غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد        صنعاء تعلن فتح طريق البيضاء ـ الجوبة ـ مارب من طرف واحد      
    جدل وأصداء /
لماذا لايقوم متخذو قرار حرب 94 وحرب صعدة بعملية تطهير لذاكرتهم

2010-04-28 14:39:53


 
كتب/ د. محمد قيس   النقاط الرئيسية : 1- في الوقت الذي تتقدم الشعوب صوب التكتل والتوحد يحاول قادة الحراك الهروب إلى الخلف . 2- من ينكر واحدية معاناة اليمنيين في الماضي والحاضر لايرى ابعد من أهداب عينيه. من يقرأ كتابات الدكتور محمد حيدرة مسدوس  يحتار كثيرا لأمر هذا المثقف اليساري الذي أدمن القراءة والتنظير للصراع الطبقي وهي الأيديولوجية التي رضعها منذ نعومة أضافره على أيدي باذيب وفتاح والقادمين من المكتب السياسي للحزب الشيوعي في موسكو. وهنا تبرز علامات استفهام عديدة تتعلق بمنهجية الرجل العلمية ونشأته وثقافته وتجاربه ووضعه النفسي... ماهي أهدافه ؟ ومن هي الجهة التي يقوم بخدمتها ؟ ولماذا تحول من نصير للوحدة إلى النقيض ؟ ... فالتعمق في الإجابة على كل تلك التساؤلات يمكن أن يرشدنا إلى معرفة دقيقة بدوافع الرجل والأسباب التي تجعله يفهم الحقائق بالمقلوب . ومما لاشك فيه ان كاتباً هاوياً مثلي قد لايستطيع النجاح في تحقيق ما فشل فيه كثير من المثقفين والسياسيين لإقناع الدكتور بضرورة قيامه بعملية (فرمتة) لتطهير ذاكرته مما قد يكون علق بها نتيجة لأحداث القرن الماضي وجعلته لايستطيع استيعاب المستجدات على الساحتين الدولية والوطنية رغم أن قيامه بهذا يعد عملية صحية تماما ينصح ميرمجوا الكمبيوتر بإجرائها عند اختراق فيروسات لذاكرة الجهاز تخل بعمله الطبيعي. وعملية التطهير مهمة جدا في الطب حيث يقوم الاطباء بعد إجراء العملية بتطهير الجروح بمعقم مناسب لكي تلتئم ولاتدخل إليها الفيروسات الضارة بالجسم فتؤدي إلى فساد الجرح ومضاعفة معاناة المريض. كذلك ينصح علماء الاجتماع والسياسة بضرورة تطهير الذاكرة بعد كل حدث أو أزمة حادة تتم بين مكونات المجتمع المختلفة لأنها تخلف جروحا غائرة في الضمير وترسب في خلايا جسمه ومن ثم فان الحكماء يدركون ان استقامة وصفاء العلاقات مع كل من اخطأوا في حقه لايتحققان إلا إذا نجحوا في تطهير الذاكرة مما يكون قد علق بها من ضغائن ومرارات. من جهتهم ينبغي ان يقوم قادة المؤتمر والحزب الاشتراكي الذين شاركوا في إعلان حرب 94 بعملية تطهير لذاكرتهم وإصلاح الخلل وذلك بعقد مؤتمر تصالح وتسامح بين الطرفين ثم بعد ذلك يقدموا اعتذاراً للشعب لما لحق به من أذى اقتصادي واجتماعي ومعيشي وانهيار للعملة الوطنية وارتفاع الأسعار المهيل والعجز الدائم في الميزانية العامة للدولة وتدهور مستوى الخدمات والآلام النفسية التي أصيب بها المواطنيون في الداخل والخارج طوال فترة الحرب ... ولكي تكون الذاكرة نظيفة ينبغي أن يعيدوا الأموال التي نهبوها من البنوك المختلفة إلى خزينة الدولة.  ولاينبغي فهم الاعتذار بأنه عيب لان هذا أسلوب حضاري يمارس في مختلف بلدان العالم قديما وحديثا. وما دام هذا المقال يتعلق بقراءة لآراء نابغة عصره ووحيد زمانه في التضليل والجدل العقيم حول الدجاجة والبيضة  أي الدكتور مسدوس فيجدر هنا وعبر صحيفة الوسط "واسعة الصدر " التذكير بالحقائق التالية :- -    رغم اتفاقنا معه في إدانة الحرب أيا كان شكلها ولونها ورائحتها الا أننا نختلف حول المبالغة في تصوير المواجهات المسلحة التي حدثت في صيف 94 وكأنها حرب من الحروب العالمية الكبرى وليس مجرد مناوشات عسكرية متفرقة حدثت هنا وهناك. فتلك الحرب المشئومة حدثت بين فرقاء الوحدة المتصارعين على السلطة - ايا كانت الشعارات التي رفعت : الدفاع عن الوحدة ، الشرعية ، العدالة ، المشروع الحضاري ...- ولذلك كل الكتابات والتحلبلات للحرب كانت تضعها في خانة الحروب الأهلية ولم يكتب احد أنها حرب دولية أي بين دولتين مستقلتين. -    أما إنكاره للوحدة الوطنية بين اليمنيين وواحدية النضال الوطني فلاشك انه من أعراض تلف الذاكرة وفسادها فالحقائق التي تثبت عكس ما ذهب إليه لاتحصى، فعلى سبيل المثال لا الحصر :  بناء عدن ذاتها كمستعمرة بريطانية تم على يد يمنيين من مختلف المناطق والملفت للانتباه أن الانجليز أنفسهم لم يكونوا يميزوا بين تعزي او صنعاني او بيضاني او ابيني او حضرمي ما دام أن الجميع كانوا يؤدون أعمالهم بحسب المطلوب .  الحركة الوطنية الجنوبية في فترة الاستعمار تكونت من قيادات جنوبية وشمالية.  الحركة الوطنية ضد نظام الإمامة في الشمال اشتملت على عناصر شمالية وجنوبية.  بعد ترسيخ النظام الجمهوري في صنعاء تشكلت حكومة من عناصر شمالية وجنوبية.  بعد استقلال الجنوب رفعت الحركة الوطنية شعار الوحدة وكان أعضاء الحكومة في عدن من الشمال والجنوب. قيادات الحراك الحاليين خليط من الشمال والجنوب.  قيادات الأحزاب الرئيسية العاملة على الساحة قديما وحديثا من مختلف المحافظات.  قبل الوحدة كان كبار التجار ورجال الأعمال في صنعاء والحديدة من حضرموت وعدن وشبوة .. الخ.  أبناء الأسرة الواحدة يتواجدون في مناطق مختلفة من اليمن الطبيعي فآل قيس مثلا موجودون في حاشد وحضرموت واب وشبوة وصعدة وكذلك بنو عامر يسكنون في مختلف المحافظات. بازرعة موجودون في صنعاء والحديدة وعدن وايضا باحاج واليافعيون والعوالق , ...و .... الخ. في ضوء ما سبق يمكن الإشارة إلى نقطة مهمة هي أن مسدوس وأنصاره يقدمون للنظام خدمة جليلة لأنهم دفعوا الكتاب مضطرين للتخندق خلف مقولات حماية الوحدة من التفكك مما أدى إلى تراجع الانتقاد الموجه للفساد ومشروع التوريث الذي كما يبدو ، يطبخ على نار هادئة ، بمعنى ان أولويات الجميع أصبحت الدفاع عن الوحدة. إن هؤلاء قد اضطروا المواطن لتجرع سم الفساد باعتباره اخف ضررا من المشروع الرجعي الهدام للرفيق مسدوس.  وإذا كان رفيقنا لايعتبر نفسه جزءاً من اليمن ومن ثم لايعترف بالوحدة الوطنية التي تجمع بيننا جميعا فان الملايين يشعرون بأنهم كيان واحد تجمع بينهم عوامل مشتركة كثيرة ويؤمنون ان الوحدة عزة وكرامة مهما كانت الصعوبات التي تواجه المواطن بسبب الفساد الذي يمارسه المسئولون في الدولة ويرعاه النظام الحاكم. إن الملايين استفادوا من تحقيق الوحدة لأنها وسعت سوق المنتجات الزراعية وسوق العمل وسوق المنتجات الصناعية والسمكية ونشطت حركة التجارة الداخلية والخارجية... والقلة القليلة مازالوا يعيشون في ذكريات الحرب الباردة لأنهم لم يطوروا ذاكرتهم لتساير التقدم الهائل الذي حصل في العالم . والسؤال الأخير الذي يبرز في هذا الصدد هو ما هو الفرق بين مسدوس وزعماء حرب 94 ؟ طبعا كلاهما يتساويان في درجة الخطورة، فالأول استخدم قذائف كلامية ونظر للفوضى والقتل أما أولئك فقد استخدموا الرصاص لحسم المعركة لأنهم وقعوا تحت تأثير المنظرين التحريضيين أمثال مسدوس. للدكتور راشد عبد الرحمن (!!!!) مع خالص التقدير -    أي عاقل لن يقبل أن يقوم نشطاء الحراك بالاعتداء على الأبرياء وقطع الطريق ونهب المتاجر والممتلكات ولهذا إذا كان هذا يحدث بين أبناء شعب واحد " بين قوسين يمنيين " فماذا سيحدث اذا نزلت ليلة القدر على الحكام العرب وقرروا قيام وحدة بين الدول العربية .. هل يستطيع اليمني التعامل مع هذا الأمر بايجابية ام سيظل منعزلا في مناطقيته وقرويته كما حدث في السابق حين فضل الهروب إلى رؤوس الجبال الشاهقة للاحتماء من أي خطر متخيل ، داخلياً أو خارجياً.  -    ينبغي التأكيد للقارئ أن كاتب هذه السطور لا يعيش في ماضٍ مفترض ولايعبر عن أي موقف أيديولوجي على الإطلاق وانه ينتمي إلى جيل الثورة .. ولا ندري بالضبط من هو الشخص الذي لم يستطع التعايش مع الحاضر ومتطلبات العصر هل هو الدكتور قيس أم المدافعون عن عصابات الردة المطالبة بالعودة للماضي سيء الصيت. -    كلام السيد البيض عن إعدام فتاح ذكره في مقابلة مع قناة الـ(بي بي سي) أو الحرة حيث ذكر ان الرجل اعدم بعد محاكمة ( ....) أرجو ان تعود لموقع القناتين على الانترنت لعلك تجد المقابلة مكتوبة ثم شغل مخك وفكر في من تكون الجهة التي تستطيع محاكمة وإعدام شخص بحجم عبد الفتاح إسماعيل غير الفريق المنتصر في ذلك الصدام الدموي. ثم لاتنسى أن البيض خطب وصرح كثيرا ، خلال الفترة من 1990 إلى نهاية 1993 ، عن مشروعه الحضاري وبناء الدولة الحديثة والتقدم والتنمية وثيقة العهد والاتفاق و...و... وقادنا ذلك التهريج إلى حرب 1994 والآن عاد من قبره ليكرر نفس الاسطوانة ولكن بنغمة مناطقية رجعية يعلم الله إلى أين ستقود هذا الشعب المسكين. وهذا ليس جديداً على السيد البيض، فعندما كان يطلق لسانه للتنظير البيزنطي قبل إعلان الوحدة تنتج عنه أزمة حادة بين الرفاق ابتداءُ بقحطان الشعبي ثم سالمين والحرب بين الشطرين وأخيرا مجزرة 1986.  -    أنت تعلم جيدا ان اتحاد الدول بكل مؤسساتها وهيئاتها و...و... ليس مسألة سهلة ولاتخضع للسذاجة او العاطفة الجياشة وان هذا العمل يترتب عليه تبعات والتزامات تجاه الداخل والخارج ، لذلك فالمسألة ليست لعبة ، يدخل الأطراف في وحدة اندماجية كاملة ثم بعد أسبوع أو شهر يقوم طرف او طرفا الوحدة بفك الارتباط والعودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه أيام داحس والغبراء ، فالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تكونت من مستعمرات  كانت خاضعة للسيطرة الاسبانية والانجليزية والفرنسية وبعد استقلالها في 1776 وإعلان دولة جمهورية اتحادية فدرالية لم تستطع أي ولاية الخروج من الاتحاد رغم وجود اختلافات عرقية ودينية ولغوية، لأن الحكومة الاتحادية دافعت عن كيانها ووحدة أراضيها ضد الأسبان والفرنسيين والبريطانيين وغيرهم ولذلك مازالت صامدة منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا وغدنا الآتي . فالشعب الأمريكي ما يزال يفتخر بوحدته رغم مرور أكثر من مائتي عام أما في الحالة اليمنية فيظن بعض القادة أن الوحدة مجرد نزهة ينهيها بسرعة قبل أن يجف حبر الاتفاقيات الثنائية والدولية والسبب يعود إلى جو صنعاء البارد الذي تسبب في إصابته بحساسية خطيرة لاتعالج. -    لقد حمٌلت كلامي مالايحتمل وأولت محتواه بطريقة تعسفية تفتقد النية الحسنة والموضوعية ، فمن الواضح أن العاطفة ذهبت بك بعيدا عند قراءتك لمقالي ورغم ذلك أشكرك كثيرا على اهتمامك بقراءة المقال وأعذرك لتحمسك الزائد تجاه بعض النقاط ، وليس من الإنصاف أن تستغل بعض الفقرات استغلالا انتهازيا لتسجيل هدف تسلل في مرمى محاورك، فما قلته في مقالي انه لاتستطيع أسرة ما أو مجموعة من الناس أن تدعي أنها تمتلك محافظة آو منطقة معينة ليس في أبين ولحج وعدن بل في عموم الجمهورية لان جميع المدن يسكنها خليط من البشر ، وصنعاء مثال بارز أيضا.  أما الإشادة بموقف الإمام يحي تجاه تمرد الزرانيق فهذا حدث تاريخي مدون في مختلف الكتب وهو موقف طبيعي يمكن لأي زعيم أن يقوم به لكي يحافظ على دولته من الانهيار ، ولست خائفا من احد حين اذكر هذا المثال. -    انصر أخاك ظالما أو مظلوما .. فإذا كنت تحب مناصرة نشاط الحراك فوفقا للحديث يجب أن تنتقد سلوكهم الهدام من اجل منعهم عن ارتكاب الظلم ضد الأبرياء المتواجدين في لحج آو أبين أو حضرموت طلبا لكسب لقمة العيش بطريقة مشروعة. -    لا يدري المرء ما هو مصدر تفاؤلك بأن الفوضوي التي يقوم بها الحراك حاليا "ستنجب مولودا سليما معافى يوزع خيراته على أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه ... " وياللعجب لشخص يحمل مؤهلاً علمياً عالياً يطرح مثل هذا الكلام رغم العلم بان علماء المنطق والاجتماع الذين يحبهم يؤكدون أن المقدمات الخاطئة ينتج عنها بالضرورة نتائج خاطئة ... فمن أين يأتي الخير من حمل مشوه من أساسه وعلامات ذلك بارزة للعيان في أكثر من مجال لاينكرها إلى صاحب مصلحة ضيقة. وما يؤكد ذلك هو تاريخ محافظات الضالع وأبين ولحج المليء بمحطات التمرد المتواصل ولم يستطع إخضاعها حتى الحزب العتيد الذي كان يعد من أقوى الأحزاب الشيوعية خارج حدود الاتحاد السوفيتي.  -    الصحف ليست المكان المناسب لنشر الأبحاث العلمية ويفترض انك تعلم ذلك خاصة ان اسمك مسبوق بحرف دال " مجهولة الهوية " ، فلماذا تطلب من غيرك عمل شيء أنت ذاتك لاتلتزم به، ثم إن محاورك لايفضل الكتابة في الصحافة إلا فيما ندر ومن اجل تغيير منكر ما والمشاركة في الوقوف ضد السياسات الهدامة والأعمال القبيحة أيا كان مصدرها, 




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign