إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر      
    جدل وأصداء /
اليمن بين تحديات التنمية وحمى الشعارات

2010-08-04 09:20:41


 
  كتب/أ.د. سيف سلام الحكيمي  لا يختلف اثنان على أن وطننا يقف أمام تحديات جمة يأتي أبرزها ما أشار إليه الأخ الرئيس في كلمته بمناسبة الاحتفال بيوم العلم (تمرد الحوثيون في بعض مديريات صعدة، وما يسمى بالحراك في بعض مديريات المحافظات الجنوبية، الإرهاب، التنمية) وآنا بدوري أضيف تحدي خامس إلا وهو "الفساد" بلك صوره وإبداعاته، والذي لولاه لما ظهرت الكثير من تلك التحديات السالفة الذكر. وأمام كل تلك التحديات التي من الممكن أن تعصف بالبيت اليمني وقفت النخبة التي يعول عليها السواد الأعظم من أبناء الشعب وقفة مثالية حالمة وإلى حد كبير مزايدة بقضايا الوطن فهي بدلا من أن تتصدى للفكر الحوثي بفكر مضاد وللحراك بحجج قوية تدحض ما يطرحه ويروج له ضعاف النفوس أخذت ترفع شعارات تمجد الوطن والوحدة وتتبارى في طرح الشعارات التي تدافع عن الرئيس وبرنامجه الانتخابي، وأن اليمن أولا ، وهي شعارات ليست بحاجة لتمجيد أو تأكيد بعد مرور ما يقارب نصف قرن من الزمان على قيام الثورة اليمنية وعشرون عاما على إعادة الوحدة اليمنية المباركة ناهيك عن أن الأخ الرئيس القائد ليس بحاجة اليوم عن من يدافع عنه أو عن برنامج الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة الشعب اليمن وأصبح من الثوابت الوطنية التي يحرم المساس بها أو تناولها بسوء. أنا لا أشك في نوايا من يرفعون تلك الشعارات الجميلة ولكني أقول لهم كان من الأولى أن نوفر تلك الجهود والأموال ونسخرها لقضايا التنمية وقبل هذا وذاك أليس من الأولى بتلك النخبة أن توجه جهودها الفكرية نحو دراسة وفهم العوامل التي أدت إلى ظهور تلك المشكلات وتقديم الحلول العلمية والعملية التي من شأنها الحد من عدم تكرار تلك التحديات وأن يتم تقديم تلك التصورات والمعالجات بشكل يليق بمستوى وعلم وفهم النخبة . القارئ الكريم مما لا شك فيه أن تحدي الفقر هو الهم الأعظم الذي بات يؤرق الكثير والكثير من أبناء هذا الشعب الأبي والوفي ومن واجب السواد الأعظم من أبناء الشعب على النخبة هو التصدي لغول الفقر الذي أخذ يهدد نسبة كبيرة وكبيرة جدا من سكان الريف والحضر على حد سواء. إن التباري في تقديم الخطط والمبادرات التنموية لتنفيذ المشاريع الصغيرة والكبيرة وبشكل علمي مدروس هو المخرج الوحيد لكل التحديات التي من الممكن أن تواجهها الأمة أينما وجدت وكيفما كانت. ويجب أن تنتبه القيادة السياسية الحكيمة إلى أن رفع الشعارات التي تكثر من التغني بالوطن والقائد قد تجر على الوطن والقائد الكثير من الوبال خاصة إذا كان من يتزعمها أناس أدوارهم تخالف أقوالهم ، فلا يعقل أبدا أن نتقبل من شخص يرفع شعار الوحدة واليمن في قلوبنا وهو يمارس أبشع أنواع المناطقية والقروية ، وكأنها حالة انفصام يعاني منها البعض أو أن الرهان على أن الشعب لا يدرك أو مغلوب على أمره. أنا أعتقد جازما أن هناك من يستغل ثقة الأخ الرئيس حفظه الله استغلال سيئ وذلك في نفس الوقت ليمرر الكثير من المشاريع التي لا تخدم الوطن بل تنبي مصالح شخصية يغلب عليها توظيف مقدرات الوطن بما لا يخدم الوطن بل يؤسس ويشرع للفساد. أصبح من الضروري بل لزاما على حكماء اليمن الذين يعرفهم أبناء الشعب جيدا عبر وقوفهم الصادق والمبدئي في الانتصار لقضايا الشعب منذ قيام الثورة المباركة وما بعدها وخصوصا من كان لهم الدور الريادي والنضالي في تثبيت دعائم النظام الجمهوري منذ أواخر الخمسينات والسبعينات وحتى وقتنا الحاضر أن يتجدد دورهم اليوم، فهم يمثلون المخزون المعرفي والنضالي لهذا البلد. هم أولئك الذين صدقوا القول والنصح للأخ الرئيس وتقدمت اليمن وخطت خطوات جبارة بفضل صدق أولئك وإخلاصهم لليمن أولا قولا وفعلا.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign