لا يمكن لأي كان يملك ذرة من إنسانية إلا أن يشفق على ما وصل إليه رئيس الحكومة من حال لا يمكن معه إلا الدعاء له بحسن الختام حتى لا يصل إلى أكثر مما وصل إليه من مهانة فقد معها ماضيًا نضاليًّا كان يوفر له وقارًا عصفت به شهوة تحكمت به كهلاً في أن يكون رئيسًا، ولو على كراسٍ فارغة.
من لم يتصبب عرقًا من هول الخجل كونه يمنيًّا، وهو يستمع لخطابات من يفترض أنه رئيس حكومة بلده، وهو يتقفز ليثبت شبابه في حين وقوته في حين آخر، ليؤكد استحقاقه بالبقاء في منصب لا يستحقه بالتأكيد.
كيف لأي مواطن يمني أن لا يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه أو تبتلع هذا الهرم وهو يرمي 84 عامًا بين أحضان أصغر شيخ خليجي ليوسعه تقبيلاً ولثمًا تقربًا وطمعًا..

نعم.. نحن نشفق على باسندوة بالقدر الذي نخجل فيه من تصرفاته وإهانته لتأريخه ولبلده ولشيبته، والذي تجاوزت كل حد في الفترة الأخيرة ليبدو وكأنه يعاني من الزهايمر.. وصدق زهير بن أبي سلمة الذي يحفظ الأستاذ محمد الجزء الأكبر من معلقته حين قال في أحد أبياتها التي ربما توقف عندها طويلاً في السابق وتجاوزها اليوم:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانون حولاً - لا أبا لك - يسأم
فلِم لم يسأم باسندوة وهو أحق بسأم كهذا..!!