صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    تحقيقات. /
الانطفاءات الكهربائية وغياب الدولة تؤرق المواطن اليمني في رمضان
رمض الفقر والبؤس والشقاء يلاحق اليمنيين في رمضان

10/07/2013 13:49:29


 
تقرير / رشيد الحداد:

يستقبل أكثر من عشرة ملايين مواطن يمني شهر رمضان بالدعاء، وما تيسر من احتياجات أساسية بينما يستقبل عشرات الآلاف الشهر الكريم في مخيمات النازحين في عدد من المحافظات، هكذا حال الشعب اليومي في شعبان أو رمضان بؤساً وشقاء وقلة حيلة، فالفقراء يتساقطون صرعى أمام قسوة الحياة المعيشية وندرة فرص العمل التي قد توفر لهم مصدر دخل مناسب يفي بشراء ألأساسيات، والبؤساء يزدادون بؤساً، إلا ان كل تلك الهموم ضاعفتها ضربات مخربي الكهرباء وخبطات تجار الموت القاتلة في الأسواق المحلية.. الى الحصيلة في سياق التقرير التالي:
يعيش البسطاء والفقراء والكادحون اليوم أسوأ حال بعد ان تضاعفت أعدادهم، وتصاعدت هموم عيشهم، وباتوا أسرى تناقضات الماضي المليء بالحسرات والحاضر الذي احتضرت فيه الآمال التي علّقها المواطن اليمني على حكومة الوفاق الوطني التي جاءت بها الثورة الشبابية الشعبية.
لم يكن الحال أفضل مما كان قبل عام كما يتضح، فأعداد الفقراء الذين سيستقبلون شهر رمضان هذا العام يتجاوزن العشرة ملايين فقير، وعلى الرغم من أن الاتجاه العام لأسعار السلع والمنتجات الضرورية لشهر رمضان لا تزال مستقرة إلا ان تدني قدرات المواطن اليمني الشرائية حالت دون إحداث حراك تجاري كبير في الأسواق المحلية، فالمواطن اليمني بات يضحي بالعديد من السلع والمنتجات لتوفير سلع أخرى أكثر أهمية، بل إن الإقبال الكثيف من قبل المستهلك كان للمنتجات التي تحقق أعلى إشباع، لذلك انحصر طلب الفقراء في السوق المحلي على الاساسيات التي لا يمكن العيش بدونها وتراجع في الكماليات التي ارتبط استهلاكها بالشهر الكريم.
ولا يزال رمض الحياة وشقاؤها يلاحق المواطن البسيط في رمضان، فمعظم المواطنين استقبلوا رمضان هذا العام بالدعوات والصلوات، والكثير منهم لا يستطيع شراء القوت الأساسي، بينما تعيش القلة المترفة حياة البذخ.

الانطفاءات الكهربائية
الكهرباء احتلت أولويات المواطن اليمني خلال الشهر الكريم الذي تزامن العام الحالي مع ارتفاع درجات الحرارة في المحافظات الساحلية في ظل توالي الضربات العدائية على أبراج الطاقة في ظل عدم قدرة الحكومة ضبط الجناة.
فالمخاوف تصاعدت في محافظة الحديدة من شدة الانطفاءات الكهربائية، فالحديدة تميزت بمناخ جغرافي شديد السخونة - دائمًا - ما يجعل من قدوم شهر رمضان، وفي فصل الصيف بمثابة نافذة للدخول إلى بوابة جهنم التي تلفح الناس بسعيرها وتسلخ جلودهم بغليانها.
حيث عانى سكان المحافظة خلال الأشهر الماضية من ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار المستمر الذي امتد أحيانا إلى 12 ساعة في اليوم الواحد داخل المدينة مما اضطر بعض الأسر للخروج إلى الشوارع هرباً من الحر، فكيف سيكون الحال في شهر رمضان..
المهندس/ مجيب احمد حازم الشعبي مدير عام مؤسسة الكهرباء في المحافظة كشف لـ"الوسط" ان كهرباء المحافظة تعاني الكثير من الإشكاليات والصعوبات التي تعيق الأداء، منها العجز الكبير في توليد الطاقة يقدر بــ400 ميجاوات عندما تكون محطة مأرب الغازية في الخدمة، وتعاني كهرباء الحديدة من تهالك الشبكة القديمة واهتراء خطوطها الآيلة للسقوط، وأشار الى فرع المؤسسة خلال فصل الصيف تستنفر كل جهودها وطاقاتها لمواجهة طوارئ سقوط الخطوط القديمة وإتلاف الفيوزات وانفجار المحولات التي تتهالك بسبب ما تتعرض له من ضغط شديد يسببه الربط العشوائي الذي يقوم به مهندسون من خارج المؤسسة الذي، وللأسف الشديد يكلف المؤسسة الكثير من الجهد والمال.
وعن التحكم المركزي أشار الشعبي الى ان فرع الحديدة يعاني بشدة من موظفي التحكم المركزي، وأضاف: أحياناً نشعر وكأن هنالك تعنتا ممنهجا من قبلهم إذ يقومون بإطفاء التيار ليلاً رغم أننا أبلغناهم بظروف المنطقة وقد صدرت توجيهات رئاسية وحكومية إليهم بعدم الإطفاء على المناطق الحارة عموماً ومنطقة الحديدة خصوصاً بعد الساعة 11 ليلاً إلا أن الإنطفاء يستمر، والسخط الشعبي يتزايد ضدنا.
وطمن الشعبي المواطنين في الحديدة إلى ان فرع المؤسسة جهز خطة عمل متكاملة للسيطرة على حدة الإطفاءات خاصة بعد أن وجه رئيس الجمهورية بسرعة تزويد المحافظة بمحطة إسعافية تقدر بـ40 ميجا لتخفيف الاختناق وسد العجز على أن تركب قبل حلول الشهر الكريم.
وأشار الى ان فرع المؤسسة يعمل بكل طاقاته لتحسين وضع إمداد المواطنين بالتيار الكهربائي، مشيرا الى ان الفرع يستعد لتركيب خمسة محطات تحويلية في مديريات مدينة ألحديده (حوش المرور، حوش مؤسسة المياه، المدينة الطبية، خلف الأستاد الرياضي، جامعة الحديد)، لتغطية جميع حارات المدينة وثلاث محطات تحويلية لمديريات الريف هي: (المراوعة، زبيد، الجراحي).
وفي محافظات عدن التي تشهد ارتفاعاً حاداً في درجة الحرارة رمضان هذا العام تتصاعد المخاوف من الانطفاءات الكهربائية التي ستضاعف من معاناة الصائمين، وصلت الدفعة الثانية من المعدات الخاصة بالطاقة الكهربائية لمدينة عدن والبالغة 34 ميجاوات قادمة إلى ميناء عدن - السبت - من ميناء دبي.
وأوضح مدير عام فرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة المهندس خليل عبدالملك أن الدفعة هي الثانية بعد وصول الدفعة الأولى البالغة 20 ميجاوات إلى عدن مؤخرًا، مبينا أن العمل جارٍ حالياً في تركيب المحطة التوليدية والتي ستعمل بطاقة 54 ميجاوات.
ولفت الى الأعمال الفنية جارية من قبل الفنيين في فرع المؤسسة لتركيب المعدات للمحطة التوليدية بجوار ملعب 22 مايو الرياضي بمديرية الشيخ عثمان.
وبيّن مدير عام فرع المؤسسة أن تكلفة مشروع الطاقة 54 ميجاوات بلغ 10 ملايين دولار في حين تبلغ تكلفة وقود الاستهلاك على مدار 6 أشهر نحو 62 مليون دولار، مبينا أنة سيتم انجاز هذه الأعمال خلال رمضان المقبل.
الانطفاءات الكهربائية تؤرق المواطن الحضرمي وفي محاولة للحد من الانطفاءات خلال الشهر الكريم، فقد تفقد محافظ حضرموت خالد سعيد الديني - أمس الاول الاثنين - سير العمل في مشروع إعادة تأهيل محطة الريان لتوليد الطاقة الكهربائية بالمكلا.
وأطلع المحافظ الديني من المدير العام للإدارة العامة للتوليد المهندس محمد باصالح ومدير المحطة المهندس محمد باوافي إلى شرح مفصل حول سير العمل في تنفيذ هذا المشروع الذي تنفذه شركة وارتسلا الفنلدية بكلفة 21 مليون و900 ألف يورو بتمويل حكومي..
مشيرين إلى أنه تم الانتهاء حتى الآن من إعمار ثلاثة مولدات في المحطة ويتوقع أن يتم إدخال المولد الرابع في نهاية شهر رمضان بقدرة توليدية تقدر بنحو 40 ميجاوات.
وسيسهم المشروع إعادة المحطة إلى وضعها الطبيعي في توليد الطاقة الكهربائية لتصل قدرتها المنتجة للكهرباء إلى نحو 63 ميجا.
الهاجس الأمني
وعلى الرغم من إعلان اللجنة العسكرية في حضرموت تنفيذ خطة أمنية خلال الشهر الكريم لا تزال عملية الاغتيالات التي تستهدف شخصيات عسكرية تتوالى، حيث اغتال مسلحون مجهولون - امس الأول - العقيد أحمد محمد السهيلي قائد كتيبة في اللواء 37 مدرع بالخشعة برصاص مسلحين بالقرب من سكنه الشخصي بمديرية القطن بوادي حضرموت، وقال مصدر محلي: إن مسلحين مجهولين باشروا العقيد السهيلي بإطلاق النار عليه أثناء توجهه إلى عمله، ورجح المصدر ان أحد الجناة أصيب غير أنهم تمكنوا من الفرار..
العاصمة اختناقات مرورية وتحذيرات
اختناقات مرورية بالأسواق مع استقبال شهر رمضان.. وإدارة المرور تتحدث عن خطة والسائقون ينتقدون
أمانة العاصمة شهدت اختناقات مرورية مع قدوم الشهر الكريم وشهدت شوارعها التجارية التي ترتفع فيها الحركة التجارية خلال الايام الاخيرة من شهر شعبان ازدحاما بالسيارات، مما دفع ببعض السائقين يلجأون للشوارع الفرعية، وذلك بسبب خروج السكان للأسواق لأخذ حاجياتهم.
الادارة العامة للمرور قالت بأنها شكلت لجنة فنية بشأن تنظيم حركة السير خلال شهر رمضان بناء على التوجيهات الصادرة من وزير الداخلية عبدالقادر قحطان وبأن ادارة المرور قد وجهت بتنفيذ هذه الخطة، والتي يتوقع منها بأن تنظم حركة السير خلال الايام الأولى لقدوم شهر رمضان المبارك.
وبالرغم من هذه الاجراءات والاحترازية للإدارة العامة المرور ولمهام الخطة المرورية المنظمة لحركة السير خلال شهر رمضان المبارك إلا ان كثافة المواطنين والمتمثلة في خروجهم إلى الأسواق لشراء حاجياتهم لشهر رمضان المبارك شكّل نوعًا من الازدحام العشوائي في الشوارع واكتظاظ العديد من السيارات مما عانى الكثير من الوقوف والانتظار لساعات.
وفي ذات اتجاه اخر حذرت أمانة العاصمة - الاثنين - كل من يقوم بحرق الاطارات خلال شهر رمضان.
وأكد مسؤولون بأمانة العاصمة أن الامانة ستتخذ إجراءات قانونية صارمة بحق أولياء الأمور ممن يثبت تورط أطفالهم في إحراق إطار السيارات والمخلفات البلاستيكية في الشوارع والأحياء خلال الساعات القادمة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
ودعا وكيل قطاع البلديات والبيئة بالأمانة عصام جمعان إبلاغ المناطق المعنية ومسئولي السلطات المحلية في المديريات عن وقوع أي حوادث إحراق إطارات ليتسنى لهم القيام بمسؤولياتهم تجاه مرتكبي هذه الممارسات التي تنطوي على مخاطر صحية وبيئية كبيرة.
وحث جمعان عقال الحارات الشخصيات الاجتماعية على المتابعة الميدانية للأحياء لضمان خلوها من هذا السلوك الخاطئ الذي يترافق مع قدوم شهر رمضان الكريم سنوياً، ويخلف أضراراَ فادحة على الصحة العامة، وعلى مستوى النظافة والبيئة في العاصمة صنعاء.
تجار الموت
على الرغم من استقرار أسعار المواد الغذائية هذا العام، إلا ان السلع والمنتجات الموسمية الاستهلاك، والتي يرتفع الطلب عليها في شهر رمضان الكريم، وهي مكونات العصائر والنشويات والكريمات والحليب وغيرها معظمها مفخخة في الأسواق ومقاربة على الانتهاء، ورغم تحذيرات حماية المستهلك من استهلاك منتجات منتهية او مقاربة على الانتهاء إلا ان ضعف الوعي الاستهلاكي للمواطن البسيط وضعف القوة الشرائية تدفع المواطن البسيط الى شراء كل معروض رخيص الثمن.
قبيل الشهر الكريم في كل عام يفرغ تجار الموت مخازنهم الممتلئة بالمنتجات التي فقدت جودتها نتيجة سوء التخزين من جانب وانتهاء فترة صلاحية استهلاكها، هذا العام حذر مصدر رسمي في الغرف الصناعية والتجارية بأمانة العاصمة من استهلاك منتجات منتهية ومقاربة على الانتهاء، وكشف نائب رئيس الغرفة الصناعية والتجارية محمد محمد صلاح قبل أسبوعين عن وجود كميات كبيرة من المنتجات المخزنة غير الصالحة للاستهلاك
تلك التحذيرات لم تحول دون عرض السلع والمنتجات المنتهية الصلاحية او المقاربة أو المستبدل تاريخ الصلاحية أو التي تم إعادة تعبئتها بأكياس أخرى، بل ان تجار الموت ضخوا كميات كبيرة الى السوق بأسعار تقل عن الاتجاه العام لأسعار بـ 30%، حيث تباع تحت التصريف دون مبالغ مالية مقدما (آجلا) لأصحاب بقالات صغيرة ومتوسطة كما شوهد عشرات الباصات التي أنشئت في الأسواق العامة، وخصوصا بالقرب من اسواق القات، والتي تعرض على الرصيف، وتروج على صدى أصوات الميكرفونات، والبيع في ظل غياب كامل لرقابة حماية البيئة كما كان يسمى.. ففي أكثر من سوق شعبي وعلى أرصفة سوق السنينة ومذبح وشميلة والحصبة في العاصمة صنعاء تباع كميات كبيرة من سلع ومنتجات غذائية بأسعار رخيصة.
انتعاش تجارة المواد الغذائية
انتعشت أسواق المواد الغذائية في السوق المحلي الى أعلى المستويات إلا ان مستوى الإقبال لم يتحسن هذا العام عن العامين الماضيين، بل ان الحركة لم تتجاوز في شراء الاحتياجات الأساسية من قبل الفقراء الذين لا يستطيعون شراء كل احتياجات الشهر الكريم ـ وشهدت الأسواق التجارية الحديثة المعروفة بالمولات والسوبر ماركات إقبالا كثيفا، وهي التي يقصدها غالباً متوسطو الدخل والأغنياء والاثرياء لشراء احتياجات الشهر الكريم، في حين تراجع مستوى الإقبال على البقالات والمحلات المتوسطة لبيع المواد الغذائية التي يقصدها الفقراء والميسورون..
وزارة الصناعة والتجارة التي أقرت في ختام اجتماعات طارئة بالهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وتجار المواد الغذائية أواخر الأسبوع الماضي تشكيل لجان ميدانية للرقابة على الأسواق وتفتيش المخازن، وعلى الرغم من اعلان هيئة للمواصفات والمقاييس - السبت قبل الماضي - نزولها الميداني في أمانة العاصمة وعدد من المدن الرئيسة الحملة الثامنة للرقابة على الأسواق والمسح للمراكز والمحلات التجارية الخاصة ببيع وتداول المنتجات الاستهلاكية والغذائية الأكثر رواجاً واستهلاكًا في شهر رمضان الكريم لرصد المنتجات المخالفة وإحالة المخالفين للجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة إلا انها لم تعلن حتى اللحظة عن الكميات المضبوطة من السلع والمنتجات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، بل ان تلك السلع التي تبحث عنها فرق الهيئة تباع في ارصفة الشوارع في البقالات.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign