امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    جدل وأصداء /
وقفات مع بيان القاهرة والحراك السلمي الشمالي ورسالة لرئيس الجمهورية

2010-07-14 14:00:45


 
كتب/الشيخ.علي زين بن شنظور اليافعي    اتفاق القاهرة الموقع بين اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وقيادات من معارضة الخارج بقيادة الرئيس علي ناصر محمد ترك العديد من الأسئلة الهامة حول مدى نجاح هذا التنسيق في دفع عملية الحوار غير الواضح المعالم لحل الأزمة الحالية والتقارب مع الحراك السلمي الجنوبي وعلى الرغم من ضبابية المشهد السياسي وعزلة السلطة التي باتت تبحث عن موالين في ظل توسع دائرة القوى المناوئة لها فإن اللافت من بيان القاهرة الدعوة لتفعيل الحراك السلمي الشمالي وردود فعل السلطة عليه ومخاوف الشارع الجنوبي منه.   اتفاق القاهرة والحراك   لم أكن أريد الخوض في التوقف عند بيان القاهرة باعتباره شأناً يخص الأطراف الموقعة عليه وليس مطروحا للنقاش غير أن بعض المسائل الهامة التي تضمنها البيان وإجراءات السلطة التي ظهرت وكأنها رد غير مباشر عليه في ظل مخاوف الشارع الجنوبي من أي اتفاقات تتم بعيدا عن الحراك دفعتني إلى أن أكتب على الرغم من أني كنت قد قررت الاكتفاء بما تطرقت له من مواضيع سابقة تتعلق بالأزمة السياسية والقضية الجنوبية خلال الأشهر الماضية أقول لقد استخلصت من بيان القاهرة العديد من النقاط أهمها الدعوة لتفعيل الحراك السلمي في الشمال وعقد المؤتمر الوطني ولذا أضع هذه الملاحظات من وجهة نظر شخصية. 1-إن الحديث عن تفعيل الحراك السلمي في الشمال قد يفهم منه على أنه حراك مواز للحراك الجنوبي وهذا قد يؤدي إلى مزيد من التباعد مع قوى الحراك التي تعتبر أي حوار لحل القضية الجنوبية خارجاً عن شمال وجنوب ورعاية دولية غير مقبول وترى أن وجود حراك في الشمال سيظهر القضية الجنوبية على أنها مشكلة عادية ناتجة عن مظالم ليس لها علاقة بمشروع الوحدة، بينما ترى قوى الحراك الجنوبية أن ما تتميز به القضية الجنوبية أنها قضية سياسية تتعلق بمشروع الوحدة بين الدولتين في الشمال والجنوب.  والأمر الآخر أن الدعوة لتفعيل الحراك السلمي في الشمال غير مفهومة هل المقصود بها حراك صعدة ومأرب وتحويلها من حراك مسلح إلى سلمي أم حراك المناطق الوسطى؟ الجواب عند لجنة الحوار، لذا مهما يكن مفهوم الحراك الشمالي فإن هدفه سيكون غير متواز مع أهداف الحراك الجنوبي فكيف سيتم التوفيق بينهما؟!  ثم إن حراك الجنوب لم يكن مختلقاً أو موجهاً من قوى المعارضة بل كان ناتجاً لرفض شعبي بدأ عفويا ثم أصبح منظماً بسبب السياسات الخاطئة التي تمت في الجنوب منذ 94م وعجز السلطة في معالجة ما ترتب على حرب 94م وهناك ثقافة مدنية في الجنوب تجعل من الممكن السيطرة من قبل قادة الحراك على الشارع وعدم اللجوء للعنف مهما ظهرت حالات فردية بين الحين والآخر كما هو حاصل مخالف لنهج النضال السلمي ويشوه صورته أما في الشمال فحراك صعدة أدى إلى حروب ومأرب القاعدة لا تفهم بالنضال السلمي والمناطق الوسطى والحديدة معاناتهم حقوقية وليس لها علاقة سياسية باعتبار أن هذه المحافظات لم تكن دوناً ولم تتعرض لأضرار حرب 94م. وإن كانت صعدة تعرضت لأضرار ست حروب لكن في إطار شأن داخلي بين السلطة والحوثيين ولم يكن لها رابط سياسي يتعلق بالوحدة بينما القضية الجنوبية مختلفة تماما، فنحن نخشى من أن الذين يبحثون عن حراك سلمي في الشمال بديلا لأعمال العنف والقوة كوسيلة حضارية للتعبير عن المطالب لن يستطيعوا التحكم به وستدخل البلاد في دوامة من الصراع بشكل أخطر ولذا يكفي دعم الحراك السلمي في الجنوب وتطوير ثقافة السلامة والمحبة.  وإذا كان الهدف من حراك الشمال كرسي الرئاسة فإن حراك الجنوب لا يعنيه كرسي الرئاسة طالما لم تتغير آلية الحكم تجاه الجنوب.  ولم يتم الاتفاق على أسس جديدة لمشروع الوحدة وإزالة أضرار حرب 94م بما يلبي تطلعات الجنوبيين والشماليين وإن كانت هناك دعوة صريحة يقودها الحراك بقيادة البيض للعودة إلى ما قبل 90م فإن هذا المطلب يمكن لقوى الحراك إعادة النظر فيه إذا وجدت المصداقية من السلطة وقوى المعارضة ولجنة الحوار في إيجاد حل سياسي يحقق تطلعات الشارع الجنوبي دون الحاجة للعودة إلى واقع الدولتين السابقتين على اعتبار أن الوحدة كمبدأ ليست مرفوضة بل المرفوض الوضعية التي عليها الوحدة من 94م وطبعا هذا رأي شخصي لأن الحراك يتحدث عن نفسه.   2-إن الدعوة لعقد مؤتمر وطني لا يستثني أحداً في الداخل والخارج دعوة مطروحة من قبل المعارضة والسلطة وبالتالي فإن الذي نريد التأكيد عليه أن المؤتمر الوطني بات يشكل قلقا للشارع الجنوبي ولذا هناك من يرفض فكرة المؤتمر الوطني ولعل د/ محمد حيدرة مسدوس قد أشار إلى هذا الجانب في موضوع عبر (الوسط) وقال إن المؤتمر الوطني دفن للقضية الجنوبية، وبرأيي الشخصي يمكن الوصول إلى قواسم مشتركة تزيل مخاوف الشارع الجنوبي من المؤتمر الوطني وتحقق التقارب في حالة واحدة إذا كان الحوار سيتم على أساس ضمانات بأن لا تكون نتائجه شرعية جديدة يمكن أن تستخدم ضد الجنوب كما كان في 94م عندما تم اعتبار البيض والاشتراكي خارجين عن الشرعية الدستورية وكذلك توفر العدالة في التمثيل حتى يكون عدد المشاركين في المؤتمر النصف من الجنوب على أساس المساحة مقابل السكان ومشروع الوحدة وأن يكون الحراك السلمي ضمن القوى الجنوبية المشاركة، في هذه الحالة أعتقد أن مخاوف الشارع الجنوبي ستتراجع ويتم عقد مؤتمر وطني ناجح ولكن حتى يحصل ذلك الاحتمال فإن ثمة مسائل هامة أمام اللجنة التحضيرية والسلطة لا بد من القيام بها، منها تعديل رؤية الإنقاذ بحيث تكون ملبية للحل العادل للقضية الجنوبية ومنسجمة مع التشخيص واعتراف السلطة بالقضية الجنوبية وكذلك إزالة أسباب التوتر بإيقاف الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين وتعويض أسر الشهداء ورعاية الجرحى ووجود جهة راعية من الخارج لأي مؤتمر وطني وضمانات كفيلة بتنفيذ نتائج الحوار خلال فترة زمنية محددة حتى لا يصبح المؤتمر الوطني وسيلة لإنتاج أزمة جديدة تدخل الوطن في مأزق خطير.   نصيحة أخوية لرئيس الجمهورية   3-لقد تابعنا ردود فعل السلطة غير المباشرة والتي يمكن اعتبارها رداً على اتفاق القاهرة أو لجنة الحوار، إذ كنا نعتقد أنه بعد خطاب الأخ رئيس الجمهورية في 22 مايو مهما كانت الملاحظات عليه ستؤدي إلى انفراج نحو الأفضل بحيث يقوم الأخ الرئيس باستيعاب ما لم يتضمنه الخطاب من مسائل تجعل الحوار ممكنا وواقعا مع الجميع، غير أن التصعيد الذي شهدته مناطق الجنوب واستمرار الاعتقالات وتجميد الإفراج عن المعتقلين أفقد مصداقية الخطاب وأعاد الأمور إلى المربع السابق، فماذا يحصل؟! كلما حاول الرئيس أن يندفع خطوة إلى الأمام عاد خطوتين إلى الوراء، هل يعتقد المنظرون والمستشارون للرئيس أن القوة ستحل الأزمة؟! فلو كانت كذلك ما ظهرت الأزمة في الجنوب بعد 15 عاما من حرب 94م.  لذا أقول إن أي فشل في الحوار والتقارب مع أبناء الجنوب وعلى رأسهم قادته والحراك الجنوبي هو فشل لكم أيها الأخ الرئيس بعد 20 عاما من رئاسة اليمن الموحد و13 عاما من رئاسة اليمن الشمالي.  وأنتم تستطيعون كما حصل مع أخيكم الرئيس علي سالم البيض عام 90م أن تقدموا على خطوة شجاعة من جديد لتعلنوا ترحيبكم باللقاء مع قادة الجنوب والحراك والحوار مباشرة معهم بمشاركة قادة القوى السياسية وتقديم الضمانات للجنوبيين بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من حلول على أرض الواقع بدلا من رفض الاعتراف بالجنوب كطرف في الوحدة، وإيقاف كل السياسات الخاطئة للسلطة التي تبعث الكراهية للوحدة في الجنوب.  فالكرسي زائل والأيام دول بين الناس والفرق فقط أن هناك قادة حكماء يستطيعون أن يجنبوا شعوبهم الاقتتال على الدنيا والكرسي وبعد أن يغادروا الدنيا يقول الناس رحمة الله عليهم كما هو حال الشيخ زايد بن سلطان الذي حافظ على وحدة الإمارات وأعطى كل إمارة حقها وكلنا سنغادر الدنيا، الفرق هل تلاحقنا دعوات الرحمة أم دعوات المظلومين.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ عندما أرسله إلى اليمن (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).   ملاحظات للحراك السلمي الجنوبي:   4-تابعت ردود بعض إخوتنا في الحراك السلمي حول بيان القاهرة وتحذيرات البعض لأبناء الجنوب غير المنتمين للحراك بعدم الحديث عن القضية الجنوبية مع تقديري للأسباب التي تدفع البعض بإطلاق التصريحات النارية ضد الرأي المخالف والمعاناة اليومية كضريبة للنضال السلمي فإنني أتمنى من إخواني في الحراك السلمي الابتعاد عن الخطابات التي تسيء للحراك وتؤدي إلى مزيد من الخلاف فإذا كانت أسباب مصائب الجنوب السابق حتى 94م كانت ناتجة عن التخوين والإلغاء للآخرين وحقهم في التعبير عن رأيهم فلماذا يحاول البعض إعادة هذا الشريط من خلال كيل التهم لكل رأي مخالف بالعمالة والتشكيك بالوطنية، نحن بحاجة إلى توحيد رؤية الجنوبيين ولا يعني هذا التوحد التعصب ضد أبناء الشمال ولكن الاتفاق على واقعية الحل الذي يكون قاسماً مشتركاً للجميع أما إذا تم رفض القوى الجنوبية غير المنتمية للحراك -وهي كثيرة، أحزاباً سياسية، موظفين في السلطة مشائخ، علماء، تجاراً، مغتربين، مناضلين.. الخ، وكذلك أبناء الجنوب بكل انتماءاتهم الموجودين في المحافظات الشمالية والبالغ عددهم ما يقرب نصف مليون نسمة أو أقل أو أكثر- فإن الأوضاع تنذر بالخطر وأتمنى أن تكون صدوركم واسعة لتقبل الرأي المخالف أيا كان مصدره.   ورسالتي الأخيرة لإخوتنا في السلطة ولجنة الحوار الوطني عليكم أن تفهموا أن أي تقارب بين الجنوبيين لن يكون هدفه التعصب للشمال بل إيجاد مخرج لحل الأزمة الحالية في الجنوب بعيدا عن الصراعات والأضرار التي تقتصر نتائجها على الجنوبيين بل على أبناء الشمال، فأبناء اليمن في الجنوب والشمال يعيشون في قرية واحدة والعالم كله أصبح قرية متداخلة في المصالح فما بالنا باليمن، لذا فلتكن الجهود مجتمعة نحو توحيد الرؤية الجنوبية والحوار الجنوبي ثم الحوار الوطني الذي يحقق آمال الجميع، قال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم) صدق الله العظيم. أخيرا أدعو إخواني في الحراك إلى قراءة رؤية الرئيس ناصر والعطاس جيدا فما أعظم أن يكون تفكيرنا وآمالنا متجانسة مع الواقع.   > > تنويه:   أعتذر للقراء إذ سأتوقف عن الكتابة بعد هذا الموضوع وإذا دعت الضرورة للتواصل فسيكون لنا لقاء بإذن الله بعد رمضان الكريم. كما أنوه إلى أني لست عضوا ضد تيار إصلاح مسار الوحدة الذي كان قبل انطلاق الحراك مع تقديري لقياداته ولست عضوا في أي حزب سياسي حتى لا تحسبوا وجهة نظري على أي طرف.  




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign