غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد        صنعاء تعلن فتح طريق البيضاء ـ الجوبة ـ مارب من طرف واحد      
    جدل وأصداء /
ردا على قراءة في ثقافة السفسطة

2010-07-07 08:51:57


 
كتب/عبدالرب درويش   لن أبوح سرا إذا ما قلت إنني من قراء وعشاق صحيفة الوسط الأهلية المحترمة والمقتدرة معا، ولن أتوانى أيضا عن القول إنني شعرت بالحزن والحسرة والزراية عند قراءتي لسفسطة (ناصر محمد ناصر) والمذيل بحرف (الدال) على متن الصفحة الأخيرة العدد (293) 23 يونيو 2010م والموسوم بعنوان (مسدوس والخطاب التعبوي .. وقراءة في ثقافة السقوط والانحدار).  وابتداء لا بد من التصريح أن د. ناصر نجح في شد ولفت انتباه وعناية الكثيرين ممن لم يسعفهم الوقت باقتناء العدد (292) من الوسط والمتضمن توضيح د. محمد حيدرة مسدوس الرابع ولوحظ أن الجميع أعادوا تصويره وقراءته بتمعن وخلصوا إلى القول إن د. مسدوس كان حصيفا بما فيه الكفاية وصاحب رأي، وجل ما طرحه عبارة عن حقائق ووقائع معاشة وحاضرة في الوجدان والأذهان ويعرفهاالقاصي والداني وثابتة على الأرض ولا تخطئها العين، وكان إيرادها بالضرورة لإظهار الحقيقة والتوضيح للرأي العام -بدلالة العنوان (توضيح) والمضمون ومن ثم الرد على مخالفيه في الرأي وأخيراً تصوراته لحل أزمة الوحدة المستفحلة طبقا لطبيعتها ومسبباتها ومحدداتها ومسمياتها ونتائجها ووفق الوقائع والمعطيات والمسلمات وايضا وفق الشرائع والقواعد والأصول والأخلاق المتعارف عليها والمتعامل بها، بالإضافة إلى أنه معني وله الحق في ذلك.. إلا إذا كان د. ناصر له رأي آخر.  بينما خلصوا مما قاله د. ناصر - من خلال العرض والمقارنة، إلى القول إنه لا يرتقي إلى مستوى النقد ولا يمت للحقيقة بصلة ولا يقنع جاهلاً قبل عاقل ويفتقر إلى المهنية والأمانة والشفافية، واللياقة الأدبية واللغوية ناهيك عن غياب الموضوعية والمنهجية بل ولم يجب حتى على تساؤله الماحق كما أسماه. ومن نافل القول فإن د. ناصر لم يأت بجديد يذكر أو يستحق التأمل، لكنه ظهر بحالة انفعال وتربص شديدة لا يستطيع إخفاءها وإنكارها بل وظهر فاقداً للحجة والمنهج والمنطق وعدم المقدرة على رد الحجة بالحجة، وكعادته سرعان ما انحدر انحداراً شديداً نحو النزعة اللفظية؛ أي الميل التام نحو الصيغ والألفاظ دون عناية بالحقيقة والموضوع بهدف تغطية نقص الناصية وبهدف التشكيك والزراية بـ د. مسدوس، ثم السقوط تحت وطأة المحاكاة المحكومة بمواقف ونظرة ضيقة معينة ومسبقة.  ومن ثم الانزلاق إلى المجاوزة وهي أيضا نزعة تدفع الإنسان إلى التسليم بعالم خفي لا يصل إليه العلم ولا العقل، وأخيرا لجأ إلى المحال الذي يتنافى كلية مع الواقع والحقائق المعاشة والثابتة على الأرض والحاضرة في الأذهان ومن ثم إلى الإبهام والتكرار وما إلى ذلك ابتداء من العنوان ومرورا بالمقدمة المقتطعة من توضيح د. مسدوس وهي تساوي خمس المقالة وانتهاء بالنهاية المفجعة والمثيرة للشفقة.. وتلك هي ثقافة السفسطة وأهم سماتها تعمد التمويه والخداع والمغالطة والتقليل والتحقير والجحود واللعب بالألفاظ ليس إلا، وجميع هذه السمات بارزة وطاغية في مقالة د. ناصر التي نحن بصددها. إن المفجع حقا والمثير للأسى أيضا قول د. ناصر (إن الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ليست شمالية ولا جنوبية وإنما هي منتج آلة الفساد التي يديرها النظام).. وأتصور وغيري أن مثل هكذا قول إنما هو ضرب من الجنون أو عمى بصيرة في أحسن الأحوال، لأن مثل هكذا فعل إنما هو متعمد للاستخفاف بعقول البشر وتضليلهم والعبث بمشاعرهم وعواطفهم وهذا أولا، وثانيا إذا ما سلمنا جدلا بمثل هكذا هراء وتساءلنا فقط للاختصار:  أليست هذه الحياة سائدة منذ قرون في صنعاء وكما وصفها عبدالله البردوني -"مليحة عاشقاها السل والجرب" بينما عمر النظام وآلته ثلاثة عقود، ثم أليست هذه الآلة والنظام اللذان يديرهما جزء من هذا الوسط والمجتمع ومن نخبته وعلية القوم فيه وجبلوا عليها وفي وطنهم الأصلي ووطن الكاتب وكيمنيين أم أنهم غزاة ومستوردون؟ ثم الأهم من هذا وذاك أين هي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية الحقيقية ولماذا لم يوردها الكاتب للمقارنة والتدليل أم أنها مسافرة أو فارقت الحياة وبالتالي الطعن في الميت حرام وحجة الغائب معاه؟ وإذا كانت موجودة وسقطت على الكاتب سهوا فما نوعها وطبيعتها ومتى ستظهر يا ترى؟ ليطمئن د. مسدوس ويتعلم ويتطبع بها أبناء الجنوب عامة الذين هم جميعا في سن المراهقة والطيش 23 عاما ولا يعرفون شيئا عن التاريخ والثقافة والحياة السياسية والاقتصادية كما يزعم ويعتقد د. ناصر.  وطالما وهو يتعسف الحقيقة بل ويتجاهلها فإن الحديث معه لا يجيد عن دولة وتاريخ وحضارة الجنوب ويظهر أنه مسكون بالواحد والواحدية ومشبع بالحيرة والبغضاء وأساطير الأولين التي أكل وشرب الدهر عليها ودحضتها الحقائق والوقائع التاريخية والجغرافية الطبيعية التي لا يريد د. ناصر ان يراها ويصعب عليه قولها قبل معرفتها وفهمها شاء أم أبى وهو هاو وغاو وعازف أسافين ليس إلا، كما أظهر نفسه بنفسه ومن قوله الصريح "فقد كان الجنوب ملكا لقبائل لحج والضالع وميدانا لصولات وجولات حروبهم وتصفياتهم الدموية".  وأما فيما يتعلق بالهوية والوحدة والدولة فيكفي أن نطرح عليه التساؤلات التالية المقرونة بالتحدي وهي:  متى كانت (يمنات) الجهوية الأصل ذات يوم هوية؟ وهل يعرف أين كانت تقع المملكة المتوكلية الهاشمية، والمملكة المتوكلية اليمنية وأيضا الجمهورية العربية، والجمهورية العربية اليمنية التي اعترفت بها جميع دول المعمورة بأنها دولة كاملة السيادةوتم قبولها كعضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية وفي كل المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية وعلى هذا الأساس فقط؟ وهل يعرف أن (يمنات) تعني جنوب أي جنوب الكعبة المشرفة ومن هناك تمتد حتى مملكة البحرين وربما أبعد من ذلك؟ .وربما التمس العذر للدكتور ناصر في كثير من الامور ولكنني لا أستطيع مجافاة الحقيقة وعليه وعلى المعنيين اليوم وقبله واجب الإجابة على التساؤل التالي الذي لا مناص للهروب منه:  هل جعلتم من الوحدة أنموذجاً وخياراً جذاباً وأفضل، وجعلتم منها عنصر أمن واستقرار ونماء أولا للجنوب والشمال، وجعلتم منها عنصر أمن واستقرار للإقليم ودول الجوار والعالم أجمع؟ فإذا كان القاصي والداني يجمع على أن الوضع القائم منذ 7 يوليو 94م وحتى اللحظة غير طبيعي من الوجهة الشرعية والقانونية والأخلاقية المحلية ومن وجهة ونظر القانون والعرف والشرعية الدولية على حد سواء، ومن أن الوضع والواقع أيضا أبعد ما يكون عن الوحدة ولا يختلف اثنان سواء من أبناء الشمال أو الجنوب في ذلك، ومن أن مثل هكذا وضع بات يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي كما يقول أشقاء وأصدقاء صنعاء. وربما أيضا أعذره عن تناسي حرب صيف 94م المقترنة بفتوى التكفير والاستباحة وعملية النهب الشاملة لمقدرات وخيرات وأرض دولة الجنوب التي أطلقتها ودعت إليها السلطة منذ ذلك الحين وحتى اليوم وجميعها موثقة ومحفوظة ومحفورة في الأذهان وملموسة على صعيد الواقع، فالخراب والدمار الذي لا تخطئه العين في الجنوب يقابله انتعاش مادي ملحوظ وبارز في الشمال وفي صنعاء على وجه التحديد وأمام أعين الملأ وأعين الكاتب نفسه.  وإذا ما غضينا الطرف عن هذا وذاك فماذا سيقول د. ناصر في فحوى الفتاوى الجديدة والتي لم يتجاوز عمرها بضعة أسابيع ولم يجف حبرها بعد ونشرت في الصحف الرسمية والحزبية وفي صنعاء وهي:  (إذا كانت أركان الإسلام خمسة وهي صحيحة وثابتة فلماذا كهنة ومنجمي صنعاء - ولن أقول كما قال د. مسدوس (علماء دين صنعاء) يوجبون أن تكون أركان الإسلام ستة بإضافتهم الوحدة كركن سادس إليه، ولماذا يوجبون أن تكون أركان الإيمان سبعة وهي في الأصل ستة بإضافتهم الوحدة كركن سابع إليهاً أيضا)؟ ثم (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب البيض...) فأين د. ناصر وماذا عساه فعل أو قال في الأمس أو ماذا عساه يقول غدا حتى نصدقه ونعتبر (داله) عن جدارة واستحقاق، وماذا بقي أصلا بعد أن وصل الافتراء منتهاه، أليست هذه من أقوال الجاهلية وجاهلية أبي لهب ومعتقدات مسيلمة وغيرهم، وشبيهة بالأفعال المشينة التي قام بها الصحفي النرويجي أيضا وبالأعمال الإرهابية التي تنسب إلى الإسلام والمسلمين وهم منها براء وحسبنا الله ونعم الوكيل. وأخيرا أختتم هذه التناولة باقتطاف البيتين التاليين وهما لكاتب هذه السطور وسمك الختام، وأغتنم هذه الفرصة لأهديهما للدكتور ناصر محمد ناصر الذي لا يفرق اسمه وقلمه بالقراءة أو المعنى سواء قرأة المرء من اليسار أو اليمين:  محال مسليمة كان نبيا أو فقيها  ومحال أن تصبح الغناء صنعاء  وواهم من ظن الجنوب شمالها  أو حضرموت كانت ذات يوم سبأ




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign