الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    ثقافة وفكر /
البرد وني.الذي لا مس ببصيرته وتذوق الألوان

2010-04-14 14:45:46


 
سُئل عن وجهة  نظره في قضية.فرد بسخرية سياسية " ما بش مِعي وجهة نظر..أنا أعمى":  * محيي  الدين جرمة  حينما سُئلت امرأة من داغستان: من أين أنتِ؟ أجابت : " أنا من بلد رسول حمزاتوف" ومثلما تجسدت هوية المعنى الإنساني لقيمة وميراث الشاعر في نظرة امرأة.مثل الشاعر الراحل عبد الله البرد وني ولا يزال في وجدان مجتمعه وذاكرته الثقافية قيمة عليا من الحب.والتقدير العميق.والراحل البرد وني بقي من محبي الكويت التي بادلته بالمثل من خلال علاقته الوجدانية وما أولته مجالس الثقافة فيها من نظرة إكبار. ولفتات قدرت عطاءه ومكانته كأي مبدع عربي حقيقي.احتفت به الكويت في حياته وما فتئت بمؤسساتها ومثقفيها تودعه بتأبين يبكي فراقه.وكما يليق به من قامة رثته على طريقتها.هكذا شعرت الكويت عبر مثقفيها بحجم الغصة والحزن الذي لمسناه نحن في اليمن والمشهد الثقافي العربي الذي كان البرد وني ولا يزال يمثل حضورا أليفا فيه وسفرا كأيامه الخضر في واقع جديب.وبقي شاعرا وراء كبيراً بحجم البرد وني  كغيره من المبدعين العرب الذين كان يمثل فيهم آخر قلاع الكلاسيكية الحديثة.وظلت الكويت بمبادراتها في الاهتمام لم تأل جهدا في تقدير إبداعاتهم الأثيرة بنظرة الإعجاب والحب.وحيث كان البرد وني يرغب في التعبير عن جل ما يصدر عنه من آراء ومواقف جريئة وشجاعة بصدق وبطابع من الجدة والأسلوب والتجديد.الذي استطاع أن يتماس عبره بحداثة كتبها من "داخل التراث"كما سبق ورأى الكاتب البحريني حسن مدن.وقد امتاز شعر البردوني بتعدد أسلوبي يحتاج أن يقرأ اليوم من زوايا مختلفة.نظرا لثرائه وتجريبه على صعيد الصورة وتجريب عين الأمكنة ومختبرات المعنى الصادم.في علاقته باللغة وسماتها المتحولة في تجربته وشعرية أعماله الكثيرة في نوعيتها.وظل الرجوع إلى استعادة البردوني عبر القصيدة مثار أسئلة وحيرة لا تمل التحديق في ضفاف المعنى.كتب بأسلوب ساحر اللغة والتصوير واتساع الأفق.وبحجم رؤيته العميقة تم تجسيد معاناة شعبه.كما عكس ويعكس سمة العمق والارتفاع بموهبته.بقدر حرصه على أهمية أن يكون محسوبا.وذا فائدة.كل ما يقوله ويكتبه. وما يتحدث عبره بفراسته المعهودة وبديهته المستظرفة توليد المعاني واستطرافها بوقع المناسبة أو الحال الذي تقال فيه.أو تفرضه دلالة الموقف.فكان أسلوبه معجون بالفكاهة والعمق المعرفي والفكري.اتسم أدبه بجمال النظرة وعين الناقد الواصف إن رأى.ببصيرته التي لا مست ما عجز عن الوصول إليه كثير من المبصرين. ميالا إلى النكتة الساخرة في سياق حضوره.الندوة.وأمسية الشعر.وصباحيات المطر.أسقط رؤياته وعبرها على أفعال تلك - السياسات العمياء - ا لتي تحكم وما تزال.ليقول رأيه فيها بشجاعة وخالقا هامشا لمفهوم الحرية داخل فعل الكتابة.والتمرد بالمعنى الشعري.والفني.رأى وقيم.ولم يتحفظ عن القول.بحكمته النقدية الجارحة أحيانا بفنها.عرف تيارات وشهد احتدامات وأيدلوجيات وأفكار.منها ما بقي على يساريته.ومنها ما جنح إلى أصولية رثة.ورجعية ارتبطت بذيول وأبعاد.فعطلت مسارات مجتمعها عقودا.سدت آفاقا.وشردت عصافير.وجرحت أغان كثيرة.ونفت حدائق خارج المطر.أدرك البرد وني أنه كان يمكن للحرية أن تخترق جدراً وعوازل. وفي فترات اعتقل فيها في السبعينيات كان لا يقول قصيدة جديدة.إلا ويحمل "بطانيته" على ظهره.فهو كان يعلم بأنه ماض لا محالة إلى سجنه.كضريبة لقول قصيدة.تستحق العرس.كما ينبغي.وكان فيها ما فيها من القول ومتعة المصارحة.بموقف الشاعر النبيل.الذي قل أو توارى اليوم.إنه البرد وني لمن عرفه من أجيال.أكثر وضوحا من التجريد.وفي الاقتراب منه تلمس الطبيعة في دفء الربيع.ولطالما امتلك الجرأة.وزمام المبادرة.في الصمت مثلما في الكلام أيضا.إلا أنه لم يسكت أبدا.سوى عندما قضى فكان صادقا برحيله..  آخرا لا أخيرا ...لا أجد ما أختم به سطور كلماتي في هذه الوقفة.سوى الإشارة إلى موقف طريف وجميل ينم عن موهبة البردوني العظيمة.حتى في طريقة إبداعه النكتة.وأسلوبه.وطريقة ومغزى ما يقول.لا سخرية من نفسه وهو الأعمى البصير الذي تهذبت النظرة.على يده.وبرؤيته.كتب الشعر الجميل ولا مس  الألوان وتذوقها أيضا..وذات مرة حينما سئل"  ما هي وجهة نظرك يا أستاذ عبد الله في الموضوع الفلاني."حينها رد البرد وني بدارجة يمنية بسيطة.لكنها حملت طابع العمق والنكتة التي تشي بسخرية سياسية  فتسقط على واقعها دلالات بليغة المعنى  قائلا :" ما بش معي وجهة نظر.. أنا أعمى "؟  ترى هل كان الراحل البرد وني يستشرف بإجابته تلك عما ء السياسي اليوم.والذي لم يصنع سوى تراجيديا لحظة تعيشها اليمن.فلم يبق من مكان لوجهة نظر أو رؤية للخروج من مأزق تعيشه اليمن وما تحاصرها من أزمات ومشكلات داخلية لا يكاد يزاحم في صناعتها أحد.سوى من لا يزالون يبدون مكابرة طوال ما يقرب من عقدين على وحدة تمت بين خصما ء سياسيين.وها هو البلد يشهد حالة من الإحباط.تكاد تصيب الناس اليوم.بكآبة مزمنة.وبسبب استهداف حقوق المجتمع والأفراد.ونهبها بمثبطات سلطوية قامعة.إلى غير ذلك من إصرار وترصد من قبل من يحكمون.دون مسئولية أو عقاب.مع مراوحة في تركيز آلية العمل الحكومي ليس من أجل تحول المجتمع إلى الأفضل كما يزعمون.بقدر ما يهمهم تنمية الفساد.وتخصيبه في مفاصل المجتمع ونهب ثرواته.حتى غدا الفساد أو يكاد : هو المؤسسة الوحيدة في البلد. ؟! jh_send@yahoo.com  




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign