الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تقارير /
هكذا خطط وأدار أنصار الله المعركة للسيطرة على العاصمة

24/09/2014 17:20:40


 
الوسط - تقارير
في الوقت الذي لم تُعلن القيادة العليا للجيش في أية مرحلة من مراحل المواجهات المسلحة مع الحوثيين التعبئة لمواجهتهم
أو الاعتراف بأن جيش الدولة هو من يقاتل الحوثيين حتى وصلت المواجهات إلى العاصمة واعترافها رسميا بسقوط العاصمة حين أنهت وزارة الدفاع ورئاسة الأركان - الأحد - توالي سقوط المعسكرات بتعميم دعت فيه منتسبي الوحدات العسكرية المرابطة في إطار أمانة العاصمة وما حولها إلى البقاء في وحداتهم بجاهزية عالية والحفاظ على الممتلكات والمعدات ومختلف العهد العسكرية وعدم التفريط فيها، كونها من ممتلكات الشعب.
كما أهابت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، بجميع المقاتلين استشعار حجم وعظمة المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم أمام الوطن والشعب وعدم التفريط في ممتلكات القوات المسلحة، وأن يكونوا في جاهزية ويقظة دائمة، لتنفيذ ما يسند إليهم من مهام وواجبات تجاه الوطن والشعب..
وعلى ذات السياق وجّه وزير الداخلية تعميمًا إلى كافة منتسبي الشرطة بعدم الدخول في أي احتكاك مع مسلحي أنصار الله والتعامل معهم باعتبارهم أصدقاء للشرطة لما فيه المصلحة العامة..
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر قال في تعليق على ما حدث: "كان هناك انهيار واضح للجيش اليمني.. وتساءل في تصريح للعربية: كيف تم هذا؟!، و بمساعدة من؟!، وكيف تم التخطيط له؟!..
واستدرك: أترك هذا للمحللين السياسيين والعسكريين وللمؤرخين.. مؤكدًا أن ما حصل هو خارق للعادة، وأن معظم الأطراف لم تتوقع ما حصل، وبهذه الطريقة بالضبط..
وتعد سيطرة أنصار الله على صنعاء بمثل هذه السرعة فعلاً خارقًا وغير مستوعب، وبالذات للمتابعين عن بُعد.. إلا أنه، وبحسب المعطيات، فإن مسألة سقوط صنعاء كان متوقعا لأسباب لها علاقة أولا بانهيار الجيش الذي تم تدميره طوال ثلاث سنوات على كافة المستويات، حيث تم إيقاف تدريبات للجنود وتشتيت ألويته وتشجيع التمردات ضد القيادات وشراء الولاءات داخل صفوفه، وأهم من ذلك كله انهيار معنوياته وعدم احترامه لقياداته العليا وانعدام ولائهم لها، كونهم لم يلمسوا منها حرصًا على تطوير قدراته بقدر ما لمسوا عملاً دائبًا لتفتيته وإضعافه..
الأمر الثاني له علاقة بالحوثيين الذي مثّلت انتصاراتهم رعبًا لدى خصومهم، بالإضافة إلى اتباعهم استراتيجية عسكرية بدأت مبكرًا حين استولوا على منافذ العاصمة الأربعة، بما تمثّله من شلّ للمعسكرات التي تقع في محيطها كما حدث
مع معسكر القوات الخاصة في صباحة، وكذا معسكر 48 الذي يحوي ألوية الاحتياط، وأيضًا باعتبار أن هذه المنافذ مثّلت طرق إمداد للمعتصمين في المطار وداخل العاصمة، وكذا تحكّم شامل بالطرق التي تصل العاصمة ببقية المحافظات..
السبب الثالث له علاقة بالإصلاح الذي لم يوافق على جرّه إلى المشاركة في مواجهة الحوثيين بعد أن تصدعت علاقاته بحلفائه السابقين اللواء علي محسن وحميد الأحمر الذي غادر اليمن مبكرًا، رافضًا أي تمويل للحرب انتقامًا لما قال - بحسب مصدر مقرب - إنه تم التخلي عنهم في عمران.. كما يأتي الموقف الدولي المناهض للإصلاح سببًا آخر في توخيهم الحذر من الدخول بالمواجهة، وبالذات بعد أن أُبلغوا رسميًّا من عدد من السفارات بحصولها على معلومات تفيد بعلاقتهم باستدعاء عناصر من القاعدة.. كل ذلك دعاه لإبلاغ الحوثيين عبر وسطاء بعدم مشاركته في أي حرب معهم مقابل حفظ دمائهم وممتلكاتهم، وهو ما تم
وجعلهم يوقفون استدعاء المئات من الذين كان قد تم تدريبهم في المحافظات.. حيث أكد مصدر على صلة بالموضوع من أن الإصلاح كان قد استدعى عددًا من كل مديرية في أكثر من محافظة، وقام بتدريبهم قبل أن يتراجع عن الفكرة بعد الانهيار المتسارع الذي حصل
السبب الرابع له علاقة بالجناح السلفي في الإصلاح الذي يمثّله الشيخ عبدالمجيد الزنداني وجامعة الإيمان، والذي تواصل مع قيادات حوثية بعيدًا عن الإصلاح..
وبحسب مصدر موثوق لـ"الوسط" فإنه تم إبلاغ نجل الزنداني محمد بتأمين جامعة الإيمان، وعدم ضربها بشرط إخراج كتيبة تابعة للواء علي محسن وإنزال الرشاشات التي على سطحها، الذي وافق قبل أن يغيّر رأيه مع مغرب نفس اليوم السبت،
الذي جاء الرد عبر نجله كونه مختفيًا من أنه لم يستطع تنفيذ الاتفاق، وهو ما دعا الحوثيين للقيام بدكها.. يقوم الحوثيون بتوجيه إنذارات لأصحاب المنازل المرتفعة بعدم السماح لأحد باعتلائها أو إطلاق النار منها..
وكان واضحًا أن المسلحين الحوثيين حين يدخلون أية منطقة فإن عندهم تفاصيلها، ومن يستهدفونهم من خصومهم.. ومثال ذلك ما حصل حين سيطر الحوثيون على الثلاثين، فكان أن أبلغوا حراسة العميد جبران الحاشدي، قائد اللواء، بعمل تعهّد بعدم إطلاق النار من قبلهم، توزعت مناطق المواجهات على عدد من مداخل العاصمة ..
السبب الخامس والأهم.. تَمثّل برئيس الدولة الذي ظهر عليه الإرباك من الوهلة الأولى، وبدا غير عالمٍ بالتعقيدات القبلية في محافظات الشمال، بالإضافة إلى فقدانه الكلي للثقة بالجيش، وهو ما عبّر عنه صراحة في أكثر من لقاء له..
وفي أوضاع كهذه تمكن المسلحون الحوثيون من التوغل إلى داخل العاصمة صنعاء، متجاوزين معسكرات ومواقع ونقاط أمنية
في ظل عدم تدخل واضح ورسمي للجيش، وبحيث أوكلت المهام القتالية لمن تم تجنيدهم ضمن الفرقة الأولى مدرع أثناء الأزمة وبعدها، وكذا من تم تجنيدهم خلال أسابيع تصاعد الأزمة مع الحوثيين، وهو ما جعل الخسائر في صفوف هؤلاء كبيرة بسبب عدم تدريبهم.. في المقابل كان المسلحون الحوثيون يمتلكون قيادة موحدة، وقيادة في كل منطقة كانوا يدخلونها، وكان واضحًا أن
المسلحين الحوثيين لا يدخلون أيّة منطقة إلا وهم يعرفونها جيدًا، وأكثر من ذلك يعرفون من فيها من الشخصيات التي سيتم استهداف منازلهم من الإصلاحيين وغيرهم كما حدث في قرية القابل ومنطقة شملان.. وتصرف الحوثيون بمسؤولية مع عدد من الشخصيات العسكرية التي تسكن في منطقة الثلاثين وشملان.. ومن أولئك العميد جبران الحاشدي، قائد اللواء السابق في تعز، حيث تم مخاطبة حراسته بضرورة تعهدهم بعدم إطلاق
النار من البيت الذي هم فيه، وهو ما تم.. وأكثر من ذلك تم استدعاء مسلحين حوثيين ليكونوا بجانبهم..
الانهيار بدأ من لواء الرادار في جبل النبي شعيب؛ حين أعلنوا انضمامهم للثورة، ثم تتوالى الانهيارات بانضمام اللواء مشاة جبلي في دهرة نهم للثورة، ليعقبه بعد ذلك سقوط اللواء الرابع حماية، والذي يُعد حامية الإذاعة والتلفزيون.. وكثير من المنشآت المهمة داخل العاصمة ليتوج كل ذلك بسقوط قيادة المنطقة السادسة الفرقة الأولى مدرع المنحلة، وإحكام السيطرة عليها، وهروب اللواء علي محسن الذي اعتبر هزيمته خيانة، متوعدًا بالعودة والانتقام بعد أن أعلنت جماعة الحوثيين، الأحد، على لسان ناطقها الرسمي، أنه مطلوب للعدالة..
يشار إلى أنه وأثناء سيطرة الحوثيين على شمال العاصمة شملان ومذبح، ومحاولة وصولهم إلى شارع الثلاثين
كان الرئيس يعقد اجتماعًا استثنائيًّا للجنة العسكرية والأمنية العليا بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الكهرباء عبدالله الأكوع، وعدد من الوزراء بغرض الوقوف أمام التطورات الناتجة عن الحشود الحوثية وتفجير الأوضاع باتجاه العاصمة صنعاء وما حولها، وما يمثّله ذلك من تهديد الأمن والاستقرار والسكينة العامة، الأمر الذي يتنافى مع ما يتم حالياً من جهود وحوارات من أجل التسوية السياسية للأزمة الراهنة.. لافتاً إلى أن البلاد لا تحتمل المزيد من التصعيد والحروب، وحث الجميع على الاضطلاع بمسؤولياتهم ومهامهم للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة.
فيما صرح مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا، في ذات يوم الخميس الـ18 من سبتمبر، بأنه واستمرارًا للأعمال العدوانية التي تمارسها العناصر الحوثية منذ مطلع الأسبوع الجاري، فقد قامت هذه العناصر (مساء اليوم) بالاعتداء على نقاط الأمن والجيش في حي شملان وشارع الستين، واستولت على تلك النقاط.
وقال المصدر: "إن العناصر الحوثية قامت في الوقت نفسه بإطلاق النار من مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مبنى التلفزيون الرسمي في منطقة الجراف".
وأضاف: "واللجنة الأمنية العليا إذ تحذّر العناصر الحوثية وتطالبها بإخلاء النقاط والمواقع التي استولت عليها والعودة إلى مخيماتها والالتزام بالنظام والقانون بما لا يهدد الأمن والاستقرار والسكينة العامة للوطن والمواطنين.. فإنها تؤكد في ذات الوقت أن الأجهزة الأمنية والعسكرية ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ووفقًا لما هو مخول لها دستورًا وقانونًا لاستعادة تلك النقاط والمواقع التي تعمل على حفظ أمن المواطنين في المناطق والأحياء السكنية التي تتواجد فيها"..
كما أنه، وفي اجتماع الرئيس مع اللجنة العامة للمؤتمر يوم السبت، اكتشف مقدار الخطر.. قائلاً:
إنه حان الآن وقت الدفاع عن صنعاء.. وأوضح من أنه إذا وصل الحوثيون إلى العاصمة فإن الجمهورية ستسقط.. مؤكدًا: لن أخرج من صنعاء إلا جثة هامدة، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign