صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    راي الوسط /
مثلما تعامل المشترك مع الفرد ابتداء عليه التعامل معه الآن لإنقاذ الوطن

2009-07-22 09:23:05


 
 كتب /المحــــرر السيــــاسي يدخل المؤتمر والمشترك عراكا جديدا لتوضيح المقاصد المختفية وراء اتفاق كان يتوجب ان يكون محددا لاحمَّال أوجه كما تم إقراره. اليوم وتحت ضغط الوقت والمدد الزمنية التي ستبدأ استحقاقاتها في الخامس عشر من أغسطس القادم ما زالت الأحزاب في إطار الخلاف حول المفاهيم العامة ولما تدخل بعد إلى النقاط الرئيسية المتمثلة في إصلاح النظام السياسي والنظام الانتخابي اللذين يعدان المؤشر الحقيقي لمصادقية الآخر في الإصلاح الوطني. المشترك أحد أهم ركائز العملية السياسية المدنية وبغض النظر عن إرباك طاله مثلما طال العمل السياسي داخل السلطة وخارجها فإنه يظل معنياً بتحديد أولويات الخروج من الأزمة باعتبار ذلك هدفاً استراتيجياً لا يخضع للشخصنة أو لمؤثرات الاقتراب أو الابتعاد من السلطة. اليمن بترامي أطرافها ليست بخير، ودون الدخول في لجاجة من المسئول عن ذلك يتوجب على كل القوى التعاطي مع أي فرصة تسنح يمكن الولوج منها إلى تثبيت إصلاحات تطال قوائم النظام السياسي أو حتى تخلق مقاربة تعود فائدتها على البلد وأهله. دعوة الرئيس للحوار الذي جاء من خلال ما سطر في كلمة الثورة الجمعة الماضية كان على المشترك التعامل معها وإن بطلب رؤية تفصيلية لماهية الحوار على الأقل باعتبار ذلك من أبجديات السياسة. لا يمكن الخروج من الأزمة اليمنية إذا لم يتجاوز فرقاء العمل السياسي حاجز الشك الذي لم يقدم أي منهم بادرة حسن نية لتجاوزه، مما يجعل الحديث عن أي اتفاق مجرد كلام لا معنى له.  هناك حقائق يجهد المشترك في إخفائها تتمثل في أن أطرافاً هي من خارج مربعها تحاول إثقال كاهله بمعارك ليس مستعداً لها، كونها لا تحمل بعداً وطنياً بقدر ما يحمل بعداً مصلحياً شخصياً وثأرياً. الأمر الثاني أن المشترك صار يخشى الشارع بعد أن تخلى عن قضاياه في غمرة انشغاله بالحوارات السياسية وتقديمه تنازلات على حسابه ولذا يشعر أنه في دائرة اتهام ما يلبث يحاول إثبات براءته وهو ما أدى إلى أن الشارع -بغض النظر عن مطالبه -هو من يسحب المشترك لا العكس، وهو ما يبدو جليا حين يحاول مسك العصا من الوسط في قضايا الانفصال والعنف وحتى في تخوفه من الوقوف مع النظام في حالة ما تكون قراراته صائبة يمكن أن تحد من سيطرة النافذين وتمدد الفساد، ومن ذلك قضية الضنين والمبادرة التي تقدم بها في رمضان قبل الماضي. الأمر الثالث: ما زالت الأحزاب رهن مخاوف ولها حق في ذلك من أن السلطة يمكن أن تخوض مغامرة دون أن تحسب نتائجها. والمشكلة هنا أنها -أي أحزاب المشترك- وبالأخص الإصلاح لم تتعامل مع جنوح كهذا بديل يعود على الوطن بالاستقرار وأخيرا الأوليات الخاصة بكل حزب داخل اللقاء المشترك عادة ما تكون السبب في إخراج موقفه وكأنه تجميع لعدة رؤى مختلفة تمثل أولوية لكل حزب على حدة أكثر من كونه موقفاً وطنياً، في المقابل السلطة يستهويها أن تكون الأوضاع جميعها مشوشة وضبابية تعتمد ضرب القوى بعضها ببعض بحيث لا يتفق اثنان وإن كان باطنهما وظاهرهما معها. الرئيس يتكئ على معرفة نافذة لعمق المجتمع اليمني بمختلف قبائله وشخوصه ومثقفيه وحزبيية أيضا، كونت وشكلت مفهومه للحكم على تجارب اثبتت نجاحها في البقاء على كرسي الحكم في ظل نقائض عهدي حكم الفرد والديمقراطية، وهذا له علاقة بإمكانات الرئيس الذاتية لا المؤسسية، حيث استطاع إقامة تحالفات مع قوى متضادة مختلفة الأفكار بعضها تم في وقت واحد.  القوى جميعها بما فيها المشترك ارتضت التعامل مع هذا الفرد وأكثر من ذلك تواطأت على تمرير قراراته باعتبارها قرارات مؤسسية وكان ذلك بمثابة إقرار بصوابية ما يذهب إليه الرجل وهناك الكثير من الأمثلة لا داعي لذكرها الآن. إذا أن المشترك يعرف مع من يتعامل ويعرف الآن مع من يحاور وعلى أي أسس لإخراج البلد من مأزقه.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign