صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران      
    تقارير /
توازن القوة بين الأطراف هل يساعد على حل الأزمة أم تفجيرها

04/03/2015 17:42:34


 
الوسط - تقارير
 تكاد صافرة النهاية أن تُعلن قريبًا لأزمة تحققت لأطرافها عوامل توازن سياسي على المستوى الداخلي والخارجي وقوة على الأرض ما زال حشدها يتواصل من قبل الداعمين أنفسهم، وحال كهذا يُعد سلاحًا ذا حدين؛ إذ قد يكون هذا التوازن مانعًا من الانفجار في حال التوصل إلى توافق للخروج من أزمة انتقال السلطة في حال ابتعدت الأطراف عن تأثيرات الخارج، أو أن هذا الدعم الخارجي سيمثل عاملاً مؤججًا للصراع لمحاولة حسمه بالقوة بغرض إقصاء كل طرف للآخر في حرب ستقوم بالوكالة مع أن مسألة الحسم هي أمر لا يمكن تحقيقه، وتعلمه أطراف الصراع على وجه اليقين، ولعل هذا هو ما أرغم المكونات للتأكيد على الحوار والعودة إليه رغم ما تعلنه من تعليق لحضورها بعض الجلسات، والتي عادت إلى الاجتماعات على الرغم من حدة التصعيد على الأرض، وما يبدو من افتراق بحسب تمسك كل طرف بشروطه، وبالذات ما له علاقة بنقل الحوار، وما أبداه هادي ودول الخليج من نكوص عن اعتبار اتفاق السلم والشراكة أحد مرجعيات حل الأزمة حين تم إسقاطها من كافة البيانات الرسمية ذات العلاقة، وهو ما سار عليه الرئيس من عدن على الرغم من تأكيد مجلس الأمن على كون اتفاق السلم مكملا للمبادرة الخليجية، وهو ما يعد تصعيدًا للمواقف والمطالب التي تأتي في ظل اشتراطات جديدة لهادي لاستئناف الحوار الوطني لحل الأزمة، وأبلغها بن عمر، وتتمثل بـ"إلقاء الحوثيين للسلاح، والتحول إلى حزب مدني، والخروج من كل مؤسسات الدولة التي سيطروا عليها، بالإضافة إلى الشرط السابق الذي كان هادي قد أعلنه، ويتمثل بنقل الحوار إلى محافظة عدن أو تعز، وهو ما رفضه المؤتمر الشعبي وأحزاب التحالف في بيان أكدوا فيه تمسكهم بصنعاء حاضنة للحوار الوطني، ومن أن نقل الحوار إلى خارجها يهدف لتعطيل الحوار وإعاقة القوى السياسية من التوصل إلى توافق وطني حول قضايا الخلاف.. وهو ما يتوافق مع الموقف الرافض للحوثيين، وفي هذا السياق الذي تبدو فيه مؤشرات نجاح أي اتفاق تكاد تكون معدومة في ظل تصاعد التهديدات بين "أنصار الله" الذي أحالوا الرئيس إلى النيابة كمتهم وبين إعلان الأخير غير الرسمي بكون صنعاء عاصمة محتلة، والحوثيين انقلابيين، فإن المبعوث الأممي ما زال يطبخ على نار هادئة بنودًا جديدة قائمة على تشكيل مجلس رئاسي قد يكون هادي على رأسه مع كون القرارات المصيرية والكبيرة يتم البت فيها بالإجماع..
التئام الفرقاء مجددًا بحضور بن عمر على الرغم من استمرار مقاطعة التنظيم الناصري الذي يشترط تنفيذ شرط هادي بنقل الحوار ناقش ما له علاقة بتزمين مراحل نقل السلطة وتهيئة الأجواء للوصول إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مع ما يراه البعض من محاولة للقفز على أساس المشكلة المسببة للأزمة، المتمثلة بشرعية هادي وتشكيل المجلس الرئاسي الذي يصمم عليه الحوثيون، فيما يرى قياديون يحظرون الجلسات أن بقاء الحوار هو المانع للحرب حتى مع وجود التباين والانقسامات التي تزداد حدة، والتي وصلت إلى الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الذي انقسم بين هادي والحوثي، حيث وقف الشيخ عبدالهادي العامري - الرئيس الدوري للهيئة السياسية للحراك، وعضوان فيه، هما: غالب مطلق، واللواء خالد أبو بكر باراس، مع بقاء الحوار في العاصمة صنعاء، وسلموا المبعوث الأممي جمال بنعمر، والأطراف اليمنية المتحاورة في موفمبيك رسالة أكدوا على تمسك الحراك الجنوبي بالحوار كنهج لا حياد عنه.. مضيفًا: أن أي مواقف أخرى خلاف ذلك لا تمثل المكون، وهي مواقف شخصية لا تمثل إلا أصحابها فقط.. بينما وقف القيادي في الحراك الجنوبي ياسين مكاوي، على النقيض من موقف زملائه، وقال لوكالة "خبر": إنهم يفضلون أن يكون الحوار خارج اليمن، وفي حال توافقت الأطراف اليمنية على نقل الحوار إلى تعز أو عدن فليس لديهم في الحراك أي مانع من المشاركة.. وأشار إلى أن نقل الحوار إلى مكان آمن سيكون ضمانًا لإنجاح الحلول والخروج بالوطن من المأزق الذي يمكن أن يقوده إلى المجهول.. وهنا، وما دام الفرقاء يعلمون عدم إمكانية تحقيق أي تحالف للنصر، ويصرون على الحوار فإن مسألة التوافق قد يكون ممكنًا، أو على الأقل فإن كل طرف سيراهن على إسقاط الآخر بأقل كلفة، وهو ما سيؤجل من انفجار الوضع.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign