غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد        صنعاء تعلن فتح طريق البيضاء ـ الجوبة ـ مارب من طرف واحد      
    جدل وأصداء /
الوظائف القيادية .. من التدوير إلى التسوير

2010-05-26 13:44:39


 
 كتب/ شرف الويســي عندما اتابع نشرة الأخبار في قناتنا الفضائية اليمنية أرى من خلال الصور التي تعرض اثناء النشرة شخصيات أكل منها الدهر حتى شبع وشرب منها حتى الثمالة، حيث مضى عليها وهى تحتل مواقعها عدة عقود، ويتهيأ لي لو أن الكراسي التي تجلس عليها تلك الشخصيات تستطيع النطق لذهبت تشكو بهم الى مجلس الامن الدولي، فهؤلاء رأيناهم شبابا ، ثم شاخوا وابيض شعرهم ولجأوا بعد اكتشاف الصباغ الاسود الى صباغة الشعر الذي تساقط فزرعوا بدلا عنه شعرا جديدا، كما تساقطت اسنانهم واضراسهم فابدلوها باخرى صناعية قادرة على اكل اللحم البقري والغنمي والجمال، ولأن هؤلاء من النوع النادر الذي لا يمكن استبداله كما تستبدل الاسنان ولا يمكن تدوير وظائفهم فقد ظلوا يحتلونها حتى لحق بهم اولادهم ثم تبعهم احفادهم .  هذه الظاهرة اليمنية الفريدة من نوعها والعزيزة الى قلوب اصحابها ومن والاهم، واقاربهم ومن دار حولهم وارتزح الى ظهورهم كانت مثار نقاش مطول مع احد الاصدقاء اذهب بين الحين والآخر لزيارته الى مقر عمله حيث ينتظر دوران عجلة الوظائف القيادية لعل وعسى تصل اليه اما أن تقذف به الى الاعلى او الى أي مكان آخر لكن العجلة كما قال صديقي لم تدر في محيط عمله نهائيا وتعطلت قبل سنين طويلة، اذ لايزال القيادي في ذلك المرفق يحتل منصبه على الرغم من انه لم يعد يستطيع أكل أي نوع من الطعام باستثناء العصيد التي يستعين على هضمها بعصير شديد اللزوجة .  وخلصنا اثناء الحديث الى نتيجة بعد استعراض حالات كثيرة لاشخاص قضوا اعمارهم في خدمة الدولة ( انا لله وانا اليه راجعون )  ولم تطالهم عجلة تدوير الوظائف ان هؤلاء قد سوروا وظائفهم بأسوار منيعة ، وجعلوا لتلك الاسوار ابراجا ، وللابراج حراسا شدادا غليظة قلوبهم ، مفتولة سواعدهم ، يرهبون ويرعبون ويخيفون كل من تسول له نفسه الاقتراب من تلك الوظائف او تدوير عجلتها ، وبعد هذا الحديث عن الوظائف القيادية وتدويرها وايضا الوظائف العامة وكيف تهدى وتعطى على الرغم من ان الدستور ينص على اخضاعها للتنافس والافضلية والمؤهلات ، انتقل الحوار بيني وبين صديقي الى القضايا الثنائية وضرورة تطوير العلاقات بين الجانبين خاصة تبادل الزيارات بين العوائل في ايام الولادة والعطل الرسمية والمناسبات الوطنية والدينية وكذا القضايا التي تهم الامتين العربية والاسلامية والملف النووي الايراني والازمة الاخيرة بين شطري كوريا التي وقفنا عندها فترة اطول من غيرها من القضايا كون الكوريين لم يستفيدوا من تجربة الوحدة اليمنية ومن الكتيبات والمنشورات التي ارسلت لهم للاطلاع عليها والاستفادة من محتوياتها كونها تقدم رؤية متكاملة عن الوحدة اليمنية التي تعد انموذجا يحتذى به لاي بلدان تريد ان تتوحد او تستعيد وحدتها ، وقررنا في نهاية الاجتماع اصدار بيان يتضمن ما تم الاتفاق عليه وودعني صديقي بمثل ما استقبلني به من الحفاوة والاهتمام وقد شكرته على كرم الضيافة المتمثل في فنجان البن اليمني الذي قدمه لي وقدمت له دعوة لزيارتي الى مكتبي بمقر عملي قبل احالتي الى التقاعد وقد قبلها متمنيا ان تتم وقد وصلت اليه عجلة تدوير الوظائف القيادية ليأتي إلي وهو يركب سيارة صالون آخر موديل يحيط به الحرس عن يمين وشمال، والسكرتير يحمل حقيبة الاوراق ودفتر الشيكات، إلا انه حتى كتابة هذه المقالة لم يزرني صديقي واخشى ان تكون عجلة تدوير الوظائف قد سحقته وهي في طريقها لتدوير وظائف ابناء تلك الشخصيات التي كانت محور حديثنا للدفع بهم الى أعلى المراتب ولله في خلقه شئون كما كان يقال في اذاعة لندن أيام الاستعمار البغيض والحكم الامامي الكهنوتي المتخلف ..




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign