إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر      
    جدل وأصداء /
إلى الجنوبيين في الحوار

2010-08-25 20:17:30


 
كتب/ د. محمد حيدرة مسدوس إن القاعدة العامة للسياسة المتعارف عليها دولياً تقول إن النقيض السياسي للسلطة هي المعارضة، وأن النقيض السياسي للمعارضة هي السلطة. و لكن الاتفاق بين السلطة واللقاء المشترك يقول بأن رئيس الدولة الذي هو رأس السلطة راعياً للحوار.  و في هذه الحالة مع من الحوار و ما هو هدفه ؟؟؟ . و لهذا فإنني أطلب من الجنوبيين في الحوار و بالذات الجنوبيين التابعين للقاء المشترك ان يفهموا بان الهدف من الحوار هو دفن القضية الجنوبية. فلو كان الأمر على غير ذلك منذ بداية الحوار بينهما بعد حرب 1994م ، لما قََبِل مجلس التنسيق الاعلى لأحزاب المعارضة سابقا و اللقاء المشترك لاحقا بأن يكون الرئيس راعيا للحوار و هو طرف فيه ، و لما قبل الطرفان فشل الحوار المتكرر منذ 15 سنة. و لذلك و لمزيد من التوضيح فإنني اطلب من الجنوبيين التابعين للقاء المشترك في الحوار بأن يفكروا تماما في السؤال التالي ، و هو : اذا ما انسحبوا من الحوار مثل الحوثيين هل سيستمر الحوار كما استمر بعد انسحاب الحوثيين أم إنه سيتوقف ؟؟؟ . فإذا كانت الإجابة بنعم فهذا كاف لإقناعهم بأن الهدف من الحوار هو دفن القضية الجنوبية.  إن أصحاب السلطة واللقاء المشترك مازالوا حتى الآن يصرون على واحدية اليمن الجنوبية واليمن الشمالية وعلى واحدية تاريخيهما و ثورتيهما خلافاً لما كان عليه في الواقع و لما هو موثق في المنظمات الدولية. و هذا يعني بأن هذا الإصرار هو إصرار على طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و دفن قضيته ، و إلاَّ كيف يمكن حلها بدون مفهوم الشمال و الجنوب لحلها ؟؟؟ . و هل يعقل ان تٌحل عبر حوار وطني شامل و هي قضية بين طرفين و ليست بين أكثر من طرفين ؟؟؟ . فهم منذ البداية يستخفون بقضية شعب كان دولة ذات سيادة ، و يستخفون أكثر بكرامة الجنوبيين التابعين لهم . حيث لم يتركوا لهم غير ما يعيبهم أمام أهلهم في الجنوب . فعلى سبيل المثال عندما يبحثون القضية الجنوبية في الحوار كما يقولون، هل السلطة تريد من الجنوبيين التابعين لها في الحوار أن يقفوا ضد قضية وطنهم و بأي وجه يمكن لهم أن يقفوا ضدها ؟؟؟ . و هل اللقاء المشترك يريد من الجنوبيين التابعين له في الحوار أن يمثلوها و بأي وجه يمكن لهم أن يمثلوها ؟؟؟ . أمَّا اذا كانوا جميعهم يريدون بحثها دون تمثيل لها ، فهذا دفن واضح لها ، و إلاَّ بأي منطق لم يكن ذلك دفناً لها ؟؟؟ . إنه بدلاً عن هذه اللعبة السياسية القذرة كلها ، فإنني اقتصر الطريق للجميع ، و أقول للجميع إن كانت الوحدة موجودة فليست هناك قضية جنوبية ، و إن كانت غير موجودة فليست هناك وحدة . هكذا يقول المنطق و هكذا بالضرورة . فقد كنت أتمنى أن لا أرى أخي و صديقي عبدربه منصور هادي يلقي كلمة في لجنة الحوار المشتركة باسم السلطة ، و هو يعلم و جميع الحاضرين يعلمون بما في ذلك الدبلوماسيون إنه لم يكن صانع قرار في السلطة و لم يكن أفضل ما فيها و إنما فقط لأنه جنوبي . و كنت أتمنى ايضاً أن لا أرى ولدي و تلميذي عيدروس النقيب يلقي كلمة باسم اللقاء المشترك ، و هو يعلم و الحاضرون يعلمون بأنه لم يكن صانع قرار في اللقاء المشترك و لم يكن أفضل ما فيه و إنما فقط لأنه جنوبي . و الأكثر من ذلك ان كلاً من السلطة و اللقاء المشترك أختار جنوبياً لرئاسة فريقه . و بالتالي ألم يكن ذلك ضحكاً عليهم و استخفافاً بكرامتهم أمام أهلهم في الجنوب و أمام العالم ؟؟؟ . فنحن نعرف بأن هذا الحوار هو محاولة استباقية للحوار الشرعي و الحقيقي بين الشمال و الجنوب الذي يتطلبه واقع العلاقة المؤلمة بينهما منذ حرب 1994م و الذي تطالب به القوى الدولية و الأقليمية منذ ان أصدرت قراريها أثناء الحرب . و لكنني على يقين بان هذه المحاولة هي محاولة استباقية فاشلة للأسباب التالية: أولاً : أن الأزمة السياسية في البلد هي أزمة الوحدة التي أسقطتها الحرب و حولتها الى أسوأ من الاحتلال ، و أعتقد أن أصحاب السلطة واللقاء المشترك أصبحوا الآن يدركون ذلك و يدركون بأن القضية الجنوبية هي أم القضايا كلها ، و لكنهم يسعون الى حلها ضمنياً بما يسمح لهم بدفنها الى الأبد ، غير أن الواقع يقول بأنه يستحيل إيجاد أي حل شرعي لها إلاّ بالحوار بين طرفيها اللذين هما : الشمال و الجنوب . فليست هناك موجبات موضوعية لأي حوار سياسي إلاّ مع الجنوبيين حول القضية الجنوبية. و لذلك فإن الحوار الوطني الشامل هو كلام فارغ و لا معنى له . ثانياً: أن المتحاورين لم يحددوا مسبقاً مواضيع الحوار ، لأن تحديد مواضيع الحوار مسبقاً يحدد أطرافها ، و هذا ما سيكشف الهدف الخفي من الحوار . و لكننا نقول لهم حتى و إن انطلقوا من العكس و قالوا إن المتحاورين هم الذين يحددون مواضيع الحوار أثناء الحوار كما يقولون ، فإنهم لا يستطيعون بحث القضية الجنوبية بدون حاملها السياسي الذي هو الحراك الوطني السلمي الجنوبي و قياداته في الداخل و الخارج ، و بالذات الرئيس علي سالم البيض الذي أعلن الوحدة مع الشمال ، و الرئيس علي ناصر محمد ، و الرئيس حيدر أبو بكر العطالس ، و غيرهم الكثير من القيادات السياسية الجنوبية التي تشترط الاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس للحوار من أجل حلها وفقاً للشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، أو وفقاً للشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . و بالتالي على ماذا يمكن لهم أن يتحاوروا غير الانتخابات ؟؟؟ . و حتى الانتخابات اذا ما تحاوروا حولها أين سيجرونها ، لأن الجنوب بيد الحراك ، و شمال الشمال بيد الحوثيين . و هذ يعني بأن المتحاورين لم يعد يمثلون غير سكان محافظة صنعاء و اليمن الأسفل من الشمال الذين ليست لهم مشكلة غير الانتخابات . فقد ظلوا يتحاورون حولها منذ حرب 1994م و مازالوا يتحاورون ، و لكنهم لم يفعلوا غير ضياع الوقت ليكبر الانفجار . و لولا القوى الدولية و دول الجوار و بالذات السعودية لكان تصومل اليمن ، لأن مصالح القوى الدولية ودول الجوار تتطلب الحفاظ على اليمن من الصوملة. أمَّا اصحاب السلطة والمعارضة فلم و لن يمنعوا الصوملة من اليمن بكل تأكيد مهما أدَّعوا ذلك . و في اعتقادي بان هناك نوعين من تنظيم القاعدة في اليمن ، أحدهما تابع للأجهزة الامنية و يستهدف ما تبقى من الجنوبيين في الأجهزة الأمنية والعسكرية وبالذات المتعاطفين مع الحراك ، و هناك ما يعزز هذا الاعتقاد، و هو أن هناك بنداً شبه ثابت في التحقيق مع المعتقلين ، و هو علاقتهم بالجنوبيين في أجهزة الدولة ، و سوف يشمل هذا الاستهداف كل السياسيين الجنوبيين مستقبلاً ، و الآخر تابع للخارج و يستهدف ما يؤذي النظام و المصالح الاجنبية في اليمن . ثالثاً: إنه ليس أمام المتحاورين غير أن يخرجوا بتوصيات للسلطه بالحوار مع الجنوبيين لحل القضية الجنوبية ، و بالحوار مع الحوثيين لحل مشكلة صعدة إن كانوا صادقين مع الوطن . فالقضية الجنوبية قضية أرض و ثروة تم نهبهما و قضية هوية و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال ، و هي لذلك قضية وطن و هوية بإمتياز . و بالتالي فإنه يستحيل حلها الاّ بالحوار بين طرفيها اللذين هما : الشمال و الجنوب ، و من يقل بغير ذلك من الجنوبيين في الحوار هو ضدها و سيدخل التاريخ كخائن لها بالضرورة . كما أن مشكلة صعدة قد أصبحت مشكلة مذهبية وسلالية لا يمكن حلها إلاّ بالحوار بين طرفيها اللذين هما : السلطة والحوثيون .  رابعاً : ان حرب 1994م و نتائجها من الناحية العلمية والأكاديمية البحتة قد أخرجت الشمال من الجنوب و أسقطت يمنيته في وجدان الشعب هناك . كما أنها قد أخرجت الحزب الاشتراكي من الجنوب الى الأبد و بالذات الشماليين فيه ، لأنهم قبل إعلان الوحدة ظلوا يبحثون عن مستقبلهم السياسي في عدن و ليس في صنعاء ، و من البديهي بان يكون ذلك على حساب أهلها ، و هو ما حصل بالفعل و خلق نوعاً من الكراهية لهم قبل إعلان الوحدة . و كان هذا النوع من الكراهية أحد الأسباب الذاتية للصراعات الجنوبية السابقة . صحيح أن الأخ علي منصّر حاول أن يعيد الحزب إلى الجنوب من خلال دعوته الأخيرة لمجلس تنسيق منظمات الحزب في الجنوب ، و لكن الحزب لن يعود إلى الجنوب إلاَّ بعودته إلى فرعين كما كان سابقاً و كما قال الأخ الدكتور عبدالرحمن الوالي قبل سبع سنوات . حيث ان الشماليين في الحزب لن يرضوا بوجود الهوية الجنوبية ، و الجنوبيين فيه لن يرضوا بطمسها . و هذا هو اللغز الغبي الذي تركته لنا الحركة الوطنية . و الأكثر من ذلك أن الحزب لن يكون فاعلاً و مفيداً في الجنوب إلاَّ ببقية منظمات أحزاب اللقاء المشترك في الجنوب و تشكيل لقاء مشترك جنوبي خاص بهم يتبنى القضية الجنوبية و يناضل مع الحراك من أجل حلها . كما أن إجتماع مجلس تنسيق منظمات الحزب في الجنوب قد أخفق عندما اعترف ضمنياً بالحوار الوطني الشامل كآليّة لحل القضية الجنوبية، و هو يدرك بأنه يستحيل حلها إلاَّ بالحوار بين طرفيها اللذين هما : الشمال والجنوب .  خامساً : إن المنحدرين من الشمال في السلطة و المعارضة قد ظلوا جميعهم و في مقدمتهم أصحاب الحزب الاشتراكي يرفضون فكرة إزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحدة منذ أكثر من 15 سنة رغم بديهيتها حتى انتصرت لذاتها بظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي . و أذكر أننا عندما تحاورنا مع وفد صنعاء في سلطنة عمان بعد الحرب قد طرحت إزالة آثار الحرب و العودة إلى الحوار من حيث توقف قبل الحرب ، و قاطعني الأستاذ عبدالوهاب الآنسي و هو حينها نائباً لرئيس الوزراء ، و قال : تحدث عن نفسك في إطار العفو العام و لا تتحدث عن الوطن ، لأن الوطن من مسؤوليتنا . فقمت من الكرسي و قلت للعمانيين خلاص انتهى الحوار طالما و الوطن لهم ، فلم يعد هناك شيئ نتحاور عليه . فتدخل العمانيون و علي محسن الاحمر الذي كان ضمن وفد صنعاء و أوقفوا الآنسي و طلبوا مني مواصلة الحديث . و عندما جاء دور الأخ محمد سعيد عبدالله (محسن) في الحديث قاطعه الآنسي مرة ثانية و كرر نفس الكلام . و في ليلة رمضانية عند الرئيس علي ناصر محمد في القصر الجمهوري بصنعاء عندما جاء ليفتتح مركز الدراسات الخاصة به ، كان عنده قادة المعارضة و عدد كبير من أصحاب السلطة ، و كانوا يتحدثون عن الوضع السياسي و يتجاهلون الحرب و نتائجها ، و عندما طرحتها لهم سخروا مني ، و قال عبدالوهاب الآنسي : لو تصبح الحرب خاطئة في أي يوم من الأيام لسلمت نفسي للشرطة تسجنني . فقلت له سيأتي هذا اليوم و أتمنى ان توفي بوعدك ....الخ . فهل من يقول هكذا يسعى لحل القضية الجنوبية أم أنه يسعى لدفنها عبر الحوار الوطني الشامل ؟؟؟ .  لقد قال لي الأخ سيف صائل في أحد اجتماعات الأمانة العامة للحزب عام 2003م ، قال : يبدو أن ما تقوله سيصبح صحيحاً . فقلت له لو عندي أدنى شك في ذلك لخجلت من حضوري معكم و أنتم لا تعيرون له اهتماماً. و هذا ما أكرره الآن لمن لم يسمعني من الجنوبيين في الحوار . و أقول لهم ما هو مستقبل الحوار على ضوء ما جاء أعلاه غير الفشل ؟؟؟ .




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign