أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي      
    جدل وأصداء /
حتى هدفنا من الحوار (طلع تسلل)!

2010-08-25 20:15:29


 
كتب/ صلاح السقلدي لطالما راهنا في هذا البلد ولا زلنا على مبدأ الحوار كقيمة إنسانية وحضارية راقية يلوذ به كل من يروم ان يجعل شوكة الميزان في مكانها الطبيعي بعد أن استطاعت يد الفوضى ان تحيدها نحو احدى الكفتين. فالقضية الجنوبية كمولود شرعي لحرب عبثية شنت من قبل تلك القوى الرجعية المغردة خارج سرب التاريخ طالت الجنوب أرضا وإنسانا في صيف ذلك العام القائظ لابد ان تكون هي المستهدفة الأولى من أي حوار جاد بين شريكي الوحدة. فالانفتاح الأخير لقوى المعارضة المتمثلة بأحزاب المشترك على الجنوب وقضيته السياسية بعث لدى السواد الأعظم من الجنوبيين بصيص أمل مفاده أن ثمة من يشاطرهم أوجاع وتبعات حرب ظالمة شنت عليهم كشركاء بالوحدة من قبل من كانوا يظنونه شريكاً وحدوياً قبل ان يدير لهم ظهر المجن ويجالدهم بسيف الإقصاء حتى أدمى أعماقهم.ولكن حتى ذلك البصيص من الأمل  الخافت هاهو يخبو وهجه شيئا فشيئا. فما ان انحنت السلطة الحاكمة في صنعاء للعاصفة التى توشك أن تقتلعها من الجذور سرعان ما أدارت هذه الأحزاب ظهرها للجنوب بكل منتسبيه ( حراك سلمي- قيادات بالخارج-شخصيات مستقلة..) بعد سيل من الوعود  من أن أي حوار بينها -أي (أحزاب المشترك)- وبين الحزب الحاكم سوف لن يكون ذا جدوى ان لم يكن الجنوب في صميم أي حوار وذهبت تلك الأحزاب إلى ابعد من ذلك في أحايين كثيرة حين كانت تشترط لأي حوار ان يكون اعتراف السلطات الحاكمة بالقضية الجنوبية كمدخل لأي حوار مستقبلي. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ذهب ممثلو تلك الأحزاب إلى خارج الحدود لإجراء حوارات مع قيادات جنوبية بالخارج للوقوف على الأوضاع في الجنوب وتم بالفعل التوقيع على اتفاق بينهما أثار عاصفة من الانتقادات من قبل الجنوبيين في الداخل والخارج لهذا الاتفاق لما اعتبروه حينئذ استدراجاً للقيادات الجنوبية في الخارج من قبل أحزاب المشترك الى حيلة يتم من خلالها القضاء على الحراك الجنوبي بالاتفاق مع الحاكم حسب اعتقاد الكثيرين؛ وبصرف النظر عن صواب أو خطأ ذلك التفسير نقول انه حتى هذا الاتفاق على سوءاته ان صح ان نسميه اتفاقاً لم تف أحزاب المشترك  ونكصت عنه ببرودة أعصاب؛ وذهبت تطلعات القيادات الجنوبية في الخارج أدراج الرياح وهي تعلق أملها على حل القضية الجنوبية من بوابة أحزاب المشترك مما أثار ذلك حفيظتها؛ وذهب عوضا عن ذلك الى ترميم الجبهة الجنوبية -الجنوبية في الخارج وتنسيق المواقف فيما بينها البين وبين الداخل بعد ان رأت هذه القيادات  ان الرهان على حوار لا يكون طرفاه ( شمال- وجنوب) ما هو إلا مضيعة للوقت؛ وهذا الاستنتاج كانت القيادات الجنوبية بالداخل قد فطنت له مبكرا ربما لقربها من مجريات الأحداث في الجنوب ولمعرفتها بالطرق المخاتلة التي يتبعها الطرف الآخر. فبعد كل هذه التجارب الفاشلة وخيبات الأمل المتلاحقة منذ عقدين من الزمن في جعل الحوار هدفا راقيا لحل الاختلافات والخلافات قد تبخر وأصبح هشيما تذروه الرياح؟ أو بلغة كرة  القدم : (إن هدفنا بالحوار قد طلع للأسف تسلل.....)؟!




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign