امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    جدل وأصداء /
انطباعات سياسية

2010-09-22 14:11:53


 
كتب/د.محمد قيس منذ بداية الانتخابات الرئاسية الماضية كثرت خطابات رئيس الجمهورية بصورة ملفتة للانتباه، حيث أن كل خطاب ينقض الخطاب الآخر ، فأحيانا حار وأحيانا بارد وأحيانا معتدل الحرارة وأحيانا غائم كليا وأحيانا جزئيا وأحيانا جاف وأحيانا ممطر. وأحيانا يلمح لأهل ثلا وأحيانا لأهل مران وأحيانا لأهل الضالع وأحيانا للتهايم وأحيانا لشام او ليمن ،   ومن هنا يختلط الأمر في بعض الأحيان على المواطنين ، فلم يعد أهل ثلا يعرفون أي خطاب موجه لهم وأهل الضالع قد يفهمون أن الخطاب الموجه لأهل مران هو في الأساس موجه لهم والخطاب الذي يكون موجه لأهل الجبال قد يعتقد أهل تهامة انه خاص بهم . علاوة على ذلك ، يصعب على المتابع والمتحمس لخطابات الرئيس ان يحدد بدقة أي جزء من الخطاب سينفذ في الواقع وبأي نسبة ، وأي جزء منه للاستهلاك الداخلي وأي جزء للعلاقات العامة الخارجية. وقد يقول كلاماً هو في نظره تعبير عن حسن نية لكنه يفهم من البعض على انه عدواني ... الخ. وهذا أمر غريب يصدر من شخص يتبوأ أعلى منصب في الدولة ينبغي أن يكون حديثه قليلاً ومكتوباً بدقة، لأن كل كلمة يقولها تجد لها صدى كبيراً وردود فعل مختلفة في الداخل والخارج . ويفترض ان المحيطين بفخامته يلعبون دوراً في توجيهه حول ما ينبغي ان يقوله، باعتبار أنهم يؤثرون عليه كما انه يؤثر عليهم. وعند التمعن في الأمر لايجد المتابع أي صعوبة في وضع علامات استفهام كثيرة عن المتسبب في تكرار مثل ذلك هل هم المستشارون السياسيون والإعلاميون ام الرئيس نفسه ، بمعنى إما أن المستشارين لايقومون بواجبهم في النصح والتوجيه او انه ليس لهم تأثير على فخامته بالخالص، وانه يتحرك بعفوية تامة. وفي هذه الحالة يمكن ان يتم استبدال الخطابات بمؤتمرات صحفية يعقدها من حين لآخر ، لكي يتحدث عن أي أمر يريد توضيحه للرأي العام الداخلي والخارجي ، وان تلقى الخطابات العلنية في مناسبات محدودة وتكون محسوبة بدقة. إضافة الى ذلك هناك ملاحظة أخرى على أداء الرئيس المستحدث في الآونة الأخيرة، فالملفت للانتباه انه اصبح يخاطب الحكومة والمسئولين من فوق منصات الخطابة وأمام كاميرات التفلزة ووسائل الإعلام وهذا امر جديد يمكن ان يفهم من قبل المراقبين والمحللين بصورة سلبية، إذ ما معنى ان يصعد ليلقي خطابا في مناسبة معينة فإذا به يتحول الى خطاب أوامر وتوجيهات موجهة للحكومة التي يرأسها من الناحية العملية هو شخصيا. وتجاه هذا الأمر قد يعتقد شخص انه أصبح عاجزاً عن الالتقاء برئيس الحكومة (التنفيذي ) وأعضاء حكومته .. وشخص آخر قد يظن ان الحكومة ووزراءها لاينفذون توجيهاته الخطية اوالشفوية ولهذا يظهر أمام الرأي العام ليوجه باتخاذ خطوات في أمر من الأمور وانجاز مهام معينة وذلك من باب رفع العتب والقول انه يبرئ ذمته أمام الله وأمام المواطنين .. وقد يفسر الأمر على ان الحكومة دون مستوى المسئولية، حيث أنها لم تستطع مواكبة طموحات وتطلعات الرئيس الشخصية.  والحقيقة هي ان تلك الانطباعات لاتثبت أمام حقائق الواقع، ففي كل الأحوال ما زال الرئيس اقوى شخص في البلد ويستطيع إحضار الحكومة الى القصر بقضها وقضيضها بمجرد اشارة ولا يجرؤ أي من المسئولين ان يتلكك في تنفيذ أي توجيه يأتي من الرئيس خاصة اذا تبعه اتصال هاتفي يشدد على إكمال الإجراءات . اذن ما الداعي لتحويل منابر الخطابة الى أماكن للعلاقات العامة ومحاولة التأثير على الرأي العام والإيحاء له ان الرئيس يؤدي واجبه بأفضل صورة ممكنة. ان هذا الوضع يذكرنا بقصة نوح (ع . س) مع قومه حين قال انه دعاهم ليلا ونهارا ، سرا وعلنا ، فلم يزدهم دعاؤه الا إعراضا " وفسادا ".  عموما ، يمكن القول ان المواطن لايهتم كثيرا بالمظاهر الاعلامية بقدر اهتمامه بما ينجز ويلمسه على ارض الواقع. أفكار مسدوس رجعية بامتياز من الواضح ان الرفيق الدكتور مسدوس لم يقتنع بعد ان الاتحاد السوفيتي قد مات وان العالم قد ودع الحرب الباردة، فهو ما زال يعيش أجواء تلك المرحلة القاتمة ويقدس الأفكار التي تعلمها من نظريات الصراع والتناقض الطبقي والمناطقي ويوتوبيات أخرى عديدة  وقد يكون متأثراً بمسلسل باب الحارة الذي يجعل اهل حارة الضبع يكرهون الآخرين حتى لو كانوا من حارات مجاورة لهم. ومن الواضح أيضا ان عداء مسدوس للوحدة هو شخصي بامتياز لأنه لم يجد نفسه في موقع متقدم في بنية النظام السياسي لدولة الوحدة، خاصة انه كان يعتبر المرشد الروحي للحزب وعندما رأى ان أفكاره لم يعد لها صدى في الواقع الجديد تراجع الى الخلف وبدأ يثير النعرات المناطقية والقروية بكل برود وعدم الشعور بالمسئولية عن ما يترتب على آرائه الحاقدة من مآس وخسائر في الأرواح والممتلكات تصيب اليمنيين دون استثناء ، فالوحدة تجري في دماء الملايين من أبناء الشعب. ومن الغريب فعلا ان يعشق العودة إلى مرحلة الحروب وعدم الاستقرار بعد ان التم شمل الأسرة اليمنية ووسع الله على المواطنين ليتحركوا في ارض واسعة. انه ينسف الفكر الوحدوي في العمق ويصيب نضال الحزب الطويل من اجل توحيد اليمن في مقتل وثبت انه كان يزايد بشعار الوحدة للوصول إلى السلطة ليحكم البلد بالكامل أما إذا لم تكن الوحدة في صالحه فانه يتخلى عنها بكل بساطة وكأنها فردة جزمة ليست على مقاسه !!!! يادكتور أحب ان أذكرك أنت ومن مازال يسبح في عالمك الخيالي ان حرب 94 لم تكن موجهة ضد الجنوب تحديدا بل كانت حرباً أهلية  كل من أطرافها  استخدم سلاحه وقواته المسلحة ضد الآخر والمعارك اندلعت في عمران وذمار كما اندلعت في العند وابين والصواريخ التي سقطت على صنعاء كانت اخطر من السلاح الذي استخدم في دخول عدن ... وأحب ان أذكرك  ان الوحدة أصبحت حقاً للشعب اليمني بأكمله ، بعد ان قال نعم لدستور الوحدة ، والمستفيدون منها في جميع المناطق والمتضررون كذلك في الشمال والجنوب وليس شطرا بعينه ، وعليه فأي قرار يتم اتخاذه يتعلق بتقرير مصير الوحدة ينبغي ان يصوت عليه جميع سكان الجمهورية اليمنية ذكورا وإناثا، شباباً وشيوخاً ، وليس الرفيق مسدوس ومن شايعه فقط ، فالمسألة تهم الرأي العام في جميع المحافظات الشمالية والجنوبية.. ومن هنا نتمنى ان ينظر الى الأمر بحكمة تساعد في تجنيب البلد مزيداً من الصراعات والأزمات والتي لاتصيبن الذين ظلموا وحدهم بل تضر بمصلحة الجميع.  في الختام يمكن وضع السؤال التالي للدكتور وهو: هل تعتقد ان جميع الأوربيين سيشربون عسلا من الوحدة ام ان هناك فئات كثيرة ستتضرر من هذا الحدث العظيم مثلما ان فئات أخرى كثيرة ستستفيد ؟  فهل نبارك لهم ونفخخ تجربتنا التاريخية بألغام المناطقية والشكوووك؟




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign