واكد عدم اتفاقه مع تعريف "غرامشي"
قال الكاتب الدكتور محمود الضبع :" ان العولمة السلوكية البشرية لعبت دوراً في استصعاب تصنيف هوية المثقف ومعايير الثقافة وان التحولات العديدة التي شهدتها الثقافة في ظل تكنولوجيا المثلث الخطير وأضلاعه (زرع الخلايا - الهندسة الوراثية - الإنسان الآلى)، اعادت تشكيلها في ظل العولمة التي طرحت فكرة شعوب تصدر ثقافة وشعوب تستوردها، فأصبحنا في ازدواجية نرفض بوعينا الوافد من الغرب وبداخلنا نطبقه.. نقرأ النص بوعي عربي ونحاكمه بنقد أجنبي!!" و أشار في ندوة تحت عنوان "ماهية المثقف وماهية الثقافة" ناقش فيها كتابه الجديد - الذي لم يطبع بعد - تدور فكرته حول ماهية المثقف والثقافة انه توصل إلى عدة أنماط لثقافة الإنسان اجتهد في طرح فكرة المثقف طبقا لمنهج محوري دائرة العمق به هي مجال التخصص، وتتسع الدوائر الأخرى لتشمل معارف أخرى مؤكدا عدم اتفاقه مع ما ذهب إليه الايطالي انطونيو غرامشي من تقسيم المثقف الى نوعين عضوي ووظيفي لأنه بحسبه لا يكفى للحكم فى ظل تراجع المثقف الحقيقي وبعده عن الأضواء.. واضاف أن توصله إلى عدة أنماط لثقافة الإنسان جاء عن طريق التحليل الجامع المانع قائلا "أولهم (ثقافة الجهل) التى تجعل المرتكزات تمارس بشكل متشابه على خريطة ثقافية جغرافية مثل قضية الثأر.. ثم (ثقافة الموروث) وهى ناتجة عن عقائد وتربية معينة متعلقة بداخلنا نحملها معنا في أي مكان.. (ثقافة المكان) كما فى الصعيد الذي لا ترث المرأة فيه حتى اليوم ثقافة التأمل وما ينتج عنها من حكمة... (ثقافة الكراهية) وهى تورث وتزرع أيضا بداخلنا بطرق عديدة ويكون سببها الأكبر عدم وجود ثقافة حوار بين الوالدين والأبناء.. و(ثقافة المستقبل) والتي أصبحت علما يدرس الآن". وعن علاقة الثقافة بالسلطة ذكر الضبع ان "هناك 3 أنماط لتلك العلاقة أولا (المثقف الملتحم) الذي يستخدم الثقافة وصولا للسلطة و(المثقف المعتزل) ومثلا عليه شكري عياد وأخيرا (النمط المذبذب) وهو نموذج مهتز نفسيا لا هو صامت ولا هو فعال"، ويرى الكاتب أن المثقف إذا وصل إلى السلطة توقف إنتاجه وهو ما جعله يرفض منصب رئيس قسم اللغة العربية أكثر من 3 مرات حد قوله. وختم الضبع قائلا "نحن كبشرية إنسانية في أكبر مأزق والوعي هو أملنا الوحيد في تحديد هويتنا .
