صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    متابعات /
هل دفعت فرنسا فدية مقابل الإفراج عن الرهينة الفرنسية في اليمن وماهو دور عمان ؟

12/08/2015 18:14:36


 
كان الإفراج عن الفرنسية إيزابيل بريم يوم الجمعة 7 أغسطس وعودتها إلى فرنسا رمزيًا؛ إذ كانت الرهينة السابقة الّتي احتجزت منذ 24 فبراير 2015 في الواقع آخر مواطنة فرنسية تؤخذ رهينة في الخارج، ولكن طرح الإفراج عنها -الّذي بات ممكنًا بفضل تدخّل سلطان عمّان على وجه الخصوص- العديد من التساؤلات:
هل دفعت فرنسا فدية؟
وفقًا لتحقيق نشر في صحيفة نيويورك تايمز يوم 29 يوليو 2015، تعدّ فرنسا أكبر مساهم أوروبي في "بزنس الاختطاف"؛ إذ دفعت في الواقع أكثر من 58.1 مليون دولار لتنظيم القاعدة منذ 2008 مقابل الإفراج عن العديد من الرهائن الفرنسيين، وقد طرحت أيضًا مسألة الفدية بمجرّد الإفراج عن الفرنسية؛ خاصّة وأنّ مترجمتها اليمنية الّتي اختطفت معها وتمّ الإفراج عنها بعد أسبوعين فقط قد أشارت إلى دفع فرنسا لفدية تقدّر بأكثر من 3 ملايين دولار، وهذا ما نفاه وزير الشؤون الفرنسية لوران فابيوس مصرّحًا عبر شاشة الـ I-télé: "احترمت المبادئ؛ أيّ إنّ فرنسا لا تدفع فدية".
ماذا نعرف عن المختطفين؟
حتّى الآن، لم يتمّ التأكيد على أيّ معلومة بخصوص انتماءات الرجال الّذين تنكروا في لباس الشرطة لاختطاف الشابّة في شهر فبراير، في حين يشير الباحثون إلى فرضيتين: اختطاف من قبل تنظيم إرهابي أو من قبل الجماعات القبلية المتواجدة في المنطقة، ولكن الفرضية الثانية أكثر ترجيحًا؛ باعتبار أنّ الجهاديين لا يتوانون غالبًا في تبنّي العمليات، وفقًا لما أشارت له صحيفة ليباراسيون الفرنسية الّتي حصلت على معلومات من مصدر يمني يرجّح اختطاف المتمرّدين الحوثيين لإيزابيل بريم.
ما الدور الّذي لعبته سلطنة عمان؟
أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس علنًا عن "امتنانهما لقابوس بن سعيد، سلطان عمان" للدور الّذي لعبه في تحرير إيزابيل بريم، وكشف مصدر دبلوماسي لصحيفة لوموند الفرنسية: "ساعدت المخابرات العمانية في الإفراج عن الرهينة الفرنسية في اتّصال مع المخابرات الفرنسية من خلال مشاركتها مباشرة في الوساطة باعتبار أنّها على دراية بالمنطقة وباليمن على وجه الخصوص".
لقد فرضت سلطنة عمان نفسها كدولة وسيط في المنطقة، وظهر هذا منذ عام 2013 في المفاوضات حول الملفّ النووي الإيراني. فنظرًا لموقعها الجيو استراتيجي، تحافظ مسقط على علاقات جيّدة مع المملكة العربية السعودية ومع إيران على السواء، على الرغم من خصومتهما. كما تدخّلت عمان من قبل وسمحت في أواخر عام 2011 بالإفراج عن ثلاثة رهائن فرنسيين بالإضافة إلى صحفي أمريكي احتجزوا في اليمن لمدّة أسبوعين من قبل المتمرّدين الحوثيين.

"التخلي" عن الرهينة...
صحيح أن عمليّة اختطاف الشابة الثلاثينية لم تلق اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام مقارنة باختطاف مواطنين فرنسيين آخرين، الّذين حظيا دائمًا بإشارة في أواخر النشرات الإخبارية أو البرامج الإذاعية.
أقامت هذه المتخصّصة في تصميم برامج الحماية الاجتماعية في اليمن منذ عام 2013؛ حيث عملت كمستشارة في المؤسسة الأمريكية Ayala Consulting. ولم تتسرّب الكثير من المعلومات حول عمليّة اختطافها أو حول الجهود المبذولة من أجل التوصّل إلى الإفراج عنها؛ إذ نشر فقط فيديو لبضعة ثوانٍ على موقع يوتيوب في بداية شهر يونيو، حيث ظهرت الشابة واضعة وشاحًا أسود داعية الرئيسين الفرنسي واليمني للتدخّل من أجل الإفراج عنها؛ ممّا أكّد على بقائها على قيد الحياة، كما أنّ المفاوضات حول الإفراج عنها تمّت في "كنف السريّة المطلقة"، وفقًا لرئيس المؤسسة فرانسيسكو أيالا الّذي قال: "لم نحصل على أيّة معلومة من السلطات الفرنسية، سواء أنا أو والدها".
ماذا عن احتجاز الرهائن في اليمن؟
يتواتر اختطاف الرهائن في اليمن؛ حيث سُجّلت نحو مئة ضحيّة في السنوات الـ15 الأخيرة، وغالبًا ما يتمّ الإفراج عن الرهائن في حالة جيّدة مقابل دفع فدية، ولكن جرت عملية الاختطاف هذه المرّة على خلفية الصراع الدامي المستعر في اليمن منذ عام 2014؛ إذ أطلق المتمرّدون الحوثيون المنتمون إلى الأقليّة الشيعية عمليّة هجومية في يوليو 2014 بمساعدة وحدات من الجيش بقيت مخلصة إلى الرئيس السابق الّذي أطيح به من الحكم في عام 2012 ليتمكّنوا من السيطرة على العاصمة صنعاء بالإضافة إلى أقاليم واسعة من البلاد. في حين تزعمت المملكة العربية السعودية المدعومة من قبل رئيس الدولة اليمنية المنفي في الرياض تحالفًا عربيًا، وتقود منذ 26 مارس حملة جويّة شرسة ضدّ المتمرّدين المدعومين من إيران. وقد أسفر الصراع عن مقتل نحو 4 آلاف شخص وآلاف الجرحى، بينما اضطرّ نحو مئة ألف شخص إلى مغادرة البلاد، وفقًا للمفوّضية الساميّة للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign