الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    كتابات /
كومبارسات السياسة اليمنية

18/02/2015 17:11:29


 
وضاح حسين المودَّع
يلحظ متابع الشأن اليمني أنه، ومنذ الحادي وعشرين من سبتمبر الفائت، صارت سلطات الدولة تؤدي دور (الكومبارس)، في حين أن جماعة الحوثي تسيطر على كل الوزارات ومؤسسات الدولة، حاول الرئيس المستقيل هو ومقربوه بالاتفاق مع مبعوث الأمم المتحدة شرعنة الكومبارسية عبر التوقيع على ما سمي "اتفاقية السلم والشراكة"؛ لكي يظهر لكل من هو خارج اليمن أو داخله أن المسألة لم تكن سوى خلاف عادي سببه رغبة طرف سياسي اسمه جماعة الحوثي بالشراكة مع الآخرين في إدارة المرحلة، وتغيير الحكومة بحكومة جديدة، لكن ما روج له النظام المستقيل لم يستمر كثيرًا، وخلال أقل من أربعة أشهر انقلب السحر على الساحر فتم قلب الطاولة عليه وعلى رئيس حكومته، ووضعه في منزله ضمن برنامج (خليك بالبيت)، كما فعل بكثير من موظفي الدولة وجنودها وقادة معسكراتها منذ ثلاث سنوات، ورغم أن الجماعة سيطرت على كل شيء تقريبًا، إلا أن الأطراف السياسية اليمنية ما زالت تتعامل مع الأمر وكأنه - أيضًا - خلاف سياسي يتم حله عبر المفاوضات..!!
الجماعة تقدمت كثيرًا في سيطرتها على كل مؤسسات ومناطق الدولة حتى قررت إصدار ما أسمته إعلانًا دستوريًّا، وإدخال البلد في فترة انتقالية جديدة مدتها سنتين، رسمت أوصافها هي دون موافقة أحد، أي قررت الجماعة استخدام أنموذج مكرر تقريبًا لطريقة مفاوضات إيران مع الدول الكبرى في ملفها النووي، حين كانت إيران تفرض على الدول المفاوضة في الملف أن تتمنى عودة الأمور إلى آخر نقطة قبل الجولة المفاوضة، وليس إلى نقطة الصفر حين كانت تتقدم في تخصيب اليورانيوم أكثر وأكثر كي لا يُمكن المطالبة بوقف التخصيب، بل بحلول أقل من ذلك، والعودة لما قبل شهر بدلاً من العودة لما قبل سنة.
تكتيك جماعة الحوثي قريب جدًّا لِما فعلته وتفعله إيران، والجماعة لا تُلام على استخدامها ذلك، بل الملوم الأطراف السياسية الأخرى التي تدخل معها في مفاوضات لا تدري فيها ما الذي تريده، وما هو برنامجها لحل ما وصلت إليه البلد، بقدر تفكيرها وحرصها على نصيبها في التسوية السياسية القادمة..!!
يحتاج اليمن في مرحلة سقوط كل شيء، التي نعيشها حاليًّا، إلى طريقة أخرى من الأطراف السياسية غير المسيطرة على الدولة، للتعامل مع جماعة الحوثي المسيطرة.
إن قبول الأحزاب السياسية أن تدخل ضمن سقف اسمه لجان ثورية مشرفة على مؤسسات الدولة في أية تسوية قادمة يعني القبول بدور كومبارس جديد، كما حصل لعبدربه وحكومة بحاح منذ 21 سبتمبر، لكنه دورٌ أقبح بكثير من الكومبارسات تلك.. إن الواجب أن يتم التفكير بتكتيك أن يدير الحوثيون وحدهم الدولة وبالطريقة التي يريدون، وليقدموا مشروعهم كي يظهر إما نجاحهم - وهو مايستحيل حدوثه - أو فشلهم وهو ما تشير إليه شواهد المرحلة.. إن عبثية مفاوضات شرعنة الوضع الحالي الذي أوصل الحوثيون البلد له لا تفيد لا البلد ولا الأحزاب السياسية التي تفاوض، بل تفيد الحوثيين، ينبغي أن يفهم الجميع أن الحوثيين اختاروا خيار السنتين كفترة انتقالية جديدة كي يستطيعوا فيها تعلم طريقة إدارة الدولة عبر التغلغل بهدوء وبناء دولة عميقة لهم، أفرادها يكتسبون الخبرة والقدرة من الأحزاب والأفراد من الأحزاب الأخرى الذين كانوا يديرون البلد، وكذا لترتيب الأوراق مع الخارج والإقليم بالذات الذي لم يستسغ حتى اليوم أي تعامل مع الجماعة، ولكي لا تتحمل الجماعة وحدها الفشل القادم حتماً على اقتصاد البلد، ولذا فإن الحكمة أن يتم تركهم يديرون البلد وحدهم وعدم مشاركتهم والتحول إلى مركز المعارضة، وهذا الخيار يجعلهم في مأزق مواجهة الصعوبات كلها، التي يعاني منها البلد منذ سنين، ولا أشك بأن الجماعة قادرة على مواجهة خيار كهذا قد تتخذه الأطراف الأخرى في البلد.
على الحوثيين أن يفهموا أن من السهولة بمكان النجاح في الحروب، لكن الصعوبة الحقيقة كانت دوماً ولا تزال صناعة الحياة، وحل مشاكل اليمنيين الاقتصادية عبر بناء دولة مؤسسات تكفل لهم طعامًا وغذاءً وأعمالاً، فإن فعلتم ذلك فإني سأكون أول المعترفين بنجاحكم، وليس لدي أية مشكلة شخصية مع من يحكمني طالما وهو سيخدم اليمن واليمنيين، ويحقق لهم الاقتصاد المستقر، ويوفر لهم الحرية والديمقراطية.
أدعو الحوثيين إلى استيعاب أن العودة إلى الوراء قد تفيدهم أكثر، ولن تضرهم بقدر استمرارهم بالعمل بطريقة القفز إلى الأمام.. أن تفهم قيادة الجماعة أن البلد بوضعه الحالي ليس أكثر من جمرة نار سيبتلعونها فتحرقهم من الداخل خير من أن تفكر بأوهام (الديولة) وغرور الانتصار ونشوته التي قد لا تستمر كثيرًا.
يلحظ متابع الشأن اليمني أنه، ومنذ الحادي وعشرين من سبتمبر الفائت، صارت سلطات الدولة تؤدي دور (الكومبارس)، في حين أن جماعة الحوثي تسيطر على كل الوزارات ومؤسسات الدولة، حاول الرئيس المستقيل هو ومقربوه بالاتفاق مع مبعوث الأمم المتحدة شرعنة الكومبارسية عبر التوقيع على ما سمي "اتفاقية السلم والشراكة"؛ لكي يظهر لكل من هو خارج اليمن أو داخله أن المسألة لم تكن سوى خلاف عادي سببه رغبة طرف سياسي اسمه جماعة الحوثي بالشراكة مع الآخرين في إدارة المرحلة، وتغيير الحكومة بحكومة جديدة، لكن ما روج له النظام المستقيل لم يستمر كثيرًا، وخلال أقل من أربعة أشهر انقلب السحر على الساحر فتم قلب الطاولة عليه وعلى رئيس حكومته، ووضعه في منزله ضمن برنامج (خليك بالبيت)، كما فعل بكثير من موظفي الدولة وجنودها وقادة معسكراتها منذ ثلاث سنوات، ورغم أن الجماعة سيطرت على كل شيء تقريبًا، إلا أن الأطراف السياسية اليمنية ما زالت تتعامل مع الأمر وكأنه - أيضًا - خلاف سياسي يتم حله عبر المفاوضات..!!
الجماعة تقدمت كثيرًا في سيطرتها على كل مؤسسات ومناطق الدولة حتى قررت إصدار ما أسمته إعلانًا دستوريًّا، وإدخال البلد في فترة انتقالية جديدة مدتها سنتين، رسمت أوصافها هي دون موافقة أحد، أي قررت الجماعة استخدام أنموذج مكرر تقريبًا لطريقة مفاوضات إيران مع الدول الكبرى في ملفها النووي، حين كانت إيران تفرض على الدول المفاوضة في الملف أن تتمنى عودة الأمور إلى آخر نقطة قبل الجولة المفاوضة، وليس إلى نقطة الصفر حين كانت تتقدم في تخصيب اليورانيوم أكثر وأكثر كي لا يُمكن المطالبة بوقف التخصيب، بل بحلول أقل من ذلك، والعودة لما قبل شهر بدلاً من العودة لما قبل سنة.
تكتيك جماعة الحوثي قريب جدًّا لِما فعلته وتفعله إيران، والجماعة لا تُلام على استخدامها ذلك، بل الملوم الأطراف السياسية الأخرى التي تدخل معها في مفاوضات لا تدري فيها ما الذي تريده، وما هو برنامجها لحل ما وصلت إليه البلد، بقدر تفكيرها وحرصها على نصيبها في التسوية السياسية القادمة..!!
يحتاج اليمن في مرحلة سقوط كل شيء، التي نعيشها حاليًّا، إلى طريقة أخرى من الأطراف السياسية غير المسيطرة على الدولة، للتعامل مع جماعة الحوثي المسيطرة.
إن قبول الأحزاب السياسية أن تدخل ضمن سقف اسمه لجان ثورية مشرفة على مؤسسات الدولة في أية تسوية قادمة يعني القبول بدور كومبارس جديد، كما حصل لعبدربه وحكومة بحاح منذ 21 سبتمبر، لكنه دورٌ أقبح بكثير من الكومبارسات تلك.. إن الواجب أن يتم التفكير بتكتيك أن يدير الحوثيون وحدهم الدولة وبالطريقة التي يريدون، وليقدموا مشروعهم كي يظهر إما نجاحهم - وهو مايستحيل حدوثه - أو فشلهم وهو ما تشير إليه شواهد المرحلة.. إن عبثية مفاوضات شرعنة الوضع الحالي الذي أوصل الحوثيون البلد له لا تفيد لا البلد ولا الأحزاب السياسية التي تفاوض، بل تفيد الحوثيين، ينبغي أن يفهم الجميع أن الحوثيين اختاروا خيار السنتين كفترة انتقالية جديدة كي يستطيعوا فيها تعلم طريقة إدارة الدولة عبر التغلغل بهدوء وبناء دولة عميقة لهم، أفرادها يكتسبون الخبرة والقدرة من الأحزاب والأفراد من الأحزاب الأخرى الذين كانوا يديرون البلد، وكذا لترتيب الأوراق مع الخارج والإقليم بالذات الذي لم يستسغ حتى اليوم أي تعامل مع الجماعة، ولكي لا تتحمل الجماعة وحدها الفشل القادم حتماً على اقتصاد البلد، ولذا فإن الحكمة أن يتم تركهم يديرون البلد وحدهم وعدم مشاركتهم والتحول إلى مركز المعارضة، وهذا الخيار يجعلهم في مأزق مواجهة الصعوبات كلها، التي يعاني منها البلد منذ سنين، ولا أشك بأن الجماعة قادرة على مواجهة خيار كهذا قد تتخذه الأطراف الأخرى في البلد.
على الحوثيين أن يفهموا أن من السهولة بمكان النجاح في الحروب، لكن الصعوبة الحقيقة كانت دوماً ولا تزال صناعة الحياة، وحل مشاكل اليمنيين الاقتصادية عبر بناء دولة مؤسسات تكفل لهم طعامًا وغذاءً وأعمالاً، فإن فعلتم ذلك فإني سأكون أول المعترفين بنجاحكم، وليس لدي أية مشكلة شخصية مع من يحكمني طالما وهو سيخدم اليمن واليمنيين، ويحقق لهم الاقتصاد المستقر، ويوفر لهم الحرية والديمقراطية.
أدعو الحوثيين إلى استيعاب أن العودة إلى الوراء قد تفيدهم أكثر، ولن تضرهم بقدر استمرارهم بالعمل بطريقة القفز إلى الأمام.. أن تفهم قيادة الجماعة أن البلد بوضعه الحالي ليس أكثر من جمرة نار سيبتلعونها فتحرقهم من الداخل خير من أن تفكر بأوهام (الديولة) وغرور الانتصار ونشوته التي قد لا تستمر كثيرًا.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign