إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر      
    ثقافة وفكر /
الروايات: الدين ... السياسة ... الجنس!

2010-03-31 16:40:30


 
* تركي الدخيل الرواية السعودية باتت هي المكان الرئيس للتعبير الاجتماعي الحقيقي!  أكثر من أربعمائة رواية سعودية نزلت خلال الفترة القصيرة الماضية. كانت الروايات جريئة، تناولت شتى الموضوعات الحساسة، وعلى رأسها التابوهات الثلاث: "الدين، والجنس، والسياسة". تناولتها بإسهاب. قيمة الرواية أنها تقع على الثقوب المهملة، وتدخل إلى السراديب، وتضع يدها في الجيوب التي علاها الغبار، فأثمرت عن ركام كبير من الروايات. إنني أعلم أن الكثير من الروايات مستواها ضعيف، بنيةً أو أسلوباً، أو لغةً، أو حتى على مستوى توزيع الشخصيات، وطريقة الحوار، وجمال الأسلوب، لكنني أنظر إلى تجربة السعوديين مع الرواية من الزاوية الإيجابية.   الزاوية الإيجابية أننا دخلنا إلى عالم التعبير، ووجد الشباب والفتيات في الرواية فرصة للتنفيس عن أنفسهم، وإذا كان التعبير بطريقة مباشرة يشوبه الكثير من المخاطر، فإن تكوين شخصيات وصناعتها ونحتها وتكليفها بإقامة حوار اجتماعي أو فكري أو ثقافي أو ديني داخل الرواية كانت بداية للدخول إلى عالم التعبير والتنفيس. لقد اختنق المجتمع السعودي، وكأنه أشبه بالذي كان مكبوتاً لمدة ثلاثين سنة لا يستطيع أن يبوح بآرائه حيال ما يراه خاطئاً، وما يراه صواباً، وبعد أن جاءتنا نعمة الإنترنت الذي فكك الكبت والقمع والتكميم ثار المجتمع دفعة واحدة، فأصبحت الرواية عبارة عن "همس" ولكنه همس بصوت مرتفع.  إذا استذكرنا زيادة الأسماء فإننا لا يمكن إغفال اسم عبدالرحمن منيف كروائي سعودي استثنائي، وكذلك غازي القصيبي الذي منح الرواية بعداً جديداً وأدخل السجال الفكري الاجتماعي الصامت داخل نصوصه وبالذات في "شقة الحرية"، كما أن ثلاثية تركي الحمد "العدامة، الشميسي، والكراديب" كانت خسفاً على المستوى الفكري قبل أن تكون إضافة على المستوى الأدبي، حملت الكثير من التقويض، وضمت حوارات فكرية لمرحلة "الشيوعيين" في السعودية، وهو تاريخ لم يكتب عنه بعد.   قال أبو عبدالله غفر الله له: أعجبني كلام الباحثة النمساوية "إلجا مارتينز وينبيرجر" عن الرواية السعودية وضرورة توجهها للترجمة حينما قالت: "هي حقيقة أنك تستطيع ولا تستطيع مناقشة هذا الموضوع، موضوع الحكم على الرواية السعودية، فهي مذهلة، ودولياً كثيرون مذهولون بالروايات في المملكة، ولكن الإشكالية هي في الترجمة، لا توجد أعمال أدبية مترجمة بالقدرالذي يتيح لك الاختيار". وأظن أن الترجمة ستفتح أعين الناس على الهمس الجماعي والحراك القوي في السعودية، إن الرواية السعودية تعبير وصراخ ... صراخ مجتمع يبحث عن ذاته، ويريد أن يشق طريقه نحو التطور والانعتاق من براثن الانتماء للعالم الثالث.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign