غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد        صنعاء تعلن فتح طريق البيضاء ـ الجوبة ـ مارب من طرف واحد      
    جدل وأصداء /
الحرب على القاعدة والمصالحة التاريخية ..أو الطوفان (1-2)

2010-02-02 17:40:20


 
 كتب/د.عبدالرزاق مسعد سلام   تطورات دراماتيكية شهدتها بلادنا اليمنية بجنوبها وشمالها وأصبحت منذ الخمسة الأيام الأخيرة لعام 2009م وأوائل العام الحالي 2010م تتربع وتتصدر الأخبار الأولى في السياسة الخبرية للصحافة والقنوات الفضائية والإعلام الغربي في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا بغربها وشرقها وفي وسائل الإعلام العربي والإسلامي والدولي ولعل أبرز تلك التطورات هو الهجوم الجوي الذي تم بالتنسيق بين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والدولة اليمنية على ما سمي بالقاعدة في قرية وجبال المعجلة في محافظة أبين واستطاعت هذه الهجمة الجوية قتل ما يقارب الخمسين من شيوخ ونساء وأطفال المنطقة. ولقد اثبتت الأيام بعدها وحتى بعد الهجمة الجوية على شبوة بأن الوقوع في الأخطاء لمثل هذه الهجمات تجاوز حدودها إلى حد الجريمة الأخلاقية والإنسانية والوطنية المرتكبة ضد مواطنين أبرياء، ونتساءل مرة أخرى هل تبرر تلك الهجمات على سكان يعدون بالآلاف لغرض استهداف خمسة أو عشرة أو حتى مئة من القاعدة، وبدون معرفة الرأي العام بأن هذه المناطق قد تحولت بيوم وليلة إلى ساحة حرب وأهداف جوية للدولة اليمنية وللدولة الأمريكية العظمى ومستباحُ أهلها وأرضها ومراعيها وكأن الحلول السهلة الأخرى قد  جُربت ونفدت جدواها؟ خلال يومين من الهجوم الجوي فقط تبرز على الساحة الإعلامية العالمية حادثة الانتقام للنيجيري عبدالمطلب والذي فشلت عمليته الانتحارية التدميرية للطائرة المتوجهة من أمستردام عشية أعياد الميلاد والتهويل الذي صاحب ذلك واستنهض الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته السيدة كلينتون التي صرحت باعتبار اليمن الخطر الأول على أمن وسلامة أمريكا والعالم، بعد إشاعة دخول ست شاحنات مليئة بالمتفجرات صنعاء مستهدفة السفارات الغربية ومصالحها، ثم الإعلان عن إغلاق عدد من السفارات الغربية لمدة يومين... وفتحها بعد مداهمة مواطنين وقتلهم في  أرحب لا زالوا أبرياء حتى اللحظة  ثم إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أرسالها 30.000 جندي للتدخل في اليمن ، وتتولى الأحداث والضغوطات الغربية على الحكومة اليمنية والتي كان آخرها إعلان رئيس الوزراء البريطاني جولدن بروان أن بلاده سوف توقف الرحلات الجوية من وإلى ، وثم تظهر النتيجة الحتمية لكل تلك التطورات الدراماتيكية بإعلان مؤتمر لندن ثم انعقاده في 27 من يناير من عامنا الجديد بدلاً من 28 منه . ومن روح بيان اجتماع لندن وخطاب وزيرة الخارجية الأمريكية يبدو جلياً بأن المجتمع الدولي والإقليمي الحاضر في المؤتمر  والذي زاد عدد المشاركين فيه على عشرين دولة من الدول ذات الوزن الثقيل قد أخذ على عاتقه بدرجة رئيسية ومع الحكومة اليمنية وضع الحلول الجذرية لما تعانيه البلاد من أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية مزرية ،إن جوهر تلك الأوضاع هي المسألة السياسية والحكم والعدالة وحرب صعدة في الشمال المستمرة إلى اليوم وقضايا الجنوب الذي يعاني من المظالم حسب تعبير السيدة كلينتون والإصلاح الاقتصادي حسب البنك الدولي والفساد المستشري دون رادع من الدولة والمجتمع والحرب على القاعدة في اليمن . وفي هذه الدراسة أو المقالة المتواضعة نتناول بطريقة الأحداث التاريخية والنقدية لقيام تنظيم القاعدة والحرب على أفغانستان والحادي عشر من سبتمبر 2001  ، والحرب الدولية على الإرهاب ومؤتمر لندن ايجابياً وخيار المصالحة التاريخية بين العالم الغربي من جهة وطالبان والقاعدة من جهة أخرى والمصالحة التاريخية بين اليمنيين بشكل عاجل على قاعدة الحق والعدل وإلا ... الطوفان ؟ تكوين القاعدة: نظرة تلقائية وبديهية لا تحتاج إلى اجتهاد كبير عن تكوين تنظيم القاعدة تؤكد بأن المنضوين في إطار هذا التنظيم المسلح والمنظم بصورة متقنة كان نتاجاً موضوعياً وذاتياً لاحتلال الاتحاد السوفيتي لبلاد افغانستان في شهر ديسمبر من عام 1979م من القرن الماضي (( ففي 27 ديسمبر من عام 1979م نُفذ الأمر الرئاسي السوفيتي الصادر عن ليونيد برجنيف رئيس الاتحاد السوفيتي باجتياح جيوش الاتحاد السوفيتي البلاد الافغانية)). لدعم أنصارها الشيوعيين بقيادة ببراك كرمال الموالي للسوفيت. ومن المعروف أنه في هذا الزمن كانت الحرب الباردة على أوجها بين دول المنظومة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي وبين بلدان الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكان من مصلحة الولايات المتحدة استغلال هذا الحدث الاستثنائي وإتقان إدارته والتحكم به واستثماره الاستثمار الأمثل حتى وصل إلى أقصى مداه ومثل البداية الفعلية مع عوامل أخرى عميقة عاشها الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية وأدت بهم إلى السقوط المدوي التاريخي الكبير. وفعلاً استطاع الغرب تعبئة العالم العربي والإسلامي بكل إمكانياته المادية والروحية تحت شعارات الخطر على الشعب الأفغاني الإسلامي والخطر على الإسلام بشكل عام واستطاع تجنيد حلفائه من الحكام في أهم وأكبر الدول الإسلامية والعربية، وقامت أجهزة الغرب الإعلامية التابعة لأكبر إمبراطورية إعلامية أمريكية وغربية من قنوات فضائية وصحافة وشبكات تلفزيون وإذاعات وكالات أنباء عملاقة مدعومة من النظام العربي والإسلامي الإعلامي الغيور على الدين الإسلامي وتمكنوا من التأثير الهائل على الشارع العربي والإسلامي وتعبئته تعبئة دينية وعسكرية وصدرت الفتاوى عن شيوخ الإسلام بالجهاد بالنفس والمال وفي مقدمة هؤلاء العلماء والشيوخ الأجلاء ((إبن باز، وإبن عثيمين، والألباني، وحسن أيوب وسعيد حوى، وصلاح أبو إسماعيل وعبدالعزيز عبدالستار)) وشيوخ الأزهر و مشايخ اليمن الأجلاء وفي مقدمتهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني وآخرون كثر واعتمدت الموازنات المالية وفتحت المعسكرات للتطوع في العديد من البلدان الإسلامية وفي طليعة تلك الدول المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر والأردن وسوريا والجزائر والجمهورية العربية اليمنية قبل الوحدة اليمنية وما بعدها... وأصبحت دولة باكستان المزار التاريخي لكل المتطوعين من كل أرجاء المعمورة حيث تم تنظيم وتدريب المتطوعين بعشرات الآلاف وأرسلوا إلى الحدود الافغانية الباكستانية هناك حيث استقبلتهم فصائل المجاهدين الأفغان الذين يحاربون ويقاتلون المحتلين الروس. استطاعت هذه الدول التحرر من الآلاف من أعضاء الحركات الإسلامية المتطرفة التابعة للإخوان المسلمين في العديد من البلدان والتي قامت بعمليات إرهابية واسعة في العديد من البلدان وخلق هذا وضعاً مناسباً للإسلاميين الرديكاليين لتوحيد أنفسهم والانطلاق من أرض واسعة هي بلاد افغانستان وباكستان الواسعة وكان أكثر هؤلاء قد جاءوا من مصر، الأردن ودول الخليج واليمن.. وساعد ذلك الحدث مؤقتاً على توقف نسبي كبير للعمليات الإرهابية التي طالت السواح الأجانب في مصر والأردن الخ. على أن العدد الكثير ممن جندوا مثلوا الجانب الطاهر والأمين المدافع عن الإسلام وأهل الإسلام وكثيراً من هؤلاء كانوا يعانون من مظالم الأنظمة العربية والإسلامية والعصية العنصرية للحكام وعدم المساواة في بلدانهم... إلى جانب الفقر الدائم في حياتهم.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign