غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد        صنعاء تعلن فتح طريق البيضاء ـ الجوبة ـ مارب من طرف واحد      
    جدل وأصداء /
عشرون عاما منذ قيامها ولا زالت الوحدة اليمنية تحت النيران!

2010-06-09 09:57:31


 
 كتب/د.عبدالرزاق مسعد سلام  مثل كل يمني تعز عليه بلاده ووطنه وحريته المسلوبة ظللت مشدودا ومنتظرا عدة أيام حتى عشية السبت الثاني والعشرين من مايو الذكرى العشرينية المجيدة لتحقيق الوحدة اليمنية السلمية والديمقراطية التي تحققت لأول مرة في تاريخ اليمن القديم والوسيط والحديث والمعاصر من الأعلى على يد قيادتي الشطرين الشمالي والجنوبي تقدمهما فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح والأستاذ المناضل علي سالم البيض الذي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية اليمنية عند تحقيق الوحدة اليمنية ولا زال في حالة النفي القسري بنتيجة حرب 1994م. ولا أخفي على أحد فقد كانت تطلعاتي المحبة لوحدة البلاد العادلة والكريمة كبيرة ومثالية.. لخطاب فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح المرتب والمعلن عنه في حديث له ضمنه وعدا بالإعلان عن مفاجأة سارة ستضع حدا لمشكلات الجنوب المستمرة منذ الأعوام الأولى للوحدة اليمنية المباركة مرورا بحرب 1994م الظالمة، ونتائجها المحطمة والمدمرة لأبناء الجنوب المادي والروحي، هذه الحرب التي أصبحت معروفة النتائج والآثام والآثار على أبناء الشعب في جنوب اليمن الغالي ومعروفة لدى أبناء الشعب اليمني شماله وجنوبه ولدى العرب والمسلمين وشعوب ودول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية، بل وأصبحت موثقة توثيقاً وطنياً لدى الصحافة والإعلام اليمنيين ولدى الأحزاب السياسية في وثائقها وفي الصحافة العربية والعالمية بقنواتها الفضائية المستقلة والرسمية وعلى مواقع الإنترنت محليا وعربيا وعالميا بما في ذلك بلدان العالم الحر والعالم الشمولي والمطلق ومجلس الأمن الدولي أعلى سلطة دبلوماسية في العالم وحتى دولة الفاتيكان المسيحية أصغر دول العالم..ألخ. وكل هؤلاء وهذا العالم على علم بأن الجنوبيين اليمنيين القليلين عددا والذين توحدوا مع الشمال الكثير السكان.. يعيشون مأساة مركبة وشاملة بفعل حرب 1994م التي قامت بها السلطة الشطرية عليهم بعد أن فقدوا أرضهم وثروتهم وحكمهم وأن القائمين على الحكم والدولة اليمنية لا زالوا يضربون بعرض الحائط بكل قيم الأخوة الوطنية والدينية واليمنية والعربية والإنسانية وضربوا بعرض الحائط بالمنظمات الدولية وفي مقدمة ذلك مجلس الأمن الدولي وقراراته في شهر يونيو 1994م رقمي (924، 930).  وبسبب الثورة السلمية والديمقراطية المشرعة في دستور دولة الوحدة وقوانينها بسبب هذه الثورة السلمية المعارضة للحرب وآثارها المدمرة للوحدة اليمنية ومن أجل خلق وحدة يمنية سياسية جديدة عادلة غير تلك الوحدة الدموية من زمن حرب 1994م بسبب ذلك وبسبب مشاركة الشعب وأبنائه في الجنوب اليمني بشكل كبير في الفعاليات السلمية الواسعة اليومية والأسبوعية خلال ثلات سنوات ونيف خلت والتي تجاوز حضور بعض فعالياتها عشرات الآلاف وقليل منها زاد على المليون مشارك.. لذلك أخذت السلطة في تكريس إعادة إنتاج حرب 94م العسكرية خلال السنوات منذ عام 2007م وفي عامي 2009 و2010م ازدادت وحشية وقمعية عبر زيادة الأعمال العسكرية وقتل الناس وقمعهم وزجهم في السجون وأمنيا وعسكريا وسعة انتشارها في مدن وعواصم المحافظات الجنوبية وسهولها ووديانها بالجيش المسلح بأحدث الدبابات والمدرعات والعربات وبالأسلحة الرشاشة الثقيلة والخفيفة وحصارها دون استثناء والانتشار الأمني الكثيف في شوارعها وأزقتها وموانيها دون مراعاة للحقوق الإنسانية والقيم الاجتماعية والدينية والإنسانية بطريقة ليس لها مثيل في تاريخ الشعوب وآخر تلك الأعمال الحصار العسكري والعمليات العسكرية الليلية واليومية خلال الأشهر من شهر مارس وإبريل ومايو على مدينة الضالع وقراها.. وما بعد خطاب فخامة الرئيس عشية الذكرى العشرين لتحقيق الوحدة اليمنية فللأسبوع الثاني تقوم الأجهزة العسكرية والأمنية بفرض حصار مكثف وموسع على محافظة الضالع ومديريات ردفان الأربع ويافع.. حيث تنتشر النقاط الأمنية من سناح الضالع شمالا وحتى مثلث العند جنوبا وتقوم بمنع المسافرين من عبور الخط الرئيسي وحتى الأهالي من هذه المديريات ممنوعون من دخول أسواق مديرياتهم لجلب حاجاتهم الضرورية كما تشهد هذه المديريات نقصاً كبيراً في التموين ونظرا لإغلاق الطريق من الشمال في قعطبة الضالع ومن الجنوب في العند فإن المسافرين من صنعاء قد اضطروا لعبور الطريق الطويل: إب، تعز، العند والعكس للقادمين من عدن.. أما القاصدون ردفان يافع الضالع فيبقون عالقين في المعابر المغلقة وتبقى الشاحنات المحملة بالبضائع والسلع الغذائية وغير ذلك مكدسة منذ أسبوعين في هذه المعابر.  وقال الدكتور ناصر الخبجي "إن ذلك يأتي ضمن إجراءات مخطط لها منذ أشهر تهدف إلى تصفية الحراك السلمي الجنوبي "الحامل السلمي للقضية الجنوبية" واعتبر الخبجي "بأن ما تمارسه السلطة من عقوبات جماعية وفرض حصار عسكري واقتصادي وتمويني وغذائي ودوائي على ردفان والضالع ويافع والمسيمير وكرش يعد جريمة بشرية عنصرية ترتقي إلى إلى مستوى جرائم إبادة بشرية ضد الإنسانية في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي وتجاهل غير مسبوق للإعلام المحلي والدولي المقروء والمرئي" معتبرا ذلك بادرة خطيرة ومؤشراً لرغبة سلطوية في تنفيذ ضربة عسكرية محتملة لردفان ومناطق الجنوب الأكثر سخونة" وقد شبه القائد الحراكي القدير الخبجي الحصار على مناطق ردفان والضالع ويافع بالوضع في غزة، وقد طالب بيان للاعتصام الشعبي في ردفان الخميس الماضي "برفع الحصار العسكري والكف عن قطع الطريق داعيا أبناء الجنوب كافة إلى التضامن والوقوف مع إخوانهم في ردفان والضالع ويافع لفك الحصار المفروض وغير المبرر".  وتعتبر السلطة ذلك الحصار عقابا جماعيا على إطلاق نار على موكب نائب رئيس الوزراء في وقت سابق بسبب حادث دهس مواطن بسيارة من حراسة موكبه.. والمفروض أن يأخذ هذا الحادث حجمه المناسب بعيدا عن التصعيد العسكري المهول الذي تقوده السلطة وذلك بحكم المسئولية الأخلاقية والقانونية التي تتمتع بها.  المعالجات الرئاسية  1) من خلال متابعتي لحديث فخامة رئيس الجمهورية والأجواء المحيطة به وفي ضوء التغيرات المقروءة على محياه ولازمته حتى نهاية حديثه التاريخي فقد اعتقدت بأن وضعه للمعالجات فذلك ما اعتبرته معالجات أولية وبأن الأوضاع والتوترات في الجنوب قد جعلته يحجب عن معالجات أخرى بخصوص القضية الجنوبية الدامية منذ عقدين زمنيين أليمين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك لإيماني المطلق بأن عنصر الخير والمسئولية التاريخية والمسئولية الدينية والآنية قد فرضت عليها وهو يعلم علم اليقين بأنه سيقف فردا أمام الله سبحانه وتعالى يوم يقوم الحساب ويسأل حينها عن كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة عاشها مع شعبه خلال زمن حكمه! 2) كان لقراره إطلاق سراح المعتقلين جميعا من أحداث صعدة الدامية والمدمية لقلوب أبناء صعدة خاصة واليمنيين عامة وكذلك إ طلاق سراح قادة ومعتقلي الحراك الجنوبي السلمي الذين عبروا عن حقوقهم بالطرق السلمية والديمقراطية والدستورية المتضمنة دستور دولة الوحدة وقوانينها السارية ويعيشون مع إخوانهم وأهلهم في الجنوب مأساة سياسية واقتصادية واجتماعية وسيسولوجية لا تقوى على تحملها حتى الجبال. كان لهذا القرار السامي أثرا إنسانيا ووطنيا جليلا نسأل الله العلي القدير بأن تكون تلك الاعتقالات آخر الاعتقالات في مواجهة الحقوق السياسية والمدنية اليمنية وحرية الرأي والرأي الآخر وحرية الصحافة . 3) إن قرار إطلاق سراح المعتقلين من رؤساء تحرير الصحف والصحفيين وإنهاء كافة القضايا المعروضة في المحاكم على الصحافة المستقلة وفي مقدمة أولئك الشخصية الوطنية الجليلة هشام باشراحيل وولداه وآخرون أثار في الناس الطابع الإنساني الجليل المعهود في الرئيس علي عبدالله صالح.. ولقد نغص هذا القرار الشجاع للرئيس الحكم الصادر بعد أربعة أيام من صدوره الحكم الصادر في حق صحيفة النداء الوطنية المستقلة وصاحبها المحترم سامي غالب الذي أكد وأثبت براءته من التهم المنسوبة إليه وزملائه.  ومن حقنا أن نطلب من فخامة الرئيس أن ينظر بشكل عاجل في عودة صحيفة الأيام للصدور وما أمكنه من عمل لتعويض أصحابها الاقتصادي والمالي حيث تجرع أصحابها خسائر طائلة ومثل الأيام بعض الصحف الموقوفة قسرا.  4) في دعوته للحوار مع اللقاء المشترك وإشراك شريك الوحدة والمدافعين عن الوحدة في حكومة وحدة وطنية تجاهل فخامته أهم قوة مؤثرة وهي صاحبة حق ثابت إنه الحراك الجنوبي كما تجاهل إخوته ورفقته الذين أسسوا وأقاموا معه وحدة اليمن وقيام الجمهورية اليمنية لأول مرة في تاريخ الوطن والشعب.  5) لقد تكرم فخامة الرئيس بتأكيده على تجاوز أزمة 93-94م وهو ما عناه ضمنيا حرب 1994م وتلك هي القضية الهامة والتي تتطلب معالجة آثارها من جذورها وعلى جميع السياسيين مساعدة فخامة رئيس الجمهورية وعدم التعامل مع هذا الموضوع بخفة ولا مبالاة فإن حل آثارها يتطلب شجاعة واعترافاً بالأخطاء ومبادرات حاسمة ولا عيب أبدا في التوجه إلى المجتمع الدولي والإقليمي لمد يد العون والنصح حتى لا نصل إلى ما وصلت إليه الأحداث بين الكويت والعراق الشقيق في لحظة غير محسوبة والأهم إعادة الاعتبار لأبناء الجنوب وإقامة وحدة يمنية سياسية جديدة تعطي الجنوب حقه وتعطي الشمال حقه. وقد آن الأوان لإيقاف الآلة الإعلامية الرسمية المدمرة للوحدة والمجتمع وما يتبعها من صحافة مقرفة بشكل حاسم وفوري ورسم خطاب إعلامي رسمي وشعبي أكثر تسامحاً.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign