صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران      
    تقارير /
مخاوف المجتمع الدولي على اليمن يقابله السعي للتأزيم من الإقليم بمواجهة تحذير إيراني

04/03/2015 18:04:06


 
الوسط تقارير

تختلف نظرة الخارج إلى الوضع السياسي في اليمن سواء من الناحية الإعلامية أم السياسية، وفيما تتعامل السياسة الدولية وإعلامها بطريقة أقرب إلى الموضوعية مبتعدة عن الشخصنة، حتى وإن كان لديها موقف مناوئ، فإنه بالمقابل تبدو السياسة الإقليمية، والقصد هنا يتجه إلى المملكة السعودية بالذات، والإعلام المعبّر عنها، وكأنها طرف أصيل بالنزاع، إلى حدّ أن ما يُنشر في صحافتها يبدو وكأنه أقرب للردح، وبالذات ضد الحوثيين ومن يقف معهم.. وفي محاولة لرصد مواقف سياسية وما تناولته وسائل إعلامية يمكن للقارئ أن يخرج بموقف يستبين من خلاله التوجهات تجاه اليمن ونظرتها لأطراف الصراع، وأولى هذه المواقف التي يمكن اعتبارها مؤشرًا لما يمكن أن تسير عليها بقية الدول، هو ما يتخذه مجلس الأمن الدولي من قرارات بهذا الخصوص، وعلى ضوء قراراته الأخيرة يتبدى موقفًا حريصًا على عدم التصعيد؛ إذ حث جميع الأطراف في اليمن على تسريع المفاوضات على أساس المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة وملحقها الأمني بحسن نية، معترفًا بكون الحوثيين جزءًا من العملية السياسية، وما زال يرفض وصفهم بالانقلابيين، واعتبر أن هادي ما زال هو الرئيس الشرعي لليمن، ويطالب بالإفراج عن رئيس الحكومة والوزراء.. مؤكدًا على دعمه للمبعوث الأممي، جمال بن عمر، في مساعدة الأطراف في التوصل إلى اتفاقات توافقية لحل الأزمة السياسية.. وأكد: على جميع الأطراف السماح لجميع اليمنيين في التجمع السلمي دون خوف من الهجوم، وإصابة واعتقال، أو الانتقام.. وكذا التزام أعضاء مجلس الأمن القومي وحدة وسيادة واستقلال أراضي اليمن.. وعلى ذات السياق أعرب الوزير البريطاني عن خشيته من احتمال انقسام اليمن إلى دولتين، الذي قال إنه سيكون مأساويًّا، وسيجلب الضرر للبلاد كلها.. وقال في تصريحات، أعاد نشرها موقع وزارة الخارجية البريطانية على الانترنت: إن أي فرض للقوة في اليمن، سيؤدي إلى تزايد فرص الحرب الأهلية، ليس لليمن فحسب، بل للمنطقة برمتها، خصوصًا إذا حاولت منظمة أو جهة الانفراد بالسلطة، واستخدام القوة العسكرية لفرض الحلول".. وقال إلوود: "يجب أن يعي الحوثيون أنهم لن يتمكنوا من إدارة البلاد كلها مهما بلغت نسبة تمثيلهم للمجتمع المدني، ودعاهم للتعاون مع الأطراف اليمنية الأخرى، باتجاه تنفيذ القرار الأممي 2201 لكي يتم استئناف المفاوضات وإعادة الاستقرار للبلاد كله، وليس صنعاء فحسب".. وقال إلوود: إن بريطانيا تبحث إمكانية إعادة فتح السفارة البريطانية في اليمن، واختيار مكان مؤقت لعملها، سيتم الإعلان عنه قريباً، آملاً أن يتحقق الاستقرار في العاصمة والبلاد كلها للتمكن من العودة بأقصى سرعة.. فيما قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إنها تراقب الوضع الحرج وتعثر الحوار السياسي في اليمن عن كثب وبقلق شديد، داعية الأطراف إلى العمل على حوار هادف لتجنب المزيد من عدم الاستقرار.. وأعلنت أنها وثقت عددًا من الاعتقالات غير القانونية والاعتقال التعسفي واستهداف الصحفيين خلال المظاهرات الحاشدة التي وقعت في الأشهر القليلة الماضية.. وأشارت رافينا شمدساني - المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان - إلى مقتل أحد المتظاهرين في إب، الأسبوع الماضي، نتيجة استخدام القوات الخاصة، تحت سيطرة الحوثيين، الذخيرة الحية لتفريق المظاهرات.. وأضافت خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "أن المفوضية تتواصل مع الجهات ذات العلاقة، وتدعوها إلى العمل من أجل تحقيق العدالة والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان".. وأشارت المفوضية إلى أنه لم يتم حتى الآن البدء في أية تحقيقات بخصوص هذه الانتهاكات والاعتداءات، الأمر الذي يؤجج قضية عدم المساءلة عن الانتهاكات المرتكبة في اليمن في السنوات الأخيرة.. وشددت المفوضية على ضرورة قيام جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس والعمل على حل المأزق السياسي بطريقة سلمية، وتجنب خروج الوضع عن السيطرة.. الأزمة اليمنية صارت حاضرة ربما في جميع اللقاءات التي تجمع زعماء مسؤولي الدول المختلفة، وكانت اليمن على قائمة مباحثات القمة السعودية المصرية، وبهذا الخصوص أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أن الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ، معتبرًا أن الأزمة اليمنية بالغة التعقيد، وأنها بحاجه إلى لم الشمل، وتحرك وبذل جهد لحلها عبر إرادة مخلصة.. وقال السيسي: إن المشكلة اليمنية معقدة جدا، لكن نستطيع التحرك وبذل جهد لحل تلك القضية، مؤكدًا الحاجة إلى لم الشمل وتطييب جراح الوطن العربي.. وتابع: "هذا يحتاج لإرادة مخلصة". وشدد السيسي - في لقاء بثته قناة "العربية" مساء السبت: على ضرورة التحرك لإيجاد حل في اليمن وسوريا وليبيا وفي أية دولة أخرى.
دعم سعودي غير محدود لهادي
وتأتي هذه المواقف الدولية في ظل تصعيد خليجي تقوده المملكة السعودية، حيث نقلت أربع دول سفارتها إلى عدن، وهي: (السعودية ـ الإمارات ـ الكويت)، كما استأنفت دولة البحرين فتح سفارتها مع أنها لم تكن مغلقة في صنعاء، كما زار أمين عام مجلس التعاون عدن، والتقى بالرئيس هادي، معبّرًا عن دعم المجلس لشرعيته، ودعا الاجتماع الحكومي في المملكة السعودية إلى الالتفاف حول هادي، وقال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي, في بيان له عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين الماضي: إن المجلس أبدى «تطلعه لأن يكون خروج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مقر إقامته الإجبارية، ووصوله إلى عدن، خطوة مهمة لتأكيد الشرعية».. ودعا المجلس أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول رئيسهم، من أجل ممارسة مهامه الدستورية، ودفع العملية السياسية السلمية، وإخراج بلادهم من الوضع الخطير الذي وصلت إليه، معربًا عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في اليمن.
حملة إعلامية خليجية ضد الحوثيين
ويتزامن الدعم السياسي لهادي مع هجوم عنيف من قِبل الوسائل الإعلامية الخليجية ،وبالذات السعودية؛ حيث تشن قناتا (الجزيرة، والعربية) هجومًا على الحوثيين، وتتبنى وجهة النظر المعادية لوجودهما، وهي ذات المواقف التي تتخذها الصحف الخليجية التي تعدت مسألة نقل الخبر أو نشر تحليل إلى الشتم والتحريض، وهاجمت صحيفة السياسة الكويتية عبدالملك الحوثي، ووصفته بـ" الإرهابي المنقلب على الدولة"، الذي قالت إنه حاول تقديم اليمن فريسة لإيران.. وقال رئيس التحرير أحمد الجار الله: إن الحوثي ظهر في خطابه الأخير بعد التيقن من فشله سياسيًّا "على شاكلة نظيره في العمالة حسن نصر الله, متوعدًا ومهددًا, فيما كانت نبرة صوته تدل على مرارة الهزيمة التي يشعر بها بعد أن وجد نفسه في مواجهة غالبية اليمنيين".. وأوضح أن مهاجمته لدول الخليج لن تجعل من وصفتهم بـ "مشغليه في طهران يبحثون عمن يفتح لهم كوة في جدار العزلة الدولية كي لا يغرقوا في بحر الغضب الشعبي جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي افتعلوها بمغامراتهم".. وأشار إلى أن الحوثي "في خطابه الأخير.. بصم على وثيقة وفاة مشروع إيران السياسي".
وقالت صحيفة "عكاظ"، في افتتاحية الجمعة، تحت عنوان الحوثيون اغتصبوا سلطة اليمن في ما يعد تحريضًا: إن هناك تشابهًا كبيرًا بين الوضعين اليمني والليبي الحاليين، وبالذات من حيث تعامل الأمم المتحدة "الهزيل" مع الوضعين المأساويين.. حيث أصبحت في كل بلد من البلدين سلطتان، إحداهما شرعية على مستوى الداخل والخارج، وأخرى مفروضة على الشعب، وكذلك على الأمم المتحدة.. وأضافت أنه في الوقت الذي يوجد فيه رئيس شرعي في اليمن، فإن هناك مغتصبًا حقيقيًّا للسلطة، ممثلاً في الحوثيين الذين يفرضون هيمنتهم على البلاد بقوة السلاح وقتل وخطف واعتقال الأبرياء.. في الوقت الذي تعاني فيه ليبيا من وجود سلطة شرعية كاملة، وسلطة متطرفة أخرى تمارس نفس الأعمال البربرية وتعطل مسار الحياة في البلد.. وتابعت "عكاظ" قائلة: إن المؤسف حقًّا أن المنظمة الدولية تتحرك ببطء، وتتحدث عن حلول سياسية مستحيلة.. وتساهم في تعطيل أوجه الحياة في البلدين.. وتساءلت قائلة: إننا لا ندري إلى متى يستمر هذا الحال؟.. وقالت: إنه "وعلى نفس المنوال، فإن الأمة العربية تتابع البلدين وهما يتدهوران بصورة يومية ولا من يتحرك.. ولا من يدعم السلطتين الشرعيتين في البلدين ويساعدهما على أداء مهامهما وتأمين سلامة المواطنين ضد إرهاب المغتصبين للسلطة.. ولا من يدعو حتى إلى أي تحرك سياسي قوي ومنظم.. وتساءلت الصحيفة السعودية، في ختام تعليقها قائلة: "إلى متى يستمر هذا الحال؟.

الاعلام الاسرائيلي على خط الأزمة ناقشت الصحفية الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية، ـ سمدار بيري ـ أزمة اليمن بطريقتها الخاصة معتبرة أن المواجهة ستكون بين شيعة متطرفين حيال سنة كفاحيين، وشددت بيري على أن هذه الفضيحة تحتل الآن العناوين الرئيسة بسبب الصراع الذي يديره الرئيس السابق ضد من حل محله، ويعزز صالح الحوثيين الشيعة الذين يعملون بإلهام إيراني، ويدفع الرواتب لقادة الثوار الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، وأدخلوا الرئيس الحالي هادي إلى الإقامة الجبرية، وحلوا البرلمان والحكومة.. وقالت بيري: إن «ما يحصل في اليمن يثير الأعصاب في «الخليج الفارسي»، وذلك ليس بسبب المليارات، بل بفعل أيادي إيران الطويلة، في إشارة منها للحوثيين».. وأكدت بيري - في مقالتها لصحيفة «يديعوت»، الاثنين - أنه إذا ما وقع الاتفاق الإيراني الأميركي، وإذا ما رفعت العقوبات الاقتصادية وخرج آيات الله عن العزلة، فإن السعودية ستدخل في الوهابية المتطرفة.. واستدركت بيري بالقول: «لم يعد هذا محورًا إسلاميًّا معتدلاً مقابل مجانين الإسلام، بل شيعة متطرفين حيال سنّة كفاحيين.. هذا يعني أن المساعدة السعودية لمصر في خطر، هذا يعني انعطافة خطيرة في الخليج.
السيسي - رئيس مصر - يشخص ما يجري، وهو يدعو إلى تشكيل ائتلاف عربي ويعقد قمة في شرم الشيخ في الشهر القادم.. سوريا فقط غير مدعوة، ويستعد اليمن للوصول، وليس واضحًا من سيترأس وفده»
إيران وتحذير من ارتكاب خطأ استراتيجي من عدن
إيران بدورها كانت حاضرة في الأزمة، ولكن باتجاه التحذير المبطن ضد دول الإقليم، حيث دعا مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الجمعة، "الأطراف التي تسعى إلى إثارة حرب داخلية في اليمن انطلاقًا من عدن إلى عدم ارتكاب خطأ استراتيجي".. وحذر عبداللهيان من أن "التحرك باتجاه تقسيم اليمن لا يخدم أي طرف في المنطقة"، مؤكدًا أن "شعب وقادة اليمن لن يسمحوا بأن يتحول هذا البلد المتحد إلى صومال أو ليبيا أخرى".
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني: إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم الوحدة الوطنية في اليمن وتطبيق اتفاقية السلم والشراكة المكملة لمبادرة مجلس التعاون ويمن موحد"، كما وصف خطيب جمعة طهران كاظم صديقي ما يجري في اليمن بأنه "انتفاضة".. وقال: إن "ما دعا الأعداء وبعض دول المنطقة للتحدي هو حضور الشعب اليمني في الساحة، ولا يمكن للرئيس الفار أن يثنيهم عن الحضور"، وذلك في إشارة إلى دعم طهران لقرارات ما يسمى اللجنة الثورية التي شكلها الحوثيون لإدارة شؤون البلاد.
وأضاف صديقي: أن الشعب اليمني "يريد تشكيل حكومة يجري إرساء دعائمها بصورة ديمقراطية من قبل الشعب".
السيد يتجاوز الدبلوماسية إلى هجوم غير مسبوق على السعودية
وكان عبدالملك الحوثي في أول هجوم علني على المملكة قد هاجم السعودية في الخطاب الأخير، قبل يومين، ولمح إلى إمكانية إقامة علاقات خارجية مع دول غير السعودية وأميركا، الذي قال إنهما لم يقدما لليمن أي شيء خلال الفترة السابقة.
واتهم "الحوثي"، الرئيس هادي بالقول: كان لدينا رئيس سابق خاضع للأميركان والسعودية، ويتلقى أي أمر ويتوجه لتنفيذه مباشرة.. وقال: "النفوذ المطلق في صنعاء في الشأن السياسي كان للسفير الأميركي والسفير السعودي".. واتهم السعودية بالعمل على إرسال أموالها إلى اليمن بهدف التخريب.. وأشار في أعنف انتقاد علني على المملكة ربما منذ ثورة سبتمبر 62، إلا أن "المال السعودي الذي يقدَّم في ظل المصلحة العامة لا يمثّل شيئًا أبدًا، ولا يلبّي أي احتياجات أساسية لهذا الشعب، مقابل الأموال التي تتدفق للتدمير".. وأضاف: "الذي كان يموّل بشكل كبير في هذا البلد المشاريع التدميرية وتضر بالاقتصاد المحلي".. وتابع: "إذا كانت جارتنا (السعودية) لا تتقبل نهائيًا أن نقول لها نريد علاقات قائمة على حسن الجوار والاحترام المتبادل، فينبغي ألا تنظر إلى هذا الشعب باحتقار".. كما اتهم السعودية بالسعي إلى "فرض الأنموذج الليبي في اليمن بلدنا".. لافتًا إلى أنهم (السعوديون) "أسخياء وكرماء في كل ما يثير فتنة في هذا البلد ويشجعون على الاقتتال".. وقال إنه "لا يمكن أن نتجاهل الآخرين ليلعبوا كفيما يشاؤون، ويثيرون الفوضى كيفما يشاؤون، ويمكن أن نقدم على خطوات فعالة وقوية".

هجوم إعلامي خليجي يتجاوز المهنية الاصطفاف ضد الحوثيين
مخاوف المجتمع الدولي على اليمن يقابله السعي للتأزيم من الإقليم بمواجهة تحذير إيراني
تختلف نظرة الخارج إلى الوضع السياسي في اليمن سواء من الناحية الإعلامية أم السياسية، وفيما تتعامل السياسة الدولية وإعلامها بطريقة أقرب إلى الموضوعية مبتعدة عن الشخصنة، حتى وإن كان لديها موقف مناوئ، فإنه بالمقابل تبدو السياسة الإقليمية، والقصد هنا يتجه إلى المملكة السعودية بالذات، والإعلام المعبّر عنها، وكأنها طرف أصيل بالنزاع، إلى حدّ أن ما يُنشر في صحافتها يبدو وكأنه أقرب للردح، وبالذات ضد الحوثيين ومن يقف معهم.. وفي محاولة لرصد مواقف سياسية وما تناولته وسائل إعلامية يمكن للقارئ أن يخرج بموقف يستبين من خلاله التوجهات تجاه اليمن ونظرتها لأطراف الصراع، وأولى هذه المواقف التي يمكن اعتبارها مؤشرًا لما يمكن أن تسير عليها بقية الدول، هو ما يتخذه مجلس الأمن الدولي من قرارات بهذا الخصوص، وعلى ضوء قراراته الأخيرة يتبدى موقفًا حريصًا على عدم التصعيد؛ إذ حث جميع الأطراف في اليمن على تسريع المفاوضات على أساس المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة وملحقها الأمني بحسن نية، معترفًا بكون الحوثيين جزءًا من العملية السياسية، وما زال يرفض وصفهم بالانقلابيين، واعتبر أن هادي ما زال هو الرئيس الشرعي لليمن، ويطالب بالإفراج عن رئيس الحكومة والوزراء.. مؤكدًا على دعمه للمبعوث الأممي، جمال بن عمر، في مساعدة الأطراف في التوصل إلى اتفاقات توافقية لحل الأزمة السياسية.. وأكد: على جميع الأطراف السماح لجميع اليمنيين في التجمع السلمي دون خوف من الهجوم، وإصابة واعتقال، أو الانتقام.. وكذا التزام أعضاء مجلس الأمن القومي وحدة وسيادة واستقلال أراضي اليمن.. وعلى ذات السياق أعرب الوزير البريطاني عن خشيته من احتمال انقسام اليمن إلى دولتين، الذي قال إنه سيكون مأساويًّا، وسيجلب الضرر للبلاد كلها.. وقال في تصريحات، أعاد نشرها موقع وزارة الخارجية البريطانية على الانترنت: إن أي فرض للقوة في اليمن، سيؤدي إلى تزايد فرص الحرب الأهلية، ليس لليمن فحسب، بل للمنطقة برمتها، خصوصًا إذا حاولت منظمة أو جهة الانفراد بالسلطة، واستخدام القوة العسكرية لفرض الحلول".. وقال إلوود: "يجب أن يعي الحوثيون أنهم لن يتمكنوا من إدارة البلاد كلها مهما بلغت نسبة تمثيلهم للمجتمع المدني، ودعاهم للتعاون مع الأطراف اليمنية الأخرى، باتجاه تنفيذ القرار الأممي 2201 لكي يتم استئناف المفاوضات وإعادة الاستقرار للبلاد كله، وليس صنعاء فحسب".. وقال إلوود: إن بريطانيا تبحث إمكانية إعادة فتح السفارة البريطانية في اليمن، واختيار مكان مؤقت لعملها، سيتم الإعلان عنه قريباً، آملاً أن يتحقق الاستقرار في العاصمة والبلاد كلها للتمكن من العودة بأقصى سرعة.. فيما قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إنها تراقب الوضع الحرج وتعثر الحوار السياسي في اليمن عن كثب وبقلق شديد، داعية الأطراف إلى العمل على حوار هادف لتجنب المزيد من عدم الاستقرار.. وأعلنت أنها وثقت عددًا من الاعتقالات غير القانونية والاعتقال التعسفي واستهداف الصحفيين خلال المظاهرات الحاشدة التي وقعت في الأشهر القليلة الماضية.. وأشارت رافينا شمدساني - المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان - إلى مقتل أحد المتظاهرين في إب، الأسبوع الماضي، نتيجة استخدام القوات الخاصة، تحت سيطرة الحوثيين، الذخيرة الحية لتفريق المظاهرات.. وأضافت خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "أن المفوضية تتواصل مع الجهات ذات العلاقة، وتدعوها إلى العمل من أجل تحقيق العدالة والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان".. وأشارت المفوضية إلى أنه لم يتم حتى الآن البدء في أية تحقيقات بخصوص هذه الانتهاكات والاعتداءات، الأمر الذي يؤجج قضية عدم المساءلة عن الانتهاكات المرتكبة في اليمن في السنوات الأخيرة.. وشددت المفوضية على ضرورة قيام جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس والعمل على حل المأزق السياسي بطريقة سلمية، وتجنب خروج الوضع عن السيطرة.. الأزمة اليمنية صارت حاضرة ربما في جميع اللقاءات التي تجمع زعماء مسؤولي الدول المختلفة، وكانت اليمن على قائمة مباحثات القمة السعودية المصرية، وبهذا الخصوص أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أن الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ، معتبرًا أن الأزمة اليمنية بالغة التعقيد، وأنها بحاجه إلى لم الشمل، وتحرك وبذل جهد لحلها عبر إرادة مخلصة.. وقال السيسي: إن المشكلة اليمنية معقدة جدا، لكن نستطيع التحرك وبذل جهد لحل تلك القضية، مؤكدًا الحاجة إلى لم الشمل وتطييب جراح الوطن العربي.. وتابع: "هذا يحتاج لإرادة مخلصة". وشدد السيسي - في لقاء بثته قناة "العربية" مساء السبت: على ضرورة التحرك لإيجاد حل في اليمن وسوريا وليبيا وفي أية دولة أخرى.
دعم سعودي غير محدود لهادي
وتأتي هذه المواقف الدولية في ظل تصعيد خليجي تقوده المملكة السعودية، حيث نقلت أربع دول سفارتها إلى عدن، وهي: (السعودية ـ الإمارات ـ الكويت)، كما استأنفت دولة البحرين فتح سفارتها مع أنها لم تكن مغلقة في صنعاء، كما زار أمين عام مجلس التعاون عدن، والتقى بالرئيس هادي، معبّرًا عن دعم المجلس لشرعيته، ودعا الاجتماع الحكومي في المملكة السعودية إلى الالتفاف حول هادي، وقال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي, في بيان له عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين الماضي: إن المجلس أبدى «تطلعه لأن يكون خروج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مقر إقامته الإجبارية، ووصوله إلى عدن، خطوة مهمة لتأكيد الشرعية».. ودعا المجلس أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول رئيسهم، من أجل ممارسة مهامه الدستورية، ودفع العملية السياسية السلمية، وإخراج بلادهم من الوضع الخطير الذي وصلت إليه، معربًا عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في اليمن.
حملة إعلامية خليجية ضد الحوثيين
ويتزامن الدعم السياسي لهادي مع هجوم عنيف من قِبل الوسائل الإعلامية الخليجية ،وبالذات السعودية؛ حيث تشن قناتا (الجزيرة، والعربية) هجومًا على الحوثيين، وتتبنى وجهة النظر المعادية لوجودهما، وهي ذات المواقف التي تتخذها الصحف الخليجية التي تعدت مسألة نقل الخبر أو نشر تحليل إلى الشتم والتحريض، وهاجمت صحيفة السياسة الكويتية عبدالملك الحوثي، ووصفته بـ" الإرهابي المنقلب على الدولة"، الذي قالت إنه حاول تقديم اليمن فريسة لإيران.. وقال رئيس التحرير أحمد الجار الله: إن الحوثي ظهر في خطابه الأخير بعد التيقن من فشله سياسيًّا "على شاكلة نظيره في العمالة حسن نصر الله, متوعدًا ومهددًا, فيما كانت نبرة صوته تدل على مرارة الهزيمة التي يشعر بها بعد أن وجد نفسه في مواجهة غالبية اليمنيين".. وأوضح أن مهاجمته لدول الخليج لن تجعل من وصفتهم بـ "مشغليه في طهران يبحثون عمن يفتح لهم كوة في جدار العزلة الدولية كي لا يغرقوا في بحر الغضب الشعبي جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي افتعلوها بمغامراتهم".. وأشار إلى أن الحوثي "في خطابه الأخير.. بصم على وثيقة وفاة مشروع إيران السياسي".
وقالت صحيفة "عكاظ"، في افتتاحية الجمعة، تحت عنوان الحوثيون اغتصبوا سلطة اليمن في ما يعد تحريضًا: إن هناك تشابهًا كبيرًا بين الوضعين اليمني والليبي الحاليين، وبالذات من حيث تعامل الأمم المتحدة "الهزيل" مع الوضعين المأساويين.. حيث أصبحت في كل بلد من البلدين سلطتان، إحداهما شرعية على مستوى الداخل والخارج، وأخرى مفروضة على الشعب، وكذلك على الأمم المتحدة.. وأضافت أنه في الوقت الذي يوجد فيه رئيس شرعي في اليمن، فإن هناك مغتصبًا حقيقيًّا للسلطة، ممثلاً في الحوثيين الذين يفرضون هيمنتهم على البلاد بقوة السلاح وقتل وخطف واعتقال الأبرياء.. في الوقت الذي تعاني فيه ليبيا من وجود سلطة شرعية كاملة، وسلطة متطرفة أخرى تمارس نفس الأعمال البربرية وتعطل مسار الحياة في البلد.. وتابعت "عكاظ" قائلة: إن المؤسف حقًّا أن المنظمة الدولية تتحرك ببطء، وتتحدث عن حلول سياسية مستحيلة.. وتساهم في تعطيل أوجه الحياة في البلدين.. وتساءلت قائلة: إننا لا ندري إلى متى يستمر هذا الحال؟.. وقالت: إنه "وعلى نفس المنوال، فإن الأمة العربية تتابع البلدين وهما يتدهوران بصورة يومية ولا من يتحرك.. ولا من يدعم السلطتين الشرعيتين في البلدين ويساعدهما على أداء مهامهما وتأمين سلامة المواطنين ضد إرهاب المغتصبين للسلطة.. ولا من يدعو حتى إلى أي تحرك سياسي قوي ومنظم.. وتساءلت الصحيفة السعودية، في ختام تعليقها قائلة: "إلى متى يستمر هذا الحال؟.

الاعلام الاسرائيلي على خط الأزمة ناقشت الصحفية الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية، ـ سمدار بيري ـ أزمة اليمن بطريقتها الخاصة معتبرة أن المواجهة ستكون بين شيعة متطرفين حيال سنة كفاحيين، وشددت بيري على أن هذه الفضيحة تحتل الآن العناوين الرئيسة بسبب الصراع الذي يديره الرئيس السابق ضد من حل محله، ويعزز صالح الحوثيين الشيعة الذين يعملون بإلهام إيراني، ويدفع الرواتب لقادة الثوار الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، وأدخلوا الرئيس الحالي هادي إلى الإقامة الجبرية، وحلوا البرلمان والحكومة.. وقالت بيري: إن «ما يحصل في اليمن يثير الأعصاب في «الخليج الفارسي»، وذلك ليس بسبب المليارات، بل بفعل أيادي إيران الطويلة، في إشارة منها للحوثيين».. وأكدت بيري - في مقالتها لصحيفة «يديعوت»، الاثنين - أنه إذا ما وقع الاتفاق الإيراني الأميركي، وإذا ما رفعت العقوبات الاقتصادية وخرج آيات الله عن العزلة، فإن السعودية ستدخل في الوهابية المتطرفة.. واستدركت بيري بالقول: «لم يعد هذا محورًا إسلاميًّا معتدلاً مقابل مجانين الإسلام، بل شيعة متطرفين حيال سنّة كفاحيين.. هذا يعني أن المساعدة السعودية لمصر في خطر، هذا يعني انعطافة خطيرة في الخليج.
السيسي - رئيس مصر - يشخص ما يجري، وهو يدعو إلى تشكيل ائتلاف عربي ويعقد قمة في شرم الشيخ في الشهر القادم.. سوريا فقط غير مدعوة، ويستعد اليمن للوصول، وليس واضحًا من سيترأس وفده»
إيران وتحذير من ارتكاب خطأ استراتيجي من عدن
إيران بدورها كانت حاضرة في الأزمة، ولكن باتجاه التحذير المبطن ضد دول الإقليم، حيث دعا مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الجمعة، "الأطراف التي تسعى إلى إثارة حرب داخلية في اليمن انطلاقًا من عدن إلى عدم ارتكاب خطأ استراتيجي".. وحذر عبداللهيان من أن "التحرك باتجاه تقسيم اليمن لا يخدم أي طرف في المنطقة"، مؤكدًا أن "شعب وقادة اليمن لن يسمحوا بأن يتحول هذا البلد المتحد إلى صومال أو ليبيا أخرى".
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني: إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم الوحدة الوطنية في اليمن وتطبيق اتفاقية السلم والشراكة المكملة لمبادرة مجلس التعاون ويمن موحد"، كما وصف خطيب جمعة طهران كاظم صديقي ما يجري في اليمن بأنه "انتفاضة".. وقال: إن "ما دعا الأعداء وبعض دول المنطقة للتحدي هو حضور الشعب اليمني في الساحة، ولا يمكن للرئيس الفار أن يثنيهم عن الحضور"، وذلك في إشارة إلى دعم طهران لقرارات ما يسمى اللجنة الثورية التي شكلها الحوثيون لإدارة شؤون البلاد.
وأضاف صديقي: أن الشعب اليمني "يريد تشكيل حكومة يجري إرساء دعائمها بصورة ديمقراطية من قبل الشعب".
السيد يتجاوز الدبلوماسية إلى هجوم غير مسبوق على السعودية
وكان عبدالملك الحوثي في أول هجوم علني على المملكة قد هاجم السعودية في الخطاب الأخير، قبل يومين، ولمح إلى إمكانية إقامة علاقات خارجية مع دول غير السعودية وأميركا، الذي قال إنهما لم يقدما لليمن أي شيء خلال الفترة السابقة.
واتهم "الحوثي"، الرئيس هادي بالقول: كان لدينا رئيس سابق خاضع للأميركان والسعودية، ويتلقى أي أمر ويتوجه لتنفيذه مباشرة.. وقال: "النفوذ المطلق في صنعاء في الشأن السياسي كان للسفير الأميركي والسفير السعودي".. واتهم السعودية بالعمل على إرسال أموالها إلى اليمن بهدف التخريب.. وأشار في أعنف انتقاد علني على المملكة ربما منذ ثورة سبتمبر 62، إلا أن "المال السعودي الذي يقدَّم في ظل المصلحة العامة لا يمثّل شيئًا أبدًا، ولا يلبّي أي احتياجات أساسية لهذا الشعب، مقابل الأموال التي تتدفق للتدمير".. وأضاف: "الذي كان يموّل بشكل كبير في هذا البلد المشاريع التدميرية وتضر بالاقتصاد المحلي".. وتابع: "إذا كانت جارتنا (السعودية) لا تتقبل نهائيًا أن نقول لها نريد علاقات قائمة على حسن الجوار والاحترام المتبادل، فينبغي ألا تنظر إلى هذا الشعب باحتقار".. كما اتهم السعودية بالسعي إلى "فرض الأنموذج الليبي في اليمن بلدنا".. لافتًا إلى أنهم (السعوديون) "أسخياء وكرماء في كل ما يثير فتنة في هذا البلد ويشجعون على الاقتتال".. وقال إنه "لا يمكن أن نتجاهل الآخرين ليلعبوا كفيما يشاؤون، ويثيرون الفوضى كيفما يشاؤون، ويمكن أن نقدم على خطوات فعالة وقوية".





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign