نتتياهو يفشل جولة القاهرة ويتوعد باجتباح رفح رغماً عن اي اتفاق        سلطات صنعاء تعلن عن إحباط انشطة استخباراتية اجنبية        صنعاء ترفع سقف التصعبد البحري مع اسرائيل إلى البحر الأبيض        صنعاء ,, مسيرات مليونية تضامناً مع غزة      
    متابعات /
كيف ينظر التحالف “السعودي-التركي” إلى صراعات الشرق الأوسط؟

31/05/2015 15:27:26


 
كشفت إعادة ترتيب الحكم في السعودية بدايات عام 2015 عن مملكة أكثر رغبة بالتدخل، بحسب ما ظهر في النصف الأول من العام. التوجهات المعادية نحو إيران، والتدخل العسكري في اليمن، ورفع المشاركة بالوكالة في الحرب السورية، وتوجه أقل احتفاء نحو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ كانت أبرز المحطات في الشهور الخمسة الأولى من حكم الملك سلمان بن عبد العزيز.
على الجانب التركي والمصري، عندما أجرى الرئيس التركي طيب أردوغان ونظيره المصري السيسي زيارات منفصلة للسعودية في أيام متتالية في شهر شباط/ فبراير، أشار أردوغان إلى احتمال إجراء مصالحة مع مصر؛ إذ قال للصحفيين: "مصر والسعودية وتركيا هي البلدان الثلاثة الأهم في المنطقة، وعليها جميعًا واجبات لحفظ السلام والهدوء والرخاء في المنطقة".
منذ الانقلاب في صيف عام 2013، تجمدت العلاقات بين تركيا ومصر، بعد إسقاط الرئيس المنتخب الأول محمد مرسي، وجفت العلاقات الودية بين مصر وتركيا تمامًا. رئيس الوزراء حينها، أردوغان، انتقد الانقلاب بشدة واستدعى سفيره.
منذ موت الملك السعودي عبد الله، يبدو أن معادلة متعددة الأبعاد يتم العمل عليها. بينما تنشط السعودية -البلد الواعي بشدة للتأثير الإيراني على الشيعة في المنطقة- لمعادلة التوازن مع إيران في ظل حكم الملك سلمان؛ فإن تركيا هي القوة الأولى والأكثر تأثيرًا التي يمكنها إتمام ذلك.
وكتب الصحفي مراد يتكن، في عموده اليومي "راديكال" في شهر آذار/ مارس، أن "السعوديين واعون لتأثير إيران على الشيعة والأقليات غير المسلمة الأخرى في المنطقة، ويريدون سحب تركيا ومصر لكتلة يريدون تشكيلها. هذا صحيح، هم يريدون الاستفادة من الجالية السنية في تركيا، وكونها عضوًا في المجلس الأوروبي، وعضوًا في الناتو، ومرشحًا إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي"، مضيفًا أن السعوديين يريدون جذب مصر وتركيا إلى هذه الجبهة المضادة لإيران.
بالرغم أنه من الواضح تبني الإدارة السعودية الجديدة تحت حكم الملك سلمان لسياسة خارجية استباقية؛ فإنه لا يجب إغفال الظروف التي وضعت تركيا في التحالف السني.
مع تركيز المجتمع الدولي على مكاسب تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وعدم رغبتهم في إسقاط نظام الأسد؛ فإن تركيا عملت طويلًا على حشد هجوم ضد نظام الرئيس بشار الأسد تمهيدًا لتغييره.
مدفوعة بالعزلة منذ بدء الصراع السوري الذي تحول إلى حرب أهلية، سعت تركيا إلى حشد دعم الناتو لشن هجمات على نظام الأسد. بعيدًا عن كونه واقعًا، تعاون التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة بدلًا عن ذلك، تاركًا تركيا وحدها في حملتها لإسقاط الأسد.
بينما حشد دعم الثوار المعتدلين في سوريا زخمًا خلال الشهور الماضية، بفضل برنامج التدريب والتسليح الذي نسقته تركيا وأمريكا والسعودية والأردن وقطر؛ فإن الجارة الشمالية لسوريا طورت طرقها الخاصة لإسقاط النظام السوري.
أهداف مثيرة للجدل
في ظل هذه الظروف، التكتل السني الذي يسعى له السعوديون أصبح موجودًا بعدة أشكال. إيران -أكبر مخاوف السعودية كما ظهر من التدخل السعودي في اليمن- أبقت الملك سلمان مشغولًا عن تشكيل الحلف في المنطقة.
أثناء ذلك، قدم هذا لتركيا فرصة تدخل أكبر بدعم الثوار السوريين على الأرض، خصوصًا عبر إرسال الأسلحة والذخيرة للفصائل المعتدلة في سوريا. بعض التقارير تقول إن السعوديين والأتراك شكلوا تحالفًا يطمح لضربات جوية ضد مواقع للجيش السوري وإدخال عناصر برية.
قبيل الانتخابات التركية العامة في 7 حزيران/ يونيو، عملية مثل هذه بعيدة عن الواقع؛ إذ يعارض الرأي العام بشدة أي تدخل تركي عسكري في سوريا. بحسب استبيان أجري في نهاية 2014، أكثر من 60% من الجالية التركية تعارض التدخل العسكري في سوريا، حتى كجزء من تحالف تقوده أمريكا أو الناتو.
توجهات الحكومة التركية المعادية للأسد ليست سرًا، لكن محاولاتها السرية لدعم بعض الفصائل المسلحة في سوريا لم يتم التحقق منها. لبعض الوقت، الادعاءات بدعم تركي لفصائل تدعم القاعدة، خصوصًا جبهة النصرة؛ دفعت الحكومة التركية للدفاع، لكنها نفت مرارًا هذه الادعاءات.
قصة كبيرة -ذات تداعيات محلية- أبقت الرأي التركي العام مشغولًا منذ كانون الثاني/ يناير 2015. عندما أوقفت شاحنات تابعة للمخابرات التركية من قوات محلية من الجندرمة، وكشف جنود أن الشحنة كانت مليئة بالأسلحة والذخيرة؛ اتهمت حكومة العدالة والتنمية بإرسالها إلى سوريا لثوار متطرفين.
الاعتقالات العسكرية بعد العملية، وسعي الحكومة لإخفاء وتغطيات "القضايا سريعة الغضب"؛ رفعت اتهامات عندما استقبلت فجوة أخرى داخل الحزب على يد جماعة جولن. بقيادة الحليف السابق للحكومة التركية، الداعية التركي فتح الله جولن، تعمل عناصر هذه المنظمة الواسعة على تنسيق انقلاب داخل الحزب، بحسب ادعاءات.
في 29 أيار/ مايو، كشفت صحيفة حريات اليومية وثائق مسربة حول محتويات الشاحنتين، مؤكدة التقارير التي تقول إنها كانت محملة بالأسلحة والذخيرة.
خذ وأعط
على خلفية التعاون المتزايد بين تركيا والسعودية والأهداف غير الواضحة، يشير بعض المحللين إلى أن منطقية هذه المحاولات هي حالة "ربح- ربح".
عضو مجلس الشورى السعودي السابق "محمد آل زلفه" يعتقد أن الحكومة تريد تطوير العلاقات التركية العربية، بحسب ما قال لصحيفة سعودية: "تقاطع الأهداف مع تركيا يمكن أن يقلل التوسعية الإيرانية".
بحسب الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط، في أنقرة، أويتن أورهان، فإن السعوديين استنتجوا أخيرًا أن المملكة لا يمكنها حل القضايا العالقة طويلًا باستخدام الطرق القديمة؛ إذ كتب مؤخرًا: "إيران اكتسبت تفوقًا على السعودية عبر وكلائها في العراق وسوريا ولبنان، في حين كان اليمن أول أرضية للتجربة، وبعد الدعم المالي أخذ السعوديون القيادة العسكرية".
إعادة ترتيب السياسة الخارجية السعودية ليست حصرًا على مشاركتها بالوكالة ضد إيران. السيسي وجهوده المضادة للإخوان المسلمين لم تعد الآن القوة الدافعة الأكبر لدعم السعودية له هناك. لاحظ باحثون أن ولي العهد الجديد محمد بن نايف، والملك سلمان، يملكان نظرات تختلف كليًا عن سابقيهما.
بحسب عبد الله أيدوغان كالا باليك، ممثل القاهرة لمركز الأبحاث التركي (سيتا)، فإن الخطر الأكبر في المنطقة بالنسبة للسعودية هو إيران، وليس الإخوان المسلمون؛ قائلًا: "التقدم الحوثي في اليمن أظهر التهديد الإيراني للسعوديين، وانعكس بتغير الأولويات عند التعامل مع مصر".
وأضاف: "الإدارة الحالية تدعم الفرع اليمني للإخوان المسلمين ضد الحوثيين. هذا السبب هو أن وزارة الخارجية السعودية تراجع الآن علاقتها مع التحالف التركي القطري".
وتابع كالا باليك بأن العلاقات التركية السعودية ستستمر في التحسن، لكنه حذر من أن تشكيل هذا التحالف المعادي للشيعة قد يكون ثمنه خسران حليف استراتيجي كمصر. بمعنى آخر، بالرغم من أن تركيا لا تشير لتصالح محتمل مع السيسي قريبًا؛ فإن السعودية لن تخفف توجهها تجاه الإخوان المسلمين.
التصالح التركي المصري على المدى الطويل قد يكون واردًا، لكن في الوقت الحالي، فإن الدعم التركي للسعوديين في اليمن، والدعم السعودي لتركيا في سوريا يبدو أنه العمود الفقري للتحالف المعادي للشيعة.
إلا أنه بحسب محليين للسياسة الخارجية التركية، فإن التكتل المعادي للشيعة قد يكون أرضًا زلقة بالنسبة لتركيا. بحسب الكاتب في المونيتور الأمريكية، سميح إيديز، فإن ردود الفعل المختلفة لأردوغان تجاه إيران بخصوص الصراع الطائفي في المنطقة، ودعمه المبدئي للسعودي في اليمن، مثيرٌ للارتباك؛ قائلًا: "من الجدير بالملاحظة أن أردوغان كان يحاول مؤخرًا إبعاد نفسه عن أي اتهام بتعاطف منحاز للسنة ضد الشيعة، لكن هذا المسعى يتناقض مع جهوده إيران ليس قبل وقت طويل، عندما اتهم طهران بالسعي للهيمنة الإقليمية، وتعهد بالدعم اللوجيستي والدبلوماسي للعمليات السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، والمدعومين من إيران".
كونه جزءًا من التحالف المعادي لإيران، بحسب مراد يتكن الكاتب اليومي في صحيفة "راديكال"، يخالف مبدأ الدولة التركية بـ "سلام في الوطن، سلام في العالم"، قائلًا إن السلام طويل الأمد مع إيران لا يجب تقويضه؛ إذ يتشارك البلدان حدودًا مشتركة منذ 1639.
تشكيل تحالف سعودي تركي -ومصري تركي محتمل- قد يكون شيئًا يريده العرب السنة وإسرائيل وأمريكا، لكن تأثيراته على علاقات تركيا مع إيران قد يترك تبعات خطيرة؛ إذ تملك تركيا علاقات أكثر تعقيدًا وعمقًا مع جيرانها الشرقيين، مقارنة مع شركائها في التحالف.
أمن الطاقة، والتجارة، والاستقرار السياسي الإقليمي؛ هي فقط أولى القضايا بينهما.
ميدل إيست آي - التقرير




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign