غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد        صنعاء تعلن فتح طريق البيضاء ـ الجوبة ـ مارب من طرف واحد      
    جدل وأصداء /
غلطة الشاطر بعشر

2010-05-26 13:41:56


 
كتب/ نبيل خالد ميسري فرصة ذهبية في الذكرى العشرين لإعلان الوحدة الاندماجية الفاشلة كادت أن تخرج اليمن وأبناءها من قرار النفق المظلم إلى نور الشمس، لكنها ضاعت بل وأكدت أن غلطة الشاطر بعشر.  فأبناء الوطن في الداخل والخارج كانت ستكون فرحتهم لا توصف إذا أعلن في المفاجأة عودة فخامة الرئيس لأبناء الشريكين في الوحدة وهما أبناء الشمال وأبناء الجنوب بدلا من عودته للأحزاب السياسية خاصة وأن فقدان الشراكة هي جوهر كل الأزمات، ناهيك عن أن الغالبية العظمى لهذا الشعب غير حزبية وهي صاحبة المصلحة الحقيقية.  والمعارضة بكل أشكالها حزبية ومدنية كانت ستكون فرحتهم أكبر إذا كانت المفاجأة ترتكز على إصلاح النظام السياسي بدلا من الدعوة إلى تشكيل حكومة غير قادرة على ملامسة جذور الأزمات ولكسب قوى بعينها للمشاركة المصلحية في السلطة والثروة. وأبناء الحراك السلمي الجنوبي ومناصروه سرا وعلنا كانت ستكون فرحتهم أعظم إذا أعلنت الفيدرالية بين الشطرين ليتنازلوا عن حقهم في فك الارتباط. بدلا من الإفراج عن أبنائهم المعتقلين بدون جناية. وكذا الحال لأبناء صعدة الذين كانت ستكون سعادتهم بحكم محلي كامل الصلاحيات بدلا من إطلاق سراح أبنائهم. كذلك الحال فإن أبناء المشترك كانت فرحتهم ستكون أشمل إذا اعتمدت رؤية الانتقاد الوطني كوثيقة للحوار بدلا من دعوتهم مجزئين لحوار فبراير الذي عفا عليه الزمن خاصة وأنه أصبح فرعا ضمن الرؤية والاعتراف بعد التخوين لموقعي الوحدة والمدافعين عنها بحقوقهم العادلة.  وحتى قيادات الخارج كانت تأمل أن تسمع الاعتراف بفشل حكم الفرد وإلغاء الشراكة لأبناء الجنوب بدلا من الدعوة لحوار غير مشروط للجميع رغم معرفتها بالنوايا والأعمال. وكذلك فإن أهل الصحافة الحرة كانت سعادتهم بسماع إنشاء هيئة مستقلة تمثل السلطة الرابعة ستكون أوسع بدلا من الإفراج عن أبنائها المعتقلين بسبب كلمة حق. وبقدر أكبر كانت القوات المسلحة والأمن تنتظر أن تلزمها المفاجأة بالحياد الكامل والحفاظ على أبناء الوطن وسيادة أراضيه بدلا من الزج بها في صراعات السلطة أو منح أبنائها أوسمة أو أسرهم أراض لا تساوي حجم الكوارث.  ولعل موظفي الدولة والقطاعين الخاص والمختلط كانت فرحتهم ستكون بقدر الزيادات التي انتظروها في المفاجأة لمواجهة جرعات الموت المتعاقبة ولكن لم تشملهم ولو من بعيد. أما أشقاؤنا فأملهم أن تنظفي نيران صعدة ويهدأ غليان الجنوب لتستقر أوضاع اليمن التي تمثل أساس استقرارهم بدلا من التصعيد وصوملة اليمن ولعل المفاجأة ليست لهم لعلمهم بتفاصيل دقيقة.  وكذا أصدقاؤنا يدركون أن المفاجأة لن تؤثر على مصالحهم، فالقاعدة والقرصنة تجول البر والبحر وهما غايتهم وأملهم الاستقرار بأي شكل يساعدهم للقضاء على الإرهاب والقرصنة بدرجة رئيسة.  وإذا ما اعتبرنا أن خطاب المفاجأة يمثل الخطوة الأولى نحو التغيير فلا بد للسلطة الإعلان لجماهير الشعب أن الحوار بين كافة القوى سيرتكز على جدول أعمال معلن ينحصر في كيفية الإعداد لمشروع الفيدرالية بين الدولتين السابقتين وفي نفس الوقت الإعداد لمشروع حكم محلي كامل الصلاحية في المحافظات وإعداد مشروع دستور يلبي ذلك ويعرض للاستفتاء.  إن الحوار خارج ذلك إنما هو تضييع للوقت واتساع للهوة، لهذا فالوطن وأبناؤه قد ضاقت بهم السياسات والمناورات من الأحزاب السياسية وعلى الشاطر أن يستوعب ذلك قبل فوات الأوان. عام 2011م ينبغي أن يكون عام الوحدة المنشودة والتي تتدرج حتى تصل للاندماجية ولو بعد عقود ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا أعلنت الإرادة السياسية من كافة القوى الفاعلة في المجتمع. والوقت لا يسمح بالمناورات وعلى السلطة أن تسبق المشترك في الإعلان عن الفيدرالية بين الشطرين بدلا عن الاندماجية أو على المشترك أن يدرك أن قوته مرهونة بسباقه على السلطة في إعلانه بل وعلى كافة القوى الأخرى أن تدرك أن تبنيها ذلك يجعلها في مكانه خاصة أمام شعبها.  عام 2011 ليس فيه مفاجأة بل مفاجآت بحجم وعظمة هذا الوطن فحين تقر الشراكة المتساوية بين أبناء الشمال وأبناء الجنوب وتنتهي المركزية وتفصل السلطات عن بعضها وتحيد القوات المسلحة بنفسها عن السلطة والمعارضة وتلتزم بمهامها الوطنية ويكون القضاء أساسه العدل وتستقل الصحافة ويعبر الناس عن آرائهم المختلفة دون خوف ويشبع فقير هذا الوطن قبل غنيه من ثروات هذا الوطن. ونرى وجوها بعضها نعرفها وأخرى خلقت خارج الوطن عادت فرحة لوحدتها المنشودة التي ضحوا وحرموا من البقاء فيها لأسباب مختلفة. وحتى يأتي عام 2011م لا يمكن أن نضيع يوما واحدا للتهيئة والإعداد الصادق لمستقبل زاهر للأجيال القادمة. فهل سنسمع خطوات أخرى مكملة في هذا الاتجاه أم سنظل نراوح أو نعاند حتى نفقد كل شيء فمن يسبق حمل المشعل ومن يتأخر يحرق نفسه.. فهل يصحو الشاطر من سباته وتصحو المعارضة من ترددها ويفوق الشعب صاحب المصلحة الحقيقية من خوفه.  فهل نحن بانتظار ثورة على النفس؟.. سبتمبر وأكتوبر القادمان ستكون الصورة واضحة للجميع.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign