صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    راي الوسط /
إيقاف الحرب دون القضاء على أسبابه ليس سوى ولادة لحرب جديدة

2009-08-26 19:32:35


 
كتب/ المحرر السياسي    لعل الغموض هو ما يتوافق عليه الجميع في قضية صعدة منذ حربها الأولى وحتى السادسة. إذ ما زلنا بين ادعائين الأول للحوثي الذي يقول إن ما يقوم به أتباعه من سيطرة على المديريات ومراكزها الحكومية هو فقط من باب الدفاع عن النفس وللمطالبة بممارسة ثقافتهم الدينية التي يتصدرها الشعار البائس، والثاني للسلطة التي يتخبط إعلامها في كيل اتهامات متناقضة يتصدرها ادعاؤها بمحاولة الحوثيين بالعودة باليمن إلى حكم الأئمة والانقلاب على النظام الجمهوري رغم أنه لم يذكر في اتهامات مذكرة النيابة المطالبة بالقبض على 55 متهما منهم على رأسهم بدر الدين الحوثي ونجله عبدالملك اتهاما كهذا حيث كانت جل التهم جنائية. مصيبة صعدة أنها مركز الزيدية التاريخي فيما هي محاددة للملكة الوهابية بالإضافة إلى كونها تمثل امتدادا جغرافيا للمنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية. وتداخل مثل هذا لم يكن لإيران أن تتجاهله في ظل بحثها عن أياد داخل كل دولة تمكنها من أن تكون الحاضر القوي في تحديد مستقبل الشرق الأوسط برمته. وما يؤسف له أن الأنظمة العربية وتعاملها المتعالي القائم على الشك مع شعوبها أو مع الأقليات المذهبية سهل لاختراق كهذا وبالذات كما في اليمن حين أراد نظامها أن تكون زيدية صعدة ورقة لمساومة الخارج ولمواجهة قوى فكرية وحزبية ونافذة في الداخل.  الحوثيون وحتى الحرب السادسة لم يحظوا باعتراف المرجعيات الزيدية والتي حتى اليوم آثرت الصمت بل إنها لم تكن راضية يوما عن ملازم حسين بدر الدين التي تحوي محاضراته وتعتبر المرجع الفكري والأساس الذي يستند إليه الحوثيون في ما يعتبرونه منطلق الفكر الذي يطالبون بالسماح لهم بممارسته والدعوة إليه. المسألة الفكرية هي المغيب الذي لم يتم مناقشته وهي كذلك المعضلة التي يتوجب عرضها على أئمة المذهب الزيدي ليقولوا كلمتهم فيها طالما وقد تم التأصيل لها من خلال ملازم حسين. البداية من هنا لتحديد ما إذا كان الحوثيون يطالبون بالدعوة للمذهب الزيدي أم غيره. وعلى ضوء ذلك يمكن الحديث عن النقاط الأخرى التي لن تكون أكثر من شواهد على النتيجة التي يتم التوصل إليها حتى اللحظة فمواطنو صعدة هم من يدفعون ثمن هذه الحرب المجنونة، إذ أن المحاربين الحوثيين يحتمون من صواريخ الطائرات وطلقات المدافع  بالأنفاق التي حفروها وجروف الجبال وكهوفها، مستخدمين حرب العصابات ضد جنود أغلبهم مستجدون غير مسلحين بعقيدة تجعل من موتهم واجبا دينيا ووطنيا، وهذه إحدى نقاط الضعف التي تزيد من خسائر القوات الحكومية. دعوات الجانبين للسلام تبدو وكأنها فقط من باب إسقاط الواجب مثلها دعوة الأحزاب للسلام التي جاءت بعد خراب مالطا. ليبقى العلماء هم اللغز المحير بعد أن حّضروا غيابهم بشكل مخز بينما هم في قضايا أخرى لا تقاس بإراقة دماء وإزهاق أرواح يصيحون وينوحون مهددين ومتوعدين بعذاب الله وسوء المصير. أين كلمة العلماء فيما يجري وهم من كانوا ينادون بقيادة الشيخ عبدالمجيد الزنداني بحسم قضية صعدة بالحرب وكان أن رد عليهم الرئيس حينها بإحلال السلم في صفعة نالت من نزاهتهم ومصداقيتهم. إيجابية حرب صعدة -إن كانت للحروب إيجابية - أنها عرت أشخاصاً حملوا قداسات وفضحت قادة ألوية ظلوا يكذبون عن قوة ألويتهم العددية وجاهزيتها للقتال كما كشفت عن تناقضات مشائخ قبائلهم جزء من تجار الحروب وكذا فاعلية إعلام السلطة وأحزاب المعارضة وكيف يراد لليمن أن تكون ساحة حرب لقوى خارجية فقط استغلالاً لحاجتها وظروفها الداخلية المهترئة التي لم تستطع سلطتها التعامل معها. ولذا فإن أي سلام يدعى له بقصد الهدنة والتقاط الأنفاس لن يكون أكثر من تحضير لحرب أشد وأعتى وما لم يتم مناقشة الأسباب التي أدت إلى كل هذه الحروب فإن صعدة لن تشهد يوما استقرارا حقيقيا. 




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign