إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر      
    جدل وأصداء /
مشروع وطني !!

2010-08-04 09:17:00


 
كتب/أ.د. محمد عبد الكريم المنصوب عرف العلماء المشروع أي مشروع على أنه ائتلاف عناصر رئيسية لبناء كيان يستطيع القيام بإجراء عمليات تحويل معينة لمجموعة من الموارد إلى أشكال ملائمة لاحتياجات أطراف ذات مصالح في المشروع. كما عرف مفهوم المشروع كذلك على أنه مجموعة من العمليات التحويلية لمجموعة من عناصر تكون فيه قيمة مخرجات النشاط تفوق مدخلاته. وقال عنه آخرون بأنه كيان نشط ومتطور عندما تتاح له عناصر التطوير ولن يكون هناك ماهو أهم من الحاجة. وهكذا يمكن القول بأن المشروع بحد ذاته إنما يعني حاجة فرضتها ظروف معينة فعندما نفكر مثلاً بمشروع مياه أو كهرباء لمنطقة ما فإن ذلك يعني أن هناك حاجة له في تلك المنطقة وهكذا. وطبعاً ليس كل مشروع ناجح بل أن نجاح أي مشروع في حل مشكلة ما مرهون تماماً بمدى ملائمته لتلك المشكلة وفيما إذا كانت قد أخذت كل الأسباب والشروط والمواصفات والظروف والإمكانيات الكفيلة بإنجاح المشروع المراد وهكذا هو الحال.   والآن أليست اليمن في محنة حقيقية؟ ألا تواجه اليمن مصاعب وأنواء جمة ؟ ألسنا بحاجة إلى معرفة ماذا نريد وأن نقف أمام أنفسنا وقفة صدق؟  فإن كانت الإجابة بلا فإننا سنكون كالنعام دون ريب وإن كانت الإجابة بنعم فتلك هي البداية الحقيقية للوصول للحل لكن أين هو ذلك الحل وأين يقبع ؟! والإجابة أراها شخصياً بكل وضوح وجلاء في مشروع وطني كامل الصفات والتفاصيل وليس غير ذلك ولا أقل منه !!. مشروع يقوم على العدل والإنصاف وأن يكون الله وتشريعاته أمامنا في كل حين، مشروع غير مجزأ ولا مهترئ فلم يعد هناك مكان للحلول الجزئية والترقيعات بعد الآن فأما أن نكون أو لا نكون، مشروع ثورة إدارية في كل مؤسساتنا الحكومية تحديداً، مشروع يقوم على مبدأ المصداقية والشفافية واللامهاودة، ، مشروع يقوم على الحب والإخاء والمساواة وقطع دابر الفساد أينما كان وأينما حل وتحت أي مسمى أو غطاء، مشروع نقضي فيه على الأمية ويعيد للتعليم مكانته الرصينة وللعلم قدسيته وطهره، مشروع يأمن فيه الفرد على ماله وعرضه ويؤمن للناس حاجياتهم الضرورية من علاج وضمان اجتماعي وخدمات، مشروع يوقف فيه المسيء ويحاسب وترفع فيه هامات الرجال الشرفاء وتكرم، مشروع تتقزم كل المشاريع أمامه، مشروع تتحدد من خلاله المسئوليات وتنبري المحاسبات، مشروع لا سلطة ولا قبيلة ولا جماعة فوق القانون، مشروع يقوم على حد السيف فيمن يظلل أو يخدع أو يمارس الدجل والفساد في كل شأن من شئون الوطن، مشروع يقوم على اختيار الكفاءات لإدارة الدولة لا على الوجاهة أوالمناطقية أو القبلية أو الأسرية، مشروع تهاجر إليه العقول والكفاءات لا أن تهاجر منه، مشروع يعيد للبرلمان هيبته ورونقه وبهائه بحيث يكون برلماناً للحريات والمسئوليات والعين الرقيبة الساهرة على مصالح الأمة وأداء الحكومة وتقويم إعوجاجها ومسائلتها، مشروع يعيد للديمقراطية بريقها الجميل ويلبسها لباسها الحقيقي وينزع عنها غبار الزيف والمصالح، مشروع يحافظ على بيئتنا من حولنا بحيث يصبح ماؤنا ثروة قومية لا ثروات شخصية وهواؤنا وترابنا مقدسات لا يعبث بها فهي إن كانت لنا الآن فهي ملك كذلك للأجيال من بعدنا، مشروع نحافظ فيه على آثارنا وتزدهر من خلاله السياحة ، مشروع تنتظم فيه أمور استغلال ثرواتنا الطبيعية من أسماك وبترول وغاز ومعادن وتوظف عائداتها في مساراتها الصحيحة من أجل بناء اقتصاد وطني قوي وفاعل، مشروع يقود الأمة إلى العصرنة بكل أبعادها العقلانية وإلى وعي وإدراك ما حولنا بكل انفتاح وروية ويحللنا من العصبيات وأدران الجهل والتخلف وتقفل من خلاله الثارات والنعرات القبلية وملفات بؤس التشطير وظلام المذهبية والتطرف ويحل بدلاً عنها الوئام والحب والسلام ويفتح آفاقاً للسعادة والطمأنينة والأمان والأمل.   أعلم أن كلامي فيه بعض القسوة ولن يروق للبعض، لكن إلى متى نداري الحقائق وإلى متى سنظل نتوارى خلف مشاكلنا وهمومنا فو الله الذي لا يعبد سواه أن قضايانا وهمومنا لن تحل إلا بمواجهتها مواجهة صريحة وواضحة وأن ما أورد أو سيورد هذا البلد وغيره موارد الهلاك سوى النفاق والدجل وترحيل المشاكل وغياب المكاشفة والمصارحة والمسائلة وهي أمور قد كفلها الشرع والقانون والدستور.    اليمن بخير وحبلى بآلاف الرجال الأوفياء الشرفاء القادرين على اجتراح المعجزات فانفضوا عنهم الغبار ومكنوهم حينها وحينها فقط سنقول أن مشروعاً وطنياً يولد وأن يمناً سعيداً جديداً يلوح في الآفاق ولن يخذلنا الله ...اللهم كن مع هذا البلد وأهله آمين آمين. - جامعة صنعاء   dralmansoob@hotmail.com




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign