المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    راي الوسط /
موافقة الحوثيين على شروط الدولة الخمسة مقدمة لحوار وطني برعاية عربية

2009-10-07 20:53:58


 
كتب/المحرر السياسي   تغول إيران في المنطقة زاد من مخاوف الدول العربية وبالذات منها دول الخليج العربي ومصر وهو ما جعلها تنظر إلى ما يجري في صعدة المحادة للمملكة باعتباره خطرا داهما ليس على اليمن فحسب وإنما على المنطقة بأسرها وخصوصا بعد أن أفصحت الحرب السادسة عن عداء أظهره الحوثيون للنظام السعودي من خلال بياناتهم ووصل الأمر حد اتهام المملكة بالدخول المباشر في الحرب من خلال ضرب مناطقهم بالطيران وإمداد اليمن بالعتاد العسكري حيث أظهروا عددا من القذائف عليها ختم المملكة. الصمود الأسطوري للحوثيين وتمددهم خارج محافظة صعدة بالإضافة إلى مساندة الإعلام الشيعي لقضيتهم جعل المملكة تنتقل من مربع المتفرج -باعتبار أن ما يحدث قد يضعف النظام ولا يسقطه- إلى مربع الخوف من أن تصل شرارة هذه الحرب إلى العمق السعودي وهو سبب كاف لكي يرمي النظام السعودي بثقله لإخراج ما يجري في صعدة من طوره المحلي إلى الإقليمي والدولي. وكانت البداية اللقاء الذي أعد له الأمير فيصل وزير الخارجية السعودي الذي تم على هامش انعقاد الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة ضم بقية وزارة مجلس التعاون ووزراء خارجية العراق ومصر والأردن مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وتمخض عن بيان أحد بنوده كان واضحا في مساندته للرئيس علي عبدالله صالح وحكومته في السعي للحفاظ على وحدة اليمن واستقراره كخطوة أولى. تلا ذلك زيارة وفدي كل من الأردن وأخيرا مصر التي عبر تصريح وزير خارجيتها عن موقف واضح مساند للدولة في مواجهة الحوثيين ومثلت مرافقة عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية دلالة التعاون القادم الذي لن يقف عند المساندة السياسية بل سيتعداها إلى مساندة استخبارية واستشارات عسكرية وتدريب حتى وإن تم التوافق على وقف الحرب.    وقد عبرت افتتاحيات الثورة الرسمية عن امتنانها للموقف المصري الذي اعتبرته تواصلاً لموقفها المدافع عن الجمهورية عقب ثورة 62م ضد الإمامة وهو استدعاء واضح القصد منه. في السياق ذاته تأخذ زيارة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى لصنعاء بعدا لن ننتظر معه وقفا مفاجئا للحرب خاصة وأن الجانب الرسمي تحكم بمسار اللقاء واعتبره فرصة لإطلاع موسى على تجاوزات الحوثيين ومدى خطرهم على اليمن ومحيطها الإقليمي في محاولة لا يعلم مدى نجاحها للحصول على دعم عربي وحتى دولي لمواجهة تخلق جسم إيراني جديد يراد منه أن ينمو ويشتد عوده في منطقة لا ينقصها المزيد من التوتر. في القضية الجنوبية وإن أعاد الجانب الحكومي وطرح جهة نظره السابقة إلا أن النتائج، مع ذلك فتحت آفاقا للحل بعد أن أظهر الرئيس مرونة ولم يبدو متشددا في خلق حوار مع معارضة الخارج والداخل ما دام ذلك تحت سقف الوحدة. يمكن لمصر أن تنجح في مساعيها بلم جميع الأطراف في حوار وطني واسع تحت سقف الجمهورية والوحدة كونها تحظى بدعم سعودي وتمثل توافق لدى الأطراف المختلفة إلا أنه لا ينبغي الإغراق بالتفاؤل بسبب أن الصراع ليس يمنيا خالصا ونجاحه سيكون رهن بمدى مناقشة أسباب الصراعات ونزع فتيلها بدعم ليس عربي وحسب بل ودولي أيضا.  ليبقى نجاح المساعي السياسية في نهاية المطاف وبالذات في حرب صعدة باعتبار تداعيات نتائجها السلبية أو الإيجابية على بقية القضايا اليمنية المختلفة مرهونا بمدى قدرة الجيش على إحراز تقدم واضح وحقيقي على الأرض تكون إحدى نتائجه كسر شوكة الحوثيين وبسط نفوذ الدولة على كل أراضي صعدة وبشكل أوضح قطع يد إيران الممتدة إلى هذه المنطقة. إلى أي مدى هذا ممكن؟ الجواب عليه سيكون رهناً بالدعم المادي والسياسي الذي سيقدم لليمن، وكذا بالقبول بمبدأ التضحية بخسائر بشرية لن تكون بالمئات وإنما بالآلاف وبخسائر مادية ستعيد رسم ملامح صعدة على المستوى السكاني والعمراني ولذا لن تكون اليمن قادرة وحدها على إصلاح ما خلفته الحرب. البديل الوحيد لهذا السيناريو الدموي يتمثل بإعلان الحوثيين القبول بالشروط الخمسة للدولة وهي شروط معقولة يمكن أن يمهد القبول بها فتح سبل للحوار بل أكثر من ذلك يمكن أن يكون بوابة الدخول لحوار وطني شامل برعاية عربية ترمي فيه جميع الأطراف أوراقها، وخاصة بعد أن فتحت حرب صعدة شهية مكونات أخرى للسير على ذات الطريق وفتحت الباب واسعا لكل انتهازي لاستغلال الظرف لتحقيق كل مصالحه التي في الأخير هي على حساب الوطن الذي لا يمكن الاحتفاظ به سليما معافى.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign