صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    كتابات /
رسالة عاجلة لقائد ثورة21 سبتمبر

25/03/2015 22:39:52


 
عبدالوهاب قطران
حقق "أنصار الله" إنجازات تاريخية عجزت عن تحقيقها الحركة الوطنية خلال خمسين عامًا، وذلك بإسقاط مراكز القوى والفساد والإرهاب، والتي يرتكز عمودها في محسن وفرقته، وجامعة الإيمان والزنداني، وآل الأحمر، ولكن النصر السهل، والذي كان بأقل القليل من نزيف الدم اليمني، جعلهم يتساهلون ويتراخون، لا.. بل ويغترون، ولم يعرفوا أن الفرص التاريخية لا تتكرر في حياة الأمم والشعوب، إلا في الـ100 السنة مرة واحدة، وقد أتت لهم فرصتان تاريخيتان لن تتكرران، كان بإمكانهم تحقيق ثورة اجتماعية تقلب الواقع رأساً على عقب، عشية 21 سبتمبر، فأضاعوها بتوقيع السلم والشراكة، مع الطبقة الحاكمة المستغلة أدوات آل سعود بالداخل، وعرفنا من لحظتها أنهم طوباويون مثاليون نظرانيون عقديون، لم يكونوا عند مستوى الحدث التاريخي، نصحناهم بإخلاص وصدق، وبعد أن تيقنوا أن تلك القوى استعادت قوتها ولملمت صفوفها، وبدأت تتآمر على الثورة والشعب، حدثت انتفاضة مسلحة يومي 19/20 يناير الماضي، وتكررت الفرصة، ولكنهم أضاعوها مرة أخرى، لم يلتفتوا لنصائحنا، باعتقال هادي وبقية منظومة الفساد والاستبداد والإرهاب، تمهيدًا لتقديمها للمحاكمة، وإصدار إعلان دستوري وإعلان حالة الطوارئ، وغيرها من الخطوات الثورية الحقيقية التي ستحقق ثورة اجتماعية بتكاليف سهلة، ومن دون نزيف قطرة دم.. رموا بنصائحنا عرض الحائط، وتساحلوا وتراخوا وجمّدوا الثورة، وذهبوا للحوار مع أدوات آل سعود بموفمبيك.. وقلنا لهم: الحوار مجرد غطاء للتآمر ولكسب الوقت، لتمرير المؤامرات والجرائم التي تستهدف الشعب وثورته، لكنهم صمّوا آذانهم واستكبروا استكبارًا.
هرب هادي، واتضحت خيوط اللعبة، ومَن يقود ويحيك المؤامرات في الداخل والخارج، والأنصار مستمرون في سذاجتهم وحوارهم البيزنطي الموفمبيكي الـ "بن عمري"، ولسان حالهم يقول: "لن نهزم اليوم عن قلة"، وبعدها استمرت المؤامرات التي تستهدف الثورة والشعب، وذهب السعودية يلعب دورًا محوريًّا.. هرب الصبيحي.. حُيكت المؤامرات ضد الجيش والأمن بالجنوب، عبر اقتحام معسكراته ونهبها وذبح جنودها، والأنصار جامدون بموفمبيك منتظرون الغيب ليحل مشاكلنا.. عادت الانطفاءات الطويلة غير المبررة للكهرباء، فقلنا هذه مؤامرات واضحة تستهدف الثورة، وكنتُ متيقنًا أنه بعد الكهرباء، سيُستهدف أمن صنعاء؛ لأن الآخرين يخططون ويبيّتون مؤامرات، والوضع متراخٍ وفالتٍ في صنعاء.
دائمًا في الثورات النصر العسكري يؤدي إلى الحصول على مكاسب سياسية كبيرة، إلا لدى الأنصار، يحققون انتصارات على الارض، ثم يسلمونها لأعدائهم وخصومهم، ويستسهلون قوة الخصم، وبعدها تأتي الردود الموجعة لكل اليمنيين.
يُقال في المثل: "عقول العقلاء ترد القدر"، "ومن ترك الحزم في أوقاته ندما".
لو وفّرتم الحماية الأمنية للهامة الوطنية والنضالية والثورية عبدالكريم الخيواني، كما توفرونها لقادتكم الميدانيين، ما كان فريسة سهلة للقتلة والإرهابيين، ولما خسر الشعب والوطن والثورة رجلاً بقامة الخيواني.
لو أعلنتم حالة الطوارئ، واعتقلتم هادي ومنظومة الإرهاب، ما هرب عدن، ولَما سُفكت كل هذه الدماء بصنعاء وعدن ولحج.
كان الإرهاب والاغتيالات قد توقفت عقب 21 سبتمبر، وما إنْ أمِنوا حتى عادت، وتوقفت بعد 20 يناير، وهادي تحت الإقامة الجبرية، وما إنْ هرب حتى عادت.
كانت ستتحقق إنجازات بأقل القليل من الدماء، ولكنكم تساهلتم، وخلدتم للنوم والراحة، وتصرفتم بطيش ولا مبالاة.. والآن سالت بحار من الدماء، وستتحقق الأهداف إذا صممتم عليها وجمدتم الحوار والتسيّس، ورجعتم للثورة والثوار، وتعمق وعيكم وتخلصتم من المثالية والطوباوية، ولكن الكلفة ارتفعت وكانت وستكون باهظة، وكان في الإمكان تجنبها وتحقيق الأهداف بسهولة.. والنقد الذاتي الصادق مطلوب لتجنب الأخطاء مستقبلاً.
يا سيد عبدالملك الحوثي: وضع البين بين هو الذي أوصلنا إلى هذا الحال، وكما قلت البارحة في الحزم السلامة وفي التراخي الندامة.. قلناها ألف مرة: الفراغ السياسي في صنعاء، وعدم استكمال الثورة، وتعليقها بحوار موفمبيك سيجلب لليمن وشعبها الويلات والمآسي.. مطلوب الآن، وليس غدًا، إصدار إعلان دستوري مكمّل، وتشكيل مجلس قيادة ثورة برئاستك، وإعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية لمدة شهر قابلة للتجديد.. وتجميد حوار موفمبيك غطاء التآمر والجرائم والإرهاب.. وحل حزب الإصلاح، وإغلاق وسائل إعلامه من خلال القضاء.. تصرفوا كرجال دولة، وواجهوا المخاطر المحدقة التي تهدد أمن اليمن القومي الوجودي من خلال الدولة وبأدواتها، وليس من خارجها.. لن تنجح في محاربة وقتال القاعدة وداعش وحلفائها من خارج الدولة، وفي ظل هذا الوضع المتراخي حوار موفمبيك لا زال قائمًا، والفراغ في صنعاء لا زال قائمًا، وأغطية وأدوات الإرهاب السياسية والإعلامية تمارس حريتها، تصول وتجول وتُعربد وتُحرض، وتُحرك أذيالها وأذنابها.. قتالهم يحتاج لحزم وصرامة وحنكة.. هم أدوات السعودية وأذنابها، ولن تقطع الخط على السعودية إلا بضرب أذيالها بالداخل.. كيف ستحارب الإرهاب وأنت تحاور حزبه وأغطيته بصنعاء؟.. كيف ستهزم الإرهاب ووسائل إعلامه تُحرّض وتُقلق السكينة العامة؟.. كيف ستحزم البلاد وأنت لم تُعلن الطوارئ؟.. اللجنة الأمنية بتعز رفضت التعزيزات العسكرية وكأنها دولة داخل الدولة.. هذا الوضع المنفلت يفتح الباب لمن هبّ ودبّ للتلاعب والتحريض المناطقي والجهوي والمذهبي.. لو حزمتم الأمور من "زمااااااااان" ما حدثت كل هذه المآسي.. يجب أن نتعلم من الأخطاء ولا نُكررها.. لو سُجن هادي، وحُل الإصلاح، واعتُقلت قياداته ما هرب عدن وما قاد المؤامرة من هناك بغطاء إخواني سعودي؟.. لو سُدّ الفراغ في صنعاء، واستكملت الثورة، وحُزمت الأمور، وأُعلنت الطوارئ ما حدثت مذابح يوم الجمعة.. كفى تأخيرًا وتراخيًا وتساهلاً وتسامحًا؛ لأن هذا يفتح باب الجحيم على 25 مليون يمني ويمنية.. وأنت اليوم مسؤول على شعب، وليس على محافظة




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign