ويحتاج إلى دعم لوجيستي بالمال والسلاح، إلا أنه أفضل من الصمت والتردد، وتعطل النضال السلمي حتى تنتهي الزفة، ويخرج هو منها بلا حمّص.
ومع أنني مع الخيار الأول الذي هو بيد الحراك بالفعل، ولا يمتلكه الآخرون؛ كون الحراك الحقيقي هو من يمتلك المزاج العام في الشارع الجنوبي، إلا أن عدم الأخذ بأحد هذين الخيارين سيؤدي إلى ضياع الحراك أو تشظيه وتسرب مناصريه إلى الضفة المقابلة أو المعادة مرة على خلفية الترقب والتردد الذي تعاني منه القيادات الوسطية، ومرة باسم التجاوب مع وعود غير منطقية يطرحها له ولقيادته في الداخل والخارج، سرًّا وعلانية، كل من الرئيس السابق وحلفائه والمشرفين عليهم في الخارج.
إن مسايرة بعض فصائل الحراك الجنوبي لخطاب نظام 7/7 التضليلي لما يسميه بالخطر الحوثي يجعل هذه الفصائل وقياداتها في الخارج أداة من أدوات خصومها، لا رافعة لقضيتها حتى ولو ادعت غير ذلك.
ففي هذه الحالة سيبقى الحراك مشغولاً بعدو وهمي هم "الحوثيون" الذين قدموا في الأصل من واقع المظلومية التي قدم منها الحراك نفسه، ولم يكن لهم - في أي يوم من الأيام - أي دور في غزو الجنوب، ولا في تجريف ذاكرته، وبينما هم في هذا الانشغال الغبي يواصل هادي وبقايا نظام 7/7 عملية تشكيل واقع جنوبي جديد يكون الحراك الحقيقي فيه هو الخاسر الأكبر.
الواقع الجنوبي الجديد حقيقة لا وهمًا، ويترسخ شيئًا فشيئًا، ويومًا بعد يوم بعيدًا عن الحراك وقضيته الجنوبية عبر تحالف ثلاثي مكشوف، ممثل بمليشيات الإصلاح ومليشيات القاعدة ومليشيات هادي، وبإشراف وتمويل سعودي لم يعد خافٍ على أحد..!
والحقيقة الكبرى التي قد لا يدركها شباب ومناضلو الحراك في عموم ريف ومدن الجنوب هي أن الشارع الجنوبي الفارغ من الحراك الحقيقي سيُملأ حتمًا بأعداء الحراك الحقيقي؛ إذ تقول الحقيقة العلمية إنه لا يبقى شيئ فارغ، وإذا ما أخليت أنت وبيدك ساحتك فإنها ستملأ بالآخرين، وهذا ما يحدث الآن، وكل يوم، وما توافد قبائل بني هلال وبني الجدعان والحواريش والطهشان إلا بعض مظاهر ملء الفراغ الجنوبي، وهذا للأسف يتم بتواطؤ من قيادة الحراك في الخارج أو بضغط السعودية عليها للصمت تحت إغراء المال حينًا، ووعود غير منطقية ولا واقعية حينًا أخرى، وجميعها تقود إلى الصراع والتمزق لا إلى حل القضية الجنوبية أو وضعها على سكة السير الصحيح للقطار الجنوبي..!
أمام هذا التردد والإرباك نستطيع القول إن الحراك يعمل ضد نفسه وقضيته، وعبر هذا التردد والانتظار الحائر يتسرب الوقت من تحت أصابعه، وتتبدل الخارطة الجنوبية كل يوم، بل بين ليلة وضحاها، وإذا افترضنا أن تحالف هادي لم يسارع بعد بتثبيت أقدامه للقضاء على رموز ونشطاء الحراك وتهميشهم كطبيعة من طبائع السلطة فإن أخشى ما يُخشى هو أن تأتي اللحظة التي يتفجر فيها جسد الحراك تشظيًا وانكفاء تحت مشاعر القهر والصمت والانتظار والشعور لدى الشباب الذي قدم التضحيات الجسام، ثم يكتشف بأن كل هذا النضال الطويل والتضحيات الجسيمة قد ذهبت مع الريح، وفي لحظة فارقة من التشوش والإرباك..!
أعلم بأن البعض سيعتبر هذا الطرح شيئًا من التحريض أو "المحارشة" لإحداث صراع (جنوبي جنوبي) لصالح تمدد الحوثي وحلفيه الجديد "عفاش".. أو هكذا ستعيد دوائر الاعلام والاشاعة لدى هادي واخوانه في الله تفسير كلامي حول الخطر الوجودي للحراك باعتباره -كلامي- مؤامرة شمالية، وبالتأكيد سيجد هذا التفسير التآمري لدى المأزومين وعديمي الثقة بأنفسهم وبقضيتهم آذانًا صاغية، وهذا ما يحدث في تزييف الوعي كل يوم، ولكن تزييف الوعي وإشاعة الأكاذيب والتفسيرات التآمرية لا تلغي البتة بأن هنالك خطرًا حقيقيًّا بالفعل، ويلمسه كل حراكي بنفسه مهما تم إرباكه وتشويش وعيه.
*التمايز السياسي بداية الحل..!
----
لقد اَن الآوان لإعلان التمايز السياسي داخل صفوف الجنوبيين؛ لأن الحديث عن الجنوب كجغرافيا بدون أي مشروع أو وعاء سياسي هو الذي عطل القضية الجنوبية وشوش الوعي حولها ومنع حلها رغم كل التضحيات الجسيمة التي قدمها الحراك بسخاء منذ 2007م وحتى اليوم.
الجنوب كجغرافيا بدون تاريخ سياسي وبدون مشروع سياسي هو - أيضًا - مَن جعل كل من هبّ ودبّ من الجنوبيين يدّعي - وهو مطمئن - بأنه صاحب القضية الجنوبية، بمن فيهم من ساهموا في صنعها، وتسببوا بوجودها ومعاناة أهلها، كما هو حال التحالف الثلاثي الذي يحتمي اليوم بشرعية هادي، ويتغطى بتضخيم الخطر الحوثي، ومؤخرًا الوهم العفاشي على الجنوب !.
إلغاء التمايزات السياسية في صفوف الحراك الجنوبي كان الهدف منه في البداية هو محاولة إيجاد "لاصق" أيديولوجي يجمع كل الجنوبيين أمام الشمال من ناحية، ويسهم في إخراج الحزب الاشتراكي اليمني كمشروع سياسي ووطني وكرافعة للقضية الجنوبية من معادلة الجنوب من ناحية أخرى، غير أنه، وبقدر ما وحد هذين البعدين الجنوبيين ضد نظام الشمال، وربما ضد أبناء الشمال أنفسهم، ولو بدافع وحيد هو الكراهية فقط، إلا أنه وحّد الجنوبيين على لا شيء، وتحديدًا على عدم وجود حل للقضية الجنوبية نهائيًّا، بل وتعليقها على الشجرة، وكل من يحاول أن يمد لها سلّمًا للنزول كلما تكالب عليه الذين لا مشروع لهم ولا خيار سياسي حتى أتى من يدعي تمثيل القضية الجنوبية من خارجها، بل من داخل صفوف أعدائها الحقيقيين كما هو الحال اليوم.
الجنوبيون ليسوا أحجار وأشجار الجنوب، وبالضرورة ليسوا قبائل أو فئات اجتماعية بلا خيارات سياسية أو فكرية، بل هم أبناء الجنوب وأناس الجنوب أولاً، وخياراتهم السياسية والفكرية ثانيًا، ومن لا يعترف بوجود تباين سياسي بين الأطراف المختلفة في الجنوب لن يسمح بحل القضية الجنوبية حتى يستكمل هو سيطرته على الواقع الجنوبي، وهذا ما يحدث الآن.
والمعنى أن عدم الاعتراف بالخيارات السياسية، وبوجود "يمين ديني ويمين انتهازي ويسار علماني ووطني ووسط ليبرالي" وإصلاح واشتراكي وسلاطيني في صفوف الجنوبيين، بل وداخل صفوف الحراك نفسه فإنه لن يؤجل الخلاف بين هذه الخيارات الموجودة على الواقع حتى تحل القضية كما يزعمون، بل إنه سيمنع الحل أو يعرقله من ناحية، ويراكم الخلافات ثم يفجرها حربًا لحظة توفر فرصة الحل من ناحية أخرى، ما يجعلها أكثر دموية أيضًا، وهذا ما يحدّثنا عنه التاريخ في أكثر من مكان من العالم، وفي اليمن أيضًا..!
بالمناسبة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل لم تستلم الاستقلال الوطني كاستحقاق لنضالها الطويل، ولم تكن قادرة على حفظ كيان الدولة بعد خروج المستعمر، إلا بعد أن حسمت أمرها مع الفصائل الأخرى على الأرض، وفي كل محافظة على حدة، وتحديدًا في مدينة عدن..!
ليس المطلوب اليوم الصراع المادي أو العسكري بين أصاحب الحق الأصلي في القضية الجنوبية من ناحية، وأدعياء القضية الجنوبية من ناحية أخرى أبدًا.. أبدًا، ولا يصح ذلك أصلاً من قبل أي طرف وطني مسؤول يسعى لوحدة الكيان الجنوبي ومشروعه الوطني في الوطن بكامله.!.
ولكن الحقيقة هي أنه لم يعد هنالك حاجة للتمايز الجنوبي الشمالي أصلاً، خصوصًا بعد سقوط نظام 7/7 في صنعاء، واحتماء بقاياه بما يسمى بالشرعية، ولكن من عدن، ما يجعل الصراع السياسي بالمعنى البدائي للكلمة "جنوبي جنوبي"، وليس (جنوبي شمالي)، كما كانوا يدعون من قبل لمنع المشروع السياسي.!
والخلاصة، فإن التمايز سياسيًّا بين حراك 2007م وحراك 2013م أصبح اليوم ضرورة مفصلية لحل القضية الجنوبية، وشرطًا أساسيًّا لمعرفة من هو مع القضية الجنوبية، ومن هو ضدها، وبحيث يظهر الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر.
*الحراك والثورة.!
----
بالنسبة لنا في ثورة 21 سبتمبر، وفي اللجنة الثورية العليا لن نعترف بحراك الإصلاح، ولا بحراك القاعدة، ولا بحراك هادي والسعودية؛ لأنها - جميعًا - لا علاقة لها بحراك الجنوب، ولا بحراك القضيةالجنوبية، بل هم خصومها وخصوم غالبية اليمنيين في الشمال والجنوب.
نحن سنقبل ونعترف - فقط - بكل فصائل الحراك الجنوبي للعام 2007م، وسنقبل الحوار معهم من منصة الندّية لا الدونية، ولكن بقرار وطني خالص، وتحت أي سقف يرونه أو يرتضيه غالبية الجنوبيين، والمهم هو أن يكون الحوار وطنيًّا ويمنيًّا يمنيًّا، في المقابل لن نقبل أن تتحول عدن أو أي من محافظات الجنوب إلى قاعدة للقاعدة أو للتدخل الخارجي السافر ضد شعبنا في الجنوب والشمال..!
*حرب الشرعية مرتين..!
-----
هادي يستدعي قبائل بني هلال إلى عدن..!
*عدن تكتظ بالمسلحين والمليشيات من كل حدب وصوب.
* هادي يتلقى الملايين السعودية للتجنيد والتسليح
*هادي يريد تفجير الحرب في عدن أملاً في استعادة السلطة في صنعاء
*عدن تستعيد الأجواء التي عاشتها في 1986 و1994م في وقت واحد
*الخيارات محدودة في عدن:
إما أن يفجر هادي بقرار سعودي الحرب ويهرب إلى السعودية عبر البحر أو أن يخرج أبناء عدن بالآلاف لطرد هادي وكل المسلحين، وإفشال مشروع السعودية في الحرب والاقتتال بأموالها ومرتزقتها..!

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign