امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    جدل وأصداء /
قادة المشترك ... وللغباء أشكال شتى

2010-07-21 06:33:39


 
 كتب/خالد محمد هاشم   هكذا وبدون مقدمات وقعت احزاب المشترك مع الحزب الحاكم اتفاقا لتنفيذ اتفاق فبراير .. ذلك الاتفاق الذي ظل لاكثر من عام مجرد حبر على ورق بل وصفه رئيس الحزب الحاكم ذات يوم بانه خطأ تاريخي .. فما الذي جعله اليوم في نظره مرجعية وطنية ومدخلا لحل ازمات الوطن ؟ ! .   للاجابة عن هذا السؤال يجب علينا اخذ الوضع القائم في الاعتبار خاصة وان الحزب الحاكم يُحشر مع مرور الوقت في الزاوية الضيقة، فموعد الانتخابات قادم ولا يمكن تأجيله لان الدستور لا يسمح بذلك .. اذن العودة لاتفاق فبراير ضرورة للحاكم بل وسيلة انقاذ له فكان قادة المشترك وسيلة هذا الانقاذ بكل غباء ولا فخر ..   فالحاكم لم يكن امامه عند موعد الانتخابات سوى خيارين لا ثالث لهما :   - عدم اجراء الانتخابات وبهذه الحالة تدخل البلاد في فراغ دستوري قد يقود الى فوضى عارمة وحينها لن يكون امام الرئيس الا اعلان الطوارئ .. وهل يعقل بل وهل يقبل فعل ذلك في بلد يدعي الديمقراطية ؟ ! .   - اجراء الانتخابات بشكل منفرد وهذا خيار اسوأ وهل يبقى للديمقراطية أي معنى حتى وان شاركت مسميات واذيال الحاكم ( احزاب المجلس الوطني ) بهذه الانتخابات .   ومن هذا المنطلق جاءت العودة الى اتفاق فبراير حتى يأتي موعد الانتخابات فيكون السيناريو الافضل للحاكم حيث تدخل احزاب المشترك فيها لتعطي الشرعية للحاكم وتجمل وجهه وهكذا يتحول المشترك بفضل قادته الى ادوات تجميل يستخدمها الحاكم متى شاء وكيفما شاء وعند قضاء حاجته منها تُرمى لاقرب سلة قمامة . .. عندها لن يجدوا بحرا يشربون من مائه ليرووا ظمأ غبائهم منه.  وعلى افتراض نجاح هذا السيناريو ألا يدرك قادة المشترك ان عدم مشاركة المحافظات الجنوبية في الانتخابات واجراءها في مثل هكذا وضع هو في الحقيقة استفتاء على الوحدة فهل يقبلون ذلك ؟ ! .   انا هنا لا ادعو لعدم الاتفاق للخروج من الازمة الوطنية الطاحنة التي يمر بها الوطن .. لكني اتساءل لماذا تجاهل هذا الاتفاق في الفترة السابقة ؟ لماذا الآن ؟ ..   الجواب يأتيك من السودان الشقيق الذي لا يختلف بأسلوبه عن نظام صنعاء ولنا ان نعود الى اتفاق الفصائل السودانية في الصومال في الدوحة قبل الانتخابات وما ان جرت الانتخابات وفاز البشير وادى اليمين الدستورية حتى عادت حليمة لعادتها القديمة .. تنكر لاتفاق الدوحة وبدأ الجولة من جديد .. وعلى خطى البشير يسير المشير.   انا لا اريد ان اقول ان دولة قطر تلعب دورا في انقاذ الانظمة المهترئة بتوسطها ربما تكون قطر حسنة النية لكنها تتعامل مع انظمة لا تحترم التزاما ولا عهدا .. ألم يعلن الرئيس ان اتفاق الدوحة انتهى وخاض حربا سادسة مع الحوثيين ؟ ! . فلماذا يقبل العودة الى ذلك الاتفاق بعد حرب هي الاشرس والاكثر تضحية وخسائر .. ؟ انه المأزق الانتخابي ليس إلا . نقول لقادة المشترك ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين لكنكم كما يبدو تستعذبون اللدغ مرات ومرات ومرات .. فاين انتم من الحديث بل من الايمان ؟ .   سؤال بسيط يوضح الغباء المفرط لقادة المشترك بناء على تصريحات الارياني الذي لم يجف حبرتوقيعه على الاتفاق الاخير بعد .. حيث قال ان هذا الاتفاق يقسم الى مرحلتين مرحلة النقطة الاولى في اتفاق فبراير اما المرحلة الثانية فهي تخص النقطتين الثانية والثالثة وهي خاصة بالانتخابات وقانون الانتخابات ولجنة الانتخابات وتختص بها الاحزاب الممثلة في مجلس النواب . .. السؤال : ماذا لو وصلتم الى موعد الانتخابات ولم ينجز شيء إلا فيما يخص الانتخابات ؟   انا اقول لكم الجواب .. سيقنعكم الرئيس كالعادة بدخول الانتخابات وبقية المواضيع تؤجل الى ما بعد الانتخابات ... ستصرخون ثم تهدؤون ثم تقبلون في النهاية كما هي عادتكم وكما الفه غباؤكم وربما هذا هو دوركم المرسوم لكم في التعاطي مع القضايا الوطنية .. والاتفاق قبل انتخابات 2006 م خير دليل على ذلك . وقبله في عام 2003م . . تاريخكم مليء بالتجارب المؤلمة لا يتعلم منها إلا من كان له قلب او القى السمع وهو بصير وانتم كما يبدو لا تمتلكون قلوبا ولا بصائر ولا بصيرة .   هل ما اقوله تنجيم ورجم بالغيب ؟ ! كلا فلو نظرنا الى بنود الاتفاق لوجدنا ان التفاوض على بنود ما تم الاتفاق عليه يحتاج الى سنين وعلى اقل تقدير وفي الافراط بحسن النية بالحاكم يحتاج الى سنة فهناك ما يحتاج الى استفتاء على افتراض ان المفاوض المؤتمري يقبل بطرح المعارضة في التعديلات الدستورية ... تصوروا معي كم من الوقت سيحتاج التفاوض اولا ثم الاتفاق على النقاط ثم تحويل ما تم الاتفاق عليه الى نصوص دستورية وقانونية .. هل تكفي المدة المتبقية الى موعد الانتخابات خاصة ان الفترة المقبلة هي فترة اعداد وتجهيز للانتخابات وفقا للدستور والقانون سؤال نوجهه الى عباقرة المشترك الذين ذهبت عقولهم على موائد الرئيس .   بل السؤال الاكثر خطورة هل سيقبل المشترك اجراء الانتخابات دون مشاركة ابناء المحافظات الجنوبية ؟ .   وخلاصة القول ان هذه الهالة والهيلمانة ليست سوى زفة لانقاذ الرئيس من مأزقه عند موعد الانتخابات القادمة .. انقاذ يضفي على حكمه مشروعية زائفة لان لا مشروعية لاي حاكم بدون اشتراك ابناء الجنوب في اعطاء تلك الشرعية كونهم جزءاً اصيلاً في دولة الوحدة الا اذا كان الحاكم لا تهمه الشرعية ولا الوحدة بقدر ما يهمه البقاء في الحكم على أي وجه ..وهذا ما نعتقده .. وهذا ما نحذر منه قيادة المشترك الغبية .




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign