إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر      
    جدل وأصداء /
هاللو لندن.. قرون الاستشعار

2010-09-21 14:43:19


 
* عبدالقوي رشاد الشعبي   كثرت في الآونة الأخيرة التعليقات الصحفية التي تشيد بالتعامل البريطاني الحضاري مع مستعمراتها إبان فترة الاحتلال لعدن وذلك مقارنة بتعامل الآخرين وأعتقد جازما أن هذه الإشادة الحالية بالتعامل البريطاني مع الأحداث لم يأت من فراغ ولا تسجيل لماضي الأحداث بل على العكس هذا ربط الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل، لقد كان مؤتمر لندن 2006م ثم مؤتمر لندن الأخير هو الأبرز في تجسيد الدور البريطاني، باعتبار بريطانيا الأب الراعي للحالة اليمنية وكيفية استراتيجية التعامل معها ونعتقد أن التركيز اليوم على ماضي المحاسن البريطانية ما هو إلا مدخل لواقع الحاضر واستشراف للمستقبل، إذ هو دعوى للحلم الجميل القادم. هذا يظهر لنا ملامح الذكاء والنبوغ السياسي لدى البعض في السلطة والقوى الأخرى خارجها وهو يشكل رضا يمنياً شاملاً بعد أن كان جنوبيا لدى البعض سابقاً، كلها ارتهانات بالدور البريطاني القادم في اليمن مما يجعلنا نجزم أنهم على دراية وشركاء في المخطط الجديد وأنهم يملكون قرون استشعار لاستشراف الأحداث وآفاق المستقبل ويعدون أنفسهم للتعامل معه كأطراف فاعلة. وأن زيارة نظام صنعاء للندن أخيرا خطوة أساسية في هذا الاتجاه ويتبعه الآخرون على نفس الخطى والمفارقة غريبة، فقد ناضل الذئاب الحمر في تحد للأسد العجوز وها هو الخيل يذهب إلى عرين الأسد والأيام حبلى بالمفاجآت. سؤال: ما هي وأين هي الثوابت الوطنية التي صدعتم بها رؤوسنا؟  هذا الدور البريطاني القادم سوف نناقشه في حلقة قادمة إن شاء الله.  "لقد فقدتُ كل شيء.. لقد أخذتم عدن"  كلمات السلطان محسن العبدلي أثناء احتلال بريطانيا لعدن مهداة للأخ المناضل الدكتور/ محمد حيدرة مسدوس ردا على مقاله في صحيفة الوسط والذي تناول فيه عدة قضايا هامة: 1- مقارنة بين شهداء الاحتلال البريطاني في عدن وشهداء نظام صنعاء بعد حرب 1994م. 2- مخاطبته العناصر الشابة في الحزب الاشتراكي بعدم التشكيك في القيادات الاشتراكية المعارضة في الخارج التي تفاوضت مع قيادات المشترك في القاهرة. 3- قضايا أخرى.  ونرى هنا أن السلطان العبدلي أطلق صرخته المؤلمة والمجروحة فهو لم يندب ملكا ولم يبك فقدان سلطة وجاه ونفوذ ولا خسارة بشرية في الشهداء والمناضلين الذين سقطوا دفاعا عن وطنهم وإنما بكى وطنا عزيزا، فقد سيادته وحريته ووقع تحت سلطة محتلة واعتبر السلطان أن احتلال الوطن مأساة تفوق كل ما عداها من المآسي، وأن الرجال الشرفاء خلقوا لكي يعيشوا أحرارا أو يموتوا دفاعا عن وطنهم وكان الأحرى بـ د. مسدوس أن يعمد إلى ما عمد إليه السلطان العبدلي وأن يبكي وطنا ووحدة يمنية زعزعتها حرب 94 والسلوك اللاحق لنظام صنعاء.  ولكن د. مسدوس أهمل احتلال الوطن وفقدان السيادة الوطنية والاستعمار الرابض على تراب الوطن وشعبه وتعامل مع النتائج الجزئية والفرعية المتولدة عن الاحتلال البريطاني ونسي الاحتلال وضياع الأوطان، ورحم الله السلطان العبدلي إذ كان أكثر تجردا من فقدان السلطة ولكنه أكثر إحساسا بالكارثة الوطنية والاستعمار وهو هنا أعطى الأولوية للوطن على ما عداه من الجزئيات والنتائج المتولدة عنه على عكس د. مسدوس الذي تناسى الاحتلال وركز على الشهداء الذين هم نتائج الاحتلال وليس أصله. ثانيا: لا أنفي هنا مأساة شهداء الأحداث الدامية في الجنوب نتيجة حرب عام 94م والأدهى ما بعدها والشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء وتصحيحا لمسار الوحدة، وحقيقتها أمام سلوك شوه بالسياسة والممارسة غير الواعية معنى الوحدة.  والوطن الواحد والمواطنة المتساوية وأرى فيها ردة فعل جنوبية يمنية وطنية لتصحيح الوحدة السليمة والراسخة ولتعزيزها وتجذيرها بعد أن شوهها سلوك النظام بممارسته التي هزت جذورها في نفس المواطن اليمني الجنوبي وهي الأزمة الوطنية الكبرى لكل الشرفاء اليمنيين وأكبر المخاطر على الوطن.. إذ أن الجرح النفسي في هذا الحدث يشكل أساس الخطر في الأجيال الشابة كونه كامن في النفس الجنوبية المصدومة بهذا السلوك وأسوأ آثاره هي الترسبات النفسية التي سكنت النفس الجنوبية المصدومة والمذهولة وعشعشت فيها وهي أخطر الأخطار على الوحدة اليمنية، إذ شوه هذا السلوك وهذه الممارسات جمال الصورة والحلم اليمني الذي ناضل الآباء والأجداد لتجسيده وفعلا تجسد وتحقق ولكن شوهت هذه الصورة بمآس وبأفعال ما بعد 94 ولهذا فإن المهمة الوطنية للقوى الشريفة هي النضال ضمن مخطط لتحقيق الهدف الوطني وهو العمل على إزالة هذه الترسبات النفسية، إذ هنا مكمن الأزمة الوطنية وأخطارها، فلقد أضاعت نشوة النصر الوطن الواحد والمواطنة الواحدة والإنسان الواحد وإن بقيت الأرض. وبما أن الدكتور مسدوس ركز على الشهداء ورأى أن الشهداء الجنوبيين الذين صادر حياتهم نظام صنعاء يفوق عدد الشهداء الذين قتلوا في المواجهات مع الاحتلال البريطاني لعدن خلال فترة 130 عاما من الاحتلال وبما أن الشيء بالشيء يذكر ونحن هنا أمام شهداء وطن في حالات ومراحل متعددة إلا أن الشهادة والاستشهاد واحد، وكنت أحبذ أن لا يعمد دكتورنا مسدوس إلى الانتقائية للأحداث والمراحل الوطنية وحتى تكون المقارنة والاستعراض للحدث الوطني مكتملة كنت أتمنى عليه أن يعمد إلى إجراء دراسة تحليلية وإحصائية مقارنة للشهداء في مراحل ثلاث من أهم مراحل تاريخنا الوطني وهي المقارنة بين شهداء الاحتلال البريطاني لعدن وشهداء صنعاء وشهداء الحكم الاشتراكي بعدن بعد انقلاب 22 يونيو 69م على السلطة الشرعية التي زهدت في الحكم طوعيا أمام مشاغبة الصغار للقيادات التاريخية حسب وصف د. مسدوس لامتعاضه من موقف الشباب في الاشتراكي من قيادتهم في مؤتمر القاهرة ولن أطيل في سرد الأحداث الدامية أثناء فترة حكم الاشتراكي ولكن نركز على محطات محددة مثل انقلاب 22 يونيو69م والمجازر الوحشية التي مورست في حق القيادات الوطنية التي انتزعت الاستقلال من بريطانيا وطائرة الدبلوماسيين ومأساة 13 يناير 86م.  أمام كل هذه الوقائع هل يستطيع الدكتور مسدوس أن يجري مقارنة بين شهداء المراحل الثلاث.. الفترة البريطانية، الحزب الاشتراكي وصنعاء.. ويعمد -وهو الاكاديمي البارز- إلى إجراء دراسة مقارنة بين عدد الشهداء بين هذه المراحل الثلاث والأسباب التي من أجلها استشهدوا، علما أن الجميع شهداء الوطن ولهم نفس المكانة في قلوبنا وتاريخنا الوطني.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign