الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    ثقافة وفكر /
إلى كل العرب

2009-11-04 19:02:35


 
الشاعر الإمام/  أحمد حميد الدين    قيلت في 30 جماد أول سنة 1381هجرية الموافق 1961/11/8م   نصيحة تهدى إلى كل العرب   دوي البطولات العظام والحسب   نصيحة تحرك الضمائر   وتوقظ القلوب والمشاعر   وتستثير نخوة الأجداد   وشيم الأكارم الأمجاد   من شرفوا لغتهم عن الخنا   وللحمى والعرض كانوا أصونا   نصيحة أزفها إليهموا   عسى أرى قبولها لديهموا   أن يذكروا ما جاء في القرآن   من حكمٍ معجزة البيان   تدعوهم لألفة القلوب   ووحدة الصفوف في الخطوب   وأن يكونوا كالبنا المرصوصِ   فيسلموا مذمة النكوص   ما لي أراكم تملأون الأرض   قولا يفيض حسدا أو بغضا   وتفعمون الجو بالشتائم   وتصفعون جبهة المكارم   وتصرخون من فم المذياع   بكل صوت ناشز الإقذاع   كم تشتمون بعضكم بعضا وكم   هتكتموا يا قوم جانب الحرم   أقلقتم مضاجع الآباء   ولم تصونوا ذمة الوفاء   واستحت الأماجد منكم والشرف   وسخرت منكم عناوين الصحف   وابتسم العدو بسمة الظفر   كأنما احتل حماكم وانتصر   نسيتم عدونا المشتركا   وصرتموا بعضاً لبعضٍ شركا   شننتموا الحروب فيما بينكم   ودستموا العهد الذي يصونكم   ولم تراعوا حرمة الإسلام   ولا شعار القادة العظام   وكم أتى على لسان أحمد   من الهدى إلى السبيل الأرشد   كم حثنا لوحدة الصفوف   ونبذ كل مبدأ سخيف   وكم دعانا للإخا والحب   والبعد عن قول الخنا والعجب   هذي التعاليم التي علمنا   خير رسول جاء رحمة لنا   فما دعاكم يا بني العرب إلى   هذا النزاع والخصام والقلى   وما لكم حدتم عن الطريق   وعبثت فيكم يد التمزيق   وأصبحت قلوبكم أشتاتا   ليست تعير رشدها التفافا   فأدرك العدو منكم أمله   وفت زندكم وجز مفصله   فصرتما عارا على الآباء   ولعنة في شفة السماء   وصيرتكم شهوة الأطماع   سفينة تاهت بلا شراع   فهل تعودون إلى الرشاد   وتغسلون درك الأحقاد   وتقطعون السن السباب   وتغلقون عنه كل باب   وتنبذون الكيد والخداعا   والعجب والغرور والأطماعا   حتى تكفرون عن أخطائكم   وتأخذون الدرس من آبائكم   وتجمعون صفكم كي تضربوا   أعداءكم وتعمروا ما خربوا   هيا فقد آن الأوان وانتهت   عصور ذل سيطرت واستحكمت   خضعتموا فيها لأمر الأجنبي   وذاب فيكم كل عرق عربي   ولترفعوا في قمة المجد علم   ولتنصروا الحق إذا الخطب ادلهم وتنشروا مبادئ الإسلام   والعدل والسلام في الأنام   فقد أتى في محكم التنزيل   ما لا مجال فيه للتأويل   كونوا على عدوكم أعوانا   ورحماء بينكم إخوانا   أعزة عند اشتداد البأس   لا يستلين عزمكم لليأس   فاتبعوا ما أنزل الله لكم   وأخلصوا لوجهه أعمالكم   واعتصموا بحبله جميعا   واجتنبوا الفرقة والتشنيعا   هيا بنا نبني صروح الوحدة   ونرتقي للمجد أعلى قمة   فينتشي تاريخنا افتخارا   وتركع الدنيا لنا إكبارا   هيا بنا لوحدة مبنية   على أصول بيننا مرضية   قانونها شريعة الإسلام   قدسية الأوصاف والأحكام   ليس بها شائبة من البدع   تجيز مالإسلام عنه قد منع   من أخذ ما للناس من أموال   وما تكسبوا من الحلال   بحجة التأميم والمعادلة   بين ذوي المال ومن لا مال له   لأن هذا ما له دليل   في الدين أو تجيزه العقول   فأخذ مال الناس بالإرغام   جريمة في شرعة الإسلام   ولا يجوز أخذ مال الغير   إلا بأن يرضى بدون ضير   والدين قدس الزكاة فينا   طهارة لما حوت أيدينا   يعيش منها العاجز المحروم   ويسعد الحاكم والمحكوم   وليس في مقدارها إجحاف   ولا خلا من أمرها الإنصاف   وممكن إصلاح ما قد كانا   ومحو ما قد غير الأذهانا   وعودة الماء إلى مجراه   فينعم الشعب بما يهواه   ويستتب الأمن في البلاد   وينزل الخصب بكل وادي   وليس في العود إلى الصواب   مذمة لدى أولي الألباب   فالحسنات تقتل الآثاما   وتذهب الأحقاد والاوهاما   والبغض قد يغدو إلى وئام   إذا محوت الذنب بالإكرام   فإن وعيتم يا ولاة الامر   نصحي أمنتم غائلات الدهر   وسدتم الدنيا بكل فخر   وجئتم الاخرى بكل أجر   والله يهديكم إلى الرشاد   ويبسط الخير على العباد




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign