د. الغذامي: الحداثة فشلت في الوطن العربي وبقيت الرجعية
2009-11-11 15:29:58
قال الناقد السعودي د. عبدالله الغذامي إن النسق المتشعرن الناجم عن الفخر بالخطاب الشعري العربي (ديوان العرب) انعكس وصبغ الذهنية العربية لجعلها متشعرنة تتصرف كما لو كانت هي الأفضل وأن هذا النسق المتشعرن في الثقافة العربية أفرز أشكالا من الطغاة والديكتاتوريين السياسيين والاجتماعيين وغيرهم مثلما أفرز من قبل جيل (الأنا الفحولية) عند الشاعر.
وأثار صاحب كتاب "الموقف من الحداثة" الصادر عام 87م في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" مؤخرا أن التحول المعرفي الثقافي العالمي حول الثقافة الإنسانية كلها من مرحلة الحداثة إلى مرحلة ما بعد الحداثة، معتبرا أن الذي يظل حداثيا إلى الآن رجعيا ومتخلفا ثقافيا ومعرفيا لم يتحول مع المعطيات الجديدة ودخل تقليدية وأصولية أخرى ضاربا مثالا على ما أسماها الرجعية الحداثية العربية بنموذج أدونيس (علي أحمد سعيد)، وأضاف أن الحداثيين بقوا في المحطة بينما القطار مضى وتركهم خلفه.
وزاد أن الحداثة في الوطن العربي فشلت في تحقيق مشروعها لأنها كانت جزئية في إطار التجربة الشعرية أكثر منه من أي تجربة أخرى كما في التجربة السياسية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية التي حد قوله لم تلامسها متغيرات الحداثة، في الوقت الذي نجحت في دول نمور آسيا.
وعن سمات ما بعد الحداثة قال تتوفر في التنوع الفسيفسائي للظاهرة البشرية ووصول الثقافة إلى فهم أن البشر مختلفون ثقافيا وعرقيا وعقائديا وأن هذه الاختلافات ليست علاقات نقص وإنما علامات كينونة بينما الحداثة طرحت المفهوم الكلي للتقدم معتمدة على الأنموذج الغربي للديمقراطية والليبرالية والعقلانية بأنه الأنموذج الأوحد للتقدم البشري، لافتا أن هذه المفاهيم الثلاثة أفرزت مزيدا من الحروب والمجاعات وأزمات في المناخ والطاقة وغير ذلك ولم تحقق وحدة بشرية كونية في اتجاه مفاهيمها الثلاثة.
