إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر      
    جدل وأصداء /
قراءة في أوراق الحراك الجنوبي و الحاكم والمعارضة

2010-10-13 13:36:37


 
 كتب/م.جمال حيدرة  الحالمي   منذ اللحظات الأولى لبداية حركة المطالبات الحقوقية للمتقاعدين العسكريين والمدنيين لم يكن يدور في بال أحد بأن الأمور سوف تصل إلى ماوصلت إلية الآن والملاحظ أنه    بعد إعلان الرئيس حل مشكلة المتقاعدين بإعلان قائمة تحوي أقل من ألفي حالة وكأن الأمر بهذه البساطة ولا توجد مشكلة الأمر الذي استدعى خروج  الآلاف من المتقاعدين والمسرحين والكفاءات المعطلة إلى الشارع لإعلان وجودها وإبراز أن القضية أكبر بكثير عما تم تصوره لدى أجهزة الحكم التي اتضح أنها لاتعلم أبعاد القضية أو ربما تعمدت تجاهل القضية لسبب أو لآخر   وهذا ما يفسر استمرار التجاهل لخطورة وأبعاد نشوء وتطور حركة النضال المطلبي الذي أعطى السلطة الشرعية الكاملة في بداية الأمر عند مطالبته إياها بمطالبه العادلة وتطور إلى رفض كامل للسلطة وإجراءاتها بل هدد وجودها وتمت إعادة النظر حتى في ماكان يسمى بالثوابت الوطنية بل إن ملامح القضية الجنوبية أخذت بالتكامل لتصبح قضية مفروضة وبقوة على الساحة المحلية والدولية .   ورغم كل تلك التطورات المتصاعدة في الحراك السلمي إلآ أن أجهزة الحكم ظلت ولازالت تتجاهل الأمر وكأن شيئاً لم يكن أو أن الأمر يتعلق بمجرد جماعة فوضوية  بسيطة  ليس لها أي تأثير و  لاتستحق التجاوب  معها، بينما في الحقيقة ولا يخفى على أحد الرعب الحقيقي  من شرعية مطالب الحراك مما حدا بالسلطة إلى اللجوء  إلى صناعة بعض الأحداث المشينة وإلصاقها بالحراك أو التواطؤ مع بعض الجهات والزج بها إلى الجنوب حتى تزيد الأمور تعقيداً وتركيباً أكثر مما هي عليه وهذا الأمر هو في الحقيقة مجرد اعتقاد وتحليل ربما لايكون صحيحاً ولكن ما ألمسه من معطيات الأحداث يدل على ذلك من وجهة نظري على الأقل .   وعندما كان لزاماً على الحكومة عمل شيء معين لتلميع وجهها دعت كما دعت أحزاب المعارضة التائهة  إلى الحوارات المتعددة وهي تعلم علم اليقين بأن مثل هذه الحوارات التي تمت الدعوة إليها وبالآلية التي تم اتباعها ستكون نهايتها الفشل وخيبة الأمل للأسف الشديد لعدم وجود الرؤية الموضوعية والتعامل بعقل مفتوح مع مايجري في الساحة بدون إصدار الأحكام الجاهزة على القضايا وعلى الأشخاص حتى قبل الحوار معهم .   أما في مايتعلق بالحراك فإنة بطبيعة الحال مثل اسمه تماماً، فهو تململ في المكان للتعبير عن رفض الواقع وقد اتخذ أشكالاً متعددة وتباينت المواقف بين صفوفه تبعاً لمن يقود وينظم المجاميع المختلفة بين صفوف الجماهير لأن الحراك بطبيعة الحال لم يتحول إلى حركة معلومة الاتجاه والأسلوب والفكر بشكل محدد وواضح  وذلك يعتبر أكبر خطيئة لأحزاب المعارضة التي لم تسارع إلى قيادة حركة الجماهير بل إن الأحزاب أصبحت مرفوضة تماماً بين صفوف الحراك والشيء المضحك المبكي أن بعض قيادات الأحزاب أو السياسيين يعيبون على الحراك عدم الإنسجام بين صفوفه كما ظهر في بعض الأحيان ويتعاملون مع الحراك كأنه حزب سياسي ونسوا أنه حتى في الأحزاب السياسية توجد التيارات والاختلافات بينما الحراك السلمي ورغم كل المعوقات والتحديات يعكس بحق وبصدق وشرف أن الشعب في الجنوب شعب حر وحي وحضاري وهذا مكسب عظيم لمن يعلم كيف تبنى الشعوب وكيف تستغل الطاقات الكامنة لتحقيق وصناعة التحولات الثورية . ومن وجهة نظري فإن الذي يحصل في الجنوب هو عبارة عن مخاض عسير سيفرز حركة ثورية جماهيرية جديدة، محددة الاتجاه والفكر والأسلوب وحينها ستصبح الوريث والممثل الشرعي لنضال الجماهير بكل معنى الكلمة وسيصبح لزاماً على السلطة المفاوضات المباشرة مع ممثلي هذه الحركة الناشئة واستطيع أن أرى من الآن أن المفاوضات ستكون صعبة ومعقدة  وفيها خسارة كبيرة على صعيد ماكان يمكن تداركه منذ وقت بعيد وللأسف الشديد أيضاً فإنه ليس بالإمكان عمل أية حلول حقيقية في الوقت الراهن من دون السماح لقوى الحراك بالالتئام والخروج  بمشروع وطني واضح وموحد لكافة أطياف الحراك  يتم التفاوض بشأنه  مع ممثلي الحراك بالصيغة التي سيخرج بها هذا الحراك ,وأن أية محاولة لإفشال مشروع الحراك السلمي ستزيد الأمور تعقيداً ولن تكون سوى عامل من عوامل عدم الإستقرار في المنطقة بشكل عام، عن طريق خلق ودعم  أحداث وتنظيمات تستدعي التدخل الأجنبي المباشر بحجة حماية المصالح الدولية وهذه هي الطامة الكبرى  إذا لم نتجنب  إمكانية حدوثها  .   ورسالتي إلى كل القوى الخيرة في اليمن وفي (الجنوب) بالذات  والعالم أن اعملوا على رص الصفوف واعملوا دور العقل والمنطق وقدروا الأمور كما يجب، مع الأخذ بعين الإعتبار البعد عن الاعتماد على وحدة الاختلاف مع الحاكم، فهي وحدها لاتكفي لتكونوا موحدين بل لابد من إيقاض عوامل الوحدة وتشابك المصالح وإفشاء الثقافة المشتركة والنظرة المشتركة لطبيعة الأحداث وأفق المستقبل الباسم، وفي ذروة الحماس يجب عدم تناسي  الحقائق التأريخية والجغرافية والإنجرار نحو اتجاهات تسعى  للتشكيك حتى في الهوية الوطنية اليمنية للشعب، كما أنه من الضروري عدم السماح لمن يسعى بقصد أو بدون قصد لتشويه صورة النضال السلمي الحضاري والمنظم بالعبث بين الصفوف  وأعلموا بأنه كلما كانت تظاهرات وأفعال الحراك منظمة ووفق تعليمات يتم الإجماع عليها  كلما أعطى للحراك مزيداً من الاحترام والثقل السياسي والاجتماعي والعكس بالعكس . أما الجماهير في العاصمة صنعاء وماحولها  فإنني أدعوكم إلى تفهم الدوافع الحقيقية للحراك وفهم معطيات الواقع كما هي ولاتنخدعوا ببعض الممارسات التي تنسب إلى الحراك بغرض تشويش الرؤية عليكم فتتصوروا أن الحراك السلمي باطل والقضية الجنوبية باطلة، فهل من المعقول أن يخرج من يشعر بالمواطنة المتساوية ويتمتع بالحرية والعدالة والعمل بشرف وكرامة في الوطن إلى الشارع ويعرض نفسه للملاحقة والسجن وربما الموت برصاصة طائشة  ؟ إن مايخرج الناس إلى الشارع  إنما هو الباطل المرفوض مهما لبس من ثياب الوطنية المزيفة أو رفع الشعارات الذي هو أبعد مايكون عنها ولايفوتكم أن الانفصاليين الحقيقيين هم من يمارسونه سلوكاً وممارسة في موقع القرار في مراكز السلطة المختلفة.. أما في الشأن العام فإنني أدعوكم إلى التعبير عن مواقفكم الشعبية بشكل واضح حتى لايشعر المواطن في الجنوب أو المناطق الأخرى أنكم راضون عن الفساد والتخلف ولاتأبهون لشيء, ولتجسيد الوحدة الوطنية فإن أحد الأمورالتي لابد من توفرها هو الشعور العام والإحساس المتبادل لدى عامة الناس وإن لم يتوفر ذلك فإنه  يدل على ضعف الترابط والوحدة الوطنية وهذا ماتسعى القوى المعادية لتكريسه ويجب ألا نكون عوناً لهم على أنفسنا.   ورسالتي إلى الأحزاب عامة هي أنها ابتعدت كثيراً عن مسار الأحداث وانشغل الكثير منها بترتيب الأوضاع الداخلية والخلافات التي لاتنتهي لغياب الانسجام بين السلوك والممارسة حتى تحول الكثير منها إلى مايشبه النوادي الرياضية لدى منتسبيه فأرى أن التشدد لهذه الأحزاب والحماسة لها لاتختلف كثيراً بل أقل من التحمس لتشجيع أي ناد رياضي في ظل التخبط وعدم وضوح الرؤية والبدائل الموضوعية في نقد وحل القضايا الراهنة وانعدام التفكير الإستراتيجي الذي يبني ويطور ويوجه الجماهير نحو الآمال الكبرى بوتيرة مستمرة متصاعدة مع بعض الاستثناء النسبي لعدد من الأحزاب التي لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة على أحسن تقدير، أما أكثرها فهي مجرد واجهات أو امتدادات لأحزاب أخرى ومصدر رزق .والحقيقة أن الطريق مايزال طويلاً حتى تنضج الممارسة الحزبية الحقيقية وتؤدي الأحزاب دورها المطلوب ولن يتأتى ذلك في أحسن صورة إلآ بقيام دولة المؤسسات في أرض الواقع العملي  .   أما رسالتي إلى الحاكم فهي أن من يمتلك السلطة تتوفر لديه دائماً إمكانية التدخل وحل المشاكل وتجاوز الأزمات  ولكن يجب أن يكون ذلك في الوقت المناسب وبالوسائل المناسبة وإمكانية الحل لاتزال ممكنة ومتاحة وفي ظل الدولة الواحدة وتحتاج إلى القدرة على استيعاب الآخر والاستفادة من تجارب الآخرين  وعدم التعامل مع القوالب الجامدة، فلا يوجد شيء يبقى على حاله في الطبيعة حتى في التشريع الإسلامي توجد مسائل مستجدة  يباح فيها الاجتهاد والاختلاف وحتى في الخلافة وجدت الشورى وليس لها أي معنى إذا كان التعدد والاختلاف في الرأي والمصلحة غير موجود  ومكفول، وعلى العموم فإن المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقكم كبيرة وحساسة للغاية وأرجو أن يوفقكم الله إلى سواء السبيل ومازال اليمنيون يحدوهم الأمل في إعادة الروح إلى أهداف الثورة المجيدة والانتصار لما ضحى من أجله جيل طويل من أشرف وأنبل الرجال، طيلة سنوات من النضال الوطني التحرري .     ومضات من هاجس المعاناة    - ليس بالضرورة على الإطلاق أنه من لم يكن معك فهو عليك ورب عدو عاقل خير من صديق جاهل.   كلما اقتربت من الحدث أو الظاهرة كلما علمت أدق التفاصيل من أدق الزوايا وحينها فإنك لا ترى الحدث أو الظاهرة من جميع الجوانب فتقع في الخطأ في التحليل , وكلما ابتعدت فإنك ترى من زاوية أكبر توفر لك الحكم العام ولكن قد تخطىْ الحكم والتقدير لعدم علمك بتفاصيل الأمور .وعلية فإنه يتضح أنه ليس بإمكان نظرة أحادية أن تحدد وتحلل أية قضية في الحياة ويتطلب ذلك الاستفادة من نظرة الآخرين من أكثر من زاوية حتى تكتمل الرؤية ويتم التحليل والدراسة ومن ثم المعالجة .   يجب التفريق بين التفاعل والانفعال والحرص على أن نكون متفاعلين إيجابيين في كل الأمور التي تمس حياتنا والبعد قدر الإمكان عن الانفعال الذي عادة ما يضر ولا ينفع على المدى الطويل في معالجة أية قضية أو التعبير عنها.   - القضايا الكبيرة تضع تحديات كبيرة وتتطلب إرادة كبيرة لبذل جهود كبيرة تفرز قرارات كبيرة وتحدث تغيرات كبيرة بقيادة شخصيات كبيرة .   - الرهان على الخارج له تبعاته الثقيلة والتأريخ القديم والمعاصر يشهد على ذلك .   - كثير من الكفاءات والعقول اليمنية بل والعربية قادرة على الإبداع والإنتاج الفكري والمعرفي ولكنها مشغولة بتوفير أسباب الحياة الكريمة ولن تستطيع ممارسة إبداعها طالما هي أسيرة للوظيفة العامة أو الخاصة بشكل روتيني قاتل .وكيف يمكن للإنسان أن يفكر بإبداع بدون تأمين المأكل والمشرب والمسكن ؟   متى يكون للعقل العربي دوره في البناء والتنمية و الاستشارة في مراكز اتخاذ القرار؟        Gamal_mutlaq@yahoo.com




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign