صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    الصفحة الأخيرة /
من الفسيل إلى هادي

10/09/2014 21:48:08


 
الأستاذ المناضل والوطني صاحب الرأي المثقف محمد عبدالله الفسيل، الرجل الذي ظلّ وفيًّا لمنطق المثقف، حامل الرسالة الوطنية، ظل طوال سنيّ حياته التي بلغت التسعين على غير وفاق مع كل الرؤساء الذين تناوبوا على اليمن، وقبلهم الإمامين أحمد ويحيى، وكان في كل مرة سلاحه هو قلمه.. وفي كتيب أصدره منتدى النعمان الثقافي للشباب بعنوان: "رسالة إلى الرئيس".. وحوى الكتيّب رسائله التي وجهها إلى كل من القاضي الإرياني، الحمدي، الغشمي، صالح، وأخيرًا الرئيس هادي.. قال فيها: "من محمد عبدالله الفسيل إلى فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي المحترم
تحية طيبة
أرجو أن تسمح لي بتقديم هذه الرسالة الهادفة التي كتبتها إليك الآن مرفقًا بها بعض رسائلي إلى الرؤساء السابقين بعد أن قضيت في هذه الحياة الفانية تسعين عامًا هجريًّا، ولم يبقَ لي أي أطماع أو طموح فيها.. ولديّ ما يغنيني بقية أيامي، والحمدلله.. وكنت قد طلبت منك لقاء في منتصف العام الماضي لإبداء رأي موضوعي قد يفيد المرحلة، وكان المجال أمامك - حينذاك - أوسع مما هو عليه الآن، ولكن لأسباب لا أعرفها لم يتسنّ السماح لي باللقاء، وخلال العهود الجمهورية كنت قد كتبت رسائل هادفة إلى الرؤساء الواحد بعد الآخر، برغم أنني كنت أعرف أن رؤساءنا السابقين - إذا استثنينا الإرياني - لا يقرؤون، وإنما (يسمعون)، وقد استغل المستشارون والمتزلفون والانتهازيون (آذان) الرؤساء استغلالا غير نزيه ليُرضون بها أهواء الرؤساء، وينالون منهم هبات ومناصب كبيرة وحقيرة.. وأتمنى أن تسمح لك الظروف بمطالعة تلك الرسائل المرفقة عسى أن تفيد.. يا فخامة الرئيس.. عندما أصبحت أنت رئيسًا للجمهورية، ورثت كل بلاوى من سبقوك، ولو أنك ورثتها وأنت بعيد عنها لكنت الآن أقدر على مواجهتها، وورثت معها المبادرة الخليجية التي جعلت الوضع وضعًا جديدًا في ظل وضع قديم.. إنني - بالتجربة - أعرف رؤساءنا لا يكرهون شيئًا أكثر من كراهيتهم للمفكرين الوطنيين؛ لأنهم لا يستطيعون شراءهم أو إخضاعهم، بينما يستطيعون شراء أقوى المعارضين وشراء أوسع الانتهازيين ثقافة وفكرًا، وهم الذين يسوقون الرئيس ويسوقون الوطن إلى الكوارث.. ويتوارثون الرؤساء الواحد بعد الآخر.. يا فخامة الرئيس.. أنت بحاجة إلى أن تطرد من كيانك كله ما ترسب فيه من خلال الفترة الماضية.. وتطرد ما ترسب فيه وأنت رئيس للجمهورية لأكثر من عام، ولكنك لا تستطيع ذلك ما دمت تعيش نفس المناخ.. إنك بحاجة إلى أنْ تغيّر: كل المناخات.. كل المناخات.. كل المناخات.. فهل تغيّرها قبل فوات الأوان.. يا فخامة الرئيس.. إن لجنة الحوار وما أنجزته شيء رائع.. وإن اللجنة الدستورية وما تنجزه شيء رائع.. وإن الهيئة التي تشكلت للإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار شيء رائع.. وإن تعديل الحكومة أو تشكيل حكومة قد يفيد.. غير أن الأوضاع في واقع الحياة تختلف عمّا في واقع اللجان والهيئات، وتجعلها كما لوكنا نكتب على ماء، أما الشيء الذي كنت بحاجة إليه من قبل ومن بعد فهو تشكيل القيادة السياسية برئاسة رئيس الجمهورية.. قيادة سياسية تشارك -فعلا - في اتخاذ القرارات وفي تنفيذها.. وتعود الرئيس على أسلوب المشاركة لا أسلوب المداهنة.. فهل تفعلها الآن إذا كان الوقت لم يفت.. يا فخامة الرئيس.. أنت أحوج من أي رئيس آخر إلى تشكيل تلك القيادة السياسية لتحمل معك العبء الذي لا تستطيع حمله مع من حولك الآن.. أخيرًا أدعو الله أن يوفقك لإنقاذ نفسك وإنقاذ الوطن من الصوملة.
مع تحياتي وتقديري..
المواطن المخلص محمد عبدالله الفسيل




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign