الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    جدل وأصداء /
سام يا ذماري.. لا تغضب

2010-12-15 14:09:13


 
كتب/ صلاح الدوح   كم أنت رائع حين تكون هادئا يا سام.. لأنك تبدع وتصيب كبد الحقيقة فتلامس شغاف القلوب، فتنتقد نقدا بناء وهادفا، وليس نقدا لمجرد النقد أو تنفيساً عن شحنات غضبك. حين تكون هادئا تسلك طريقاً رائعة في النقد ليس فيها تجريح.. طريفة قلما نجد لها نظيرا.. فمقالك (لو كنت ضالعيا) المنشور في العدد (312) من صحيفة الوسط الغراء منذ تأسيسها منبرا للكلمة الحرة المسئولة ووفرت للأقلام الوطنية الشريفة سقفها السماء.  ظهرت فيه يا سام ذلك المجرب الخبير والناصح الأمين فجاءت الألفاظ سلسلة ووسطية وقوية في آن. ولكن لي عتب عليك يتعلق ببضع عبارات وردت فيه، وعلى مقال (فاوضوني قبل أن تفقدوني) العدد (163) من صحيفة الديار لأنك كتبته والغضب قد أخذ منك مأخذا كبيرا على ما أظن. فأرجو أن يتسع صدرك لعتابي لأنه عتاب محب، ولا أريدك أن تغضب لأن الغضب ما هو إلا صوت اختناق العقل في الحنجرة. واعلم بأن للديمقراطية ثمناً ولحرية الكلمة ثمناً.. فلا تغضب، فأنت صاحب قلم حر ومن ثلة من صحافيي اليمن آمنت بقيمة الكلمة الحرة الصادقة، سلاحكم القلم. تعملون في مهنة تعتبر السلطة الرابعة في بلد سلطاته الثلاث اعتراها الخلل وكثر حولها اللغط والجدل. فإذا غضبت أنت وزملاؤك وصار غضبكم يملي عليكم أقوالكم وأفعالكم ستصاب سلطتنا الرابعة بالخلل. وحينها ماذا سيبقى لنا في بلد تكالب عليه الأشرار تكالب الأكلة على قصعتها؟!! فلا تغضب. سام يا ذماري.. أنا متعاطف معك فيما لحقك من ضرر، لكني أريد أن أذكرك بأن للكلمة الحرة ثمناً.. ومادفعته حتى الآن يعتبر ثمناً بخساً لهذه الحرية التي تنافحون عنها وتتوقون إلى أن تكون السماء سقفاً لها. تعاطفت معك والتمست لك العذر في معظم ما أنذرت وتوعدت به، فأنت تشعر بأنك وحيد في معركتك بعد أن خذلتك نقابتك وتركتك وحيدا في خندقك. لكني لم أجد لك عذرا في تناولك لمحافظ أبين ورجلها الأول الذي ليس له ذنب مباشر أو غير مباشر في ما أصابك. أتفق معك بأن المهندس أحمد الميسري قد ظهر متماسكا بعد استشهاد شقيقه، وأؤكد لك بأنه لا يزال وسيبقى متماسكا. أتفق معك بأن الميسري قد أعلن بأنه سوف يثأر من القتلة.. لكنه لم يقل إن الثأر سيكون لشقيقه، بل سيثأر لكل الشهداء الذين أريقت دماؤهم الزكية الطاهرة في كل منطقة في أبين، سواء كانوا من المؤسسة العسكرية والأمنية أو من المواطنين الأبرياء. لم أجد لك عذرا في سوء ظنك بما قاله الميسري ومحاولتك إيهامنا بأنه سيخوض مع قبيلته حربا يسخر فيها إمكانيات الدولة ضد قبيلة أخرى.  ما قاله الميسري يا سام هو أنه سيخوض تلك الحرب بالمؤسسة العسكرية والأمنية التي أنشئت لهذا الغرض.. وجميعنا نعرف بأن الميسري رجل دولة وليس شيخ قبيلة، وهذا ما عهدناه منه. وتعجبت منك يا سام حين وصفت تنظيم القاعدة بـ(قبائل القاعدة)!!. سام يا ذماري.. تنظيم القاعدة تنظيم إرهابي والمجتمع الدولي مجمع على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن. فأتيت أنت يا سام وجعلت له قبائل!!. لكن مع ذلك فأنا أحسن الظن بك بأنك إنما تريد من ذكر القبيلة معنى مجازيا أنت أعلم به. سام يا ذماري.. ما قاله المهندس أحمد الميسري يحسب له لا عليه، بل إنه من صلب مهام عمله وواجب ديني وأخلاقي تمليه عليه وطنيته وثقافته وقيمه ومبادئه.. ناهيك عن كونه الرجل الأول في محافظة أبين فهو محافظها المنتخب. واعلم يا سام بأن (ضالع الضلوع) لن تقتل وليها وأن اللواء علي قاسم طالب ليس آخر الأولياء، فالضالع ولادة مثل ما هي اليمن ولادة لخيرة الرجال وأن أبين (بوابة النصر) لها والٍ هو محافظها المهندس أحمد الميسري ولن نقتله أو نخذله بل سنؤازره ونصطف معه. يا سام.. حز في نفسي وآلمني كثيرا قولك بأننا نعيش في وطن لم يستطع حماية المواطن الشمالي من نقمة أخيه الجنوبي، وبالتأكيد لست وحدي من شعر بهذا. الوضع ليس بهذه الصورة من القبح والدمامة، فليست هناك عمليات إجرامية انتقامية تستهدف المواطنين بالهوية ولوحة السيارة، وليس هناك (نحن) و(أنتم) في وطن 22 مايو 1990م وإن وجدت فهي شاذة ولا يقاس عليها. ولا يصح أن يصدر منك هذا الحكم التعميمي وأنت الصحافي الرصين!! وختاما يا سام.. أوصيك بأن لا تغضب.. لأن الغضب هو صوت اختناق العقل في الحنجرة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign