امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    جدل وأصداء /
غياب الحوار الحقيقي والمصالحة الوطنية وطريق الحق المنشود

2010-08-18 20:09:52


 
  كتب/د. عبدالرزاق مسعد سلام منذ السيطرة الشاملة على الجنوب اليمني بفعل حرب 1994م ونتائجها الهمجية على الأرض والحق والشعب من قبل قوى الظلام والضلال في دولة الجمهورية اليمنية المعلن قيامها في الثاني والعشرين من مايو من عام 1990م بين شمال وجنوب اليمن وحكوماتها المتعاقبة.. لا زال النظام القائم المدمر لوحدة 22 مايو المجيدة المحققة بين نظامي الشطرين من الأعلى.. لا زال هذا النظام يضع نصب عينيه شيئا واحدا لا غير ألا وهو تكريس سيطرته المطلقة على الجنوب مستخدما كل الوسائل غير المشروعة وغير المعقولة وغير المنتمية أبدا إلى قيم الوطنية والدين وقربى الأخوة والدم والأخوة اليمنية والإنسانية وغير المنتمية أبدا إلى اتفاقيات الوحدة اليمنية ودستور الوحدة اليمنية الملغي بفعل الحرب المشئومة، مستخدما الحروب الصغيرة والكبيرة بمفهومها الأساسي القمع والقتل واهراق الدماء وتدمير الحياة السكانية والاجتماعية والاقتصادية يوميا ودوريا منذ ما بعد الوحدة وما بعد حرب 1994م.. في محاولة مستمرة للوصول إلى النيل من نفسيات وكرامة ووجود شعب الجنوب الذين وهبوا حياتهم ووجودهم وأرضهم وحقهم وكل ثرواتهم وكلما ملكوه من مال وجاه وقوة لترتفع ولتقوم دولة الوحدة اليمنية ليتشاركوها مع إخوتهم في الله والدين والوطنية على يقين بشراكة عادلة ومتساوية وفي السراء والضراء، هذا اليقين نراه يوميا ودوريا يتحطم منذ ما يزيد على عقد ونصف من الزمن وأصبح يتطاير شظايا كل حين حتى لم يبق منه إلا السراب وليحل بدل ذلك الدموع والدم والألم على دوام الحياة اليومية.. في ظل تكاتف قوى الشر والفساد وتجار وسماسرة الحروب، وحتى قوى الخير المرجوة بفعل الخوف المطلق وبفعل الموروث الثقافي المتأصل في البنية الفوقية المتجبرة وما يحركها من وعي عادي يجعلها تتصرف بالريموت كنترول لتنفيذ شعار الجاهلية الأولى شعار الإلغاء للآخر بحقه ووجوده والقائل: أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب وحتى وإن كان ذلك القريب منهوبا مظلوما صاحب حق معلوم واضح وضوح نور الشمس الوضاءة، وهذا الشعار وعوامل الخوف المهيمنة مدموغة بسلوك العصبية وبالعزة العصبية الآثمة وضعف الأخلاق والثقافة السياسية والدينية والتي لا يجب أن تكون لها معايير أخرى غير معايير الحق في مواجهة الباطل وذلك هو المرتكز الأساسي والرئيس لشرع الله على أرضه وثقافة الإسلام والأخوة الإنسانية على الأرض وما يلحق بها من ماء ومرعى وهواء وحدود وحقوق إنسانية ترتبط بمكونات حياة الناس والفرد الإنسان في دنياه من ثروة وأرض أعطاها إياه الله سبحانه وتعالى وفرضت شراكته في حكم نفسه بنفسه، لا لأن يستعبد وتنهب خيراته وأرضه وحقوقه، وبحكم القمع والقوة والقتل والحصار الحديدي والتطويق الأمني والعسكري في القرن الواحد والعشرين الميلادي الحضاري باسم الأخوة المعلنة المستبطنة للإلغاء والتدمير المتوحش لكل قيم الأديان والأوطان والإنسانية والتي من شأنها إعادتنا إلى عصور الجاهلية الأولى ما قبل اعتناق الأديان الأرضية ونزول الرسالات السماوية والتي حملها الأنبياء والرسل وختمها الله سبحانه وتعالى برسالة الإسلام العظيمة لأعظم وأشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم نبي ورسول الإسلام إلى البشرية جمعاء.  عندما تتبخر الآمال.. تغيب المصالحة الوطنية والحق إلى حين  أمام تلك الأوضاع الأليمة والدامية في جنوب اليمن واستمرار حرب صعدة والتي يعلم الله وحده متى تتوقف بعد اندلاعها بقوة في معركة ظروس ودامية راح ضحيتها ما يزيد أو يقل عن مائة من طرفي الحرب المسمى الدولة والحوثيين وأمام تلك الآمال التي تحطمت لدى الخيرين على الساحة اليمنية والعربية والدولية الذين كانوا على أمل بأن اتفاق فبراير 2009م وتأجيل الانتخابات من قبل السلطة والمعارضة لمدة عامين إنما تم لتأخذ الدولة زمنا كهذا حتى تستطيع إعداد وإعلان القيام ببرنامج سياسي واجتماعي وفي مقدمة ذلك التعديلات الدستورية الجديدة لقيام نظام اتحادي جديد بين الشمال والجنوب ونظام حكم محلي واسع الصلاحيات عادل يتضمن الحد من سلطة بعض المشائخ المتسلطين والمستبدين في شمال الوطن ولتحقيق أوسع لسلطة الدولة والقانون في البلاد وإصلاحات فعلية اقتصادية واجتماعية عن طريق التقليص الملموس الممكن لحركة الفساد ومنظومته الحلزونية التي لا نهاية مرئية لها.  وأمل الخيرون بعدم الاكتفاء بإيقاف حروب صعدة على أساس اتفاقيات هشة مما يجعل عودتها أمراً وارداً بين الحين والآخر وضرورة انتهاج خط ثابت لعدم تكرار تلك الحروب والمعارك في صعدة وإعطاء أهلها حقوقهم الثقافية الذاتية المرتبطة بهم والتي تميزهم عن غيرهم والعمل على خلق نظام حكم محلي يمكنهم من حكم أنفسهم بأنفسهم.. منعا لتكرار الحروب والشروع بدخولهم العملية السياسية وضمان السماح لهم بالمشاركة في السلطة المحلية والمركزية الجديدة المطلوبة وسحب القوات المسلحة الثقيلة التابعة للحكومة مقابل تسليم الأسلحة الثقيلة للحوثيين، حيث أصبح اليوم وضع البلاد لا يسمح ولا يمكن أن تحكم بطريقة حكم كانت قبل خمسين عاما. لقد تعشم الشعب اليمني في الجنوب وفي الشمال وفي الشرق خيرا كثيرا لقيام السلطة والمعارضة الرسمية ممثلة باللقاء المشترك بالخروج بالإجماع والاتفاق على إخراج البلاد من عنق أزمة الجنوب وأزمة صعدة وأزمة سوء الحالة المعيشية الملازمة للشعب والمستمرة بمتواليات حسابية مفجعة وانعكاس ذلك في وثيقتي الحوار وتشكيل لجنة الحوار الموقعتين فيما بينهما في شهر يوليو الماضي.. ولكن ما ظهر في الواقع هو أن الشركاء السياسيين في اليمن قد كرسوا سياسة الاستعلاء والغرور وسياسة الضم والإلحاق لأبناء الجنوب ولقضيتهم ولممثليهم في الداخل والخارج وبذلك يكونون قد ارتكبوا خطأ فاحشا يضاف إلى السجل البشع لنظام الحكم والجزء الأكبر للمعارضة وشراكتهم في الاستمرار بالحروب والقتل والقمع والحصار على مدن وقرى وشعب الجنوب وفي تكريس حالات الطوارئ وفي النهب المستمر لخيراتهم وثرواتهم وأرضهم. لقد كانت اتفاقية يوليو بمضمونها ضرباً من العداوة غير السوية أبدا والرافضة قطعا لأي مصالحة وطنية مرجوة تحكمها الندبة بين أطراف متكافئين بالحقوق والشروط وعلى أساس من ثقافة الحق والعدل الإلهية بين الشمال والجنوب وبين أبناء الجنوب فيما بينهم وفيما بين أبناء الشمال فيما بينهم وغابت عن الاتفاقيتين الشفافية والطهارة الوطنية والسياسية المطلوبة.. فلم تنعكسا على معيشة الشعب (أولا) و(ثانيا) لم تنعكسا على واقع التمثيل الوطني لقضايا الجنوبيين المكتوين بالحروب الكبيرة والصغيرة وبطوق حديدي عسكري وأمني وبشري بعيدا عن كل قيم الوحدة اليمنية الوطنية والإنسانية. و(ثالثا) لم تحل قضية صعدة من جذورها.  وإذا لم تحل هاتان المشكلتان والقضيتان من جذورهما فستظلان مشكلتين لا تقودان الدولة والشعب والمجتمع إلا إلى الويل والثبور والدمار، نسأل الله أن يوفق ولي الأمر بهذا الشهر الكريم ويوفق بطانته إلى السمو فوق الذاتيات والعصبيات وثقافة الاستعلاء على الله وخلقه حتى يحفظهم من كل سوء غير محسوب يعاقبون به ونعاقب به على طريقة الإرادة الإلهية التي فعلت فعلها في بلاد باكستان الإسلامية أو ما حل من أمر قضاه الله وقدره على أفغانستان والعراق مثلا... الخ جنبنا وأمتنا والوطن سوء عواقب العمل الظالم إنه سميع مجيب.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign