الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    مقابلات /
الناشط الحراكي التهامي/ عبدالرحمن شوعي حجري: نظام صنعاء همش وألغى وأقصى أبناء تهامة

26/03/2013 17:49:00


 
حاوره/ محمد عبيد
يواصل الحراك التهامي مسيراته وفعالياته الاحتجاجية المطالبة باسترداد الحقوق المنهوبة لأبناء تهامة، مؤكدا استمرار التصعيد حتى تسترد كافة الحقوق السياسية والوصول إلى الحكم الذاتي.
وتتفق مكونات الحراك التهامي على نظام الدولة الفيدرالية وإعلان تهامة إقليما مستقلا بحكم ذاتي بدلا من التجزؤ في دويلات صغيرة، وكون ذلك سيحافظ على شكل الدولة الاتحادية التي يستقل كل إقليم فيها بسيادته، ما لم سيكون مطلب الاستقلال وإعلان الدولة التهامية واردا إذا ما فشلت تجربة الدولة الفيدرالية لأي من الأسباب، بحسب قيادات في الحراك.
ويتحدث الناشط الحراكي التهامي عبدالرحمن شوعي عن القضية التهامية، مؤكدا بأنها ليست مجرد قضية مطالب حقوقية، وإنما هي قضية أرض وشعب، ويصف في هذا الحوار ما عانى منه أبناء تهامة طيلة العقود الماضية، وما مورس ضدهم من سياسات الإقصاء والإلغاء والتهميش.. فإلى الحصيلة:
* لماذا لم يتم الحديث عن القضية التهامية إلا مؤخرا؟
- لقد عمل نظام صنعاء على قمع كل من يتحدثون عن مطالب تهامية طيلة السنوات الماضية، كما عمل على تهميش وإلغاء وإقصاء أبناء تهامة، وتم معاملة التهامي كمواطن من الدرجة العاشرة، فقد تم حرمانه من الوظيفة والمناصب، وحتى من ثرواته حيث تضخ تهامة شهريا أكثر من 17 مليار ريال كإيرادات مختلفة إلى خزينة النظام في صنعاء ولا يستفيد أبناء تهامة المحرومون من خيراتها ومواردها.
أما أراضي تهامة فقد كان النظام السابق يقوم بتوزيعها للمقربين والأصدقاء، والكثير منها تعرض للنهب المنظم والممنهج من قبل شخصيات نافذة ومدعومة من نظام صنعاء.
إن القضية التهامية ليست وليدة اليوم، وإن عمرها يقارب 86 عاما منذ دخول قوات الإمام يحيى حميد الدين إلى تهامة واحتلالها، واستمر احتلالها إلى اليوم.
إذن فالقضية التهامية ليست من الآن وإنما لم تظهر على السطح إلا مؤخرا بسبب ما مورس ضد الشعب التهامي من قمع ممنهج كي تموت القضية التهامية، ونسي أولئك الأوغاد بأن الحق لا يسقط بالتقادم.
* ما الذي تسعون إليه من خلال الحراك؟
- الحراك التهامي حراك سلمي للمطالبة بكافة الحقوق للشعب التهامي واستعادة الهوية التهامية التي حاولت الأنظمة المتعاقبة طمسها، واستفادة أبناء تهامة من ثروات وخيرات تهامة التي يتم نهبها.
إننا نريد تهامة ذات سيادة وأن تتمتع بحكم ذاتي كإقليم مستقل في إطار الدولة الاتحادية، ولحرصنا على عدم تجزئة البلاد إلى دويلات صغيرة فإننا نطالب بالفيدرالية للحفاظ على الوحدة الوطنية، ولكن في حال ما تم إفشال الدولة الاتحادية، سنسعى إلى الاستقلال وإعلان الدولة التهامية، والشعوب هي دائما صاحبة الحق في تقرير مصيرها.
* قمتم باحتجاز سفينة صيد تتبع إحدى الشركات الاستثمارية وعلى إثر ذلك حدث اشتباك بينكم وبين قوات الأمن أسفر عن مقتل شخصين من أنصار الحراك وإصابة آخرين.. لماذا احتجزتم السفينة؟
- منذ أكثر من ستة أشهر تقوم سفن الصيد الأجنبية بالجرف القاعي والعشوائي وتدمير البيئة البحرية ونهب ثرواتنا السمكية في البحر الأحمر حتى أن الصياد لم يعد يجد ما يصطاده وذلك بعد أن قامت وزارة الثروة السمكية بتوقيع اتفاقية مع أحد المستثمرين تسمح بدخول 15 سفينة صيد أجنبية إلى مياهنا في البحر الأحمر تقوم باستخدام الجرافات في الجرف القاعي مما ينتج عنه تدمير البيئة البحرية وتدمير الشعب المرجانية وجرف الأخضر واليابس، دون مراعاة لما سيلحق بالبيئة البحرية وبالثروة السمكية، وقد احتج الصيادون وطالبوا بإلغاء هذه الاتفاقية لما ستتسبب به من أضرار، ووجه الاتحاد السمكي العديد من المذكرات إلى وزارة الثروة السمكية وإلى رئاسة الوزراء واقترحوا تعويض المستثمر من صندوق التشجيع السمكي، ولكن لم يعمل بها المقترح، ولم يتم إلغاء الاتفاقية، وظل الصيادون يستخدمون ويصرخون لإنقاذهم من هذه الاتفاقية الجائرة ومن تلك السفن التي جاءت بها الاتفاقية لتأخذ أرزاقهم وأرزاق أولادهم وتدمير البيئة البحرية والشعب المرجانية فلا يجد الصياد ما يصطاده، وتقدم الصيادون بمناشدات إلى كل الجهات وعبر الوسائل الإعلامية ونظموا الفعاليات الاحتجاجية والمسيرات والاعتصامات، ولكننا اكتشفنا أن هناك أطرافا مستفيدة من هذه الاتفاقية وأن نافذين يحصلون على فوائد بالعملة الصعبة من خلال هذه الاتفاقية ولذلك يقفون ضد إلغاء الاتفاقية غير عابئين بأضرارها الكبيرة على الصيادين والبيئة البحرية وحتى على المواطن العادي الذي لا يجد ما يطعم به أسرته من سمك لأن الموظف البسيط لا تساعده إمكاناته المادية على شراء اللحوم فلذلك يلجأ إلى السمك فلا يجده.
وقد توعد الصيادون باحتجاز أي قارب أجنبي يجدونه يمارس الصيد، وفعلا احتجزوا أكثر من قارب وكانوا يقومون بتسليمها للجهات المختصة التي بدورها تقوم بإطلاقها لتعود تمارس الاصطياد، ولا استجابة لنداءات واستغاثات الصيادين.
ومن يوم الخميس 7/3/2013م أبلغنا الصيادون أنهم شاهدوا قارب صيد من تلك القوارب يقوم بالجرف على بعد ميلين بحريين، فتحركنا معهم وقمنا باحتجاز القارب وأبلغنا الجهات المعنية وكنا نريد أن نضغط حتى يتم الاستجابة لمطالب الصيادين.
وفوجئنا بعشرات الأطقم العسكرية تحاصرنا وتحاصر الساحة التي نقيم فيها فعالياتنا والحارات المجاورة، وما إن بدأ الليل يدخل حتى كان هناك ما يقارب 30 طقما عسكريا أخذت تطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز على المواطنين وعلى البيوت والحارات بشكل جنوني وهستيري على أكثر من ثلاث ساعات وسقط شهيد والعشرات من المصابين، إصابات معظمهم خطيرة، وقد تسببت القنابل المسيلة للدموع التي أطلقت على الحارات والبيوت بكثافة في عشرات الحالات من الإغماء والاختناق نساء وأطفال، وعاشت العائلات والأسر ليلة من الهلع والذعر.
إن ما حدث يعد جريمة إنسانية وعمل حقير وجبان ونحن ندعو لمحاكمة كل المتسببين في هذه الجريمة.
* بعض وسائل الإعلام وصفت تلك المواجهات بأنها مواجهات بين مسلحين من الحراك وقوات الأمن.. ما تعليكم حول ذلك؟
- هذا ما ردده إعلام حزب الإصلاح ليعطي مبررا للجريمة التي حدثت ولقتل المواطنين، وليدافع عن مدير الأمن ووزير الداخلية المنتميين لهذا الحزب. نحن حراك سلمي ولا نحمل السلاح لأن مطالبنا شرعية وعادلة، ويحق لنا كمواطنين أن نحمل السلاح لندافع عن أنفسنا، لكننا رفضنا حمل السلاح وطلبنا من المواطنين عدم إخراج أسلحتهم والرد على هذا الاعتداء البربري حفاظا على الطابع السلمي لحراكنا.
ولو كان المواطنون أخرجوا أسلحتهم لحدث ما لا يحمد عقباه ولحدثت مجزرة بين الطرفين.
* هل ستحافظون على الطابع السلمي للحراك؟
- إلى الآن مسيراتنا ووقفاتنا سلمية ونحافظ على الطابع السلمي للحراك ولن ننجر لأي محاولات لجرنا للخروج عن سلميتنا.
إن قضيتنا عادلة ومطالبنا شرعية وعادلة، ونحن نؤكد أن لشعبنا التهامي الحق أن يعيش بكرامة ويدافع عن وجوده كشعب نهبت أراضيه وخيراته وتم تهميشه وإقصائه من المناصب المدنية والعسكرية.
وتعتبر تهامة أكثر المناطق تعرضا لنهب الأراضي وفرض الجبايات على المواطنين نتيجة لتدني مستوى التعليم وارتفاع الفقر، ولم يتم الالتفاف إلى هذه القضية كما أولت الحكومة الحالية بقية القضايا وإن كانت من القضايا الكمالية، وأهملت الإنسان التهامي الباحث عن حياة كريمة في هذا الوطن.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign