الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    جدل وأصداء /
مثل الضالع.. يا رحمة الله

2010-05-12 14:35:50


 
كتب/ عنتر حيدر السقلدي كثيرا ما تعجبني مقالات الأخ نبيل الصوفي بل حتى كل كلمة وكل حرف من كلماته الحرة التي يسطرها على صفحات صحيفة "الوسط" الغراء وغيرها من الصحف. لكن ما أود قوله هو أنني هذه المرة وعند قراءتي لصحيفة الوسط والمقال الموجود بها للأخ نبيل أحببت أن أكتب هذا المقال وأتمنى أن يكون في نفس الزاوية التي كتب فيها الأخ نبيل لأني أريد أن أعلق فقط على الأسطر الاخيرة من مقاله من عند: لماذا حاشد؟؟ إلى آخر المقال، حيث أنه جعل مضمون تلك السطور في خلاصة ما أراد قوله في مقاله. أي أنه حاول أن يساوي بين حكم قبيلة حاشد اليوم وبين حكم أبناء الضالع للجنوب قبل الوحدة مع أن أبناء الضالع ما كانوا يحكمون الجنوب وحدهم أي أنهم لم يحتكروا المناصب العليا على أبناء الضالع دون غيرهم مثل ما هو موجود اليوم، هذا لكي أثبت للأخ نبيل أنه لا يوجد تشابه بينهما. أي أن قبيلة حاشد اليوم هي المحتكرة الوحيدة للمناصب العليا وهذا هو واحد من الفروقات الكثيرة وأهمها بين حكم حاشد والضالع وهو باعتقادي سيكون دليلاً كافياً لك يا أخ نبيل على أن الفرق شاسع بين الحاشديين والضالعيين في الحكم واحتكاره. مع أنك يا أخ نبيل حتى لم تذكر لنا أوجه الشبه بين الضالعيين والحاشديين في مقالك الطويل لكي تثبت لنا كلامك. لأني لا أحب أن أقول لك إنك قد شهدت زورا بقصد أو بدون قصد لأن هناك فرقاً كبيراً وكبيراً جدا بينهما في كل شيء وأيضا عندما تريد أن تشابه يجب أن يكون التشابه في حاجات كثيرة وليس العكس. وبالعودة إلى الفرق الذي أحببت أن أذكرك به وأتمنى أن يكون كافيا لك وللتشابه الذي أردت أن تصوره وهو غير موجود في الحقيقة هو احتكار المناصب، أي أن هذا الفرق هو واحد من الأسباب التي جعلت اليمن اليوم على شفير الهاوية إن لم يكن قد وصلنا إليها كما أنه يمثل الجزء الأكبر من المشكلة الموجودة اليوم وهو من دون شك في ذلك. كما أن هذا الفرق الذي اخترته لك كدليل قاطع على الاختلاف هو نفسه السبب الذي حذر منه الشيخ حميد الأحمر في إحدى مقابلاته مع الجزيرة الفضائية عندما قال ربما الرئيس قد يحال إلى المحاكمة في يوم من الأيام وعندما سألته المذيعة لماذا؟ كان جوابه لأن الرئيس اخترق القانون وانتهكه وجعل نفسه فوق القانون وذلك في احتكاره للمناصب العسكرية العليا وهي المهمة وذلك للمقربين له وبالتحديد لابنه وأبناء إخوته الثلاثة.. فهل يكفيك هذا الدليل الآن يا أخ نبيل لانه لم يذكر بأن أبناء الضالع كانوا يتناوبون على المناصب هم أو أبنائهم فهل كلام الشيخ حميد سيكون كافيا لك فقد شهد شاهد من أهلها.  ثم يا أخ نبيل ألم يكن الجنوب محكوماً من كل أبناء المحافظات الجنوبية بل وأضيف حتى حكمه من كان ينتمي بعضهم إلى المحافظات الشمالية مثل عبدالفتاح إسماعيل وغيره ومن كان أيضا على كرسي الرئاسة في الجنوب ألم يكونوا من لحج وأبين وحضرموت منذ الاستقلال إلى أن قامت الوحدة وألم تكن أيضا الوزارات والمناصب العسكرية العليا يرأسها أبناء كل المحافظات المديريات الجنوبية ولم تكن محتكرة لأبناء الضالع وحدهم، ثم ألم يكن القانون في الجنوب فوق الجميع رئيساً ومرؤوساً، قبيلياً وغير قبيلي ولم نسمع يوماً من الأيام أن ضالعياً وضع نفسه فوق القانون. ولم تسمع ولم تقرأ من قبل بان واحداً من الضالع قد توسط في قضية ما لشخص ينتمي إلى محافظة الضالع أو لأنه قريب له وهل سمعت أو قرأت بأن مسئولاً من أبناء الضالع سابقا أو حاليا قد بسط على أرض مواطن أو أخذ بيت مواطن أو تدخل لدى القضاء في حكم ما بعيدا عن القانون؟ طبعا لا. نعم يا أخ نبيل كان من أبناء الضالع ولا أنكر في مناصب عليا، منهم من كان نائب رئيس وآخر وزير الدفاع وغيرهم لكننا لم نسمع يوما بأنهم كانوا فوق القانون ولم نسمع بانه كان لدى صالح مصلح وعلي عنتر وعلي شايع ما يملكه اليوم ضابط أمن من حاشد أو من بكيل في اليمن بطولها وعرضها من الأراضي والأموال وغيرها. وكم هي البيوت والأراضي التي ورثها أبناء الضالع وأبناء المسئولين في ذلك الوقت من حكمهم ومكانتهم التي كانوا فيها؟ أي ما هي الأشياء التي ورثها أبناء مصلح وعنتر وشايع من حكم آبائهم للجنوب وما هي الحاجات الزائدة الموجودة في الضالع وغير موجودة في المحافظات الأخرى، أي هل كان الضالعيون يهتمون بالضالع فيمنحونها المشاريع دون غيرها من المحافظات مع أنها في ذلك الوقت كانت مديرية تتبع محافظة لحج؟ فكم ستكون برأيك نسبة هذه المديرية في المناصب؟! أي أنه لا يمكن أن تقول بان من حكم الجنوب هم وحدهم أبناء الضالع فقد حكم الجنوب من كل قرية ومديرية بالجنوب وكل حسب كفاءته وليس حسب انتمائه القبلي أما القصة التي ضربت بها المثل والتي حدثت في حياة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله عندما قلت بأن رجلاً من العصيمات قتل امراة من عدن وتدخل في القضية الشيخ عبدالله كشيخ للقبيلة التي ينتمي إليها القاتل من دون القضاء والرجوع بالقضية إلى المحكمة فتم حلها قبليا فلا أعرف لماذا ذكرتها مع أننا نعرف أن كل القضايا اليوم تحل عبر القبيلة وليس القضاء ولا نعرف لماذا ذكرها الأخ نبيل في مقاله كونها لا توحي بأن أبناء الضالع هم كذلك والقبيلة أساسا لا وجود لها بالضالع لكي يدخلها في الموضوع وأسأله هل حدث مثل هذه القصة التي ذكرها في تاريخ الجنوب والضالع بوجه خاص فهل سمعت مرة أن مسئولاً من الضالع أو مواطناً من الضالع قتل رجلاً أو امرأة من محافظة أخرى ولم ينل جزاءه ولم يحاكم في المحكمة لأنه من الضالع كما تعتقد؟ ومن متى كانت هناك قبيلة في الضالع؟ وليست القبيلة عيباً لكن هي الحقيقة أنه لا وجود للقبيلة في ذلك الوقت وإن كانت موجودة ليس كوجودها اليوم فوق القانون كل على حسب مكانة قبيلته فما كان موجوداً بالجنوب ليس سوى شيء واحد اسمه القانون يخضع له كل صغير وكبير أياً كان وابن من كان.. نعم هكذا حال أبناء الضالع وحال أبناء الجنوب كاملا. فهلا عرفت الآن يا أخ نبيل بأن هناك فروقاً كبيرة بين حكم حاشد اليوم وحكم من كان من أبناء الضالع في سلطة الجنوب، طبعا هذه الفروقات التي ذكرتها لك ما هي إلا القليل من ما هو مختلف عن حكم حاشد وأما إذا أردت أن أقارن لك بين النظام الحالي والنظام السابق للجنوب فإنه لا يسع المجال لذكرها وقد لا تكفي لها صفحة أو صفحتان ولا أحتاج لدليل أكثر وخلاصة مقالي لك بأن الضالع.. رحمة الله. عليها وعلى كل أبنائها ومن دون مبالغة في ذلك كما أنه يحق لكل شخص ينتمي إلى محافظة كالضالع الغنية عن التعريف أن يفخر بانتمائه إليها.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign