امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    جدل وأصداء /
الانتخابات النيابة والدور المطلوب من المعارضة

2011-02-02 13:56:13


 
كتب/أ.د.سيف سلام الحكيمي   ما يميز أبناء الدول الفقيرة عن غيرهم هو ولعهم الدائم في إحداث حراك سياسي دائم يتجلى ذلك من خلال الاهتمام المفرط بالقضايا السياسية، محلية وإقليمية ودولية، ومحاولة أن يكون لكل واحد رأي وتفسير لما يحدث، وهذا شيء جميل وله ما يبرره ابتداء من الإحساس بالضياع وانتهاء بالرغبة القوية لتحقيق الذات، ويقابل ذلك اهتمام بسيط أو يكاد يكون معدوماً بالحراك الاقتصادي الذي هم أحوج إليه للخروج من دائرة الفقر والضياع وعدم تحقيق الذات.   والمعارضة في أي بلد هي كيان منظم يفترض أن تعبر عن وجهة النظر الأخرى، بمعنى رأي من لم يستطع الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، ولكن قبل الحديث عن الدور الحضاري المطلوب تجسيده من قبل المعارضة في بلادنا، دعونا نستثني من حديثنا معارضة من ينادي بتمزيق وحدة اليمن والدعوة لتأصيل المناطقية والمذهبية وذلك لأنها تقع في خانة الخيانة العظمى للثورة اليمنية والثوابت الوطنية التي ضحى في سبيلها أفضل رجالات ونساء اليمن بأرواحهم الزكية.   ويمكن وضع تصور لدور رشيد تتبناه معارضة حكيمة في بلادنا بدلا من الدعوة لمقاطعة الانتخابات النيابية القادمة وفق تقسيم زمني يتمثل بمرحلتين:   المرحلة الأولى: وتمثل الفترة الحالية قبيل الانتخابات، وهي فترة اختبار بالنسبة لقوى المعارضة الخيرة في الاقتراب من الجماهير ومحاولة التعرف على توجهات عامة الشعب وذلك لمعرفة الآتي:   1-ماذا يريد المواطن العادي؟   2-وكيف يمكن تجسيد ذلك وترجمته في برامج أحزاب المعارضة الانتخابية؟   3-محاولة التعرف على درجة الالتفاف الجماهيري حول هذه الأحزاب (شعبيتها) من خلال المقارنة بين المنطلقات الفكرية لهذه الأحزاب والثقافة السائدة بين عامة الناس والذين يمثلون عامل الحسم في أي عملية انتخابية، ولصالح من ستكون نتيجة أي انتخابات سواء كانت رئاسية، محلية أو برلمانية.   4-      وضع استراتيجيات تحالف بين أحزاب المعارضة لخوض العملية الانتخابية وفق إمكانيات وأولويات كل حزب بالإضافة إلى القواسم المشتركة التي يمكن أن تجمعها خلال فترة التحضير للانتخابات وعلى المدى الطويل.   5-النزول للجماهير ببرامج انتخابية بناءه يتنافس بموجبها كل حزب مع حزب السلطة ومع بقية أحزاب المعارضة في حالة عدم وجود أو محدودية التحالفات بين أحزاب المعارضة.   وفي هذه المرحلة يجب أن لا يقتصر الحديث عن الجوانب السياسية فقط ومحاولة جعلها العامل الحاسم لكسب الانتخابات، وهو ما يعيب كثيراً من البرامج الانتخابية في البلدان النامية ومنها بلادنا، بل يجب تناول الجوانب الاقتصادية بشكل علمي ومبسط بحيث يفهمه ويتمسك وينادي به السواد الأعظم من جمهور الناخبين.   وهنا يجب التنويه إلى أن عملية النزول للجماهير وأسلوب التخاطب معه ومع بقية الأحزاب أثناء إدارة العملية الانتخابية فيها اختبار حقيقي لمدى رقي وتحضر كل حزب، إذ يتجسد في ذلك أي نوع من التربية الحزبية تلقاه أعضاء كل حزب، ومدى عراقة وحكمة الأحزاب وقياداتها.   أما بالنسبة لمرحلة ما بعد الانتخابات، فالدور المطلوب من الأحزاب التي لم تحظ بإجماع جماهيري ينقلها من صفوف المعارضة إلى كرسي السلطة يتمثل في الآتي:   1-التعامل مع نتائج الانتخابات بأسلوب عقلاني ومتحضر لأن في ذلك احتراماً لإرادة الناخب وفي ذلك أيضا احترام لأدبيات الأحزاب التي يفترض أنها جميعا تحرص على احترام العملية الانتخابية وما يمكن ان تفرزه من نتائج يكون المتحكم فيها الأول والخير هو صوت الناخب الذي يجب احتواؤه وبصدق قبل الحصول على صوته يوم الاقتراع.   2-التقييم الذاتي لكل حزب وذلك لمعرفة نقاط الضعف الفكرية والإدارية والمالية التي ساهمت في خسارته للانتخابات ووضع المعالجات اللازمة لها بشفافية مطلقة ومن دون الهروب من مواجهة الذات إلى دائرة اتهام الغير بتزوير الانتخابات وعدم نزاهتها، فنحن كأبناء دولة نامية ما زلنا نحمل على ظهورنا وفي قلوبنا وعقولنا العديد من الممارسات الخاطئة ولذلك نحن لا نتوقع أن يسلك جميع الناخبين سلوكا حسنا وبشكل مطلق في جميع الدوائر والمراكز الانتخابية، ومرد ذلك في أغلبه يعود إلى محدودية فهم بعض الناخبين لأهمية العملية الانتخابية أو للتعبئة الخاطئة التي قد تقوم بها بعض الأحزاب لجمهور الناخبين وخصوصا في المناطق الريفية والنائية.   3-والدور المطلوب والأهم من الأحزاب التي لم يحالفها الحظ في الانتخابات، في مرحلة ما بعد الانتخابات، يتمثل بالوقوف مع من نال ثقة الجماهير في خندق واحد لإحداث تنمية مستدامة من خلال المساهمة الإيجابية في تصحيح الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية أينما وجدت، والمتمثلة في مواجهة الرباعي القاتل (الفقر والجهل والمرض والفساد).   ويمكن أن نخلص مما سبق إلى أن ممارسة الدور الوطني المسئول في بناء اليمن لا يقتصر على حزب السلطة فحسب وإنما هو واجب مقدس يقع على عاتق جميع الأحزاب والقوى السياسية خارج السلطة، ويستلزم ذلك الكثير من العمل ونكران الذات وتوعية الناس لا تعبئتهم بما يضر ويهدد السلام الاجتماعي والأمن القومي لبلادنا.   - جامعة الحديدة




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign